الرئيسية / حوارات ناصرية / عـبد الناصر وخطة العبور والحل الشامل للصراع العربي الإسرائيلي.

عـبد الناصر وخطة العبور والحل الشامل للصراع العربي الإسرائيلي.

 

بقلم : عمرو صابح

 

– الصورة للصفحة الأولى من عدد جريدة الجمهورية الصادر فى 26 يونيو 1970 ، تحتوي عناوينه على الخطوط الرئيسية فى خطاب الرئيس جمال عبد الناصر فى المؤتمر الشعبى بالمدينة الرياضية ببنى غازى بليبيا فى 25 يونيو 1970.
– حديث الرئيس عبد الناصر عن استكمال خطط العبور لتحرير سيناء ، يؤكده ما جاء فى مذكرات الفريق أول محمد فوزى وزير الحربية المصري خلال حرب الاستنزاف عن استكمال خطط العبور لتحرير سيناء خلال فترة لا تتجاوز صيف عام 1971 ، كما أن الفريق عبد المنعم خليل قائد الجيش الثانى خلال حربي الاستنزاف و1973 ، والفريق عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث خلال حرب 1973 ، أكدا نفس كلام الرئيس عبد الناصر فى مذكراتيهما.
– بعد أقل من شهر من هذا الخطاب ، فى يوم 22 يوليو 1970 ، سلم وزير الخارجية المصري محمود رياض رد مصر على مبادرة روجرز لدونالد بيرجس رئيس قسم المصالح الأمريكية فى القاهرة ، وقد تضمن الرد ارتباط الموافقة المصرية على مبادرة روجرز بنقطتين :
أولا : الانسحاب الإسرائيلى الشامل من جميع الأراضى العربية المحتلة .
ثانيا : التمسك بالحقوق الكاملة للشعب الفلسطينى كما حددتها قرارات الأمم المتحدة .
وفى مساء 23 يوليو 1970 قام سيسكو وكيل وزارة الخارجية الأمريكية بإخطار اسحق رابين سفير إسرائيل بالولايات المتحدة بموافقة عبد الناصر على مبادرة روجرز .
وأثناء خطابه فى الاحتفال بالعيد الثامن عشر لثورة 23 يوليو حدد الرئيس عبد الناصر مفهوم مصر لمضمون مبادرة روجرز ، وشروطها لتحقيق السلام العادل والشامل ، حيث قال :
“إن هدفنا محدد، وهو معروف، وهدف العدو غير محدد، وإن كان الكل يعرفه، وهو التوسع والاستيلاء على الأراضى العربية. هدفنا يتركز فى نقطتين:
الانسحاب من جميع الأراضى العربية المحتلة:الجولان، الضفة الغربية، القدس، قطاع غزة، سيناء.
النقطة الثانية: الحقوق المشروعة لشعب فلسطين؛ وفقاً لقرارات الأمم المتحدة. وهذه الحقوق وإنكار إسرائيل لها هى التى أثرت على الموقف فى المنطقة طوال السنوات الاثنين وعشرين اللى فاتت، إن كان فيه لجنة مصالحة أو لجنة توفيق، وكانت هذه اللجنة المطلوب منها أن تنفذ قرارات الأمم المتحدة واللجنة كانت مكونة من أمريكا.. ولازالت مكونة من أمريكا وفرنسا وتركيا، واجتمعت إسرائيل مع هذه اللجنة، واجتمع العرب مع هذه اللجنة سنة ٤٩، وكان شغل اللجنة إعادة الشعب الفلسطينى إلى وطنه، إعادة حقوقه إليه، ولكن اللجنة اجتمعت اجتماعاً واحداً وبعد هذا لم تجتمع.
العدو يرفض تنفيذ قرار مجلس الأمن، يعتبر قرار مجلس الأمن مجرد جدول أعمال لمحادثات بيننا وبينه فى مفاوضات مباشرة، وهذا ما رفضناه، وما زلنا نرفضه، ولكن مطامع العدو معروفة، وتصرفات العدو فى كل يوم تبين أن مطامع العدو هى التوسع. الحقيقة من البديهى إما سلام وإما توسع، لا يمكن أن يكون هناك سلام مع التوسع.
أنا قلت لكم على النقط اللى جات فى جواب وزير الخارجية الأمريكى:
النقطة الأولى: وقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل لمدة ثلاثة أشهر.
النقطة الثانية: “يارنج” يعود لمهمته، بعد كده بيطلب من الدول إنها تنفذ قرار مجلس الأمن تنفيذاً كاملاً.. تنفيذ قرار مجلس الأمن بكل أجزائه؛ بالتوصل إلى اتفاق حول إقامة سلام عادل ودائم؛ مستنداً إلى الإقرار من جميع الأطراف بالسيادة، وسلامة الأراضى، والاستقلال لكل دولة، ثم الانسحاب الإسرائيلى من الأراضى المحتلة خلال نزاع عام ١٩٦٧؛ وذلك طبقاً لقرار مجلس الأمن ٢٤٢. وأنا قلت إن تفسير هذا القرار يظهر فى المقدمة بأنه يؤكد عدم إمكانية الحصول على أراض بواسطة الحرب؛ يعنى الحاجات اللى جات لنا من أمريكا حاجات مش جديدة.
وزير الخارجية المصرى بعث بالأمس رده على الرسالة التى تلقاها من وزير الخارجية الأمريكى، وأبلغه أننا نوافق على تنفيذ قرار مجلس الأمن، وان قرار مجلس الأمن يعنى الانسحاب من كل الأراضى العربية المحتلة، وحقوق شعب فلسطين وفقاً لقرارات الأمم المتحدة. وأبلغه إنهم بيقولوا إن إسرائيل تريد السلام ونحن نريد الحرب، ونريد إفناء إسرائيل أو اليهود، ولكن الوضع الصحيح أو الوضع السليم أن مصر وافقت من سنة ٦٧ على قرار مجلس الأمن، وإسرائيل لم توافق على قرار مجلس الأمن. وأبلغه أن المقترحات ليس فيها جديد؛ بل كلها تضمنها قرار مجلس الأمن سنة ١٩٦٧ الذى ساعدت أمريكا على عدم تنفيذه؛ لأن سياستها لم تكن متوازنة بل منحازة لإسرائيل، وأبلغه أننا نوافق على المقترحات الأمريكية.”

انهارت الحكومة الائتلافية فى إسرائيل عقب موافقة غولدا مائير على مبادرة روجرز ، حيث صرح مناحم بيجن وزير الدولة وقتها : إن مبادرة روجرز لا تعنى فقط الانسحاب الإسرائيلى الكامل من سيناء، ولكنها تعنى أيضا الانسحاب الإسرائيلى الكامل من الضفة الغربية لنهر الأردن مع ضمان حق الفلسطينيين فى العودة أو التعويض عن فقدان وطنهم.
أثار قبول الرئيس عبد الناصر لمبادرة روجرز غضب الفصائل الفلسطينية المسلحة التى خشيت أن يكون قبول المبادرة مقدمة إلى سلام مصري إسرائيلي، فى أغسطس 1970 سافر وفد من قادة الفصائل الفلسطينية إلى الإسكندرية للقاء الرئيس عبد الناصر ضم الوفد ياسر عرفات ، فاروق القدومى ، صلاح خلف ، هايل عبد الحميد عن منظمة ( فتح ) ، وضافى جمعان عن ( الصاعقة( ، وإبراهيم بكر عن ( المستقلين ) ، فى الاجتماع قال لهم الرئيس عبد الناصر :لا أفهم كيف تهاجموننى دون أن تقفوا على حقيقة بواعثى لقبول مبادرة روجرز؟
أننى موقن أن حظ المشروع من النجاح هو واحد بالألف ، فإسرائيل لن تنسحب من كامل الأراضى العربية وأنا لن أقبل بأقل من ذلك ، بقبولى لمبادرة روجرز أكسب وقت لكى ننصب حائط الصواريخ على حافة قناة السويس لكى أقضى على غارات الطيران الإسرائيلى ولشن معركة تحرير أراضينا العربية المحتلة ،والتى لن تتأخر تحت أى ظرف عن ربيع عام 1971.

طلب الرئيس عبد الناصر من الفريق محمد فوزى وزير الحربية المصرى القيام بالوثبة الأخيرة لحائط الصواريخ المصري حتى حافة قناة السويس بحيث تصبح تلك الوثبة أمر واقع مع بدء سريان قرار وقف إطلاق النار طبقا لمبادرة روجرز،وبالفعل حقق أبطال القوات المسلحة المصرية تعليمات الرئيس عبد الناصر بحيث أنه فى صباح يوم 8 اغسطس 1970 كان حائط الصواريخ المصري منتصبا على الحافة الغربية لقناة السويس .
كان قبول وقف إطلاق النار طبقا لمبادرة روجرز خطة تكتيكية لدفع حائط صواريخ إلى الحافة الغربية لقناة السويس ، ولالتقاط الأنفاس استعدادا لحرب التحرير التى ستحقق الحل الشامل والكامل للصراع العربي الإسرائيلي ، والتى قال عنها الرئيس عبد الناصر فى جلسة مغلقة للجنة التنفيذية العليا للاتحاد الإشتراكى بتاريخ 30/12/1968 : “سيأتى إن شاء الله اليوم الذى تعبر فيه قواتنا المسلحة إلى شرق القناة لتطرد العدو من سيناء، ولن تكون المعركة هذه المرة معركة أيام ستة أو سبعة، لكنها ستكون معركة حاسمة وفاصلة فى تحديد مستقبل المنطقة.”
أعطى الرئيس عبد الناصر أوامره للفريق محمد فوزى وزير الحربية بالاستعداد لشن معركة التحرير فور انتهاء مهلة وقف إطلاق النار ، وكان تقدير الرئيس عبد الناصر والقيادة العامة للقوات المسلحة أن تبدأ عملية العبور فى الأسبوع الأول من شهر أكتوبر 1970 ، وإن لم يتم ذلك فالموعد الثانى لشن الحرب كان خلال الفترة من الأسبوع الثالث من شهر أبريل 1971 وحتى الأسبوع الثانى من شهر مايو 1971.
وعلى الجانب السياسي كانت مبادرة روجرز تعنى انسحاب إسرائيل من كل شبر فى سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والقدس وحق اللاجئين الفلسطينيين فى العودة أو التعويض حسب رغبتهم.
يقول الدكتور محمد حسن الزيات والذى كان يشغل منصب مندوب مصر الدائم فى الأمم المتحدة وقتئذ ، أن الرئيس عبد الناصر قام بتعيينه مندوبا لمصر فى المباحثات الخاصة بمبادرة روجرز ،وقبل عودته لعمله استدعاه الرئيس عبد الناصر لمقابلته ليبلغه أن مبادرة روجرز تعنى انسحاب إسرائيل من كل شبر فى سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها مدينة القدس،كما تعنى حق الفلسطينيين فى العودة أو التعويض طبقا لقرارات الأمم المتحدة ،وعندما يسأله الدكتور محمد حسن الزيات عن الحد الأدنى للمطالب المصرية ، يقول له الرئيس عبد الناصر :”حدنا الأدنى هو القدس وحقوق الشعب الفلسطينى” .

– رابط عليه خطة تحرير سيناء فى مذكرات الفريق أول محمد فوزي:
https://www.facebook.com/pg/amrosabehnasr/photos/?tab=album&album_id=2746817872038414&__tn__=-UCH-R
– رابط عليه خطة العبور فى مذكرات الفريق عبد المنعم خليل:
https://www.facebook.com/pg/amrosabehnasr/photos/?tab=album&album_id=1499562883430592&__tn__=-UCH-R
– رابط عليه خطة العبور فى مذكرات الفريق عبد المنعم واصل:
https://www.facebook.com/…/a.15000581800…/1500058226714391/…
– رابط عليه سر تأجيل قرار حرب تحرير سيناء فى كتاب استراتيجية المصالحة (الجزء الثاني من مذكرات الفريق أول محمد فوزي):
https://www.facebook.com/pg/amrosabehnasr/photos/?tab=album&album_id=2777279222325612&__tn__=-UCH-R
– رابط عليه الخطاب الكامل للرئيس جمال عبد الناصر فى المؤتمر الشعبى بالمدينة الرياضية ببنى غازى بليبيا فى 25 يونيو 1970 :
http://nasser.bibalex.org/TextViewer.aspx…
– رابط عليه خطة حرب أكتوبر 1973 وحقيقة دور حائط الصواريخ:
https://www.facebook.com/pg/amrosabehnasr/photos/?tab=album&album_id=2489859687734235&__tn__=-UCH-R

عن admin

شاهد أيضاً

ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول إذاعة ونشر رد «عبدالناصر» على خطاب الرئيس العراقى أحمد حسن البكر

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *