سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 15 أغسطس 1970.. عبدالناصر يعرض على السفير السورى سامى الدروبى عقد جلسات معه للكشف عن أسرار ومسيرة ثورة 23 يوليو
الخميس، 15 أغسطس 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 15 أغسطس 1970.. عبدالناصر يعرض على السفير السورى سامى الدروبى عقد جلسات معه للكشف عن أسرار ومسيرة ثورة 23 يوليو جمال عبد الناصر و سامى الدروبى
بعد ترحيب الرئيس جمال عبدالناصر بالسفير السورى فى القاهرة، المثقف والكاتب والمترجم العربى الكبير سامى الدروبى يوم 14 أغسطس 1970، بدأ الرئيس فى الكشف له عن سبب استدعائه إلى الإسكندرية للقضاء أسبوعا فيها هو وعائلته «راجع، ذات يوم، 14 أغسطس 2019».
يتذكر سامى شرف مدير مكتب عبدالناصر فى الجزء الثالث من مذكراته، أن الدروبى اتصل به مساء 15 أغسطس، مثل هذا اليوم، عام 1970، وقال له: «الرئيس ألقى على ضميرى وعلى عقلى تبعة مسؤولية خطيرة للغاية، أرجو أن أكون موفقا فيما سأقوله وأتناقش فيه معه»، وينقل «شرف» طبيعة هذه «المسؤولية» من واقع ما دار بين الرئيس والدروبى.
قال الرئيس: «يا أخ سامى أنا الحقيقة أحببت أولا أن أرفه عنك من عناء العمل فى حر الصيف بالقاهرة، وثانيا أن نلتقى بعيدا عن الرسميات وعن جو القاهرة والأضواء، وأريد أن أحكى لك أنت بالذات أمورا كثيرة لتكون أحد الشهود على ثورة 23 يوليو 1952.. ولثقتى فيك ثقة لا حدود لها، أنا عايز أقعد معاك جلسة أو اثنين أو أكثر لو اقتضى الأمر لأشرح لك بالتفصيل الكثير من القضايا والأسرار والمواقف العامة والخاصة».
تحدث الرئيس عن الأسرار التى سيكشف عنها، وكانت وفقا لشرف: «ثورة 23 يوليو 1952.. كيف؟ ولماذا؟ وأين نحن الآن؟. وإلى أين؟.. مواقف الناس كلها فردا فردا، مسؤولون وغير مسؤولين.. الخلافات السياسية وأسبابها ونتائجها ما قبل الثورة وما بعدها.. التوازنات والظروف التى فرضت نفسها لاتخاذ قرارات مصيرية وقرارات قد تبدو غريبة، أو غير متوقعة سواء بالنسبة لأحداث أو لأشخاص.. قضية الوحدة «مصر وسوريا 1958» والانفصال «28 سبتمبر 1961»، كيف، ولماذا؟ والمسؤوليات..المؤسسة العسكرية والوضع العسكرى.. العلاقات مع الغرب ومع الشرق.. التنظيم السياسى.. الاتحاد الاشتراكى وكيف سيكون شكل خريطة العمل السياسى فى السنوات الخمس المقبلة حتى سنة 1975، وهل سنفتح العمل السياسى لتكون هناك تعددية سياسية وأحزاب.. مؤامرات حزب البعث المتكرر منذ قيام الوحدة 1958 وحتى الآن.. أربع مؤامرات كبيرة غير النشاط الفردى وغير ما لم يٌكتشف «الانفصال.. ماذا حدث أثناء مباحثات الوحدة الثلاثية..التآمر على ثورة ليبيا «سبتمبر 1969».. كيف يعمل الرئيس وبمن؟.. التصور بالنسبة للنوايا المستقبلية وشكل الحكم.. وأخيرًا تصوره للمعركة العسكرية وبالتالى بعد ذلك المعركة الاقتصادية».
يصف «شرف» رد فعل «الدروبى» بعد أن سمع هذا الكلام: «كنت أجلس على كرسى فى مواجهة الرئيس، وكان الأخ سامى الدروبى يجلس بجوار الرئيس.. وبحكم العادة ركزت على متابعة انفعالات الأخ سامى، وتعبيرات وجهه وهو يستمع – وكان رحمه الله – يحسن الاستماع، مقلا فى كلام لا داعى له، مستطردا ومستفيضا فى الكلام المفيد، مرتب الذهن والتفكير، صافى العقل هادئا، متزنا، رزينا، حالما بعلم، شاعريا».
يضيف«شرف»: «كما رأيت بدأت الانفعالات بابتسامة عريضة لأن الثقة تأكدت من خلال هذه العناوين ورؤوس المواضيع التى طرحها الرئيس جمال.. ثم تدرجت الانفعالات من فرح إلى دهشة إلى ذهول، لدرجة أنى فى لحظة أحسست أنى سأقوم من مكانى لأهزه لكى أطمئن أنه معنا».. يؤكد شرف: «عندما انتهى الرئيس من استعراض العناوين قال: إيه رأيك يا سامى؟.. لم يرد سامى.. ضحك الرئيس وقال له: «أنت نمت ولاسرحت؟».
يؤكد «شرف»، أن الدروبى تنبه وقال برقة متناهية: «عفوا سيدى الرئيس، أنا معك.. معك بقلبى وبروحى وبوجدانى وعقلى وبكل ما أملك.. لكن لا تؤاخذنى سيدى الرئيس.. لكى أكون أمينا وصريحا معك فإن أذناى لا تصدقان ما أسمع.. وهل أنا فى هذه المنزلة والدرجة من الثقة عندك بالدرجة التى تسمح أن أشارك فى هذه الأمور الجسيمة والخطيرة التى نعتبرها ملك عبد الناصر، وعبد الناصر فقط.. الحقيقة سيدى الرئيس أنا على استعداد لأن أقيم أمام باب هذه الاستراحة طوال الفترة التى تراها وترتضيها حتى ننتهى من الاستماع إلى بحث هذه المسائل الحيوية والمصيرية، خصوصا فى هذه الفترة العصيبة التى يمر بها عالمنا العربى».
وفقا لشرف، فإن الرئيس رد على كلام الدروبى قائلا: «لا.. أنا أحببت فقط أن أنقل إليك عناوين رئيسية لكى تفكر فيها لتكون نظرة شاملة حتى تكون المناقشة مثمرة، ولكى لا نحرث فى الماء كما يقولون، ولكى لا نحكى فقط زى ما بتقولوا فى سوريا».. استطرد الرئيس، قائلا: «عايزك تأخذ يومين راحة واستجمام فى هدوء وبعدين أبعت لك سامى شرف يجيبك لنبدأ حديثنا بالتفصيل».
اتصل الرئيس بشرف بعد يومين من مقابلته للدروبى، كان الاتصال فى الصباح الباكر.. يتذكر شرف، سألنى الرئيس: «ازى سامى الدروبى؟.. مستريح فى إقامته ولا لأ؟.. أجابه: «هو مستريح تماما.. لكن قلقل جدا نتيجة تفكيره فيما دار من حديث مع سيادتك..وقال لى مساء أمس «15 أغسطس 1970»: «الرئيس ألقى على ضميرى وعلى عقلى تبعة ومسؤولية خطيرة للغاية، أرجو أن أكون موفقا فيما سأقوله وأتناقش فيه مع الرئيس».
علق الرئيس على كلام شرف.. فماذا قال؟.
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 16 أغسطس 1970.. عبدالناصر يكشف للدروبى قصة ثورة 23 يوليو.. ويؤكد: «كان لابد من إحداث تغيير فى الخريطة الاجتماعية لمصر»
الجمعة، 16 أغسطس 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 16 أغسطس 1970.. عبدالناصر يكشف للدروبى قصة ثورة 23 يوليو.. ويؤكد: «كان لابد من إحداث تغيير فى الخريطة الاجتماعية لمصر» جمال عبدالناصر وسامى الدروبى
علق الرئيس جمال عبد الناصر على ما استمع إليه من مدير مكتبه سامى شرف، يوم 16 أغسطس– مثل هذا اليوم- 1970، حول قلق السفير السورى فى القاهرة، المثقف والمترجم الكبير سامى الدروبى من المهمة التى طلبها الرئيس منه وهى عقد عدة جلسات مع الرئيس، ليكشف له الأسرار والمواقف العامة والخاصة بثورة 23 يوليو 1952 ومسيرتها منذ أن قامت وحتى وقت لقائهما.. راجع، «ذات يوم 14 و15 أغسطس 2019».
يكشف سامى شرف تعليق الرئيس على ماسمعه منه عن قلق الدروبي..يقول فى الجزء الثالث من مذكراته: «هو فاكر إن تحمل المسؤولية ومصير أمة شىء هين أو بسيط أو يتقرر بالكلام بس؟..التعامل مع البشر لا يحتاج إلى زراير تدوس عليها فى ماكينات لتعطيك حاصل ضرب أو عملية طرح أوقسمة أوجمع، التعامل مع البشر عملية غاية فى الصعوبة والتعقيد لأنك لن تستطيع أن ترضى كل الناس طول الوقت، ولن تستطيع أن تحقق رغباتهم وطموحاتهم كلها مرة واحدة.. أنت فاكر كلام ديجول فى إحدى خطبه لما قال إن حاكم لهذا البلد لن يستطيع أن يرضى شعبا يأكل مائة وخمسين نوعا من الجبن.. ثم إن الكمال لله وحده، ولن تستطيع قوة بشرية أن تعدل كل العدل، أو تهيئ للمجتمع كله ما يريد ويحلم به، لا بد أن تحدث أخطاء، ولكن لا بد أن نمر بمراحل التجربة والخطأ إذا أردنا أن نتقدم، وإلا سنصاب بالجمود ونقف محلنا فى الوقت الذى يتقدم فيه العالم كل يوم خطوات وخطوات.. شوف الصين بدأت تجربتها سنة 1949 والنهاردة وصلوا لإيه، إنهم يقومون بإنتاج الإبرة والصاروخ وشوف عملوا إيه فى الزراعة.. شوف عملوا إيه فى القضاء على العصافير اللى كانت تأكل القمح عندهم ولا الذباب وغيرها، ويضعون أنفسهم على أول الطريق ثم يتقدمون ولا يتجمدون وإلا ضاعوا فى زحام طفرة التقدم التى يلهث العالم كله جريا وراءها للحفاظ على بقائه».
اختتم الرئيس كلامه لسامى شرف قائلا: «نهايته.. تجيب لى سامى الدروبى النهاردة الساعة 11 صباحا».. يذكر «شرف»، أن الرئيس بعد أن طلب منه المجئ بالدروبى الساعة 11 صباحا، استفسر منه عن أخبار الداخل والخارج، فعرض عليه موجزا سريعا للموقف على جبهة القتال وأهم الأخبار العالمية والداخلية..ويضيف: «فى تمام الساعة الحادية عشرة دخلت أنا وسامى الدروبى استراحة المعمورة، وقدته إلى المكان الذى يفضل الرئيس أن يجلس فيه فى هذا الوقت من النهار».
يتذكر «شرف»: «بعد تقديم المرطبات والقهوة سمعت صوت الرئيس نازلا على الدرج العلوى من الدور العلوى إلى الصالة، فنبهت الأخ سامى بإيماءة من رأسى بأن الرئيس فى طريقه إلى حيث نحن نجلس، وأقبل الرئيس بقامته المرفوعة مرتديًا قميصًا أبيض اللون بنصف كم وبنطلون رمادى، وصندل من الجلد البنى..دخل علينا مبتسما محييا، قائلا: «صباح الخير.. أنتم قاعدين فى المكان المضبوط والظاهر إنكم جايين مستعدين ومذاكرين كويس».. وضحك وضحكنا كلنا».
رد سامى الدروبى، ووفقا لشرف قال: «سيادة الرئيس.. أنا بكرر الشكر باسمى وبالنيابة عن حرمى على حُسن وكرم الضيافة والترتيبات الكاملة والإمكانيات الموضوعة تحت تصرفنا، وهذا الشىء كتير كتير قد لانستاهله.. وتعبنا الأخ سامى شرف معنا، لكنه معتاد على كده كما نعلمه عنه «وضحك..».. يتذكر شرف: «ضحك الرئيس، ونظر إلىّ نظرة رضاء، فهمت معناها من لمعان عينيه، وبدأ فى إعادة سرد رؤوس المواضيع التى سيتناولها النقاش بنفس الترتيب، ويكاد بنفس الألفاظ التى سبق أن عرضها فى الجلسة السابقة «14 أغسطس 1970»، وقال لنبدأ بالنقطة الأولى.. ثورة 23 يوليو 1952.. لماذا؟. كيف؟. أين نحن الآن؟.إلى أين؟.
طرح عبد الناصر هذا السؤال ثم أجاب، وقال فى إجابته: «كان لابد من إحداث تغيير جذرى فى الخريطة الاجتماعية لمصر التى كانت قد وصلت إلى أقصى انحدار لها سنة 1952، نتيجة لكون القضية الأساسية فى إحداث التغيير تتبلور حول قضايا عامة أساسية لدوافع وطنية بالدرجة الأولى، وإلا لما تمكنا من الوصول إلى إجماع حول القرار، وبالتالى إلى نجاح التنفيذ، ولو كنت طرحت منذ البداية قضية التحول الاجتماعى أو قضية الانتماء القومى العربى، لما قامت الثورة، وكان الجدل سيدور وسيستمر يمكن للآن، ولحدثت اختلافات ولما نجحنا».
أضاف عبدالناصر: «لكن القضايا التى كانت مطروحة أساسا هى: الملك وحاشيته.. الاستعمار الإنجليزى والوجود العسكرى الأجنبى على تراب الوطن.. الفساد.. الإقطاع، وسيطرة رأس المال على الحكم.. الأحزاب.. وهى كلها قضايا لا يختلف عليها اثنان لضرورة حسمها والقضاء عليها، مهما كانت الأفكار والميول والاتجاهات لأى مصرى وطنى.. وكان هذا هو عنصر الضمان فى القدرة على التحرك لتحقيق الأهداف».
واستمر كلام عبد الناصر لسامى الدروبى.
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 17 أغسطس 1970.. عبدالناصر يواصل كشف أسرار ثورة يوليو للدروبى.. وشرف: «مازلت أحاول مع أبناء الصديق السورى أن يبحثوا فى أوراقه عن هذه اللقاءات» جمال عبدالناصر
واصل جمال عبدالناصر حديثه للسفير السورى فى القاهرة، المثقف والمترجم الكبير سامى الدروبى الكشف عن أسرار ثورة 23 يوليو 1952..كان الدروبى من القريبين لقلب وعقل عبد الناصر، واختاره للحديث معه عن قصة الثورة، وأطلعه على رغبته يوم 14 أغسطس 1970 فى لقائهما بالمعمورة بالإسكندرية، وبدأ فى التنفيذ يوم 16 أغسطس، وواصل جلساته فى اليوم التالى 17 أغسطس–مثل هذا اليوم -1970.. راجع، ذات يوم، 14 و15 و16 أغسطس 2019ò.
كان السؤال الأول الذى طرحه عبدالناصر وأجاب عليه هو: ثورة 23 يوليو 1952.. لماذا؟ كيف؟ أين نحن الآن؟ إلى أين؟، وبعد أن تحدث عن أنه كان لابد من تغيير جذرى فى الخريطة الاجتماعية لمصر التى وصلت إلى أقصى انحدار لها سنة 1952، رأى أنه لو طرح قضية التحول الاجتماعى أو قضية الانتماء القومى العربى لما قامت الثورة، وطرح القضايا التى كانت مطروحة أساسًا، ومحل اتفاق وطنى وهى الملك وحاشيته، والاستعمار الإنجليزى والوجود العسكرى الأجنبى على تراب الوطن، والفساد، والإقطاع، وسيطرة رأس المال على الحكم والأحزاب.
قال عبدالناصر للدروبى، إن التركيبة التى كانت تطالب بهذه القضايا كانت فى حقيقتها غريبة»، موضحا: «كان فيه عناصر يمينية، ويسارية، كان فيه إخوان مسلمون، كما كان هناك شيوعيون، وناس لهم فكر باتجاهات معينة، وآخرون لايفكرون فى شىء إلا حاجة واحدة فقط هى طرد الإنجليز من مصر، وناس انحصر اهتمامهم وتفكيرهم فى طرد الملك، وتصفية الأحزاب، وناس كانت مؤتلفة معنا وهى تنفذ مخططا محددا يحقق أهداف تنظيمات كانوا مرتبطين بها، وكان هدف هذه التنظيمات هو احتواء الثورة والاستفادة بنتائج التحرك لهذه التركيبة لتحقيق أهدافهم التى كانوا فى ذلك الوقت لايستطيعون تحقيقها بمفردهم.
يضيف عبدالناصر: «الغريب أنه كانت هناك عناصر معروفة فى الجيش بأنها عناصر فاقدة، وهى كلمة فى القاموس العسكرى وتعنى أن الشخص الفاقد لا يهمه أن يقوم بأى عمل أو تحرك دون أن يحسب الحسابات السليمة التى توصله إلى بر الأمان، ولكن يجازف بالمشاركة فى أى عمل مادام هو مقتنع به بغض النظر عن النتائج بالمكاسب أو الخسائر، ومن ناحية أخرى هناك عناصر تعتبر فاقدة من زاوية أخرى، وأعنى بها شخص لايكون سويا أو يكون سلوكه فيه بعض الشوائب، يقامر أو يعاقر بعض الأعمال التى يرفضها المجتمع.. وهذا ساعد إلى حد ما فى التعمية، وتحقيق عنصر المفاجأة.
انتقل عبدالناصر فى حديثه للدروبى إلى الأشخاص، ومواقفهم وانتماءاتهم الفكرية، وفقًا لشرف، متذكرًا: «بدأ فى تحليل شخصية أعضاء مجلس قيادة الثورة، وأهم عناصر الصف الثانى.. كان يسرد ويتكلم عنهم فردا فردا دون أن ينسى أيا منهم، وكان فى حديثه يرتبهم وفق كل مجموعة مع بعضها مرتبة بالأقدمية، وكأنه يقرأ من كتاب مفتوح أمامه، وكانت عناصر تقييمه تتم على الوجه التالى: فلان، اسمه بالكامل، تاريخ ميلاده ونشأته، أسرته وتركيبتها الاجتماعية، تفكيره، وبمن أو بماذا يتأثر انتماؤه الفكرى، انتماؤه الطبقى، آماله وطموحاته، قدراته الحقيقية ومداها، مواقفه فى الأزمات، دوره فى القوات المسلحة، دوره فى الثورة، التغييرات التى طرأت على شخصيته بعد نجاح الثورة، إمكانياته بعد إتمام دوره، الأمل فى المستقبل وما يرجى، أو لا يرجى منه، الاستنتاج».
يعلق شرف: «كان واضحا فى سرده وتحليله، صادقا فى التقييم، لم يدخل انطباعاته الشخصية بالنسبة للجميع بدون استثناء».. يتذكر شرف: «كانت الساعة تجاوزت الرابعة ولم نحس بمرور الوقت، وكأنها دقائق مرت سريعا، وتناولنا بعد ذلك طعام الغذاء العادى وكان عبارة عن أرز وفاصوليا خضراء وقطع من اللحم ثم الفاكهة».
يكشف «شرف معلومة مهمة يقدمها كملاحظة خلال سرده للقاء عبد الناصر والدروبى.. يقول نصا: تقييم الرئيس جمال عبدالناصر لأعضاء مجلس قيادة الثورة، ورجال الصف الثانى مدوَن عندى بالتفصيل، وهو محفوظ فى مكان أمين للوقت المناسب الذى أرى أنه بعد وفاتى سيتولى أبنائى وضعه تحت تصرف المسؤولين فى الدولة.. يتذكر: اضطرتنى الظروف والأحداث التى توالت بعد اللقاء إلى العودة للقاهرة، ولم أحضر باقى الجلسات».. يذكر شرف أنه فى نفس الوقت كان هناك لقاء مهم لم يحضره بين عبدالناصر والدبلوماسى الغينى ديالو تيللى وهو أول أمين عام لمنظمة الوحدة الأفريقية عام 1964، وشغل منصبه حتى عام 1972، وتوفى 1 مارس 1977 «مواليد 1925».
يؤكد شرف: «للأسف فإن هذه اللقاءات من اللقاءات النادرة التى لم تسجل».. يكشف: «حاول الدروبى وأنا أن ندون تفاصيل مادار فى اللقاءات بعد رحيل عبدالناصر» 28 سبتمبر 1970، لكن الأحداث والتطورات حالت دون إتمام هذه المهمة.. ودخلت أنا السجن «15 مايو 1971»، ورحل الصديق سامى الدروبى إلى جوار ربه 1 فبراير 1976» وكان عمره 55 عاما «مواليد حمص 1921».. يؤكد شرف: حاولت ومازلت أحاول مع أبناء الدروبى أن يبحثوا فى أوراقه التى دون فيها هذه اللقاءات، كما ذكر هو لى ذلك».