
– هذه التصريحات التى أدلى بها السيد الوزير بالأمس تم تداولها على نطاق واسع فور صدورها ، حيث أكد سيادته على أهمية تكاتف الجهود الدولية لإقناع الاثيوبيين بضرورة التوصل إلى اتفاق..
– ومن استطراده فى الحديث يتبين أن الجهود الدولية مقصود بها إدارة بايدن ومبعوثها فيلتمان ، وان هذا الأخير لديه خبرة تجعله قادرا على التعامل مع هذا الملف بشكل سريع.
– يعنى مصير مياه النيل وأمن مصر المائى وحقوقها التى لن تمس أصبحت الآن امانه فى يد الاخ فيلتمان وخبراته .. !!
– وتبرير ذلك أننا ( نسعى ) للوصول لاتفاق منعًا لتأزم العلاقة مع( الأشقاء )في إثيوبيا .. وهذه طبعا اخبار جديدة ومطمىنة يزفها لنا معالى الوزير ، باعتبار أننا نسعى منذ عشر سنوات ..( واسعى يا عبد وانا أسعى معاك ) ..
– ثم يشير إلى أنه لدينا رصيد من الأمان متوفر بخزان السد العالي، ويبدو أن هذه المعلومة لم تكن متوافره من قبل ثم اكتشفها السيد الوزير فجأة بالأمس ..
– وبناء عليه فسوف نستمر في التعامل مع الأمور دون الحاجة لتصعيد طالما أنه ليس هناك ضرر على الأمن المائي.
– ولكن ما هو الأمن المائى اصلا وما هو تعريفه ؟؟… إذا كان هناك طرف آخر قد أصبح يمتلك أداة للتحكم فى تدفقات النهر ، ويفصح عن نواياه بشكل علنى ورسمى بأنه سيفعل ماشاء باعتباره مالكا منفردا للمياه، وأنه يهدف لتغيير الجغرافيا السياسية فى المنطقة باستخدام ذلك.
– الأدهى أن الوزير يستمر فى الحديث بافادات فاقدة للمعنى ، بأنه ” حال اتخاذ أي إجراءات أحادية بشكل غير مسئول من جانب إثيوبيا بما يؤثر على دولتى المصب ، لن ندخر جهدًا في الدفاع عن مصالحنا المائية للحفاظ على هذه المصالح وضمانها” .. ازاى يعنى !!
– اللافت أن هذه التصريحات بقبول الملء الثانى ، تصدر حتى دون انتظار الجولة التفاوضية التى يجرى الحديث عنها برعاية الاتحاد الأفريقى .. وتمنح موافقة على هذا الملء الثانى دون مقابل . فلا هناك مرجعية متفق عليها للتفاوض ، ولا نهج تفاوضى جديد ، ولا اعلان إثيوبى بقبول مرجعية قرارات قمة هيئة مكتب الاتحاد الأفريقى فى يوليو 2020 .. ولا وساطة رباعية ولا أمريكية ..
– لاشئ سوى الداىرة المفرغة نفسها على طريقة ” الثعلب فات فات وفى ديله سبع لفات ” ، القاىمة منذ عشر سنوات حتى الآن .
– تصريحات السيد شكرى تتجاهل بشكل تام أن هناك أزمة علنية فى علاقة الولايات المتحدة نفسها مع إثيوبيا ، وان إثيوبيا لوحت اول أمس بأنها ترفض التصريحات اوالمطالب لأمريكية من الاوضاع الداخلية فى إثيوبيا ، وأنها ستعيد النظر فى العلاقة معها .. بمعنى أن الاخ فيلتمان هذا قد يصبح شخصا غير مرحب به ولا بإدارته ولا سياساتها.
– هناك تجاهل تام أيضا لتطورات الداخل الاثيوبى التى تشير إلى تفاقم الأوضاع الداخلية وتزايد الأزمة الإنسانية والاقتصادية ، وكذلك تزايد مظاهر عدم الاستقرار وتزايد الاستقطاب العرقى والسياسى فى كل انحاء اثيوبيا. بما يعنى فى النهاية أن تماسك إثيوبيا ووحدتها السياسية أصبحا محل تساؤل وقلق عميقين .. وبالتالى إذا تسارعت هذه التطورات فمع من سوف تتفاوض وعلى ماذا ؟
– وبناء على الشواهد التى تقول أن قومية الأمهرا الاكثر تشددا فى أزمة السد ، هم الطرف الاكثر نفوذا فى معادلة الحكم الحالية فى إثيوبيا ، فإن احتمالات التوصل إلى اتفاق عقب الملء الثانى ، تنخفض بشدة ، حتى لو تم هذا الملء بنصف أو أقل من نصف كمية ال 13.5 مليار المقرره .
– سبق للسيد الوزير أن صرح فى البرلمان بعد فترة قصيرة من تصريحات الرئيس السيسى ، بأن الملء الثانى إذا لم يكن مضرا ، فإنه ” قد يكون أمرا محمودا ” ..
– بما يعنى أنه لم يكن واضحا حينها هل هو مضر ام لا ؟ .. ثم تبين الآن أنه غير مضر !! .. فكيف يمكن فهم هذه الاحاجى !!
وهل هناك أساسا رؤية واضحة أو متماسكة فى هذا الشأن ..
ام أن الأمر يدار على طريقة رزق اليوم باليوم !!=====================================
منقول عن د.هانى رسلان..الخبير فى مركز دراسات الأهرام