الرئيسية / تقارير وملفات / ذات يوم..31 مارس 1919..جنود الإنجليز يواصلون القتل والنهب واغتصاب النساء فى«الشوبك»

ذات يوم..31 مارس 1919..جنود الإنجليز يواصلون القتل والنهب واغتصاب النساء فى«الشوبك»

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 30 مارس 1919..800 جندى إنجليزى يحرقون 144 منزلا فى «نزلة الشوبك»

الخميس، 30 مارس 2017 10:00 ص

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 30 مارس 1919..800 جندى إنجليزى يحرقون 144 منزلا فى «نزلة الشوبك» تظاهرات نزلة الشوبك
تلقى عمدة قرية «نزلة الشوبك» التابعة لمركز البدرشين بمحافظة الجيزة خبرا بقرب وصول قطار مسلح يحمل جنودا من الإنجليز لإصلاح السكة الحديدية، وعليه أن يقدم للجنود ثلاثين رجلا من أهل القرية للمساعدة فى أعمال الإصلاح، فاستجمع العمدة العدد المطلوب، ونبه هو وشيخ البلدة وشيخ الخفراء على الأهالى بحسن مقابلة الجنود والتسامح معهم.
حضر القطار، عند الساعة الرابعة بعد ظهر يوم 30 مارس «مثل هذا اليوم» من عام 1919 اليوم الـ«21» فى أحداث الثورة الشعبية التى عمت أرجاء مصر»، ووقف بالقرب من البلدة، ونزل الجنود «عددهم 800 جندى»، وكان العمدة وشيخ البلد وشيخ الخفراء والخفراء فى انتظارهم للقيام بما يمكن أن يكلفوا به، لكن اليوم سار على نحو مختلف تماما حيث ارتكب الإنجليز كل ما يمكن تصوره من قتل ونهب وسرقة واغتصاب، وجمع عبداللطيف أبوالمجد، ابن عمدة القرية، كل هذه الوقائع فى شكوى رفعها إلى السلطان فؤاد، ورجال الحكومة، ونواب الأمة، ويأتى بنصها «عبدالرحمن فهمى» فى الجزء الأول من مذكراته «يوميات مصر السياسية» «دار الكتب والوثائق القومية – القاهرة».
يوضح «أبوالمجد» فى شكواه، أنه لما رأى العمدة العساكر يقصدون دخول البلدة، وخشى أن يترتب على ذلك نتائج وخيمة، قام بإفهامهم بأنه لا حاجة لدخولهم، وأنه مستعد أن يأتى لهم بكل ما يرغبون فيه لكنهم لم يكترثوا به، ودخلوا البلدة مدججين بالسلاح «وأخذوا يستولون على كل ما تقع عليه عيونهم من أغنام وحمام وأوز ودجاج، ومع استمرارهم فى ذلك لم يجدوا معارضة ولا مقاومة من أحد، وحين وقع نظرهم على امرأة تدعى عزيزة بنت خضير زوجة عبدالتواب عبدالمقصود بادر إليها جماعة منهم وأخذوا يمسكونها من كل موضع فى جسمها، ثم حاولوا اغتصابها، فاستعانت بزوجها فخرج من المنزل للدفاع عن عرضه، ومعه عصا ضرب بها رأس أحد الجنود، فكان جزاء دفاعه عن عرضه أن قتل رميا بالرصاص».
يؤكد عمدة «الشوبك» أن الاعتداءات امتدت إلى تفتيش الأهالى ورميهم بالرصاص وهتك عرض النساء ودخول المنازل وإحراقها بعد تجريد أصحابها مما يمتلكون، ويضيف: «لما رأى والدى عمدة البلدة ذلك منهم عاد مسرعا إلى منزله فرافقته إليه ولحسن الحظ كانت النساء وقتئذ غائبات، فدخلناه وأغلقنا بابه المتين علينا، وقد عاجل الإنجليز فتحه أو كسره مرارا، وكان دوى الرصاص من البنادق يسمع باستمرار حتى الصباح إذ حضر حضرة ملاحظ البوليس ومعه قوة من الإنجليز ونادى على العمدة أن افتح ولا تخف، ففتحه ودخل الإنجليز ولم يتركوا فى البيت موضعا إلا فتشوه بحجة البحث عن السلاح، ولما لم يجدوا به سلاحا انصرفوا مع حضرة الملاحظ، وأخذوا العمدة معهم معتقلا مخفورا».
يشرح «أبوالمجد» فى شكواه إلى السلطان ما حدث معه ومع شقيقه الصغير، حيث سدد عدد من الجنود بنادقهم على صدورهم، بينما قام الباقى بفتح الدواليب والصناديق وأخذ الحلى والملابس، وفى طريقهم للخروج حملوا السجاجيد المفروشة فى المنزل، وبعد كل هذا أشعلوا النار فيه، ويؤكد «أبوالمجد»: «حل بمعظم منازل البلدة ما حل بمنزل العمدة، فكانت النتيجة احتراق مائة وأربعة وأربعين منزلا، وعدد منازل البلدة مائتان وعشرة، وبلغ عدد القتلى من الأهالى واحد وعشرين وعدد الجرحى اثنى عشر مات منهم اثنان، والكثير منهم لا ترجى حياته، وأصبح من المتعذر حصر العدد الصحيح للقتلى والجرحى لأن البلدة خربت، وتركها أهلها».
يذكر «أبوالمجد» بعض وقائع القتل وهتك الأعراض التى استمرت حتى اليوم التالى «31 مارس 1919»، ومنها: «حادثة قتل شيخ البلدة عبدالغنى إبراهيم طلبة وأخيه عبدالرحيم وابنه سعيد عبدالغنى طلبة، واثنين آخرين منهما خفاجة مرزوق الذى كانت جريمته دفاعه عن عرض امرأته زينب بنت خليل التى حاول الإنجليز اغتصابها بالقوة، وتفصيل الحادثة أن الإنجليز قبضوا على الخمسة الأشخاص السابق ذكرهم، ودفنوهم أحياء إلى أنصافهم ثم قتلوهم ممثلين بهم شر تمثيل، فوجوههم مشوهة من ضرب السنج، وأثر الرصاص على تلك الحال، ومنهم محمود محمد رؤوف ومحمد خضير وعبدالمنعم إبراهيم وغيرهم ممن أخرجوا الجثث المدفونة إلى أنصافها».. وتواصلت أعمال الوحشية حتى اليوم التالى

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 31 مارس 1919.. جنود الإنجليز يواصلون القتل والنهب واغتصاب النساء فى «الشوبك»

الجمعة، 31 مارس 2017 10:00 ص

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 31 مارس 1919.. جنود الإنجليز يواصلون القتل والنهب واغتصاب النساء فى «الشوبك» لوحة الشرف
واصلت القوة العسكرية للإنجليز وعددها 800 جندى، عربدتها فى قرية «نزلة الشوبك» مركز البدرشين، محافظة الجيزة لليوم التالى، 31 مارس «مثل هذا اليوم» 1919، وفى الشكوى المرفوعة من «عبداللطيف أبوالمجد» ابن عمدة القرية إلى السلطان فؤاد والحكومة ونواب الأمة المصرية، سنجد سجلا وافيا لجرائم الاحتلال الإنجليزى التى شملت، قتل الأبرياء، واغتصاب النساء، وحرق البيوت بعد سرقة الأموال منها.
بدأ الاعتداء على القرية يوم 30 مارس «راجع ذات يوم أمس» ووفقا لشكوى «أبوالمجد» المنشورة نصا فى الجزء الأول من «مذكرات عبدالرحمن فهمى – يوميات مصر السياسية» عن «دار الكتب والوثائق القومية – القاهرة»، فإن ملاحظ بوليس نقطة «المزغونة» وتتبعها القرية واسمه «الصاوى أفندى الطاهر» حاول الدخول إلى القرية للتدخل لوضع حد للكارثة، لكن قومندان القوة الإنجليزية كان يرفض، ولما سمح له بالدخول فى اليوم التالى «31 مارس» مع أومباشى مصرى وقوة إنجليزية شاهد بنفسه الجنود فى كل مكان يملأون البلد: طرقاتها وأطلالها والبقية الباقية من بيوتها الخربة والإنجليز ينهبون ويقتلون مع استمرار الرصاص، ورأى أيضاً عدداً عظيماً من النسوة والأطفال وبعض الرجال يحيط بهم حرس من الجنود، وعندما أبصروه بكوا واستغاثوا به، فاسترحم هو الضابط الإنجليزى باكيا مستعطفا حتى أطلق سراحهم.
يؤكد «أبوالمجد» فى شهادته أن الملاحظ سمع صوت امرأة تستغيث، ولما دخل عندها وجد ثلاثة من الجنود انصرفوا عند رؤيته، وقالت له المرأة، إنهم كانوا يريدون ارتكاب الإثم معها، ومنعها الخجل أن تذكر للملاحظ أن اثنين من الجنود قبل هؤلاء دخلا بيتها، واغتصبها أحدهما كرها، ويضيف: «تعذر على الإنجليز كسر باب منزل جارنا عبدالمولى حسن فدخلوه من منزل مجاور له، واستولوا على ما وجدوه من نقود وحلى، وبلغتنا امرأته المدعوة «وافدة بنت الجابرى»، وهى حامل فى الشهر التاسع أن الجند حاولوا اغتصاب عفتها فتقدم زوجها للدفاع عنها فضربه أحدهم بالرصاص، وتوفى فى اليوم التالى «31 مارس»، ولما فرت الزوجة إلى غرفة أخرى تبعها الإنجليز إليها، وأمسكوا بها لينالوا غرضهم منها، فلم تجد وسيلة إلا أن تحول بينها وبينهم بطفلها البالغ من العمر سنة واحدة، فقدمته لهم مستشفعة، ومدت نحوهم يديها وهى تحمله، علها تدخل على نفوسهم شيئا من الحنان والشفقة، أو أن يكون هذا الطفل باعثا على تلطيف شىء من غلظتهم، فما كان منهم إلا أن أطلقوا الرصاص على الطفل الرضيع فاخترقت واحدة منها كتفه، وقبل أن يخرجوا من المنزل أتموا الفاجعة المحزنة بإشعال النار فيه».
وعن مأساة أخرى يقول «أبوالمجد»: «أخبرنى سليمان محمود الفولى بأنه أغلق باب منزله على نفسه، وامرأته، فكسر الجند الباب ونهبوا كل ما وجدوه وأحاط به جنديان مسلحان، ورفع أحد العساكر ثوب امرأته إلى صدرها وهى تستغيث ولا مغيث، وتقاوم الاغتصاب بكل قواها ولما رأوها مستميتة فى الدفاع عن عرضها قتلوها رميا بالرصاص، فماتت فى الحال شهيدة العفاف وزوجها يرى وينظر، ثم أشعلوا النار فى المنزل»، أما السيدة فاطمة زوجة عبداللطيف الدكرورى فينقل «أبوالمجد»، أنها أبلغته بأن باب بيتها انكسر فجأة إلى نصفين عند طلوع الشمس، واندفع أربعة من الجند فى الدار، فنصحت لزوجها أن يصعد إلى السطوح، وتقابلهم هى وأطفالها وتعطيهم كل ما يطلبون، فاختفى الزوج ونهب الجند ما وصلت إليه أيديهم، ثم جذب أحدهم المرأة من شعرها وطرحها على ظهرها، وهى تتوسل وتستغيث ولا مغيث، فلم يطق زوجها صبرا، ولما هم بالنزول لإغاثتها بادره أحدهم وهو على السلم بطلقة نارية خر منها صريعا، يهوى إلى حوش المنزل ثم خرجوا بعد أن أحرقوا الدار وسلبوا ما فيها».
ويقول «أبوالمجد»، إن الجنود أطلقوا الرصاص على جمع من النسوة وكانت بينهن «واطفة بنت عقبى»، تحمل ابنتها الصغيرة «أم السعد» وعمرها ثلاثة أعوام، فأصابت رصاصة وجه الصغيرة، واستخرجها الدكتور حسنين بك حسنى، مفتش مديرية الجيزة، بعملية جراحية، ويؤكد أبوالمجد أن كثيرا من أهل البلدة الذين أصابتهم تلك النكبة، لم يبرحوا بها خشية العار الدائم والفضيحة الخالدة، ويضيف: «هذا قليل من كثير»، ويكشف، أنهم رفعوا شكواهم إلى السلطان فؤاد وللحكومة بعد أن لجأوا إلى مدير الجيزة وأعضاء مجلس المديرية، ورغم أنهم احتجوا على هذه الفظائع، لكن لم يكن هناك نتيجة لهذا الاحتجاج.

عن admin

شاهد أيضاً

ذات يوم.. 2 أغسطس 1990..إيقاظ مبارك وفهد وحسين من النوم على اتصالات هاتفية باحتلال العراق للكويت

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 2 أغسطس 1990..إيقاظ مبارك وفهد وحسين من النوم على اتصالات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *