مع بدء العد التنازلي للذكرى التاسعة لثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني، التي تفصلنا عنها ساعات عدة، تخيم على القاهرة وغيرها من المدن المصرية مشاعر شديدة التباين، بين سلطة تستنفر قواها في مواجهة أي محاولة لصنع حراك من أي نوع، ونخبة تحلم بقطار التغيير، وأغلبية تبحث عن «الستر».
ثورة يناير شريرة في أعين السلطة بريئة في قلوب الثوار… ليبيا تحتاج معجزة للخروج من المتاهة
وحفلت الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس 23 يناير/كانون الثاني بنذر التهديد والوعيد لكل من تسول له نفسه الخروج على الشرعية، ولو في صورة الاقتراب من أي من الميادين الكبرى، وبدورهم أعلن عدد من عناصر شرطة مكافحة الإرهاب في حضور الرئيس السيسي السير على خطاه، ووجه أحد ضباط مكافحة الإرهاب رسالة للرئيس قائلًا: «يا فندم بنشكر سيادتك على دعمك المستمر وثقتك في الشرطة المصرية، وبنوعد سيادتك وبنوعد الشعب المصري، بأن رجال الشرطة المصرية قادرون على حمايتهم، وأن أمن الشعب المصري أمانة في رقبتنا». وأضاف ضابط آخر: «بنطمن سيادتك أن قوات مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية جاهزة، وعلى أعلى مستوى من التدريب والتسليح، في أي وقت، وفي كل مكان، وبدعم سيادتك وبدعم الشعب المصري هنكون جاهزين لمواجهة أي حد يفكر أو يحاول يهدد أمن أي مواطن مصري، وزي ما ربنا أنعم على مصر بقائد وزعيم بيحبها وبيحافظ عليها، عشان تبقى أحسن بلد في الدنيا، إحنا كمان بنقدم أرواحنا فداء لبلادنا، وزي ما سيادتك قولت يا فندم اللي هيقربلها هشيله من على وش الأرض، إحنا بنردد ورا سيادتك، اللي هيقربلها هنشيله من على وش الأرض». فيما اتهم سامح شكري، وزير الخارجية، تركيا بأنها لا تتوانى في استقدام مقاتلين أجانب إلى ليبيا. وأضاف شكري أن مصر ترفض الممارسات التركية في ليبيا، وترفض الحوار مع الإرهاب. وتابع، أن ليبيا شهدت ارتباكا متزايدا تسببت فيه تركيا التي تسعى للتدخل العسكري في بلد عربي، ضاربة بالقوانين الدولية عرض الحائط. من جانبها نفت الإعلامية بوسي شلبي، إصابة الفنانة يسرا بسرطان الدم وقالت: «يسرا زي الفل» وأكدت بوسي شلبي، أن كل ما في الأمر أن الأطباء شكوا بإصابتها بهذا المرض منذ 15 عامًا وكان التشخيص خاطئا.
حلم التغيير
البداية مع حقيقة اعترف بها زياد بهاء الدين في «المصري اليوم»: «مؤسسات الدولة تناصب ثورة يناير العداء، أو تعتبرها نقطة سوداء في تاريخنا المعاصر». الإعلام التابع للدولة لا يقدمها إلا بوصفها مؤامرة دعمتها قوى أجنبية، والتجاهل يزيد عامًا بعد عام لحقيقة نزول الملايين في الشوارع والميادين، والأصوات التي اقترنت بها اختفت من الساحة، إلا مَن كان منها مستعدًا للمشاركة في تشويه ذكراها، وكثيرٌ من شباب وكهول ثورة يناير/كانون الثاني ملاحقون من السلطات، بل متهمون بدعم جماعة الإخوان المسلمين، حتى من كان منهم في مقدمة ثورة 30 يونيو/حزيران التي أطاحت بالحكم الإخواني.الدولة، في تقديري، تخطئ بمناصبتها العداء لثورة يناير، ليس فقط لأنها تنكر حقيقة ما جرى، وإنما أيضا لأنها تتجاهل بذلك مشاعر الملايين، الذين شاركوا فيها أو انحازوا لمطالبها، وتفقد دعم أجيال من الشباب الذين يعتبرونها لحظةً مضيئةً مهما تعرضت للتشويه الإعلامي، وتعرّض المدافعون عنها للملاحقة. وهذا الانقسام في المجتمع، خاصة بين الأجيال، هو آخر ما يحتاجه البلد. ا
الثورة كانت تعبيرًا عفويًّا ونبيلًا عن غضب الملايين ضد نظام الحكم، وتطلعهم لمستقبل يسوده العدل والحرية والكرامة الإنسانية، أيًّا كانت النتائج التي أفضت إليها والأخطاء التي ارتُكبت باسمها. لم يخطئ الشباب المحتج، حينما سعي لتغيير الحكم- الحكم لا الدولة- ولا باحتلال الميادين للتعبير عن تمسكه بالحرية والعدالة الاجتماعية، ولا بالترحيب بالقــــوات المسلحة حينما نزلت لحـــماية الشعب والمؤسسات.
