أخبار عاجلة
الرئيسية / حوارات ناصرية / هكذا انطلقت الثورة الفلسطينية وهكذا رعى عبد الناصر القضية

هكذا انطلقت الثورة الفلسطينية وهكذا رعى عبد الناصر القضية

القدومي في شهادة تاريخية بمؤسسة التميمي

هكذا انطلقت الثورة الفلسطينية وهكذا رعى عبد الناصر القضية

المصدر : الشروق التونسية

التاريخ :12/5/2008

استضافت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات صباح أمس السيد فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي قدّم شهادته حول تاريخية حركة «فتح» والمراحل التاريخية التي مرّت بها الثورة الفلسطينية على امتداد السنوات والعقود الماضية.

كما سلّط القدومي في شهادته التي تزامنت مع حلول ذكرى النكبة الضوء على الدور الذي لعبه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في دعم القضية الفلسطينية وعلى العراقيل التي جابهت حركة النضال الفلسطيني في تحقيق أهدافها..

وأوضح أبو اللطف كيف أن الصهيونية عملت على تهجير اليهود إلى فلسطين منذ أيام الحكم العثماني حيث قامت بإرسال 5 ملايين ليرة ذهب إلى السلطان عبد الحميد في ذلك الوقت مشيرا إلى أن البريطانيين تبنوا في وقت لاحق هذا المخطط بالكامل وعملوا على تنفيذه على الأرض حين قال الجنرال البريطاني وايزمان لزعيم يهودي كان برفقته إن على الفلسطينيين أن يبحثوا عن أرض أخرى.

وأوضح القدومي أن هذه الفكرة تلتها ثورات متعاقبة منها ثورة البراق والقسام عام 1947 وثورة الجزائر عام 1954 مؤكدا أن هذه المظاهر الثورية أدّت إلى تماسك عربي في ذلك الوقت زاده قوّة إصرار الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في ذلك الوقت على خلق حلف عربي يضمّ أكثر من 20 دولة.

وأوضح كيف أن عبد الناصر وقف بقوة إلى جانب الشعب الفلسطيني وقام بعدة جولات من أجل دعمه مشيرا إلى أن علاقة منظمة التحرير بمصر عبد الناصر (والتي كان القدومي هو المسؤول عنها في ذلك الوقت) قد تعززت بعد 1967 حيث توسعت الثورة الفلسطينية إلى الاتحاد السوفياتي وهو ما جسّدته خصوصا الزيارة التاريخية التي قام بها أبو عمار مع عبدالناصر إلى الاتحاد السوفياتي حيث تم تقديم عرفات للسوفيات على أنه مسؤول الثورة الفلسطينية وأكد أبو اللطف أن دعم عبد الناصر كان له دور كبير في التعريف بالثورة الفلسطينية كما تطرق هنا إلى الدور الذي لعبه عبد الناصر في وقف الصدامات التي وقعت مع الأردن في سبتمبر الأسود عام 1970 .

وقال القدومي إن كلّ هذه التحركات أسهمت فيها في ما بعد الجامعة العربية من خلال عدّة مؤتمرات عقدت لدعم الثورة الفلسطينية وهي تحرّكات كما يقول مهدت لاعتراف الأمم المتحدة بمنظمة التحرير قبل أن يتم الاعتراف بها بعد عام كعضو مراقب في المنظمة الدولية ومن ثم اعتراف الاتحاد الأوروبي في عام 1980 بمنظمة التحرير بحقوق الشعب الفلسطيني موضحا أنه كانت هناك عدّة اعترافات دولية وقرارات أوروبية لكن لم تكن هناك اجراءات فعلية تساعد على تنفيذ هذه القرارات وهنا يعود رئيس الدائرة السياسية بمنظمة التحرير الفلسطينية إلى مرحلة عام 1973 وهي مرحلة يرى «أبو اللطف» أنها كانت جيدة حيث كانت المعركة التي أثبتت فيها الجيوش العربية قدرتها على الصمود في مواجهة إسرائيل التي لولا الدعم الأمريكي ـ كما يضيف القدومي ـ لأصيبت بهزيمة نكراء… وهو دعم ظلّت إسرائيل ـ كما يؤكد أبو اللطف في شهادته التاريخية تعتمد عليه اعتمادا كليا وتعتبره القاعدة الأساسية في تحقيق أهدافها الاستعمارية.

* اتفاقية كامب ديفيد

هذه الاتفاقية يرى الأستاذ القدومي أنها أثّرت إلى حد كبير على الوضع الفلسطيني والعربي عموما حيث أنها وعوض أن تؤدّي إلى تحقيق السلام كما هو معلن منها فإن إسرائيل لم تغير من سياساتها مطلقا بعد التوقيع على هذه الاتفاقية واستمرت في بناء المستوطنات وفي تصعيد اعتداءاتها حيث هاجمت لبنان عام 1982 بذريعة أن لبنان أصبح قاعدة من قواعد الثورة الفلسطينية لكن هذا الاجتياح انتهى باندحارها بفضل صمود الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية قبل أن يرتكب رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق مجزرة «صبرا وشاتيلا» الأمر الذي تلاه خروج الثورة الفلسطينية من لبنان.

وفي هذه التطوّرات يضيف «أبو اللطف»: أطلقت عديد المبادرات من بينها مبادرة ريغن لكنها كلها انتهت بالفشل واستمر بالتالي الجمود إلى أن اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 التي كانت مرحلة جديدة في الثورة شاركت فيها حركة حماس الأمر الذي أدّى الى مزيد تأجّج هذه الثورة ومزيد تماسكها.

لكن تزامن هذه الانتفاضة مع الظروف العصيبة التي شهدتها الأمة في تلك الفترة وخصوصا حرب الخليج وقيام إسرائيل بقصف المفاعل النووي العراقي في عام 1981 فضلا عن الغوغائية في العمل العربي كان لها أثرها الكبير على الوضع الفلسطيني والعربي.. وهو وضع رغم أن مؤتمر القمة العربي عمل على دراسته وبحثه بكل التفاصيل فإنه جوبه بضغوط أمريكية كبيرة وصلت حدّ استخدام لغة التهديد حيث بعثت أمريكا بـ»رسالة إنذار» الى الدول العربية المجتمعة في بغداد ودعتها إلى:

1) الحرص على أن تكون الممرات المائية العربية مفتوحة أمام الملاحة الدولية.
2) أن تحرص على يبقى البترول يسيل الى الدول الغربية.
3) أن تعلم أن أمريكا موجودة في الخليج
4) أن تعلم أن أي قرار يمس وجود أمريكا وأصدقائها في الخليج يثير قلقها.
5) على الدول العربية التي تمتلك أسلحة الدمار الشامل أن تتخلّص منها.

لكن كل هذه الضغوط لم تؤثر على مؤتمر القمة الذي خرج بقرارات مهمّة كما يقول «أبو اللطف» حيث اعتبر القدس عاصمة لدولة فلسطين وأدان قرار الكونغرس الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل وحذّر من تصاعد الهجرة اليهودية الى إسرائيل وخطورتها على الأمن القومي العربي.

كما تطرّق السيد فاروق القدومي في شهادته التاريخية الى ما جرى بين الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون والملك الراحل فيصل بن عبد العزيز وكشف كيف أن نيكسون طالب الملك فيصل برفع الحظر عن البترول فوافق الملك الراحل على ذلك ولكن شريطة انسحاب اسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة.. لكن هذا الشرط لم يرق للرئيس الأمريكي الأسبق الذي قال بالحرف الواحد للعرب «إذا كان أصدقاؤنا في المنطقة يريدون أن يجبروننا على سحب القوات الاسرائيلية من أراضيهم فهم واهمون».

 

عن admin

شاهد أيضاً

ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول إذاعة ونشر رد «عبدالناصر» على خطاب الرئيس العراقى أحمد حسن البكر

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *