الرئيسية / حوارات ناصرية / حروب فُرِضَتْ على عبد الناصر

حروب فُرِضَتْ على عبد الناصر

 

 
 
 
 
 

فى أكتوبر 2012، نشرت لجنة من المؤرخين المصريين، الدكتور عادل غنيم، وزملائه. مجلدا: جمال عبد الناصر وعصره. الكتاب نتاج ندوة أقامتها الجمعية بالاشتراك مع المجلس الأعلى للثقافة بمناسبة مرور 90 عاما على مولد جمال عبدالناصر. وأشرف على إصداره المؤرخ الدؤوب الدكتور: أحمد زكريا الشلق.

رابط لتحميل الكتاب
https://elw3yalarabi.org/elw3y/2020/11/17/%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%8A%D9%84-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D9%88%D8%B9%D8%B5%D8%B1%D9%87-%D8%AA%D8%A3%D9%84%D9%8A/

 

فى جزء مهم من الكتاب دراسة طويلة كتبها اللواء أركان حرب متقاعد: حمدى محمد زكى الشعراوي. عنوانها: الصراعات والحروب التى فُرِضَتْ على عبد الناصر. ورغم أن صاحب الدراسة يعترف فى بدايتها بأنه ربما كان من الصعب اقتلاع ما زُرِعَ فى العقول بحرفية أجهزة المخابرات المتخصصة فى الحرب النفسية والإعلام المعادي. التى استهدفت تقزيم انتصارات مصر لترسخ فى الأذهان الانهزامية واليأس. لنصل لعدم وجود القادرين لتأخذ مصر دورها الذى تستحقه.

وللأسف انطبع المعنى فى كثير من الأذهان والعقول بسبب كثرة ما يقال. لاكتفاء أصحاب العقول بالاستماع لما يقال دون بحث عن الحقيقة. وأيضا بسبب صمت النخبة أو بعض النخبة عن الكلام الذى يقال أحيانا ضد الحقائق الثابتة. والأكاذيب عادة عندما يتم ترديدها كثيرا. يرفعها العقل الجمعى إلى مستوى الحقائق.

يسهب صاحب البحث فى الكلام عن ثورة 23 يوليو. وما أحدثته من تغييرات جوهرية فى الحياة السياسية المصرية والعربية والعالمية. لكنه يتوقف أمام المعركة الأولى التى فرضت على عبد الناصر. وهى معركة الجلاء الأولي. التى بدأت قبل نجاح الثورة. عندما كان تنظيم الضباط الأحرار فى طور التكوين. فقد تم تجريم الاتصال بالإنجليز. ومنع المزايدات التى تضعف المفاوض المصري.

وأيضا الاهتمام بالعزة الشخصية للإنسان المصرى بتدريبه علنيا على السلاح والمفرقعات. ورفع عبد الناصر شعار: على الاستعمار أن يضع عصاه على كتفه ويرحل. أو يقاتل حتى الموت. وحرك الفدائيين لمهاجمة جنود الإنجليز ومعسكراتهم. والتركيز على المجازر التى يرتكبها المحتل. مثل نسف قرية كفر عبده بالسويس. التى حدثت بعد إلغاء معاهدة 1936. وتقوم الثورة ويُعلن تأميم قناة السويس. ويقع العدوان الثلاثي. وعلى الرغم من أن ضربة التأميم لم تكن أولى ضربات عبد الناصر للاستعمار. فقد سبقها الجلاء وكسر احتكار السلاح. ومنح انضمام العرب للأحلاف والتكتلات السياسية. ومشاركة مصر فى مجموعة عدم الانحياز. علاوة على تدمير البنية الاستعمارية داخل مصر. ومقاومة شعار الاستعمار الجديد تجاه مصر: إما احتلالها أو شراءها. جاءت حرب اليمن. لأنه عندما فشل العدوان الثلاثى فى تحقيق ما رغبته أمريكا من إسقاط عبد الناصر وتقزيم مصر. أصبح الهدف تقزيم عبد الناصر أمام شعبه وإظهاره بالعاجز عن تحقيق أهدافه. كان لا بد من الذهاب لليمن بقواتنا المسلحة. خصوصا بعد ضربة الانفصال التى أوجعت حلم الوحدة العربية.

مبكرا تظهر تركيا فى الصورة. ويبدو أن عداءها لمصر قديم. حتى قبل مجىء الطاغية الذى يحكمها. ففى شتاء 1964، طلبت تركيا اجتماعا لحلف الأطلنطي، لتصفية جمال عبد الناصر، بسبب المتاعب التى يثيرها للغرب فى المنطقة. ولزيادة نفوذه واستمراره رغم ضربة الانفصال. وكان لنفوذه العسكرى فى اليمن. وسيطرته على قناة السويس والبحر الأحمر واقترابه من منابع البترول. مما يمكنه من إلحاق الضرر بالمصالح الغربية. خاصة مع علاقته بالسوفيت.

وقع الانفصال مع سوريا 28 سبتمبر 1961، وفجأة حدثت ثورة اليمن 26 سبتمبر 1962، كشوكة للقاعدة الأمريكية بالزهران. وللبريطانية بعدن. فاعترف عبد الناصر بالثورة وأيدها ودعمها بقوات مصرية. لكن عبد الناصر أعلن فى 23 سبتمبر 1962 فى بورسعيد قرار عودة القوات من اليمن. فعادت القوات فى مايو 1963، بعد إحلال قوات يمنية محل المصرية بعد تدريبها بمعرفة المصريين.

ثم جاءت 1967، التى قال البعض بتسرع يكشف العداء المسبق أن أسباب 1967 الوجود المصرى فى اليمن. الذى تسبب فى زيادة الإنفاق لزيادة حجم القوات وقتها. مع أن تكلفة الوجود باليمن بلغت 90 مليون جنيه. بمعدل 750 ألف جنيه شهريا. وثبت صمود الاقتصاد المصري. ففى أول مايو 1967، أعلن عبد الناصر رصد ألف مليون جنيه للزراعة. منها 400 مليون للسد العالي. وكذلك رصد ألف مليون جنيه للصناعة. وأدرج فى ميزانية 1965 إنشاء فرقة مدرعة وفرقة ميكانيكية بالجيش. سماها العدو: هزيمة. والقوى الوطنية قالت عليها: نكسة. وبعضها قال: معركة. لكن مصر إن كانت قد خسرت معركة. فهى لم تخسر الحرب. وكان أول ما أعلنه عبدالناصر: ما أخذ بالقوة لن يسترد بغير القوة. ولم يشعر الناس بحياة كئيبة. فكانت حياتهم طبيعية مع ضيق محتمل. واستكملت المشروعات الاستراتيجية فى توقيتاتها. نعرف منذ يوم 5/1/1957 خططت أمريكا لاستخدام قواتها المسلحة فى الشرق الأوسط دون تصريح من مجلس النواب كما ينص الدستور. وقامت المعركة وضربت أمريكا بيد إسرائيل التى جهزتها خلال حرب اليمن. فعلاوة على دعمها إسرائيل المادى بـ 36 مليار دولار من 1948 حتى 1968. وقائع معاونة أمريكا للعدو الإسرائيلى كثيرة. خلال السنوات العشر من 1957 حتى 1967. بدأت من السلاح والمواقف السياسية والدعم المعنوي. وتصرفت كالعدو. فى مايو 1967 أرسل جونسون خطابا حارا لعبد الناصر يدعوه للسلام. واقترح إرسال نائبه لمصر. واستعداده للقاء نائب الرئيس المصرى يوم 5 يونيو طالبا التعهد بعدم البدء بالعدوان. وتعهد بمنع إسرائيل من بدء العدوان. مع امتناع مصر عن الاعتراض على تحويل قضية مضيق العقبة إلى محكمة العدل الدولية. أتم عبد الناصر والشعب والجيش والحكومة الاستعداد للقتال. وأخذت مصر بثأرها من النكسة بحرب الاستنزاف، وسمع عبد الناصر بأذنيه قول أبا إبان بتآكل الطيران الإسرائيلي. ولو كانت له فى العمر بقية لقرأ قول عزرا وايزمان: حرب الاستنزاف هزمتنا. وأصبح للمصريين ثلاث سنوات للعمل ببطولة. كنا نقول لجنودنا إننا كسبنا حرب الاستنزاف. وبالعكس كان المصريون هم المستفيدين منها. وقال إنها الحرب الأولى التى خسرناها. لقد كان انتصارنا فى حرب الاستنزاف خاتمة عهد وعمر عبدالناصر التى أفناها بإخلاص من أجل مصر. ظلمت المجلد بإبراز مقال صادف هواى ورؤياي. لكن تم ذلك لأن فيه جديدا. لم أقرأه من قبل.

عن admin

شاهد أيضاً

ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول إذاعة ونشر رد «عبدالناصر» على خطاب الرئيس العراقى أحمد حسن البكر

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول …

3 تعليقات

  1. تقدمة الكتاب بقلم د. عادل غنيم صاحب إحدى الدراسات الواردة بالكتاب وهي أسوأ دراسة نقل فيها صاحبها بعض أكاذيب كارهو عبداىناصر

  2. حسام عبد الكريم

    يا مجلة الوعي العربي
    ارجوكم زودوني ببريدكم الالكتروني )الايميل( لأني اريد ارسال مقالة لكم.
    بحثت كثيرا في موقعكم هذا فلم اعثر على طريقة للاتصال بكم! وهذا غريب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *