أخبار عاجلة
الرئيسية / تقارير وملفات / ذات يوم.. 31 ديسمبر 1989.. بدء المرافعات أمام «جنح بولاق» فى دعوى أحمد أبوالفتح ضد محمد حسنين هيكل و«الأهرام»

ذات يوم.. 31 ديسمبر 1989.. بدء المرافعات أمام «جنح بولاق» فى دعوى أحمد أبوالفتح ضد محمد حسنين هيكل و«الأهرام»

 

 

مقدمة

محمود ابو الفتح واذاعة مصر الحره اثناء حرب السويس 1956

 

بالمقدمة الموسيقية لأغنية محمد عبدالوهاب «أحب عيشة الحرية» بدأت «إذاعة مصر الحرة» بثها من بيروت في 28 تموز (يوليو) 1956، بتمويل فرنسي بريطاني، وهدف وحيد هو إسقاط نظام عبدالناصر الذي كان اتخذ قبل ذلك بيومين قرار تأميم قناة السويس.
وبدأت الإذاعة التي كانت تبث على ترددات «راديو فرنسا الحرة»، الذي أنشأته إدارة ديغول لشحذ همم الفرنسيين ضد الاحتلال النازي لبلادهم إبان الحرب العالمية الثانية، في بكل قرار تتخذه الدولة المصرية. فتأميم القناة خراب، والسد العالي لن يرى النور، ومجانية التعليم ترف، وبرامج التصنيع والتحديث إسراف. ووجدت برامجها بعض التعاطف من المصريين الذين تضرروا من قوانين الإصلاح الزراعي ومصادرة الممتلكات، فضلاً عن بعض منتسبي الأحزاب التي كانت قائمة قبل ثورة 1952، لا سيما حزب الوفد.
وللتذكير، فأسرة أبو الفتح المصرية المكونة من الأشقاء محمود وأحمد وحسين، كانت هي التي تشرف على «إذاعة مصر الحرة» وتتولى إعداد برامجها، وكان البث يصل في البداية إلى مصر وأجزاء من السودان، قبل أن يسافر محمود أبو الفتح إلى أوروبا للحصول على معدات تقوية البث ليصل إلى الأردن والجزيرة العربية وليبيا وتونس. ومحمود أبو الفتح (1885 – 1958) مؤسس صحيفة «المصري» الوفدية، هو النقيب الأول للصحافيين في مصر، وكان مؤيداً للثورة في بدايتها قبل أن يختلف معها بسبب تأييده عودة الأحزاب فوراً ومعارضته استمرار مجلس قيادة الثورة في الحكم، وقد صودرت الصحيفة ومطابعها، واضطر الإخوة أبو الفتح للفرار إلى خارج مصر، وأصدرت محكمة الثورة حكماً غيابياً على محمود بالسجن عشر سنوات.
وحينما بدأ العدوان الثلاثي سارعت الإذاعة بمباركة الغزو، وبشرت المصريين بقرب التحرر من نظام عبدالناصر، واصفة الأخير بالديكتاتور البغيض الذي يتمنى الشعب التخلص منه، وبعد المقاومة التي أبداها الشعب المصري للعدوان بثت الإذاعة خبراً كاذباً عن مقتل عبدالناصر في قصف جوي للطائرات الغازية على مبنى قيادة مجلس قيادة الثورة، ودعت الشعب المصري للتوقف عن المقاومة والترحيب بقوات الغزو التي جاءت لتعيد الديموقراطية!
ثم جاءت أخبار أن الإذاعة انتقلت للسعودية وهنا بدأت موجة جديدة في الصحف المصرية للهجوم على الملك سعود ومن ضمن عشرات الرسوم الكاريكاتورية نعرض الآن رسمتين الأولى تصوّر الملك سعود يخرج لسانا طويلا مكتوبا عليه ” محطة إذاعة مصر الحرة على موجة طولها 7835دولار وفي الثانية ” وفي أعلى الرسم مكتوب إذاعة صوت مصر الحرة تنتقل من مرسليا إلى السعودية .. أما الرسم الثاني فيصور الملك سعود على هيئة سيدة في مطبخ ومكتوب أسفل الرسم ” ركن المرأة في إذاعة مصر الحرة ” حاقولك على طريقة عمل المؤامرة تجيبي مليون دولار أمريكاني وست رجعيين يكونوا بلدي تنضفيهم كويس بعصير الخيانة وتضيفي عليهم الدولارات” والعديد من الرسوم التي تسخر من هذه الإذاعة كانت تعج بها الدوريات المصرية وقتها وكان للملك حسين أيضا نصيبا كبيرا منها, ولكن بعد سنوات ظهرت مفاجأة كبيرة لها دلالات خطيرة وهو أن هذه المحطة كانت تدار من بيروت ثم عدن وبواسطة عائلة أبو الفتح أصحاب جريدة المصرى وقد تحدث عن هذا الأمر كثيرا منهم خالد محي الدين في مذكراته قائلا”تحدث أبو الفتح بحماس عن ضرورة فعل شيء لإنقاذ مصر من براثن حكم عبد الناصر، وتحدث عن دورى وحاول إثارتى وكيف أننى مبعد، وكيف أن على واجب إزاء الوطن، وأخيراً وصل إلى غايته.. ستكون هناك محطة إذاعة موجهة إلى مصر ومطلوب منى أن أتحدث فيها بشكل مستمر، وأن أكون شريكاً فى العملية كلها.” وكذلك كتب زهير عسيران، فى كتابه “زهير عسيران يتذكر، المؤامرات والانقلابات فى دنيا العرب” وقال نصا ” على أثر الخلاف الذى نشأ بين نظام الضباط الأحرار وآل أبو الفتح الذين صودرت جريدتهم المصرى ومطابعها وشردوا خارج مصر، طرأت فكرة إنشاء إذاعة تعمل ضد النظام الجديد فى مصر. فاجتمع فى بيروت محمود أبو الفتح وبعض المنتسبين إلى الإخوان المسلمين ومنهم كامل الشريف من مصر الذى أصبح فى ما بعد نائبـا ووزيرا فى الأردن، والشيخ مصطفى السباعى من سوريا، وتقرر فى ذلك الاجتماع إنشاء إذاعة فى لبنان تعمل ضد النظام فى مصر. لكن السؤال كان: «كيف؟ وأين يكون مقر هذه الإذاعة؟» فرددت على السؤال فورا: «توضع فى منزلى»..
وكان لهذا الغلو الواضح أثر كبير في انصراف المصريين عن الاستماع إلى هذه الإذاعة بعدما أدركوا أن هدفها الوحيد إسقاط الدولة المصرية ذاتها، وليس مجرد انتقاد النظام. وبعد فشل العدوان الثلاثي، تحرج موقف الإخوة أبو الفتح، لا سيما أن الحكومة اتخذت قراراً بسحب الجنسية منهم، وبدأت الأطراف التي كانت تعادي مصر الناصرية في استخدامهم لتحقيق أهدافها: فمجلس الوزراء العراقي في عهد نوري السعيد اتخذ قراراً بمنح الجنسية العراقية لمحمود أبو الفتح نكاية بعبدالناصر، وبدأت الحكومات التي وجدت خطراً في توجهات مصر وقتذاك بتمويل الإذاعة لبث أخبار كاذبة عن محاولات ضباط في الجيش اغتيال عبدالناصر.
وتشاء الأقدار بعد ثورة تموز (يوليو) 1958 في العراق، أن تتخذ الحكومة العراقية في الاجتماع الأول لها قراراً بسحب الجنسية من أبو الفتح الذي غادر إلى ألمانيا، وتوفي هناك قبل أن ينتهي العام نفسه، فأمر الرئيس بورقيبة، الذي كان على خلاف مع عبدالناصر، دفنه في تونس، بل سار في جنازته ومعه أعضاء الحكومة التونسية. وهكذا تاجر المتاجرون بمحمود أبو الفتح حياً وميتاً.

ومن المفارقات الغريبه للسادات ان محكمة الثورة التى حاكمت اسرة ابو الفتح وحكمت باغلاق جريدة المصرى وتأميم ممتلاكتهم كانت برئاسه البغدادى وانور السادات وحسن ابراهيم بل وكان السادات ابرز من نادى بحسب الجنسيه المصريه منهم ابان عمل اذاعة مصر الحره بحرب السويس وفى حكم السادات اعطى محمود ابوالفتح اعلى وسام لتكريمه وسام النيل
المصادر (شهدى عطيه – محمد عبد العزيز)

 
 
 
 

سعيد الشحات يكتب:

الخميس، 31 ديسمبر 2020 10:00 ص

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 31 ديسمبر 1989.. بدء المرافعات أمام «جنح بولاق» فى دعوى أحمد أبوالفتح ضد محمد حسنين هيكل و«الأهرام» محمد حسنين هيكل
 
 
 
بدأت المرافعات فى محكمة «جنح بولاق» يوم 31 ديسمبر، مثل هذا اليوم، 1989، فى القضية المرفوعة من أحمد أبوالفتح، ضد الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، وجريدة «الأهرام» برئاسة إبراهيم نافع، مطالبا بتعويض 30 مليون جنيه كرد اعتبار لشقيقه محمود أبوالفتح، لتعرضه للسب والقذف من «هيكل» فى كتابه «سنوات الغليان»، المنشور على حلقات فى «الأهرام» عام 1989، حسبما يذكر الزميل «عبدالله سالم»، فى تحقيقه الموثق «السيرة الحائرة..أسرة أبوالفتح بين التخوين والتكريم» فى «المصرى اليوم، 3 و4 و5 2020».
 
كانت القضية واحدة من أهم قضايا الرأى العام فى مصر الحديثة، بوصف «الأهرام» وفقا لسالم، وجدد «هيكل» فيها الحديث عن صفحة فى تاريخنا «غاب فيها استقصاء الحقيقة أو السعى لمعرفة ماذا حدث» بتعبير الكاتب الصحفى عبدالله السناوى، فى كتابه «أحاديث برقاش- هيكل بلا حواجز».. مضيفا: «فى غياب الحساب عاد أحمد أبوالفتح بعد رحيل عبدالناصر، وفتحت المنابر الصحفية أمامه للهجوم عليه والنيل من كل قضاياه، وإذا بالرئيس السادات يمنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى باسم محمود أبوالفتح عام 1981».
 
بدأت وقائع هذه القصة قبل معارك العدوان الثلاثى «بريطانيا، فرنسا، إسرائيل» ضد مصر يوم 29 أكتوبر 1956، وبتعريف «هيكل» فى «سنوات الغليان»، فإن محمود أبوالفتح صحفى مشهور بدأ فى الأهرام، وشارك فى تأسيس جريدة المصرى، وانفرد بملكيتها فيما بعد، وانتقل من الصحافة إلى الأعمال، وكون ثروة كبيرة من تجارة الورق فى ظروف الحرب العالمية الثانية، وأصبح من أصحاب الملايين، وقادته مصالحه إلى أن أصبح إحدى أدوات مخطط العدوان البريطانى الفرنسى الإسرائيلى.
 
غادر «أبوالفتح» القاهرة إلى بيروت فى مايو 1953، ثم انتقل إلى جنيف ومنها بدأ فى تكوين جبهة معارضة لعبدالناصر باسم «لجنة أحرار العرب»، وأطلقت إذاعة «مصر الحرة» يوم 28 يوليو 1956 بعد قرار تأميم قناة السويس بيومين.. يتذكر خالد محيى الدين عضو مجلس قيادة الثورة، فى مذكراته «والآن أتكلم»، أنه أثناء معيشته فى جنيف التى سافر إليها باتفاق مع عبدالناصر بعد انتهاء أزمة مارس 1954، كان يجلس دائما فى أحد المقاهى مع أصدقاء، ومعهم أحيانا «محمود أبوالفتح»، وبعد توقيع اتفاقية جلاء القوات البريطانية عن مصر «19 أكتوبر1954» سأله أبوالفتح: «انت موافق على الاتفاقية؟.. فأجاب خالد: لا.. يضيف خالد: «بدأت مناقشات ضد الاتفاقية لم أتوقع أنها مجرد بداية لمحاولة نصب شرك لى كى أتعاون معه، انتهت المناقشات بشكل عادى، وغاب ليعود لمقابلتى بعد حوالى شهر، وتحدث بحماس عن ضرورة فعل شىء لإنقاذ مصر من براثن حكم عبدالناصر، وتحدث عن دورى، وحاول إثارتى وكيف أننى مبعد، وكيف أن علىّ واجب إزاء الوطن، وأخيرا وصل إلى غايته.. ستكون هناك محطة إذاعية موجهة إلى مصر، ومطلوب منى أن أتحدث فيها بشكل مستمر، وأكون شريكا فى العملية كلها».. يؤكد خالد: «أخطأ أبوالفتح الخطأ القاتل عندما حاول إغرائى بالمال، فقال: نحن نعلم أنك تتقاضى معاشا وبدل سفر، وطبعا سوف يقطعون ذلك كله، ونحن على استعداد أن نسلم لك مقدما يساوى ما ستتقاضاه لمدة عشر سنوات، ولم ينس أن يقدم شروطه بعد أن قدم الإغراء، فقال وكأنه يتحدث بشكل عشوائى وبلا تخطيط مسبق: «وطبعا، بلاش حكاية الاشتراكية واليسار والكلام ده».
 
رفض «خالد» وانتهت علاقته بمحمود أبوالفتح، مؤكدا: «لم أكن أبدا ضد ثورة أسهمت فى صناعتها، وعشت أجمل سنوات حياتى أحلم بها وأعمل من أجلها»، بينما استمر «أبوالفتح» فى نشاطه ومحاولة تدعيم علاقته ببريطانيا وفرنسا.. يذكر «هيكل»، أن الوثائق السرية لوزارة الخارجية البريطانية تقدم صورة حية لمحاولات محمود أبوالفتح مع بريطانيا، وبلغت قمتها فى عريضة قدمها باسم «لجنة مصر الحرة» إلى رئيس الوزراء البريطانى «انتونى إيدن» برقم «311-118832-117364، وبتاريخ 27 يناير 1956».
 
بلغت الوثيقة 8 صفحات، وينشر «هيكل» نصها فى ملحق الوثائق بكتابه «سنوات الغليان».. يقول «أبوالفتح» فيها: «إن فى مصر الآن حكومة بوليسية كاملة، وأن الغرب يمكن أن يواجه فى هذا البلد المهم بموقف معاد مثل الذى نشأ فى جواتيمالا، ولما كانت مصر تمارس نفوذا كبيرا فى المنطقة المحيطة بها، فإن الخطر الشيوعى من مصر يمكن أن يمتد إلى ما حولها، مما يهدد مصالح الغرب الحيوية فى المنطقة».
 
واختتم كلامه إلى «إيدن» قائلا: «بريطانيا والولايات المتحدة تصرفان الآن ملايين الدولارات للحصول على صداقات هشة فى المنطقة، ومع ذلك فإن الولايات المتحدة وبريطانيا تستطيعان بجزء بسيط من هذه الأموال أن تساعدا أصدقاءهما على خلق أداة كفء، وقدرة للدعاية التى يمكن أن تحمى مصالحهما فى المنطقة».
 
وقع «أبوالفتح» بخطه على هذه الخاتمة الملتوية والمهينة، بوصف هيكل، وبعد نشرها ذهب شقيقه «أحمد أبوالفتح» إلى القضاء، وبدأت المرافعات، فماذا جاء فيها؟

عن admin

شاهد أيضاً

ذات يوم 6 أغسطس 1959.. ثورة فى قناة بنما ضد السيطرة الأمريكية.. والبحث عن فتحى الديب «جاسوس عبدالناصر الذى أشعل الحدث»

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 6 أغسطس 1959.. ثورة فى قناة بنما ضد السيطرة الأمريكية.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *