
التطبيع مع العدو الصهيونى عنوان مضاد لأى منطق حيث أننا متفقين أنه العدو بل أنه الكيان الوحيد الذى تنطبق عليه كلمة العدو بما تحمله من جميع معانى الكراهية والغدر وسفك دماء أهلنا الذكية بدون أى إحساس يمت للإنسانية بأي صلة.
إن كلمة تطبيع التى يستخدمها من باعوا أنفسهم للصهيونية ومن ورائها هى فى الحقيقة الإستسلام التام بدون أى قيد ولا شرط ، والتنازل عن إرادتنا العريبة بإنهاء الإحتلال الصهيونى البغيض للأراضى العربية المحتلة وعودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى البطل فى أرضة ووطنه فلسطين وعاصمته القدس الشريف.
إن العدو يدرك تمامًا أن إرادة الشعوب هى الفيصل فى بقائه ووجوده بالأخص بعد تجربته المريرة مع شعب مصر العظيم الذى برفضه له وإحتقاره لوجوده نسف أى معنى لإتفاقيات العار التى وقعها السادات مع الإرهابى بيجن فى كامب ديفيد وواشنطن
نحن نرى ونعيش ما حدث لمدة أكثر من أربعين عاماً منذ التوقيع على ما يسمى بإتفاقية السلام.
لقد أدرك شعبنا العظيم أنه لا سلام مع عدو ،وأنها لا تزيد عن كونها هدنة عسكرية مع بقاء كل جوانب الصراع الأخرى قائمة، وتعامل بكل حزم وإصرار بنبذ وإحتقار كل من تسول له نفسه بأن يتعامل مع هذا الكيان أو يروج للتطبيع معه فى جميع المجالات سواء كانت إقتصادية أو ثقافية أو إجتماعية.
كلنا نتذكر حين ثار شعبنا العربى فى مصر على نظام كامب ديڤيد فى ٢٥ يناير ٢٠١١ ،وكيف زحف الثوار فى ٩ سبتمبر ٢٠١١ من ميدان التحرير قاصدين المكان الذى يدنس به عدونا ضفاف النيل برفع علمه على المبنى الذى به مايسمى بسفارته ،ولم يهدأ لهم بال حتى تسلقوا المبنى الشاهق ونزعوا هذا العلم الذى كان وجوده فى هذا المكان يجرح مشاعرنا الوطنية، والحمد لله منذ ذلك اليوم المجيد لم نراه على أرضنا مرة أخرى.
فلنأخذ من تحدى شعب مصر العظيم الذى وصفه الزعيم الخالد جمال عبد الناصر بالقائد والمعلم لكل مناورات وألاعيب التطبيع مع العدو الصهيونى منارة لنا، وكيف أنه حول بذلك التحدى تلك الإتفاقات الإستسلامية مع العدو إلى مجرد جبر على ورق لا تساوى ثمن الحبر الذى كتبت به ولا والورق الذى كتبت عليه وبلأخص ونحن نرى جيشنا العظيم يسيطر على كل سيناء من حدودنا مع فلسطين الغالية حتى قناة السويس العزيزة فارضاً طبيعة الأمور التى إفتقدناها لمده طويلة.
إن الزمن فى صالحنا نحن شعب يقاس عمره بآلاف السنين وليس بعشرات السنين أو حتى مئات السنين كالبعض الذين توهموا أنهم لهم الحق بقلب حقائق الأمور وفرض إرادة سيدهم الصهيوأمريكى علينا.
تحية لشعب فلسطين البطل.
والتحية والخلود لكل شهدائنا.
عبدالحكيم جمال عبدالناصر