الرئيسية / حوارات ناصرية / ذات يوم 3و4 و 5 أبريل 1954.. اجتماع قيادات أحزاب شمال المغرب العربى لبحث خطة مقاومة الاحتلال الفرنسى بحضور فتحى الديب.. والشاب «مزيانى مسعود» مفاجأة الحضور

ذات يوم 3و4 و 5 أبريل 1954.. اجتماع قيادات أحزاب شمال المغرب العربى لبحث خطة مقاومة الاحتلال الفرنسى بحضور فتحى الديب.. والشاب «مزيانى مسعود» مفاجأة الحضور

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 3 أبريل 1954.. اجتماع قيادات أحزاب شمال المغرب العربى اللاجئين فى مصر لبحث خطة مقاومة الاحتلال الفرنسى بحضور فتحى الديب.. والشاب «مزيانى مسعود» مفاجأة الحضور

الجمعة، 03 أبريل 2020 10:00 ص

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 3 أبريل 1954.. اجتماع قيادات أحزاب شمال المغرب العربى اللاجئين فى مصر لبحث خطة مقاومة الاحتلال الفرنسى بحضور فتحى الديب.. والشاب «مزيانى مسعود» مفاجأة الحضور فتحى الديب
 
 
 
بدأ الاجتماع فى مبنى جامعة الدول العربية القديم بشارع البستانى بالقاهرة، مساء 3 إبريل، مثل هذا اليوم، 1954، لمناقشة قيادات أحزاب دول الشمال الأفريقى اللاجئين بمصر فى تقديم الدعم لمقاومة الاحتلال الفرنسى، وذلك ضمن خطة ثورة 23 يوليو 1952 لمساعدة حركات التحرر العربية من أجل استقلال بلدانها، حسبما يذكر فتحى الديب فى كتابه «عبد الناصر وثورة الجزائر»..كان الديب هو من وضع هذه الخطة ورفعها إلى زكريا محيى الدين أول رئيس للمخابرات المصرية، وكلفه جمال عبد الناصر بمسؤوليتها، وأسند إليه رئاسة الشؤون العربية فى رئاسة الجمهورية، حسبما يكشف «الديب»فى كتابه «عبد الناصر وتحرير المشرق العربى»، الصادر عن «مؤسسة الأهرام»
كان للإعلامى الكبير أحمد سعيد دورا محوريا فى هذا المجال، فرغم أنه كان المذيع الأشهر فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى من خلال رئاسته لإذاعة صوت العرب «1953 -1967»، إلا أن دوره السرى كان بالغ الأهمية، ويعد أحد المحاور المهمة فى خطة «الديب»، حسبما تكشف مذكراته غير المنشورة، وتحتوى على الكثير من الأسرار المهمة عن دوره المجهول فى دعم حركات التحرر العربية، وبحوزتى صورة منها حيث كنت أقوم بمراجعتها معه.
تحتوى هذه المذكرات على قصة اجتماع «3 إبريل 1954»، ويصفه سعيد قائلا: «كان نقطة تحول أنقذت أرواح كثيرين من أبناء تونس والمغرب، وبدأ خطة الانتشار السريع لثورة الجزائر فى أول نوفمبر 1954».. يتتبع «سعيد» الطريق إلى هذا الاجتماع، الذى بدأ من أول يوم تعرف فيه مع الزعيم الجزائرى «أحمد بن بيلا» قائد الثورة الجزائرية وأول رئيس للجزائر بعد الاستقلال عام 1962.
يكشف، أنه فى يوم 27 سبتمبر 1953 جاء من يخبره بوجود شاب على باب مكتبه فى «صوت العرب»يريد أن يلتقى به، وفوجئ بشاب يقدم نفسه باسم «مزيانى مسعود» من الجزائر.. يتذكر فى الفصل الخاص من مذكراته بعنوان «الجزائر بلد المليون شهيد، ومخاض ثورة فى مكاتب صوت العرب»، أنه اجتمع مع الشاب القادم هاربا من فرنسا إلى مصرعبر البحر، وتناول معه العشاء فى مطعم «كازينور» المطل على النيل، واستمر معه حتى منتصف الليل يتبادلان الحوار حول الجزائر، ثم اصطحبه إلى بنسيون فى شارع عدلى وقام بتسكينه.
 فى اليوم التالى قدم «سعيد» تقريرا إلى «الديب» يحمل انطباعاته الشخصية عن هذا الوافد، وفيه «إن مزيانى مسعود ليس مجرد لاجئ جاء إلى القاهرة متلمسا الأمانى من ملاحقة بوليسية استعمارية».. يضيف سعيد: «أبدى رجل المخابرات فتحى الديب اهتماما كبيرا لتقريرى، وحيانى على إسكان مزيانى فى البنسيون، وطلب استمرار الاجتماع به، وسؤال محمد خضير ممثل حزب الشعب الجزائرى، ومسؤول الجزائر فى مكتب المغرب العربى بالقاهرة».
يوضح سعيد «قصة إنشاء» مكتب المغرب العربى، قائلا: «كان فى مصر قبل ثورة 23 يوليو وبعدها حتى بدء إرسال صوت العرب «4 يوليو 1953»، مكتبا فى شارع عبدالخالق ثروت، يحمل اسم «مكتب المغرب العربى، أقرت بإنشائه جامعة الدول العربية وحكومة الوفد الأخيرة «1950 -1952»، ويضم القيادات اللاجئة من البلاد العربية التى تحتلها فرنسا فى شمال أفريقيا «تونس والجزائر والمغرب».. يضيف: «كنت منذ بدء الإعداد لبث صوت العرب أعقد معهم صلات، وحصلت منهم على معلومات، وتوطدت بيننا علاقات وصداقات».
استمرت لقاءات «سعيد» و«مزيانى»، وخلالها عرف «سعيد» تدريجيا قصة هذا الشاب الذى كان جنديا فى جيش الاستعمار الفرنسى أثناء الحرب العالمية الثانية، وأنه كان فى فرقة سبقت جميع فرق الحلفاء فى الاستيلاء على روما عاصمة إيطاليا حتى أنه منح وساما فرنسيا رفيعا علقه على صدره بنفسه زعيم «فرنسا الحرة» وأول رئيس لفرنسا بعد الحرب الجنرال شارل ديجول، وكشف «مسعود» طبيعة وجود الجزائريين فى هذا الجيش.
سأل «سعيد»، مزيانى مسعود عن احتمالات موقف المجندين الجزائريين إذا ماقامت ثورة شعبية فى بلادهم ضد الاستعمار الفرنسى، وهل يوجد تنظيمات عسكرية سابقة ومعاصرة قادرة على البدء فى حركة ثورية فى الجزائر، يتذكر سعيد: «اندفع الشاب الباسق الطول إلى حديث ثائر مفاجئ تخلى فيه عن كثير من الحذر الذى عرفته عنه، خاصة وهو يروى قصة محاولة شباب جزائرى إيجاد مصر تمويل لشراء أسلحة بعملية ناجحة والمعروفة بعملية «بريد وهران» وكانت فى 4 إبريل 1949، واعترف بأنه كان قائدها».
كان «سعيد» يرفع تقاريره عن هذه اللقاءات إلى «الديب»، وتحتوى على تفاصيل مهمة وفقا لما جاءت فى المذكرات، وأسفرت فى نهايتها على الدعوة لعقد اجتماع تحت مظلة جامعة الدول العربية، خاص بقيادات مكتب المغرب العربى، وكان «مزيانى مسعود» الذى لم يكشف عن اسمه الحقيقى مفاجأة الحضور، فماذا حدث فى هذا الاجتماع؟

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 4 إبريل 1954.. فتحى الديب وأحمد سعيد وعزت سليمان يجتمعون سرا فى «صوت العرب» تمهيدا لوضع خطة تحرير المغرب العربى

السبت، 04 أبريل 2020 10:00 ص

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 4 إبريل 1954.. فتحى الديب وأحمد سعيد وعزت سليمان يجتمعون سرا فى «صوت العرب» تمهيدا لوضع خطة تحرير المغرب العربى فتحى الديب وأحمد سعيد
 
 
 
يتذكر الإعلامى أحمد سعيد أن مفاجأة حدثت فى الاجتماع الذى انعقد تحت مظلة الجامعة العربية، لقادة أحزاب دول المغرب العربى اللاجئين فى القاهرة يوم 3 إبريل 1954، لبحث تقديم المساعدات لتحرير بلادهم من الاحتلال الفرنسى، يؤكد «سعيد» فى مذكراته «غير المنشورة وبحوزتى نسخة منها»: «كادت هذه المفاجأة أن تحول دون الاجتماع، ثم لم تلبث أن أصبحت محل فخر له واعتزاز به».
 
