الرئيسية / ثورة 23 يوليو / “23 يوليو”.. ثورة غيرت ملامح مصر وخريطة العالمين العربي والأفريقي.. منحت الحكم للشعب.. إنشاء ألف مصنع.. ودعم الرعاية الصحية

“23 يوليو”.. ثورة غيرت ملامح مصر وخريطة العالمين العربي والأفريقي.. منحت الحكم للشعب.. إنشاء ألف مصنع.. ودعم الرعاية الصحية

 
 
أميرة هشام

مثلت المساواة و العدالة الاجتماعية وثورة 23 يوليو وجهين لعملة واحدة، حيث تصدرت العدالة و المساواة والقضاء مبادئ ثورة 23 يوليو الستة التي تضمنها بيان الثورة.

 

تلك الثورة التي قام بها الضباط الأحرار من أبناء الجيش المصري بزعامة الراحل جمال عبد الناصر، لتكفل الحماية الاجتماعية للفقراء وتنحاز للطبقات الدنيا وتوفر لها الحد الأدنى من سبل العيش.

آمنت ثورة 23 يوليو بأن انقسام المجتمع إلى طبقتين إحداهما عليا والأخرى دنيا ووجود هوة سحيقة بين الأغنياء والفقراء، وراء انتشار التخلف والجهل والمرض واستمرار الاحتلال في الهيمنة على مقدرات البلاد.

يأتي ذلك إلى جانب توحد إيمان أبناء الجيش المصري مع الشعب بضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على الإقطاع وماله من أثر على نهضة مصر وتحقيق الكرامة الإنسانية للمصريين.

وكان للعدالة الاجتماعية و المساواة التي رفعت الثورة لواءها تفاصيل كثيرة في تحقيقها، البعض منها ظهر جليا والبعض الآخر تحقق بطريقة غير مباشرة.

مظاهر تحقيق العدالة الاجتماعية تجلت في بادئ الأمر، من خلال تحديد الملكية الزراعية بحد أقصى 200 فدان، وإعطاء كل فلاح 5 فدادين لتحقيق الحد الأدنى من سبل العيش، والتي جاءت في أول تشريعات الثورة الإصلاحية في 9 سبتمبر 1952.

يقول أحمد مجدي حجازي أستاذ علم الاجتماع السياسي وعميد كلية الآداب جامعة القاهرة الأسبق، إن ثورة 23 يوليو قامت لتقضى على آثار الاستعمار الذي عانى منه الوطن كثيرًا، ورسخ لمختلف أنواع الاستغلال.

ويوضح حجازي أن الحكم الملكي بشكل أساسي لم يستطع أن يقضي على الفرق بين الطبقات الاجتماعية، وأصبح لدينا طبقات عليا مرتبطة بالاستعمار وطبقات دنيا مرتبطة بالعمال والفلاحين.

يتابع عميد كلية الآداب الأسبق: القضية الأساسية أن ثورة 23 يوليو بقيادة الضباط الأحرار، وعلى رأسهم جمال عبد الناصر وضعت برنامجًا تنمويًا حقيقيًا يستطيع توزيع ملكيات المجتمع المصري أو الثروة في المجتمع المصري بشكل عادل قام على فكرة العدالة و المساواة ، فبدأ يحمي الطبقات الفقيرة في المجتمع المصري، وكانت معظم هذه الطبقات الفقيرة هي الفلاح لذا كان قانون الحد من الملكية بشكل أساسي.

ثم جاء الحد الأدنى للأجور ليمثل مكتسبا جديدا من مكتسبات ثورة يوليو، حين أصدر مجلس قيادة الثورة تشريعا حدد فيه الحد الأدنى للأجور بما يوازي 25 قرشا في اليوم.

وكان لهذا التشريع قصة طريفة، لعب فيها الصعيد دورا مهمًا، فحين كان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في زيارة للصعيد قام أحد عمال التراحيل بإرسال رسالة للزعيم.. كانت الرسالة مفادها قيام العامل بإعطاء الزعيم الراحل لفافة من البصل والعيش والجبن، في إشارة ضمنية إلى صعوبة الأوضاع المعيشية لهذه الفئة التي يمثلها، فأجابه عبدالناصر وقتها: “وصلت رسالتك” وعمل على سن ذلك التشريع بعدها عقب عودته من الصعيد.

بعد ذلك توالت التشريعات التي من شأنها إصلاح منظومة العمل المصرية، حيث تم وضع تشريعات تنظم علاقة العامل بصاحب العمل تنحاز للعمال، ومنها أجر عادل مقابل ساعات عمل محددة، ووجود تأمينات على العاملين، وحصولهم على معاش، وفي حالة إصابة العامل أثناء عمله، وحصول العمال على نسبة من أرباح المؤسسة الاقتصادية التي يعملون بها.

لم تتوقف مظاهر العدالة الاجتماعية عند هذا فقط فلقد آمنت الثورة أنه لا ارتقاء إلا بالعلم، فطبقت مجانية التعليم التي وضع أساسها الدكتور طه حسين وزير المعارف الأسبق على عهد حكومة النحاس الوفدية.

وكذلك تم إقرار مجانية التعليم الجامعي في يوليو 1961 وفي هذا السياق يقول مصطفى رجب أستاذ علم الاجتماع التربوي بجامعة سوهاج إن إتاحة التعليم المجاني كان مكتسبا هاما من مكتسبات الثورة.

وأوضح أستاذ علم الاجتماع التربوي، أن ثورة 23 يوليو أنشأت مدارس في جميع القرى المصرية، والتعليم الجامعي لم يكن يلتحق به سوى الإقطاعيين حيث كانت تكلفته المالية 150 جنيها في العام.

وتابع: ثورة 23 يوليو هي من جعلت ابن مدرس الابتدائي محمود شهاب يصبح وزيرا “مفيد شهاب” وكان نتاجها أن نصف الوزراء في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات كانوا من أسر فقيرة.

وارتفع عدد الجامعات ليصل لـ10 جامعات في أنحاء الجمهورية بعد أن كانت 3 فقط، وتم التوسع في ميزانية التعليم والاهتمام بالبحث العلمي.

كذلك أصبح العلاج مجانيا فأصبح للفقراء نصيب من الصحة، والعلاج حق أصيل لهم وليس من حظ الأغنياء فقط، وتم التوسع في إنشاء المستشفيات وإقامة المئات من الوحدات الصحية.

“لا يمكن أن يكون الغنَى إرثا والفقر إرثا والنفوذ إرثا والذل إرثا.. نريد العدالة الاجتماعية ، نريد الكفاية والعدل، ولا سبيل لنا لهذا إلا بإذابة الفوارق بين الطبقات، لكل واحد يعمل ولكل واحد الفرصة ولكل واحد العمل، ثم لكل واحد ناتج عمله”.. هكذا أوجز الزعيم الراحل عبد الناصر رؤيته عن العدالة الاجتماعية وطموحاته لإذابة الفوارق بين الطبقات.. وجاءت ثورة 23 يوليو لتغير خريطة الطبقات المجتمعية.وفي هذا السياق يؤكد مصطفى رجب أن بعد الثورة التحقت الطبقة الفقيرة بالطبقة الوسطى لتمثل الطبقة 60% من جملة المجتمع المصري، بعد أن كانت لا تتعدى 10% وأصبحت الطبقة الدنيا تمثل 20% والطبقة العليا 5%.

وبذلك تكون ثورة 23 يوليو حققت أحد أهم أهدافها وهو إقامة عدالة اجتماعية والقضاء على الإقطاع وإعادة توزيع الدخل القومي، وجعلت للجميع الحق في الأحلام وتحقيقها بالجد والاجتهاد

 

“23 يوليو”.. ثورة غيرت ملامح مصر وخريطة العالمين العربي والأفريقي.. منحت الحكم للشعب.. إنشاء ألف مصنع.. ودعم الرعاية الصحية

الإثنين 22/يوليه/2019 – 08:28 م
محمد حميد وإبراهيم عطا الله وخالد الطواب
 
 
 
أجمع الخبراء والمُحللون على أن ثورة 23 يوليو، غَيرت شكل وتاريخ مصر من جميع الجهات، خاصة فى مناحى الإدارة والاقتصاد والصحة والتعليم، إذ لم تكتف الثورة بتحرير البلاد من نير الاستعمار الإنجليزي؛ لكنها أبرزت خططًا واضحة للتصنيع، سواء من خلال إنشاء أكثر من 1000 مصنع، إضافة لإنشاء الآلاف من المدارس والمستشفيات، وإصرارهم على مجانية التعليم، وجعله حقا مكتسب لكل شخص مصري. كما نفذت ثورة 23 يوليو أكبر مشروع صحى فى تاريخ مصر، حيث تم إنشاء أكبر شركات رعاية صحية فى العالم الثالث إبان رئاسة جمال عبد الناصر، إضافة لإنشاء الوحدات الصحية فى كل قرية مصرية، ومستشفى مركزى فى كل عاصمة محافظة، ليقوم على خدمة المواطنين.
 
23 يوليو.. ثورة غيرت
السياسة.. أصبح حكم الشعب للشعب
قال الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان، إن ثورة ٢٣ يوليو غَيرت مصر من دولة يحكمها أصحاب رأس المالى التجارى والصناعى والإقطاعى إلى دولة تحكمها الطبقة الوسطى لصالح العمال والفلاحين.
كما تغَيرت مصر من دولة يحكمها الاحتلال البريطانى إلى دولة متحررة، لها مكانة فى العالم العربي، والعالم الثالث، وبات الجميع فى العالم يعرف مكانة ومقدرة مصر، حتى إنه عندما تُوفى جمال عبدالناصر، رفعت الولايات المُتحدة شعار «No Nasser Again»، بحسب الدسوقي.
ويُضيف، أن عبدالناصر قدم الكثير للمصريين دون أن يطلبوا منه ذلك فى أى مظاهرة، موضحًا أن ذلك ظهر فى «مجانية التعليم، ومنع فصل العمال تعسفيًا».
ويلفت أستاذ التاريخ الحديث، إلى أن سياسات ثورة ٢٣ يوليو، لم تدم، فمع نهاية عصر جمال عبدالناصر، تراجع الرئيس محمد أنور السادات عن السياسات التى تخدم العمال والفلاحين لصالح طبقات الأغنياء، مضيفًا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يُحاول أن يستعيد جزءا من بريق ثورة ٢٣ يوليو المفقود.
من جهته، يقول الدكتور عبدالمنعم الجميعي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الفيوم: «بلاشك غَيرت ثورة ٢٣ يوليو تاريخ مصر بالكامل، حيث انتقلت مصر من الملكية إلى الجمهورية، وأصبح حكم الشعب للشعب».
ويُضيف، أن الثورة ألَغت مجتمع النصف فى المائة، وبات الجميع متساوون أمام القانون والدستور، موضحًا أن المجتمع المصرى تغير رأسا على عقب بسبب الثورة.
ويُتابع أستاذ التاريخ، أن مصر ظهرت فى الميادين العالمية كدولة ذات قيادة، وأصبح لها شأن كبير، وبات جمال عبدالناصر زعيم ومحط أنظار العالم، لافتًا إلى أن ثورة ٢٣ يوليو، غَيرت تاريخ منطقة الشرق الأوسط من المحيط إلى الخليج، حيث تحررت الدول العربية تباعًا، فضلًا عن قيادة عبد الناصر حركة التحرر فى أفريقيا، حتى أصبح فى كل عاصمة عربية وأفريقية شارع باسم جمال عبدالناصر.
ويلفت الجميعى إلى أن إنجازات ثورة ٢٣ يوليو ما زال بعضها باق حتى اليوم، مثل حرص الحكومة على مجانية التعليم، حتى مكتب تنسيق الجامعات هو أحد مكتسبات ثورة ٢٣ يوليو، متابعًا أنه حتى تبقى سياسات ثورة ٢٣ يوليو، يجب على القيادات السياسية المضى قدمًا فى تنفيذ أجندات ثورة يوليو التى تم تنحيتها جانبًا فى عهد الرئيس أنور السادات.
 
 
 
23 يوليو.. ثورة غيرت
الاقتصاد.. إنشاء 1000 مصنع والاهتمام بالصناعات الثقيلة
«لقد كان الاقتصاد المصرى كبقرة ترعى فى أرض مصر، ولكن ضروعها كانت كلها تحلب خارج مصر»، بهذا وصف الاقتصادى المصرى الكبير الدكتور عبد الجليل العمري، الاقتصاد المصرى قبل ثورة ٢٣ يوليو.
ووفقًا لتقرير لجنة الإنتاج والقوى العاملة صادر العام الماضى لمناقشة أوضاع الاقتصاد المصرى قبل ثورة ٢٣ يوليو، فإن شكل الاقتصاد المصرى اختلف كثيرًا بعد ثورة ٢٣ يوليو، إذ كان الاقتصاد المصرى متخلف وتابع للاحتكارات الأجنبية، حيث كان هناك ٩٦٠ شخصا يسيطرون على كل الوظائف الأساسية فى مجالس إدارات الشركات الصناعية، من بين هؤلاء نجد ٢٦٥ مصريا فقط.
ويُوضح التقرير، أن بنك باركليز الإنجليزى وحده كان يُسيطر على ٥٦٪ من الودائع، وكان بنك مصر قد تمت السيطرة عليه من رؤوس الأموال الإنجليزية والأمريكية، كما أن مخصصات الاستثمار فى مشروعات جديدة طبقا للميزانية، سواء بواسطة الدولة أو القطاع الخاص كانت صفرا.
من جهته، يقول الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصرى للدراسات الاقتصادية، إن أهم إنجازات ثورة ٢٣ يوليو، كانت الثورة الصناعية التى أقامها جمال عبدالناصر، حيث تم إقامة أكثر من ١٠٠٠ مصنع جديد، وكانت حدثًا فارقًا فى التاريخ المصري.
ويُضيف، أن الثورة اهتمت بالتصنيع الثقيل مثل مصنع حديد حلوان ومصنع طلخا ومصنع كيما أسوان ومصنع الألومنيوم، وغيرها، موضحًا أن فكرة التصنيع لم تقتصر على إقامة المصنع فقط؛ ولكن كان يتم إنشاء مجتمع صناعى متكامل سواء من خلال تخطيط بنى المدينة أو إنشاء اللوجستيات التى تُسهل حياة العاملين وغيرها.
ويُشير عبده إلى أن التصنيع أصبح ضرورة اقتصادية واجتماعية، لذا تم إنشاء المجلس القومى للإنتاج فى عام ١٩٥٥، وهو قام بدور المروج للمشروعات الصناعية، ثم تم إنشاء وزارة الصناعة فى يوليو ١٩٥٧، ووضع أول برنامج قومى للتصنيع فى عام ١٩٥٧ بلغت تكاليفه الكلية حينئذ ٢٥٠ مليونًا من الجنيهات لينفذ على خمس سنوات اختصرت إلى ثلاث وتضمن البرنامج الكثير من الصناعات الكيماوية، وصناعات مواد البناء وتبعته الصناعات المعدنية والهندسية.
ويلفت رئيس المنتدى المصرى للدراسات الاقتصادية إلى أنه فى نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، تم إعداد برنامج التصنيع الثاني، ووضع الخطة الخمسية الأولى من عام ١٩٦٠ وحتى ١٩٦٥، حيث تم تخصيص نحو ٢٧٪ من الاستثمارات الكلية فى الصناعة لزيادة الصناعات التحويلية.
ويُتابع، أن مصر خلال حقبة الستينيات استطاعت أن تُحقق نسب نمو تراوحت بين ٧ و٨٪ سنويًا، كما تمكن الاقتصاد المصرى من تحقيق زيادة فى فائض الميزان التجارى لأول مرة فى تاريخ مصر عام ١٩٦٩، إضافة إلى وحتى عام ١٩٧٠، كان الاقتصاد المصرى أقوى من اقتصاد كوريا الجنوبية.
كما أن ثورة يوليو أعطت امتيازات كبيرة جدًا للمستثمرين الأجانب والمصريين، فلأول مرة تم منح المستثمرين الأجانب حق تملك حصة ٥١٪ من المشروعات المقامة فى مصر، بعدما كان حقهم مقتصرًا على ٤٩٪ فقط، فضلًا عن توسيع نطاق الاستثمار للمصريين، بحسب رشاد عبده.
ويُضيف، أن خطط ثورة ٢٣ يوليو الصناعية كانت ضخمة، أبرزها مضاعفة الدخل القومى خلال ١٠ أعوام، فلأول مرة تم التخطيط للتنمية الصناعية، إضافة لإقدام جمال عبدالناصر على سياسة التأميم بعدما أُحبطت محاولاته فى قمع جشع المستثمرين الأجانب، حيث قام بتأميم البنك الأهلى عام ١٩٦٠، فضلًا عن وضع ميثاق العمل الوطنى وشق طريق التحولات الاقتصادية والاجتماعية. وكان البنك الدولى أعلن فى تقريره رقم ٨٧٠، أن مصر استطاعت عبر تلك الإجراءات الاقتصادية من عام ١٩٥٧ وحتى ١٩٦٧ من تحقيق معدلات نمو تقترب من ٧٪ سنويًا، مما يعنى أنه خلال حقبة الرئيس جمال عبدالناصر، استطاعت أن تقوم مصر بتنمية تُماثل أربعة أضعاف ما استطاعت تحقيقه فى الأربعين سنة السابقة على عصر عبدالناصر.
ويُكمل رشاد عبده، رئيس المنتدى المصرى للدراسات الاقتصادية، أن هدف ثورة ٢٣ يوليو كان تحويل مجتمع النصف فى المائة إلى مجتمع الـ٩٩٪، لذا اضطر إلى إصدار القوانين الاشتراكية، مشيرًا إلى أنه تم إنشاء القوى العاملة وكان الآلاف من المُتعلمين ينتظرون «الجواب الأزرق»، حيث كانت الثورة تقوم بتوظيف الجميع من أجل القضاء على البطالة. ويُضيف، صحيح أن سياسة التشغيل باتت وكأنها على المصانع والإنتاج والاقتصاد، ولكن لو ظلت السياسات الاقتصادية على نفس موضعها لحققت مصر تنمية كبيرة، لكن الولايات المتحدة وإسرائيل أنهكتا الاقتصاد المصرى عن طريق إشراكها فى الحروب، لذا تم توجيه معظم اقتصاد البلد لصالح الإنتاج الحربي.
ويختم عبده حديثه، بأن مُعظم المصريين كان يلبسون من إنتاج مدينة المحلة الكبرى، وهى نموذج لشركة واحدة، كانت مصدرا كبيرا للعملة الصعبة، لافتًا إلى أن وجود إسرائيل هدفه الأساسى تعطيل حركة الإنتاج والاقتصاد والنهضة التى قامت فى مصر خلال حقبة ثورة ٢٣ يوليو.
 
 
23 يوليو.. ثورة غيرت
إنشاء أكبر شبكة رعاية صحية فى العالم الثالث
قال الدكتور علاء غنام، خبير السياسات الصحية، إن المنظومة الصحية فى مصر قبل ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ مرت بعدة مراحل، كانت بدايتها فترة إنشاء المنظومة الصحية إبان جلوس محمد على باشا على عرش مصر مع كلوت بك سنة ١٨٢٠، ثم بدأ استخدام خدمة المجتمع خلال الفترة التالية من خلال إرسال أطباء خارج مصر للدراسة والاستفادة منهم بعد الرجوع منها.
وينوّه إلى أنه فى سنة ١٩٤٢ جاء الدكتور عبدالواحد الوكيل، قادمًا من إنجلترا ليبدأ فى إنشاء ما يُسمى الصحة القروية متمثلة فى مجموعات صحية لعدة قرى، بعدما أدرك أن المشكلات الصحية مستوطنة فى الريف المصري».
ويؤكد خبير السياسات الصحية أنه بعد قيام ثورة يوليو ٥٢ بدأ تنفيذ مشروع إنشاء وحدة صحية لكل قرية، وذلك فى فترة الستينيات، وهو ما تم تنفيذه بالفعل، لتكون بذلك أكبر شبكة رعاية صحية يتم تنفيذها فى العالم الثالث، كما أن منظومة التأمين الصحى بدأ تنفيذها لأول مرة فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، سنة ١٩٦٤، إبان تولى الدكتور محمد النبوى المهندس وزيرًا للصحة.
ويُتابع غنام، أنه فى فترة الانفتاح الاقتصادى فى السبعينيات تدهورت معظم تلك الإنجازات الحكومية الاجتماعية، حيث فرض القطاع الخاص سيطرته على الصحة فى مصر حتى سنة ٩٦، وهى نفس السنة التى بدأ فيها الدكتور إسماعيل سلام، وزيز الصحة الأسبق، الإصلاح الصحي، للرجوع إلى ما كان يُطبق فى الستينيات، من خلال بوابة للنظام تُسمى طب الأسرة، وهو ما يتم تنفيذه حاليًا فى بورسعيد متمثلًا فى التأمين الصحى الشامل.
ويقول الدكتور محمد حسن خليل، استشارى القلب، والمنسق العام للجنة الدفاع عن الحق فى الصحة، إنه قبل ثورة ٢٣ يوليو كان هناك حوالى ٤٥ مستشفى فقط فى أقاليم مصر، لكن بعد قيامها فى ١٩٥٢ تم تنفيذ أكبر مشروع صحى فى مصر، وهو مشروع خَرَجَ من نقابة الأطباء، إبان فترة تولى الدكتور محمد النبوى المهندس، أحد مؤسسى النظام الصحى الحديث فى البلاد، وزاريًا للصحة فى الفترة من ١٩٥٩ حتى ١٩٦٨، موضحًا أن المشروع كان عبارة عن؛ توصيل الخدمة الصحية لكل أفراد المجتمع فى أنحاء القطر المصري.
ويُضيف خليل: «مصر كانت وقتها ٢٥ محافظة و١٢٥ مركزا بإجمالى ٣ آلاف قرية، وكان المشروع قائم على إنشاء وحدة صحية فى كُل قرية، وحدة مُجمعة طبية فى كُل ١٠ قُرى، وإنشاء أيضًا مستشفى مركزي، بسعة ١٠٠ سرير، فى كُل مركز، فضلًا عن مستشفى عام فى عاصمة كُل محافظة بسعة ٣٠٠ سرير على الأقل، وهو ما تم تنفيذه بالفعل خلال فترة النبوى المهندس وزيرًا للصحة بعد ثورة يوليو، حيث تم إنشاء المستشفيات بنسبة ١٠٠٪، والوحدات المجمعة نُفذت بنسبة ٩١٪، وتم إنشاء وحدات ريفية فى حوالى ١٠٠٠ قرية تقريبًا».
ويُشير خليل، إلى أن هذا المشروع يُعد أول وآخر خُطة لنشر الصحة فى جميع ربوع مصر، موضحًا أنه قبل ثورة ٢٣ يوليو كان هناك محاولات ضيقة وعشوائية لنشر الصحة عن طريق إنشاء مستشفيات قروية، لكن يظل الإنجاز الحقيقى فى الصحة فى مصر، هو ما تم تنفيذه بعد ثورة يوليو ٥٢ خاصة فى فترة الستينيات أبان تولى النبوى المهندس حقبة الصحة. مؤكدًا أنه خلال تلك الفترة ارتفع الإنفاق على الصحة، حيث وصل إلى ٥٪ من الإنفاق الحكومى الذى كان يشكل ٨٠ و٩٠٪ من الناتج المحلى الإجمالى للدولة آنذاك، وهو رقم ضخم، اُستخدم فى إنشاء البنية التحتية.

عن admin

شاهد أيضاً

ذات يوم 6 أغسطس 1959.. ثورة فى قناة بنما ضد السيطرة الأمريكية.. والبحث عن فتحى الديب «جاسوس عبدالناصر الذى أشعل الحدث»

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 6 أغسطس 1959.. ثورة فى قناة بنما ضد السيطرة الأمريكية.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *