الرئيسية / تقارير وملفات / ذات يوم 12 أكتوبر 1973.. انتهاء أسطورة خط بارليف و السادات يأمر بتطوير الهجوم و«الشاذلى وواصل ومأمون» يعارضون

ذات يوم 12 أكتوبر 1973.. انتهاء أسطورة خط بارليف و السادات يأمر بتطوير الهجوم و«الشاذلى وواصل ومأمون» يعارضون

سعيد الشحات يكتب..

ذات يوم 12 أكتوبر 1973.. انتهاء أسطورة خط بارليف باستسلام آخر نقطة حصينة للعدو الإسرائيلى فى بورتوفيق

الإثنين، 12 أكتوبر 2020 10:00 ص

سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 12 أكتوبر 1973.. انتهاء أسطورة خط بارليف باستسلام آخر نقطة حصينة للعدو الإسرائيلى فى بورتوفيق
 
 
 
تابع العدو الإسرائيلى نشاطه على  جبهتى القتال فى  مصر وسوريا يوم 12 أكتوبر، مثل هذا اليوم 1973.. شهد هذا اليوم انتهاء أسطورة خط بارليف المنيع، حسبما يذكر الفريق عبدالمنعم واصل فى  مذكراته، كان «واصل» أحد قادة الجيش المصرى العظام، وكان قائدا للجيش الثالث أثناء حرب أكتوبر، ويسجل فى مذكراته تلك اللحظات العظيمة فى حرب أكتوبر منذ بداية عبور قناة السويس يوم 6 أكتوبر 1973 وبدء عملية هدم خط بارليف، الذى شيدته إسرائيل على الساحل الشرقى  لقناة السويس بهدف منع عبور أى  قوات مصرية.
 
يذكر «واصل» تفاصيل فشل العدو الإسرائيلى فى إنقاذ نقطته الحصينة ببورتوفيق، بواسطة مجموعة من الكوماندوز عن طريق خليج السويس، يؤكد:«تصدت لهم الكتيبة 43 صاعقة، وأحدثت بهم خسائر كبيرة اضطرتهم إلى  الانسحاب، وطلب أفراد العدو التسليم عن طريق الصليب الأحمر الدولى»، ينقل «واصل» عن كتاب «زلزال فى أكتوبر» للكاتب الإسرائيلى «زئيف شيف»، نص المحادثة بين قائد حصن لسان بورتوفيق والقيادة فى سيناء، التى تعبر عن سوء حالة الحصن رغم المقاومة العنيدة للقوات المصرية:
القيادة:هل تستطيع الصمود؟ قائد الحصن: أحشى أن يكون لا، حالتنا صعبة جدا، أريد الاستسلام، القيادة: إنى أغير القرار السابق، أنت لست ملزما بالاستسلام، مازال الموقف يتوقف على  اعتباراتكم، قائد الحصن:كم علينا أن نصمد؟ القيادة: لا أستطيع الالتزام بموعد، قائد الحصن: انتظر، أليس متأخرا تغيير القرار؟ القيادة: هذا يخضع لاعتبارات الحصن، قائد الحصن: المسألة هى كم من الوقت على  الحصن أن يصمد؟ القيادة: هذا يخضع لقراركم، إذا قررتم الصمود، سنساعدكم بقدر ما نستطيع، قائد الحصن: هذا لا يكفى، القيادة: هذه هى الظروف، والأمر يخضع لقراركم، قائد الحصن: أخشى ألا أستطيع الصمود.. نقرر الاستسلام.
 
يصف «جرانفيل واتس»، أحد المراسلين الحربيين، لحظة استسلام نقطة لسان بورتوفيق، قائلا:«رأينا آخر موقع إسرائيلى محصن يعلن استسلامه، تحت إشراف الصليب الأحمر، لقد شاهدت العديد من الجنود الإسرائيليين يخرجون من خنادقهم ودشمهم، بينما ارتفع العلم المصرى،  وبجانبه علم الصليب الأحمر على  الموقع الإسرائيلى، وكان أول إسرائيلى نقلوه بالقوارب إلى الضفة الغربية هو قائد الموقع، وقد استسلم 37 أسيرا، بخلاف القتلى والجرحى، ومنهم 5 ضباط قتلى».. يعلق «واصل» على  طلب قائد الحصن الإسرائيلى  فى  بور توفيق، التسليم عن طريق الصليب الأحمر قائلا:«كان توقع الحصن أن قوات الصاعقة المصرية ستنتقم منهم شر انتقام، فى حالة التسليم لهم، ولذلك طلبوا التسليم تحت إشراف الصليب الأحمر، حفاظا على  حياتهم، وتم التسليم بصورة نموذجية، ومعهم جرحاهم وقتلاهم».
 
يؤكد «واصل»:«بسقوط نقطة لسان بورتوفيق الحصينة، انتهت أسطورة خط بارليف المنيع، وأبلغت تقديرا للموقف إلى وزير الدفاع يتلخص فى: الموقف بصفة عامة فى صالح قواتنا، رغم اتساع المواجهة، حيث أصبحت كثافة الدفاع المضاد للدبابات ضعيفة»، يضيف «واصل»:«استمرت أعمال قتال هذا اليوم بين هجمات مضادة للعدو، ومحاولات مضيئة للاختراق فى الفاصل بين اللواءات وعلى الأجناب، ولكن قوات الجيش كانت قد تمسكت جيدا بمواقعها، وبالتالى نجحت المرة تلو الأخرى فى صد هذه الهجمات، وإحباط كل المحاولات الإسرائيلية، ومن ثم تزايدت الخسائر الإسرائيلية فى  الدبابات والأفراد، وكثر الأسرى الذين استسلموا تاركين أسلحتهم ومعداتهم غنيمة لقواتنا».
 
يرى «واصل» أن يوم 12 أكتوبر كان بمثابة نهاية فترة من الحرب، وبداية فترة جديدة، حيث صدرت فيها تعليمات التطوير، ويذكر:«بناء على توجيهات من الرئيس أنور السادات، قررت القيادة العامة للقوات المسلحة مساء يوم 12 أكتوبر 1973، تطوير الهجوم فى اتجاه الشرق للضغط على  القوات الإسرائيلية، لإجبارها على  تخفيف ضغطها على  القوات السورية فى الجولان، بعد أن أصبحت العاصمة السورية هدفا للغارات الجوية، وأصبحت القوات الإسرائيلية على  مسيرة بضع عشرات من الكيلو مترات منها، ورأت القيادة السياسية فى  مصر أنه لا بد من عمل تقوم به القوات المسلحة المصرية لدفع العدو لتحويل مجهوده الرئيسى عن سوريا».
 
يؤكد:«بنهاية تلك الفترة من الحرب، تهاوت دعاوى  التفوق الإسرائيلى  التى تمثلت فى الجيش الذى لا يقهر، والطيران الإسرائيلى ذى اليد الطولى، خط بارليف الحصين أقوى الخطوط الدفاعية فى العالم، النقط الحصينة التى تتحمل أقوى ضربات الطيران والمدفعية، خزانات النابالم التى ستحرق القوات المصرية، والتى تحاول عبور القناة، ومن ثم ثبت خطأ نظرية الأمن الإسرائيلية، وانهار حلم الحدود الآمنة التى تصورت إسرائيل أنها قد حصلت عليها بعد انتصارها الزائف فى  يونيو 1967».
 

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم..12أكتوبر 1973.. «إسماعيل» يطلب تنفيذ قرار السادات بـ«تطوير الهجوم» و«الشاذلى وواصل ومأمون» يعارضون

الخميس، 12 أكتوبر 2017 10:00 ص

 

الفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة وأحمد إسماعيل
 
 
 
عاد الفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة من الجبهة يوم الخميس 11 أكتوبر 1973، وحسب مذكراته «حرب أكتوبر» الصادرة عن «دار رؤية – القاهرة»: «فاتحنى الوزير أحمد إسماعيل وزير الدفاع فى موضوع هجومنا نحو المضائق، ولكنى عارضت الفكرة»، ويذكر الشاذلى أنه قال للوزير فى أسباب اعتراضه: «مازالت القوات الجوية الإسرائيلية قوية، وتشكل تهديداً خطيراً لأية قوات برية تتحرك فى العراء دون غطاء جوى، ويجب أن نأخذ درسا من التجربة القاسية التى مر بها اللواء الأول مشاة أمس».
 
كان الشاذلى يضرب المثل بفقدان حوالى 90% من رجال وأسلحة ومعدات لواء المشاة الأول حسب البلاغ الذى تلقوه، والسبب كما يذكر فى مذكراته، أنه حين تحرك قائده قبل غروب الشمس يوم 10 أكتوبر لاحتلال منطقة سدر مخالفًا التعليمات بالتحرك ليلا، كانت القوات الجوية الإسرائيلية تراقبه وتركته يتقدم جنوبا إلى أن خرج تماما من تحت مظلة دفاعنا الجوى، وأصبح يعبر أرضًا ضيقة لا تسمح له بالانتشار إذا ما تعرض للهجوم من الجو، وانطلقت القوات الجوية الإسرائيلية فى هجومها الشرس على اللواء، يؤكد الشاذلى أنه فى الأيام التالية أمكن جمع الكثيرين من أفراد هذا اللواء وإنقاذ الكثير من معداته، مما جعل خسائره أقل بكثير من رقم 90% الذى جاء فى أول بلاغ.
 
يؤكد الشاذلى أنه بدا له أن الوزير اقتنع باعتراضه على «تطوير الهجوم» فأغلق الموضوع، لكنه عاد وفاتحه فيه مرة أخرى فى صباح اليوم التالى 12 أكتوبر «مثل هذا اليوم» من عام 1973، بحجة تخفيف الضغط على الجبهة السورية، فجدد رفضه قائلاً حسب مذكراته: «ليس لدينا دفاع جوى متحرك إلا أعداد قليلة جدا من سام 6 لا تكفى لحماية قواتنا، وقواتنا الجوية ضعيفة ولا تستطيع تحدى القوات الجوية الإسرائيلية فى معارك جوية، وبالتالى فإن قواتنا البرية ستقع فريسة للقوات الجوية الإسرائيلية بمجرد خروجها من تحت مظلة الدفاع الجوى، أى بعد حوالى 15 كيلو مترا شرق القناة»، وأضاف الشاذلى بحسم: «إذا نحن قمنا بهذه العملية فإننا سوف ندمر قواتنا دون أن نقدم أية مساعدة لتخفيف الضغط على الجبهة السورية».
 
يؤكد الشاذلى: «حوالى الظهر تطرق الوزير لهذا الموضوع للمرة الثالثة خلال 24 ساعة، وقال هذه المرة: القرار السياسى يحتم علينا ضرورة تطوير الهجوم نحو المضائق، ويجب أن يبدأ ذلك صباح غد 13 أكتوبر»، ويؤكد الشاذلى أنه فى حوالى الساعة الواحدة والنصف كانت التعليمات الخاصة بتطوير الهجوم قد تم إعدادها، وتحرك اللواء غنيم إلى الجيش الثانى واللواء طه المجدوب إلى الجيش الثالث حاملين معهما تلك الأوامر إلى قائدى الجيشين».
 
يؤكد محمد حسنين هيكل فى كتابه «أكتوبر 73 السلاح والسياسة» أن «السادات» كان صاحب قرار تطوير الهجوم، ويكشف الشاذلى طبيعة رد الفعل على إبلاغ قائدى الجيشين الثانى والثالث بـ«تطوير الهجوم»: «حوالى الساعة الثالثة والنصف كان اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثانى يطلبنى على الهاتف، وقال بغضب: «سيادة الفريق أنا مستقيل، أنا لا أستطيع أن أقوم بتنفيذ التعليمات التى أرسلتموها مع اللواء غنيم»، ولم يمض بضع دقائق حتى كان اللواء عبدالمنعم واصل قائد الجيش الثالث هو الآخر على الخط الهاتفى، وأبدى معارضة شديدة لتلك التعليمات التى وصلته مع اللواء المجدوب»، يضيف الشاذلى: «فى محادثتى مع اللواءين، مأمون وواصل، لم أخف عنهما أننى أنا أيضا عارضت هذه التعليمات ولكنى أجبرت عليها، وفاتحت الوزير مرة أخرى فى الموضوع وتقرر استدعاء مأمون وواصل لحضور مؤتمر فى القيادة الساعة السادسة مساء اليوم نفسه «12 أكتوبر».
 
يؤكد الشاذلى: «خلال هذا المؤتمر الذى امتد حتى الساعة الحادية عشرة مساء كرر كل منا وجهة نظره مرارًا وتكرارًا، ولكن كان هناك إصرار من الوزير على أن القرار سياسى ويجب أن نلتزم به، وكل ما أمكن عمله هو تأجيل الهجوم إلى فجر يوم 14 أكتوبر بدلاً من فجر يوم 13 كما كان محدداً، وكان هذا القرار هو أول غلطة كبيرة ترتكبها القيادة المصرية خلال الحرب، وقد جرتنا إلى سلسلة أخرى من الأخطاء التى كان لها أثر كبير على سير الحرب ونتائجها».

عن admin

شاهد أيضاً

مطارق الحنين الي فلسطين

مطارق الحنين!! د.شكري الهزَّيل لم يكن يدور بخلدي يوما ان تضرب الاسوار اطنابها حول قلمي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *