
تتسابق وسائل الإعلام مع حلول ذكرى حرب أكتوبر كل عام، للبحث عن أبطال معظمهم تصدروا المشهد في أي حديث عن الحرب منذ عام 1973 وحتى الآن؛ الأمر الذي أضاع على الأجيال الجديدة حقهم فى معرفة بطولات أبطال آخرين لم تسلط عليهم الأضواء، وباتت تضحيتهم من أجل تراب الوطن فى طي النسيان نحو 41 عاما.
“مصر العربية”التقت اللواء بحرى أركان حرب محمد عبد المجيد عزب “بالمعاش” الملقب بـ”قاهر الغواصات” للحديث عن بطولاته وإغراقه الغواصتين “تانين، ودكار”، وأسباب إصابته ببتر في الساق ..
وإلى نص الحوار:
بداية من هو اللواء محمد عبد المجيد عزب؟
باختصار أنا لواء بحري أركان حرب بالمعاش محمد عبد المجيد حسن عزب، من مواليد الإسكندرية فى 25 يونيو 1931 ، تخرجت من الكلية البحرية عام 1953 “الدفعة الخامسة”، شغلت العديد من الوظائف منها التدريب البحرى عام1952، ومحاضر بالكلية البحرية عام 1958 الى 1960، شاركت فى بعثة إلى الاتحاد السوفيتى عام 1953 إلى 1960، رئيس فرع الألغام و قائد ورش الطوربيد من عام 1960 إلى عام 1969، ومحاضر بالكلية البحرية من عام 1966 إلى عام 1967، ورئيس عمليات قناة السويس سبتمبر 1969 إلى أكتوبر 1970، ومساعد مدير مكتب المشتريات بموسكو أغسطس 1970 إلى نوفمبر 1970، ومساعد الملحق الحربى بلندن من نوفمبر 1977 إلى سبتمبر 1973، وفرع الشؤون المعنوية من نوفمبر 1973 إلى فبراير 1976، و رئيس قسم الترجمة بشعبة البحوث من يناير 1979 الى يناير 1982، ثم عملت بمركز البحوث بالأكاديمية العربية للنقل البحرى.. متزوج ولدى بنتان متزوجتان وولد واحد.
كل هذه الوظائف بدءًا من عام 1952 و1982 ، فهل معنى ذلك أنك شاركت فى كل الحروب التى خاضتها مصر؟
بالفعل شاركت فى كل الحروب التى خاضتها مصر بدءا من العدوان الثلاثى عام 1956 وحرب اليمن عام 1963، وحرب الأيام الـ 6 سنة 1967، وحرب الاستنزاف عام 1970 الى 1973، وحرب أكتوبر المجيدة 1973.
مع تلك الحروب التى شاركت فيها ، هل حصلت على التقدير اللازم من الدولة؟
نعم حصلت على العديد من الأوسمة والنياشين منها نوط الشجاعة العسكرى من الدرجة الاولى 6 يونيو عام 1976، ونوط الواجب العسكرى من الدرجة الثانية فى حرب اليمن عام 1964، وباقى النياشين الجماعية والانواط التى تمنح لجميع الأفراد بالقوات المسلحة.
نعود إلى بداية التحاقك بالكلية البحرية، لماذا اخترت الدراسة بها؟
منذ صغرى وأنا أحب الحياة العسكرية وكنت أقوم بجمع أطفال الجيران وأجعلهم يصطفون فى طابور عسكرى بنظام، وأنا كباقى أهل الإسكندرية أعشق البحر والعمل فى المياه، واتخذت قرارى بالالتحاق بالكلية بعد حرب 1948 مع إسرائيل، وساعدنى فى دخول الكلية جدي المرحوم أحمد عبد القادر درويش، وكان قائم مقام”عقيد” وقتها وكانت البحرية فى أوائل إنشائها .
وهل تغير حماسك بعد دخول الكلية نظرا لصعوبة الحياة العسكرية؟
رغم أن الحياة فى الكلية كانت صعبة جدا، فكل شيء بمواعيد ونظام فى الأكل أو النوم وطوابير السلاح والرياضة، إلا أن ذلك لم يغير من عزيمتى، ويوما بعد يوما اندمجت فى الكلية.
وهل تتذكر أول وحدة بحرية عملت عليها فى البحر؟
نعم المدمرة بورسعيد “محمد على سابقا” كانت أول وحدة بحرية عملت عليها مع المرحوم الفريق أول سليمان عزت وكان قائدا عليها وقتها، وعند حدوث ثورة 1952 كنت موجودا عليها لحراسة قصر المنتزة فى الإسكندرية .. وكانت الوحدة عبارة عن مدمرة فيها مدافع مزدوج 4 بوصة ماسورتين وتضم أيضا أجهزة مكافحة غواصات ولم تكن تعمل، وبعد سنة تم تعينى ضابط أول فى اليخت المحروسة الخاصة بالملك وكان معى 3 من الزملاء وعند خروج المحروسة فى مأموريات كان يتم استدعاء طاقم لواء من الخارج لقيادتها ونحن نعاونهم بصفتنا الطاقم الاصلى، بعد رحيل الملك فاروق .
ولكن كيف جاء لقب “قاهر الغواصات” ومتى بدأت الجاد فى البحر؟
تم تعينى ضابط أول على الفرقاطة طارق، وبمجرد استلامى لها ذهبنا فى رحلة فى البحر الأحمر لتدريب قادة اللنشات الطوربيد على مداخل وخروج من الموانى البحرية الموجودة فى البحر وبعدها مباشرة حدثت طوارى فى 15 من مايو 1967، فأمر المرحوم عبد المنعم صديق قائد السفينة بتجهيز قذائف الأعماق للعمل احتياطيا .. وتم تجهيز قذائف الأعماق للحرب.. وصدرت لنا الأوامر للخروج بعد ظهر يوم 5 يونيو للمرور أمام شواطئ الإسكندرية للإبلاغ عن أى أهداف معادية تحاول مهاجمة الإسكندرية مثل الطائرات الحربية والغواصات واللنشات المسلحة المعادية .. وعند خروجنا من البوغاز لم نكن نعلم ماذا يوجد تحت البحر لأننا كنا نكشف فوق البحر فقط .
وهل شهدت هذه الرحلة تعامل مباشر مع سفن أو غواصات معادية؟
بالفعل بدأنا المهمة بعمل إظلام تام للسفينة وسرنا فى البحر على خط سير متعرج حتى الصباح ، وكل شخص ذهب إلى مركزه انتظارا لتنفيذ الأوامر التى تصدر له ونزل قائد السفينة لغرفة اللاسلكى للاستماع إلى آخر أخبار القتال من الإذاعات العالمية، وأثناء تواجدى فى موقعى على ظهر السفينة شاهدت تصاعد 3 أدخنة بيضاء على سطح البحر على مسافة كبيرة وقد كانوا على مسافات متساوية وبسرعة ذهبت لمركز القيادة اكتشفت إنهم 3 طوربيدات متجهين بإتقان وبأقصى سرعة للسفينة، وعملنا مراكز قتال وتوليت القيادة ولأنى متخصص فى الطوربيدات ومكافحة الغواصات فأصدرت أوامر بإعطاء سرعة قصوى للأمام لميكانينات الدومان ” دفة القياده ” ، وبدأت السفينة فى الدوران والسير بسرعة بين طوربيدين، وقام قائد الغواصة بإطلاق طوربيدين جديدين على السفينة طارق أثناء عمل مناورة لتفاديها وأنقذت السفينة من طوربيدات الغواصة “تانين” التى سارت حتى آخر مداها وتعرضت لأضرار جسيمة.
وما هو رد الجانب الإسرائيلى على الأضرار الجسيمة التى لحقت بالغواصة “تانين”؟
أصيبت الغواصة بأضرار جسيمة وعادت إلى إسرائيل فى رحلة استغرقت شهرا كاملا بينما من المفترض أن تستغرق الرحلة يوما واحدا، وحصل قائد الغواصة الإسرائيلية إبراهام دورور على أعلى وسام فى إسرائيل، وكانت نتيجة المعركة آسر 6 ضفادع بشرية سبق للغواصة تانين إنزالهم أمام الإسكندرية لمهاجمة السفن الحربية الموجودة فى ميناء الإسكندرية ولكنهم فشلوا فى تحقيق هذا الهدف وتم أسرهم عند ميناء الشرقى نظرا لعدم تمكن الغواصة تانين من استدعاتهم بعد إصابتها، وأمر رئيس الجمهورية جمال عبد الناصر بإعطاء النياشين لطاقم السفينة طارق وحصلت على نوط الشجاعة العسكرى من الدرجة الأولى..
بعدها تم نقلى إلى كاسحة الألغام بأسيوط فى أوائل يناير 1968 ، ويوم 23 يناير تم تعينى فى أسيوط لتدريب الطلبة على أعمال الملاحة البحرية، وبعد التدريب وأثناء الاستعداد والعودة إلى ميناء الإسكندرية شاهد أحد الطلاب هدفا صغيرا جدًا يشق سطح البحر الساكن فى ذلك اليوم فلم يستطع تحديد هويته، وبمجرد رؤيتى الهدف علمت أنها غواصة معادية لتواجدها فى منطقة يمتنع على غواصتنا التواجد فيها، وأعطيت أمر مراكز قتال حتى يذهب كل فرد إلى مركزه أثناء القتال استعدادا لتلقى الأوامر .
وبعد ذلك أعطيت الأمر بسرعة قصوى للأمام 2 و الهجوم على غواصة بقذائف الاعماق ، وأخطرت قيادة القاعدة بالإسكندرية بوجود غواصة على عمق البريسكوب.. فالتبس على رئيس العمليات الأمر ،واعتقد أنها الغواصة المصرية رقم واحد ، إلا أنه تم تجاهل الإشارة واستمريت فى مطاردة الغواصة والتى ما أن شاهدت السفينة الحربية أسيوط متجهة إليها فغطست غطسا سريعا بعمق 18 قامة بينما غواصتة يلزمها 20 قامة ، وعندما غطس نزل مسرعا بالمقدمة، فاصطدم بقاع الأرض وعند محاولة الصعودة مرة أخرى اصطدم بالمؤخرة فتهشمت الغواصة “دكار” وغرقت بعد ذلك بمسافة صغيرة ويشهد على ذلك انقطاع الاتصال معها ساعة 0600 يوم 24 يناير اى بعد حوالى 18 ساعة فقط من إكتشافها و لدينا من الأدلة والشواهد الأخرى على ذلك خاصة بعد ظهور العائم الخلفى الخاص بالغواصة دون ظهور العائم المقدم لانحباسه فى مكانة نتيجة لاصطدام المقدم بقاع الأرض.
ولكن كيف حدثت إصابتك؟
أثناء تواجدى وعدد من القوات فى “الجزيرة الخضراء” فى السويس.. قام اليهود وكانوا يمتلكون طيران قوى فى ذلك الوقت بضرب الجزيرة مما أدى إلى انفجار مخازن الذخيرة .. وكنت رئيس عمليات وقتها وقررت إستمرار التواجد فى الجزيرة لتأمينها .. وظللت فى الجزيرة الخضراء حتى أصيبت .. ففى ووقت غارة من غاراتهم كنت فى متابعة وأثناء رجوعى حدثت الغارة فجريت مسرعا علشان أعلم العساكر اللى معايا أن وقت الغارة يذهب مسرعا إلى الملجأ وجريت على الملجأ فى الجبل ووجدت عساكر أخدتهم معى وجرينا على المخبأ و بعدها وقفت على باب الغرفة لكى أشاهد المدفعية بتاعتى، وأثناء تفقدى للموقف وجدت فجأة الدنيا أسودت وأنا مرمى على الأرض و كل رجل من أرجلى فى ناحية مختلفة والدنيا سوداء ولم اسمع وقتها اى شئ ولم اسمع صوت الانفجار نهائى ، وعلمت بعدها أن قنبلة وزنها ألف رطل سقطت بجوارى.
وماذا حدث بعدها؟
بعدها تم استدعاء عربة الإسعاف و فى الطريق إلى مستشفى السماد بدأت أشعر بالألم وكان شعور قاسى جدا لا يوصف ، وذهبنا الى مستشفى السماد، وهناك طلبت من الطبيب عدم بتر رجلى الاثنين وأن يترك لى واحدة منهم، وتم بتر الساق اليسرى من فوق الركبة، و الأخرى عمل الدكتور فيها عملية وركب لى جهاز تورنكية سبب لى غرغرينة غازية وبعدها تم نقلى الى مستشفى المعادى بطائرة بعد 3 أيام من إجراء العملية لأن وقتها كان هناك استحالة فى نقلى ، وقتها كنت متزوجا ولدى ابنة وتم إبلاغهم وقد كانت حالتى صعبة جدا، وبعد يومين من نقلى جاء لزيارتى فى المستشفى الرئيس جمال عبد الناصر والفريق صادق رئيس الأركان زارنى مرتين، وبعدها زارنى الرئيس السادات وقد كان نائب رئيس الجمهورية وقتها.
وهل تسببت الإصابة فى خروجك من القوات المسلحة؟
لا .. بعد 9 شهور فى مستشفى المعادى للعلاج سافرت لما طلبت من الفريق صادق أن اكمل علاجى فى إنجلترا واتعالجت هناك وأثناء علاجى تم التصديق على تعينى مساعد مدير مكتب المشتريات العسكرية بموسكو، ولأن الجو هناك لم يكن مناسبا لحالتى والعلاج لم يكن مناسبا التهبت رجلى اليمين وقال لى الدكاترة ان انسب مكان لعلاجى هو لندن أو باريس فكتبت للفريق صادق أن اذهب للعلاج إلى لندن مرة اخرى، وذهبت إلى لندن بالفعل للعلاج وتم تعينى مساعد ملحق حربى واستمريت بالعمل هناك ، إلى ان تبرع السيد المرحوم الشيخ زايد بمبلغ لشراء معدات للعبور منها لانشات لنقل الجنود و اتت لجنة وقمنا بشراء المعدات وكان هذا الوقت هو الاستعداد لحرب أكتوبر المجيدة .
لغز غرق الغواصة الإسرائيلية “داكار”

الغواصة الإسرائيلية داكار
فقدت إسرائيل مطلع عام 1968 الاتصال بالغواصة “داكار” في البحر المتوسط قبل أن تصل إلى قاعدتها في ميناء حيفا في رحلتها الأولى بعد شرائها من بريطانيا. وظلت الغواصة لعدة عقود مختفية.
أصاب اختفاء الغواصة “داكار” بطاقمها المكون من 69 بحارا وضابطا الإسرائيليين بذهول كبير في فترة ما يعرف بحرب الاستنزاف، عقب حرب الأيام الستة في المنطقة.
وراجت الكثير من الروايات بشأن مصير الغواصة الإسرائيلية “داكار” تراوحت ما بين تدميرها من قبل البحرية السوفيتية أو المصرية، أو غرقها بسبب خلل فني أو خطأ بشري، وصار فقدانها لغزا محيرا لأكثر من ثلاثين عاما.
صُمّمت الغواصة “داكار” في بريطانيا عام 1942، ودشنت في عام 1943، ثم دخلت الخدمة في البحرية الملكية البريطانية عام 1945 وكانت تحمل اسم Totim قبل أن تصل إلى أيدي الإسرائيليين بعد تحديثها.
ويعود اسم “داكار” بالعبرية إلى نوع من أسماك الأعماق الضخمة المفترسة، ويبلغ طول هذه الغواصة التي تنتمي لفئة الغواصات المتوسطة 87 مترا، وعرضها 8 أمتار، وقسمها الغاطس 4.5 متر، وهي مسلحة بست مواسير لإطلاق الطوربيدات، وتسير بمحرك ديزل مزدوج بسرعة 15 – 25 عقدة.
هذه الغواصة التي كانت تحت قيادة الرائد البحري الإسرائيلي ياكوف رعنان فُقدت على بعد نحو 200 ميل بحري جنوب غرب قبرص في 25 يناير/كانون الثاني عام 1968، فيما وصلت حينها غواصتان أخريان أشتريتا أيضا من بريطانيا إلى الميناء بسلام.

بوصلة الغواصة الإسرائيلية داكار
وعلى الرغم من الغموض الذي يلف ملابسات اختفاء الغواصة الإسرائيلية “داكار”، إلا أن أغلب الروايات تتحدث عن تلقيها أمرا من القيادة العسكرية بأن تتخلف عن رفيقاتها ليوم واحد، وربما كُلفت بمهمة سرية.
وتقول إحدى الروايات إن قائد الغواصة كُلف بالاقتراب ما أمكن من سواحل الإسكندرية وتصوير القطع البحرية المصرية في المنطقة بواسطة أجهزة دقيقة متطورة زُودت بها الغواصة، فيما تحدثت مصادر إعلامية مصرية أن الغواصة الإسرائيلية كلفت بعملية تخريبية تمثلت في اغتيال الزعيم جمال عبد الناصر أثناء تفقده لسفن الأسطول المصري في المنطقة.
وفشلت آنذاك جهود البحث التي قامت بها البحرية الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية واليونانية في العثور على أي أثر يمكن أن يلقي الضوء على مصير الغواصة المختفية، وفشلت جهود أخرى أيضا جرت بالتنسيق مع مصر والولايات المتحدة في الثمانينات.
وعلى الرغم من أن القاهرة لم تعلن رسميا حينها أن بحريتها أغرقت الغواصة الإسرائيلية داكار، إلا أن صحيفة الأخبار المصرية أعلنت في عام 1970 أن سفينة حربية مصرية قضت على الغواصة الإسرائيلية بواسطة قنابل مخصصة للأعماق.

حطام الغواصة الإسرائيلية في أعماق المتوسط
وأيد لاحقا هذه الرواية اللواء بحري متقاعد محمد عبد المجيد عزب في عام 2005 خلال مقابلة صحفية أكد خلالها أن المدمرة المصرية طارق، التي كان هو ضمن طاقمها، أثناء عودتها من مهمة تدريبية اكتشفت الغواصة داكار قرب السواحل المصرية وتبادلت معها إطلاق النار، وتمكنت من تدميرها بواسطة قنابل الأعماق، إلا أن القيادة السياسية في القاهرة رفضت تبني الرواية لعدم وجود دليل مادي يسندها.
وذكر ضباط كبار في البحرية السوفيتية أن المناورات التي أجريت آنذاك في المتوسط بالاشتراك مع مصر اقتصرت على السواحل وتضمنت تدريبات على الإنزال البحري غرب الاسكندرية وفي ميناء طرطوس بسوريا. وأكدوا عدم تسجيل أية وقائع في تلك الفترة لحوادث اصطدام بسفن أجنبية أو بقطع بحرية مجهولة.
واستبعدت إسرائيل رسميا طوال الوقت أن تكون غواصتها المفقودة قد غرقت بفعل فاعل، ولم تكشف الوثائق الإسرائيلية التي رفُعت السرية عنها في السنوات الأخيرة ما يشير إلى تنفيذ “داكار” لمهمة سرية قبالة الاسكندرية.
ووصل غموض اختفاء الغواصة الإسرائيلية داكار إلى محطته قبل النهائية في يونيو/حزيران من عام 1999، حين تم العثور على حطامها بواسطة معدات أمريكية متطورة على عمق نحو 3000 متر في المياه الواقعة بين جزيرتي قبرص وكريت.
تمكنت إسرائيل من العثور على غواصتها في أعماق البحر، إلا أن غموض سبب اختفاء هذه الغواصة ظل على حاله. وعلى الرغم من أن تل أبيب تؤكد أن “داكار” لم تغرق نتيجة تدخل خارجي، إلا أن سر غرقها لا يزال عالقا هو الآخر بهيكلها في أعماق المتوسط.
محمد الطاهر