كان فتحى الديب المسؤول عن «الشؤون العربية» برئاسة الجمهورية وضابط المخابرات هو الذى يقف سرا وراء الاجتماع، بتكليف من جمال عبد الناصر لتنفيذ خطة دعم مصر لحركات التحرر العربية من أجل تحرير بلادها، وكان أحمد سعيد أحد أعمدة هذه الخطة بوصفه رئيسا لإذاعة صوت العرب التى كانت الأداة الإعلامية الأبرز لعبدالناصر فى تنفيذ خطة التحرر العربى.. «راجع، ذات يوم ،3 إبريل 2020».
 
وعن خصوصية الجزائر فى هذه الخطة يؤكد «سعيد»: «عشت أعظم تجربة من حيث لا أدرى ولا أحتسب، ووجدت نفسى مع صوت العرب نعيش جزءا أصيلا فى العملية الثورة الجزائرية، طليعة لها، حاشدا شعبها، أمينا على أسرارها، ضابطا لإيقاعها، طرفا فى مشاكلها، وكدت أن أكون شهيدا من شهدائها يوم تعمدت طائرات العدوان الفرنسى البريطانى سنة 1956 تدمير أجهزة بث الإذاعة فى أبى زعبل».
 
يذكر «الديب» فى كتابه «عبدالناصر وثورة الجزائر»، أن اجتماع «3 إبريل» ترأسه الأمين المساعد للجامعة العربية عبد المنعم مصطفى، وحضره «الديب» و«عزت سليمان» على أنهما مساعدان له فى الجامعة، بما يعنى أن دورهما الحقيقى كان سريا..ويكشف «سعيد» المفاجأة التى كادت تنهى الاجتماع قائلا: «كان الاتفاق على أن يقتصر الاجتماع على الزعماء اللاجئين المعتمدين من الأمانة العامة للجامعة، غير أن شابين مجهولين دخلا قاعة الاجتماع خلف محمد خيضر ممثل حزب الشعب الجزائرى، وأحمد بيوض ممثل حزب البيان».. يتذكر سعيد: «همس «مصطفى» فى أذن «الديب» يسأله عنهما، فاستدار بدوره نحوى يسألنى، فأجبته بأننى لا أعرف قمحى اللون، أما الثانى هو «مزيانى مسعود».. ونفهم من كلام سعيد، بأن «الديب» لم يعترف على «مسعود» شخصيا حتى هذا اليوم، لكن كان يتابعه عبر اتصالات أحمد سعيد به منذ مجيئه إليه فى مكتبه بصوت العرب لأول مرة يوم 27 سبتمبر 1953، ويكشف «سعيد» أن هذه الفترة تخللها سفر الديب فى آخر ديسمبر 1953 فى جولة استطلاعية سرية إلى سوريا ولبنان والأردن.
 
يذكر «سعيد»، أن الديب طالبه بالتوجه إلى حيث يجلس «خيضر» للاستفسار منه عن سبب وجود الشابين رغم ما سبق وتم عليه الاتفاق، فأجابه خيضر بأنه هو يمثل حزب الشعب، ويمثل مزيانى الشباب المتمرد، وحضورهما اجتماعا عن كفاح مسلح أهم من حضورى كمسؤول سياسى.. يتذكر سعيد، أنه عاد بهذه الإجابة إلى الديب، فترجى «الديب» أمين الجامعة المساعد التغاضى عن الأمر..يضيف: «توالى القادة السياسيين لأحزاب المغرب وتونس، وعلى امتداد ساعات الاجتماع، يتحدثون كل عن حزبه ومكانته وقدراته بأسلوب مثير للإحباط، خاصة عندما حاول بعضهم الانتقاص من قدرات الشعب الجزائرى على مواكبة ثورة المغرب ضد خلع الاحتلال الفرنسى للسلطان محمد الخامس ونفيه، أو حتى عمليات المقاومة التونسية المتباعدة».
 
يتذكر «سعيد» أن عبدالمنعم مصطفى انتبه إلى ما يمكن أن يسفر عنه هذا التعريض بقدرات الجزائر، فنظر إلى ساعته هاتفا أنه انتصف الليل، ورفع الجلسة إلى مساء الغد 4 إبريل، مثل هذا اليوم، 1954 لسماع ممثلى الجزائر، يكشف سعيد، أنه والديب وعزت سليمان توجهوا إلى مكتب صوت العرب القريب من مقر جامعة الدول القديم بشارع البستانى، يقول: بقينا حتى قرب الفجر نلخص ونناقشة ما سمعناه من قيادات أحزاب تونس والمغرب وخاصة نظرتهم السلبية بشأن الجزائر، بينما «خيضر» يقرر أن يرافقه فى الاجتماع مزيانى مسعود المحسوب على الشباب المتمرد المطالب بالكفاح الثورى المسلح».
 
يؤكد «سعيد» أن الثلاثة اتفقوا على أن يتصل هو صباحا بخيضر وبيوض ومزيان مسعود لمعرفة رأيهم فيما قيل فى الاجتماع، بالإضافة إلى جمع معلومات عن الشاب الجزائرى الأخر الذى حضر مع مزيانى.. يكشف «سعيد» أنه قبل بد اجتماع 4 إبريل بدقائق التقى «الديب وعزت سليمان» فى مكتب أمين مساعد الجامعة، وأبلغهما بأن الجزائريين فى حالة غضب شديد لما شعروا به من محاولات تونسية مغربية، لاستبعاد شعبهم من شرف المشاركة فى كفاح مسلح موحد بزعم خصوصية النظرة الفرنسية الاستيطانية للجزائر، وأن هذا الغضب سيرفع حرارة جلسة الليلة بكل ما يمكن أن يؤدى إلى تفجير مدمر لفكرة عبدالناصر فى توحيد النضال ضد الاستعمار فى كل الشمال الأفريقى. أما عن الشاب الذى كان مع «مزيانى» فقال سعيد، إن اسمه «حسين آية أحمد»، وهو قبلى يحمل شهاد البكالوريا التى لا يحملها فى ولايته الجزائرية غير عدد قليل بحكم سياسات الاستعمار، وأنه مؤمن مثل «مزيان» بحتمية الكفاح المسلح، وبدأ الاجتماع، واستمر حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى 5 إبريل، فماذا جرى فيه.

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 5 إبريل 1954.. اللقاء الأول بين الزعيم الجزائرى أحمد بن بيللا والمخابرات المصرية

الأربعاء، 05 أبريل 2017 10:00 ص

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 5 إبريل 1954.. اللقاء الأول بين الزعيم الجزائرى أحمد بن بيللا والمخابرات المصرية أحمد بن بيللا
 
 
 
وصل الشاب الجزائرى الثائر، «مزيانى مسعود»، إلى فتحى الديب ضابط المخابرات المصرية المسؤول عن دائرة الشؤون العربية، صباح يوم 5 إبريل، «مثل هذا اليوم»، عام 1954، وفقًا لما يذكره «الديب» فى كتابه «عبدالناصر وثورة الجزائر» «دار المستقبل العربى- القاهرة».
 
جاء اللقاء تنفيذًا لموعد سبق تحديده يوم 3 إبريل، أثناء اجتماع لقادة أحزاب دول شمال أفريقيا مع «الديب»، وكانت الجامعة العربية هى الغطاء الرسمى والشرعى لهذا الاجتماع، الذى ناقش التخطيط لمباشرة الكفاح المسلح ضد الاحتلال الأجنبى لهذه الدول، وفى هذا الاجتماع شد هذا الشاب انتباه «الديب»، بحديثه بالفرنسية ثائرًا على الحزبية والحزبيين فى بلاده، ويؤكد «الديب» أنه انتحى جانبًا بـ«محمد خيضر» أحد القادة الجزائريين الحاضرين، سائلًا إياه عن هذا الشاب، فأخبره أنه يدعى مزيانى مسعود، ووصل حديثًا إلى القاهرة بعد هروبه من السجن إثر القبض عليه لرئاسته للتنظيم العسكرى لحزب الشعب الجزائرى»، يضيف «الديب»: «طلبت من خيضر أن يحدد لى موعدًا للاجتماع بالشاب المذكور بمكتبى، وكان هذا اللقاء نقطة تحول فى خطتنا للكفاح المسلح بشمال أفريقيا التى بدأت تأخد مسارًا جديدًا فى مجال التحضير والتخطيط».
 
يشرح الديب قصة هذا الاجتماع الذى سيكون النقطة التى بدأ من عندها مساندة مصر للثورة الجزائرية، وتقديم الدعم الكامل لها حتى حصول الجزائر على استقلالها من الاستعمار الفرنسى، بعد احتلال دام 132 عاماً «1830-1962»: «بعد أن قدمه لى محمد خيضر وتم التعارف بيننا، استأذن خيضر فى الانصراف تاركًا المجال أمام زميله أن ينطلق بحرية تامة فى التعبير عما يجيش بصدره، وصدر زملائه الذين كلفوه بإيجاد وسيلة الاتصال المباشر بقيادة ثورة 23 يوليو 1952، وشرح ظروفهم ومخططهم لتحرير الجزائر والمطالبة بدعم كفاحهم».
 
ينقلنا «الديب» إلى أجواء الاجتماع وما دار فيه، قائلًا: «استغرقت أولى الجلسات الثنائية بينى وبين الشاب الثائر ثلاث ساعات مستمرة، فى شرح مستفيض باللغة الفرنسية التى ألم بها أنا إلمامًا لا بأس به، وبدأ حديثه ليقول لى: حضرت هنا عن وعى وإدراك وثقة كاملة مسبقة بثورة 23 يوليو ومسؤوليتها، ولذلك سيصارحنى بكل شىء، ولن يخفى عنى لا صغيرة أو كبيرة بل سيكون واضحًا كل الوضوح».
 
كان أول شىء فعله «مزيانى» فى مصارحته لـ«الديب» هو الكشف عن حقيقته، ويذكر الديب: «صارحنى أن اسم مزيانى مسعود هو اسم مستعار اتخذه لنفسه ليؤمن عملية هروبه إلى خارج الجزائر، وان اسمه الحقيقى هو أحمد بن بيللا «مواليد 1916»، وحضر إلى القاهرة مفوضًا من مجموعة قيادة التنظيم العسكرى السرى لحزب الشعب، وأنهم انشقوا لأن قيادة الحزب كلها خانت قضية الشعب الجزائرى، وأن مجموعتهم تجمع العناصر الشابة من أعضاء الحزب المؤمنين بنفس عقيدتهم، وأنهم أتموا إعدادهم عسكريًا وتدريبهم على استخدام السلاح وحرب العصابات بواسطة عناصر منهم حاربت فى الهند الصينية، وفى الحرب العالمية الثانية ضمن وحدات الجيش الفرنسى».
 
يكشف «الديب» عن مشاعره: «أعجبت بالثائر بين بيللا وبأسلوبه الصادق، وصدق تعبيره وعدم مبالغته فى قدرة مجموعته بل قالها وبمنتهى الصدق الصراحة، أنهم لا يتعدوا الألف شاب موزعين على كل أنحاء الجزائر، ونصفهم فقط أتم تدريبه، ولا يملكون أكثر من بضع بنادق إيطالية للصيد لا تتعدى المائتين بكثير، ورغم ذلك فهم مصرون على بدء كفاحهم المسلح، ولن تعوزهم الوسيلة للحصول على السلاح من أى مورد، إلا أنهم وبعد أن تفهموا حقيقة وأهداف ثورة 23 يوليو يتوجهون إليها بكل آمالهم وأمانيهم فى أن يجدوا منها العون والدعم المطلوب، لأنها ليست ثورة تحرير مصر وحدها بل ينظرون إليها باعتبارها الثورة العربية القادرة على دعم كل حركات التحرر العربية لتخليص الأرض العربية من نير الاستعمار بكل صوره وأشكاله».
 
مرت الساعات الثلاث بسرعة غير عادية، حسب وصف «الديب» الذى طلب الاكتفاء بهذا القدر مما سمع، واللقاء صباح اليوم التالى، ويعد فيه وجهة نظرهم والخطوط العامة لمخططهم فى العمل، يؤكد الديب: «تركنى الأخ بن بيللا وأنا غارق فى تفكير عميق فى محاولة للتوصل إلى أعماق تلك الشخصية الجذابة التى اكتسبت كل ثقتى بلا عناء».

عن admin

شاهد أيضاً

ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول إذاعة ونشر رد «عبدالناصر» على خطاب الرئيس العراقى أحمد حسن البكر

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *