الرئيسية / كتاب الوعي العربي / ما وراء سد النهضة

ما وراء سد النهضة

d48bd8bf41f7fde7616bfdd4779a93a0_XL
* كتبت الصحفية والأديبة الروائية الكبيرة سهام بيومي
هذا الرأي و”الكلام الخطير” عن قضية سد النهضة .. والمختلف تماما عن السائد ، الذي يتردد علي الأسماع كل يوم:
ما وراء سد النهضة
منذ بدأ مسلسل سد النهضة، ونحن نعيش حالة من التوتر والغموض حول مستقبل المياه فى مصر، وما صاحبها من إعلان إنقاص حصة مصر من المياه وتهديد مصر والسودان بالغرق تارة لو تم ضرب السد، وبالجفاف تارة لو قبلنا التحدى الإثيوبى، وامتلأت مواقع اليوتيوب بخطط عسكرية لضرب السد، والحديث عن قوة مصر العسكريةالضاربه لو تم الملئ وبث الطمأنينه، ومر الملئ الأول بسلام دون أى رد فعل، بعدها بشهور أعلنت إثيوبياالملئ الثانى للسد فى يوليو المقبل، ومرة ثانيةأطلت علينا مواقع اليو تيوب بالخطط العسكرية، بالإضافة إلى التدريبات المشتركة بين الجيش المصرى والسودانى فى السودان، والقواعد العسكرية المعدة فى حالة المواجهة مع إثيوبيا فى حالة الملئ الثانى. وهذا لن يحدث,
يتحسب البعض موقف الدول التى ساهمت فى بناء السد،والتى لها إستثمارات فى إثيوبيا، وموقف إسرائيل الداعم لإثيوبيا، لكن ما لا لم تعلنه الحكومة الصرية، هو المبالغ التى ساهمت بها فى تمويل سد النهضة من خلال بعض البنوك المصرية.
وبعيداً عن القوانين والمواثيق الدوليةالخاصة بالمياه، والتى تتعلق بحقوق الدول المشاركة فى الأنهار، وتنظيم العلاقة بين دول المنبع ودول المصب، والرجوع إليها فى حالة بناء السدود، بحيث لايؤثر على حصص المياه لكل بلد منها، لم نسمع عن جهود حقيقية لتفعيل بنود هذه المواثيق والأحكام أمام الرأى العام فى العالم فى كل مكان ، والمؤسسات الدولية المكلفة بذلك.
لقد اقتصر السيسى على وساطة ترامب المنحاز كلياً إلى إسرائيل، والتى تدعم إثيوبيا، بعد قراره بجعل القدس عاصمة لإسرائيل، وفى الإجتماع الذى دعى إليه فى البيت الأبيض، بحضور مندوب البنك الولى ومصر والسودان وإثيوبيا، للتوقيع على حصص المياه، لم تحضر إثيوبيا، ولم تحضر السودان لإنها كانت مشغولة بالتطبيع مع إسرائيل، ووقع السيسى على الإتفاقية التى تنقص حصة مصر من المياه 5 مليار متر مكعب، ولم يوقع ترامب، أومندوب البنك الدولى. اى السيسي فقط هو الذى وقع.
لقد اتخذ السيسى موقفا فريدا فى المفاوضات، فبعد لعبة كلوا بامية، طلب من آبى أحمد أن يحلف وراءه أنه لن ينقص حصة مصر مياه النيل، لإن آبى أحمد كان متوضئا ومصليا ولسه خارج من الجامع.
وأمام المأزق الراهن قام السيسى بتفويض العميل الإسرائيلى محمد دحلان – مقاول التطبيع-
بالتفاوض مع إثيوبيا التى تتبع إسرائل هى ودحلان، أى إسرائيل تفاوض إسرائيل،، ودحلان الذى تم فصله من منظمة التحرير الفلسطينيه لفساده، لعب دور الوساطة فى التطبيع بين دول الخليج وإسرائيل
تتعلل إثيوبيا أن بناء السد من أجل توصيل الكهرباء إلى القرى والمناطق النائية فيها، مع العلم أن لديها عشرة سدود تقوم بتوليد الكهرباء، وبيعها للدول الأخرى، فى الوقت الذى تعانى القرى والمناطق النائية من عدم وجود كهرباء، ويعيشون حياة بدائية، ويعانون من الفقر، حتى إنها أرسلت مواطنيها الغقراءمن (الفلاشا) إلى إسرائيل، ويعانون هناك من سوء الأحوال المعيشية و والتمييز العنصرى، والعمل فى مهن دنيا، ويرفض اليهود هناك إقامتهم فى الأحياء التى يقيمون فيها، وعندما نظم يهود الفلاشا مظاهرة إحتجاجية على سوء أحوالهم المعيشية، فضوها بتسليط خراطيم المياه الساخنة عليهم، ولم تحرك إثيوبيا ساكنا ً.
إثيوبيا لم يكن لها دوراً بارزاً على الساحة الذولية أو حتى فى أفريقيا، ولم تقوم بدور بارز، وفجأة مع بناء السد سلطت الأضواء عليها مع تهديدها لدول حوض النيل خاصة مصر والسودان، وتتحصن بإسرائيل التى تدعمها، والتى تخطط للتوسع، ويلزمها لذلك السيطرة على مياه النيل من خلالها.
لقد صاحب بناء سد النهضة موجة من التطبيع فى دول الخليج والسودان، وذهب السيسى لتهنئنهم باتفاقيات التطبيع،ألتى أصبحت علانيه، بعد أن كانت فى الخفاء، لإنه لن يكون وحده، بعد الجهود التى قام بها فى العلن والخفاء مثل بيع تيران وصنافير للسعودية مقابل 16 مليار دولار، لتهديها السعودية إلى إسرائيل، أو فى توقيع صفقة القرن فى الخفاء، والتى تتضمن أن تتنازل مصرلإسرائيل عن 70 كيلو متر مربع فى سيناء، وتأخذ مقابلها 70 كيلو متر مربع فى صحراء النقب، وتمت الإتفاقية بتكتم شديد، إلى أن نشرتها إسرائيل فى صحيفة هيوم، وتناقلتها مو اقع أخرى عن جريدة هيوم الإسرائيلية ببنودها المخزية، ولانعرف ما الذى يجرى فى سيناء باسم محاربة الإرهاب، مع عمليات إخلاء السكان، واعتقال الأهالى.
وبعد استيلاءإسرائيل على تيران وصنافير، قامت باتفاق مع السعوديه على مشروع نيوم والذى يقال أنه منطقة حرة صناعية، تمتد من أول خليج العقبة، إلى ما يقر ب إلى منتصف البحر الأحمر، وكان يتضمن إقتراحا بتوصيله إلى سيناء عبر خليج العقبة. .. وبالمناسبة لقد نشرت إسرائبل خارطة لتقسيم السعودية إلى سبع دويلات، يحمل اسم كل واحدة منها واحداً من أسباط بنى إسرائيل.
لقد زلزلت حرب 73 الكيان الإسرائيلى، وادركت إسرائيل أنها لن تستطيع أن تدخل حرباً عسكرية مع مصر، ولولا وقف السادات للحرب فى عز تقدمها، للدخول فيما يسمى مفاوضات السلام، ثم التطبيع، لتحررت سيناء فى أيام، ، ولو أطال الله فى عمر ناصر لتحررت فلسطين.
إسرائيل تخوض حرباً بالإنابة من خلال عملائها فى دول المنطقة، الذين يفقرون شعوبهم، ويجرفون ثرواتها، ويستولوا عليها، ويكتمون أنفاس مواطنيها، ويتوسعون فى بناء السجون، حتى يحققون حلم إسرائيل الكبرى من النيل للفرات .. لكنهم لا يستوعوبون دروس التاريخ، لإنهم لا يفهمونها.

عن admin

شاهد أيضاً

مطارق الحنين الي فلسطين

مطارق الحنين!! د.شكري الهزَّيل لم يكن يدور بخلدي يوما ان تضرب الاسوار اطنابها حول قلمي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *