
محمد أنور السادات – محمد فوزى
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 6 يناير 1976.. السادات يستقبل للمرة الثانية الفريق أول محمد فوزى بعد خروجه من السجن وفى حضور نائبه «مبارك»
الأربعاء، 06 يناير 2021 10:00 ص
أخطر نائب رئيس الجمهورية محمد حسنى مبارك، الفريق أول محمد فوزى، بدعوة الرئيس السادات لمقابلته يوم 6 يناير، مثل هذا اليوم، عام 1976، فى استراحة القناطر الخيرية، وذلك من أجل المعاونة فى تسجيل أحداث ثورة 23 يوليو 1952، وبصفة خاصة أحداث معركة 5 يونيو 1967، حسبما يذكر الفريق فوزى للكاتب الصحفى عبدالله إمام فى كتابه «الفريق أول محمد فوزى، النكسة، الاستنزاف، السجن»، ويعتمد الكتاب على حوار مطول أجراه «إمام» مع «فوزى» يسجل فيه ذكرياته
فوزى، النكسة، الاستنزاف، السجن»، رابط تحميل الكتاب
ويعتمد الكتاب على حوار مطول أجراه «إمام» مع «فوزى» […]
منذ بداية حياته العسكرية ضابطا فى القوات المسلحة المصرية، وتلك التى لم يسجلها فى كتابه «حرب الثلاث سنوات، 1967 – 1970» وكتابه «حرب أكتوبر 1973».
أصبح الفريق فوزى قائدا عاما للقوات المسلحة من 11 يونيو 1967، ثم وزيرا للحربية، والفريق عبدالمنعم رياض رئيسا للأركان، وأسند إليهما جمال عبدالناصر مهمة إعادة بناء الجيش المصرى بعد نكسة 5 يونيو 1967، وقادا حرب الاستنزاف ضد إسرائيل، ثم تقدم «فوزى» باستقالته من منصبه يوم 13 مايو 1971 ضمن استقالات أخرى لعدد من كبار المسؤولين الذين عملوا بجوار جمال عبدالناصر، وقام السادات باعتقالهم وتقديمهم إلى المحاكمة، فى القضية المعروفة إعلاميا باسم «مراكز القوى»، وحوكم الفريق فوزى عسكريا، وقضت المحكمة بحبسه 15 عاما أشغال شاقة مؤبدة، وأفرج عنه السادات خلال عام 1974.
يكشف فوزى، أن السادات دعاه إلى مقابلته فى استراحته ببرج العرب يوم 2 سبتمبر 1974، وكانت هى المرة الأولى التى يقابله فيها بعد خروجه من السجن، ويتذكر أنه وهو مقبل عليه للسلام فى مدخل الاستراحة قال له: «بصمت لهم يا سى فوزى»، ويعلق فوزى: «هى مقولة ظلت عالقة فى ذهن السادات منذ أن فوجئ باستقالتى مع زملائى قادة ورجال عبدالناصر يوم 13 مايو 1971، وما ترتب على ذلك من انفعال وأسى وحزن فى شخصه، أما ما تلى هذه الاستقالة من أحداث اعتقال وتحقيق ومحاكمة للقائد العام للقوات المسلحة فلم يكن لها أى أثر فى نفسه».
يؤكد فوزى، أنه سارع بالرد على السادات، قائلا: «ما هو سيادتك السبب فيما حدث يعنى توافق على الاستعداد لبدء القتال وتحدد يومه، ثم تخذلنى فى آخر لحظة وترفضه وتضعنى فى موقف محرج أمام القادة والضباط وعاوزنى استمر معك، كلا.. إن مهمتى التى كلفنى بها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يوم 11 يونيو 1967 بمواجهة العدو الإسرائيلى وبناء القوات المسلحة على أسس علمية فى نفس الوقت، انتهت يوم تراجعت عن تأكيد بدء الاستعداد لمعركة تحرير الأرض يوم 12 مايو 1971، حيث حررت استقالتى».
يذكر فوزى، أن السادات لم يعلق على مواجهته هذه، وقال: «أنا طلبتك للتهنئة بالإفراج ورفع المعاناة النفسية عنك، مش عاوز نفتح الموضوع تانى ونحاول ننساه، وأنا بادرت بطلبك بصفة خاصة تكريما لك ولن أكررها مع آخرين»، وكان يقصد زملاءه من القيادات الأخرى المسجونين أو الذين أفرج عنهم.. يضيف فوزى: «عاد الرئيس السادات، وقال: بقى بذمتك يا فوزى عبدالناصر كان ناوى يحارب؟».. فأجبته على الفور بنعم، إذ أن الرئيس الراحل عبدالناصر أصدر لى أمر الاستعداد للقتال ليكون فى آخر فترة إنهاء وقف إطلاق النار الذى كان محددا يوم 7 نوفمبر 1970، كما كان توجيه الرئيس الراحل لى وللزميل محمود رياض وزير الخارجية، أن التوقيت السليم لمعركة التحرير يجب ألا يتأخر عن ربيع عام 1971، لأسباب تتعلق بميزان القوى بيننا وبين إسرائيل.
يؤكد فوزى، أن السادات قام بتغيير موضوع الحديث، وسأله عن كيفية معاملة الفريق محمد أحمد صادق طوال فترة وجوده معه «كان فوزى وزيرا للحربية، وصادق رئيسا للأركان»، ثم نطق بألفاظ نابية ضده وهو يجز على أسنانه، وقال: «طلع خبيث وعيل وسوف يأتى له يوم»، وكرر السادات رغبته لـ«فوزى» فى نسيان موضوع القضية، وطلب منه عدم التردد فى طلب أى شىء يحتاجه، وانتهت المقابلة التى استمرت حوالى ساعة».
كانت المقابلة الثانية بعد عام وأربعة أشهر، وتحديدا يوم 6 يناير 1976، وجاءت فى سياق إعلان السادات عن تشكيل لجنة لكتابة تاريخ ثورة 23 يوليو 1952 برئاسة «مبارك»، ويصف الفريق فوزى هذه المقابلة بأنها «كانت مثيرة للغاية شهدها نائب الرئيس حسنى مبارك واستغرقت ساعتين».
بعد التحيات، شرح السادات فكرته عن كتابة تاريخ الثورة، فماذا قال فيها؟.. وماذا رد فوزى عليها؟
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 6 يناير 1976..السادات للفريق فوزى: «بقى انت اللى أدهشت السوفيت لما قلت لهم على مكان وكميات الصواريخ جو / أرض عاوز تتذكر أحداث معركة 1967»
الخميس، 07 يناير 2021 10:00 ص

رحب الرئيس محمد أنور السادات، بضيفه وخصمه الفريق أول محمد فوزى وزير الحربية من 11 يونيو 1967 حتى 13 مايو 1971، وبدأ فى الحديث معه عما يريده منه.
كان اللقاء فى استراحة القناطر الخيرية، والثانى بينهما منذ خروج فوزى من السجن بعد قرار السادات بالإفراج عنه خلال عام 1974، قبل انتهاء فترة عقوبته 15 عاما أشغال الشاقة فى قضية «15 مايو 1971» التى اشتهرت إعلاميا باسم «مراكز القوى»، «راجع، ذات يوم، 6 يناير 2020».
حضر محمد حسنى مبارك، نائب الرئيس، هذه المقابلة، وفيما كان «فوزى» على خصومة تاريخية مع السادات بسبب قضية «15 مايو»، كان مبارك يحمل تقديرا لـ«فوزى»، فهو قائده فى الجيش، والسبب فى تعيينه مديرا للكلية الجوية فى نوفمبر 1967، كما أشاد به أمام عبدالناصر حين رشحه ليكون رئيسا لأركان القوات الجوية، وفقا للكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، الذى يقول فى كتابه «مبارك وزمانه»: «للأمانة فقد سمعت الفريق محمد فوزى وزير الحربية يقدم مبارك عند جمال عبدالناصر عندما رشحه له رئيسا للأركان فى سلاح الطيران 22 يونيو 1969، أثناء حرب الاستنزاف، وكانت شهادته تزكية لما رُشح له.
يتذكر «فوزى» للكاتب الصحفى عبدالله إمام، فى كتاب «الفريق أول محمد فوزى، النكسة، الاستنزاف، السجن»، أسرار ما دار فى اللقاء، قائلا: «فتح الرئيس السادات الحديث عن رغبته فى تسجيل أحداث الثورة بواسطة لجنة على مستوى عال يرأسها النائب حسنى مبارك، لأن الزمن يمر سريعا على شعب مصر، بدون أن يعرف الحقائق عن الثورة وبالذات عن معركة 5 يونيو 1967»، أضاف السادات لـ«فوزى»: «أنت عاصرت هذه المعركة، حيث كنت فى موقع رئيس هيئة الأركان، ولم يصدر عن المعركة أية كتب أو دروس يمكن أن تعتمد عليها اللجنة فى كتابة تاريخ هذه المعركة».
عند هذا الحد، قاطع «فوزى» كلام «السادات»، وارتفعت حرارة الحوار بينهما لساعتين، يذكر «فوزى» مقتطفات منه، قائلا: «قاطعت الرئيس، وذكرت له أننى أصدرت كتابا رسميا يعتبر تسجيلا تفصيليا عن معركة يونيو 1967 مع ذكر أسبابها ودوافعها وإدارتها مدعما بالخرائط الكونتورية، وكان توزيع هذا الكتاب الذى أخذ صفة السرية مقصورا على القادة فقط، وأعتقد أن النائب حسنى لديه نسخة قائد القوات الجوية ويمكن الاعتماد عليها فى كتابة تاريخ هذه الفترة».
لم يقتنع «السادات» برد «فوزى»، فقال له: «لا، إحنا عاوزينك انت بصفتك شاهد معاصر وعلى مستوى الأركان العامة تجاوب على أسئلة تطرحها عليك اللجنة من أجل تسجيل التاريخ»، يضيف «فوزى»: «لم أوافق على هذا الأسلوب، وقلت للرئيس دى تبقى، سين وجيم، ده يبقى تحقيق مش كتابة تاريخ».
استدعى «فوزى» مخزونه من عدم الثقة فى نوايا «السادات» وتعامل على أساسه، وناور فى كلماته، قائلا: «بدأت أتشكك فى نوايا الرئيس وفى اتجاهاته، ثم أبديت استعدادى للتعاون مع لجنة تسجيل التاريخ ولكن بالأسلوب الذى أقرره»، وهنا طرح «فوزى» مناورته قائلا لـ«السادات»: «أنا عاوز وقت لكى أتذكر الأحداث وأرتبها وأدونها، وهذا يستغرق منى حوالى أسبوعين تقريبا»، يكشف رد فعل «السادات الذى قال بتهكم: «بقى فوزى عاوز يتذكر؟! اللى دلل على مكان وقطع غيار الصواريخ جو/ أرض الحديثة الضخمة، التى تزن كل رأس صاروخ منها واحد طن، وتركب فى الطائرة «ت ى 16 س» القاذفة الثقيلة طويلة المدى، وكانت موضع مناقشة ساخنة بين القادة السوفيت وعبدالناصر، والفريق فوزى قطع هذه المناقشة ودلل على مكانها وكمياتها وأنواعها، وسط دهشة الحاضرين فى لقاء القمة فى موسكو عاوز يتذكر أحداث معركة 1967».
كان «السادات» يتذكر وقائع اجتماع فى موسكو حضره «فوزى» مع «عبدالناصر» والقادة السوفيت يوم 29 يونيو عام 1968، وحصل فيه على صفقة أسلحة ومعدات متطورة تقدر بـ200 مليون دولار، وضم الوفد المرافق لعبد الناصر، السادات ومحمود رياض وزير الخارجية، والفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان الجيش المصرى، وفقا لـ«فوزى» فى كتابه «حرب الثلاث سنوات، 1967، 1970»، كاشفا، أن عبدالناصر اصطحب معه ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية باسم مستعار، وقدمه إلى القيادة السوفيتية لأول مرة، وتمكن من الحصول له على صفقة أسلحة صغيرة وهاونات قدرت بنصف مليون دولار.
نعود مع ذكريات فوزى عن اللقاء، يقول: «الرئيس السادات بشرحه الطويل عما حدث فى موسكو، كان يريد أن يدلل على دقة ذاكرتى فى موضوعات فرعية، ويتعجب من رغبتى أن أجمع وأتذكر موضوع معركة 1967».. واستمر الحوار وانتهى بلقاء «فوزى» مع اللجنة يوم 8 يناير 1976، فماذا جرى؟