
مقدمة الكتاب
الدين والسياسة السماء الصافية والبحر العميق قضية في غاية الأهمية بل هي من اهم واخطر القضايا على الاطلاق خاصة في الوطن العربي
والعالم الإسلامي ودورها رئيسي وأساسي في قضايا التخلف والتنمية والتبعية والاستقلال وبالرغم من ذلك لم تحظى بالاهتمام الكافي من الباحثين
والكتاب والعلماء بوجه عام ربما لحساسية القضية والخوض فيها قد يعرض صاحبها لكثير من الاتهامات من كلا الطرفين الديني والسياسي ولكن
لأهمية وخطورة وتداعيات هذه القضية كانت فكرة هذا الكتاب لفتح باب الحوار والنقاش والرأي والراي الاخر للوصول رأى مجتمعي قادر على
الاستفادة من تجارب الماضي المؤلمة من اجل مستقبل وحياة افضل لامتناالعربية وعالمنا الإسلامي وحتى لا تكون وسيلة او نقطة ضعف يستغلها
أعداء الامة لمصالحهم الخاصة لان هذه القضية تعتبر من وجهة نظري السبب الأساسي للتخلف والانقسام الحالي في وطنا العربي بالرغم من ان
المشكلة قديمة وجذورها قديمة ترجع للماضي البعيد وهى ترجع لأهمية كل من رجل الدين ورجل السياسة والدور الهام لكل
منهما في حياة ومصير ومستقبل الشعوب ولذلك يلجأ كثير من الحكام للاستعانة برجال الدين لكسب ثقة شعوبهم وتبرير سياساتهم او تجاوزاتهم
او على الأقل لكسب دعمهم وتأييدهم وهناك نماذج عديدة لذلك فمثلا في مصر الفرعونية او الحضارة المصرية القديمة كان الحاكم يستعين برجال
الدين لكسب تأييدهم لقوة تأثير رجل الدين على المجتمع فهذه صفات بشرية موجودة في كل المجتمعات والعصور وعادة ما تستخدم من قبل الحاكم
سواء كان صالح بغية تفعيل الإنجازات والتنمية او كان الحاكم غير صالح بغية تبرير الفساد والظلم وفى الغرب نماذج عديدة لدور الكنيسة السياسي
وعلى سبيل المثال لعبت الكنيسة دورا أساسيا في دعم موسوليني في إيطاليا وتبرير جرائمه بالرغم من ان موسوليني ملحد وكان من دعاة اغلاق
الكنائس ومع ذلك ايدته الكنيسة والتاريخ العربي الحديث به نماذج متعددة منها على سبيل المثال تجربة محمد على الذى استعان برجال الدين وظهر
للناس انه يحكم باسم الدين ثم قام بالتخلص من رجال الدين وغير في نظام قانون الازهر وغير محمد على نماذج متعددة اعلن بعض الحكام
صراحة انهم استعانوا برجال الدين بناء على رغبة اصدقائهم في الغرب لأهداف ومصالح سياسية وليست دينية وهنا امامنا مجموعة كبيرة من
استخدام الدين لأغراض سياسية ومن ثم بغض النظر عن الاتفاق او
الاختلاف حول بعض المواقف السياسية او بعض الجماعات او الأشخاص
او القيادات والنظم فمن المؤكد والثابت عبر التصريحات المنشورة او
الوثائق التي يفرج عنها في الغرب ان هناك كثير من القيادات السياسية
استعانت بالدين ورجاله لتدعيم سياساتهم وكسب التايد الشعبي بغض النظر
عن التفاصيل والنوايا وايضا من المسلم به ان بعض رجال الدين استعان
او لجاء بنفسة لرجال الحكم والسياسة وشارك في دعمهم وبعض رجال
الدين شارك في هذه الأنشطة والأنظمة السياسية بغض النظر عن النوايا
التي لا يعلمها الا الله والنماذج كثيرة شرقا وغربا قديما وحديثا سواء عن
علم او عن جهل بحقيقة الأهداف وبمن المستفيد من هذه المشاركات للرجال
الدين في السياسة ومما يزيد المشكلة تعقيدا ان كل من العلوم الدينية
والسياسية علوم مركبة وصعبة وتزداد الصعوبة في العلوم السياسية لأنها
كالبحر العميق وما خفى منها عادة اكبر واخطر من الظاهر مع تعقد
وتشابك المصالح وتزداد المشكلة مع انتشار الامية الفعلية والثقافية وغياب
المعرفة الموسوعية والنظرة الشاملة للأمور حتى بين بعض المتعلمين
وخاصة وان وطنا العربي يتعرض لكثير من المؤامرات وهناك كثير من
الاذرع والأيدي الخفية التي تخطط وتدبر لتدمير الامة في الخفاء وهناك من
يساعدها في الداخل سواء بعلم او بجهل لنشر مخططاتها وتحقيق اهدافها
بكافة الوسائل والأساليب سواء الدينية او الفنية او المالية او غيرها ومن ثم
فالقضية خطيرة وعميقة وتستحق كثير من الحوار والنقاش المجتمعي وعلى
كافة المستويات في وطنا العربي الكبير والإسلامي وبالطبع هناك وجهات
نظر مختلفة والحقيقة كاملة لا يملكها شخص ولكن هذا الكتاب محاولة
متواضعة لأثارة القضية وفتح حوار حولها وطبيعي قد نتفق او نختلف في
التفاصيل او في بعض القضايا ولكن الهدف هو إعادة نظر في كل قضايا
هذا الكتاب (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين)
الأعراف 89 ربنا ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنى الباطل باطلا
وارزقنى اجتنابه ومعظم مراجع هذا الكتاب موجودة ومسجلة بعضها
صوت وثورة سهل الرجوع اليها على جوجل وهناك تصريحات رسمية
لبعض المسؤولين تم ذكر المصدر والتاريخ بالإضافة لوثائق أخرى
موجوده وسهل الرجوع اليها وتم تحديد مرجع هذه الاحداث وكتابتها لمن
يريد الرجوع اليها ومن ثم تناول الكتاب هذه القضية من خلال ستة فصول
أساسية شارك في كتابتها ثلاث كتاب من تخصصات مختلفة حيث كتب دكتور
حاتم أربعة فصول والباحث عبد الرحمن الصادق فصل واحد ودكتور خضير
مظهر من العراق الشقيق فصل واحد وبداء الفصل الأول للكتاب لدكتور حاتم
بعنوان الدين والسياسة السماء الصافية والبحر العميق تناول فيه الكاتب تشابك
العلاقة بين الدين والسياسة من حيث الشد والجذب بين المصالح والضغوط مع
استعراض لحالة التعليم والامية و الثقافة في الوطن العربي مقارنة بالعدو ثم تناول
الكاتب أوجه الاختلافات الجذرية بين العلوم الدينية وهى مثل السماء الصافية النقية
ومصدرها الوحى والسماء وهى واضحة لاريب فيها وثابتة ونقية والفرق بين هذه
العلوم الدينية والعلوم السياسية فهي مثل البحر العميق لان مصدرها البشر
والمصالح والاطماع وهى عادة ما خفى منها اكبر واخطر واعظم مع وجود
مصالح متبادلة بين الطرفين مما يعوق الرؤية فتصبح ضبابية لذلك نجد كثير من
رجال الدين غير مواقفه السياسية مما يعكس عدم وضوح الرؤية ثم يتناول الفصل
قضية نشر الدين هل الأفضل من القاعدة للقمة ام من القمة للقاعدة ثم يتناول الفصل
الثاني للكاتب عبد الرحمن الصادق نظرة تاريخية لظاهرة استخدام الدين في السياسة
منذ عصر الخلافة ثم يتناول الفصل الثالث لدكتور حاتم عبد المنعم الدين والسياسة
في مصر المعاصرة من خلال استعراض موقف كل من محمد على والملك فاروق
ثم جمال عبد الناصر والسادات ومبارك من الدين ويختتم الفصل بعرض لبعض
اراء السياسيين ورجال الدين في زعماء مصر المعاصرين ثم يعرض الفصل الرابع
لدكتور حاتم ظاهرة الفوضى الخلاقة وعلاقتها بالدين والسياسة فبيداء بعرض مفهوم
وجذور الفوضى الخلاقة وخطوات ومجالات استخدامها خاصة في السياسة ثم
يتناول مظاهر وابعاد الفوضى الخلاقة في مصر ثم في الوطن العربي ثم في الشرق
الاوسط ثم يتناول دكتور حاتم في الفصل الخامس تحليل اجتماعي لفكر حسن البنا
وجماعة الاخوان من خلال تناول نشأة الجماعة ثم دلالة الاسم والشعار ثم يتناول
المرجعية الدينية للجماعة ثم قضية التكفير والعنف وعلاقتها بالجماعة وموقف
الجماعة من الخلافة الإسلامية والديمقراطية والأحزاب والمرأة ثم ينتقل لقضية
القبلية داخل الجماعة ثم قضية الوطن في فكر الجماعة وأخيرا اتهامات حكومة
الملك فاروق للجماعة ويختتم الكتاب بالفصل السادس للدكتور خضير عن قضية
استخدام الدين والسياسة بين السنة والشيعة
رابط التحميل
https://drive.google.com/file/d/13K_IH_oooQdFEPDSsMILdjqe2KtvyUpa/view?usp=sharing
كتاب عظيم