خطأ إهدار العدالة في ملاحقة ومحاسبة النظام السابق، والتنازل عن حقوق المتهمـــين على نحـــو لا نزال نعاني من تبعـــاته، وخطـــأ تجاهل تردي الأوضاع الاقتصادية بســـرعة شديدة، ودفع الناس لكراهية الثورة، وخطأ الاستهانة بتأثـــير غياب الأمن على المجتمع، والآثار الفعلية والنفسية المترتبة على شهور ممتدة من الفوضى والعنف.. كل هذا يمكن أن يكون محلًا لجدال قد يمتد لسنوات وعقود، ولكنه لا يغير من حقيقة مشاركة الملايين في حلم التغيير واستعدادهم للتضحية من أجله».
دول مريضة
نتحول نحو المحنة التي يعيشها العرب ويحدثنا عنها محمود خليل في «الوطن»: «خريطة «بلع بلاد العرب»، أصبحت واضحة الملامح خلال الفترة الأخيرة. دولة الرجل العربي المريض أصبحت قسمين: يضم الأول عرب آسيا، ويضم الثاني عرب افريقيا. القسم الأول أصبح منطقة نفوذ إيراني بيّن، أما الثاني فقد بات ساحة واضحة للعربدة التركية. اللعب الإيراني في آسيا قديم، وقد آتى أكله، ما ينبغي أن نركز فيه الآن هو اللعب التركي على الخريطة العربية الافريقية. قبل يومين، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عشية عودته من مؤتمر برلين المنعقد لبحث المشكلة الليبية، أن الصومال دعت تركيا للتنقيب عن البترول في مياهها الإقليمية. يشير العديد من المحللين إلى أن النفوذ التركي في الصومال قديم، خصوصاً في ما يتعلق بمجال الموانئ، حيث تتزايد باستمرار معدلات الاستثمار التركي فيها، وأن تركيا تخطط منذ عام 2015 لإنشاء قاعدة عسكرية في الصومال. وسبق وعقدت اتفاقاً مع السودان، لإعادة تأهيل جزيرة سواكن، وهو الاتفاق الذي أبرم مع حكومة الرئيس عمر البشير، الذي أطيح به في ثورة شعبية. ولا يخفى عليك أيضاً أن هناك اتفاقات متبادلة بين الحكومة السودانية وبعض شركات البترول التركية، تمنح الأخيرة حق التنقيب عن البترول في السودان. وإذا ربطت بين التغلغل التركي في كل من السودان والصومال فسوف تخلص إلى أن أردوغان يضع عينه على البترول من ناحية، وعلى البحر الأحمر من ناحية أخرى. وفي تقديري أن التحرك التركي نحو الصومال يأتي كرد على التكتل الجديد للدول المشاطئة للبحر الأحمر، الذي أعلن عن تشكيله أوائل الشهر الحالي، والذي يتصدره كل من مصر والمملكة العربية السعودية. ولو أنك أضفت التحرك التركي في ليبيا إلى تحركها السابق في السودان والحالي في الصومال، فسوف تتضح أمامك صورة السعي التركي الحثيث للتغلغل في منطقة عرب افريقيا».
الرئيس المنقذ
استثمر كرم جبر ذكرى 25 يناير/كانون الثاني ليحيي السيسي وشعبه في «الأخبار»: «الشعب المصري العظيم الذي خرج بالملايين، لتخليص وطنه من براثن الجماعة الإرهابية، ولم تنطلِ عليه خدعة أنهم طيبون وبتوع ربنا، واكتشف أنهم شياطين شاردة، يوظفون الدين لخدمة المطامع السياسية. شكراً شعبنا الذي يتحمل الظروف المعيشية الصعبة، ويفسد على المحرضين والمهيجين مخططات إشاعة الفوضى في ذكرى 25 يناير، فالشعب الذي ذاق قسوة الكي بالنار، لن يكتوي مرة أخرى. إنهم «أهل الصبر» الذين آمنوا بأن الوطن هو البيت الكبير، وأن جدرانه وسقفه تحميهم برد الشتاء وحر الصيف، ومن هانت عليهم أوطانهم هانوا على الجميع، ويعيشون أذلاء في الغربة، فعض المصريون بنواجذهم على وطنهم، وحافظوا عليه. الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي ساقه القدر لإنقاذ مصر من الضياع، وتخيلوا معي لو لم يكن السيسي الذي وضع حياته على كفه، ولم يعبأ بشراسة وتهديدات الجماعة الإرهابية، واستجاب لنداء الشعب، الذي كان يبكي خوفاً على وطنه، فأعاد إليه الأمل والطمأنينة. رئيس الدولة الذي يخوض الآن معركته الكبرى لبناء مصر الحديثة، وبقليل من الصبر سوف تعود ثمار التنمية على الشعب كله، ولن تكون أبداً حكراً على فئة منتفعة، تتاجر بالأزمات وتنعم بالنمو. رئيس الدولة الذي رفع هامتها وقامتها بين دول العالم، وقبل تسلمه مهام الحكم كان «اللي يسوى واللي ما يسواش» يتطاول علينا ويدس أنفه في شؤوننا. المجلس العسكري، بقيادة المشير طنطاوي، الذين أداروا البلاد في أخطر مراحلها التاريخية، وامتصوا موجات المؤامرة في منتهى الحكمة والصبر والاقتدار، وعبروا إلى بر الأمان، وأفسدوا مخططات التفتيت، وهدم مؤسسات الدولة وتشريد شعبها. تصوروا ماذا كان يحدث لولا هذا الجيش العظيم، الذي أعلن منذ البداية انحيازه للشعب».
في خدمة من؟
«قريبا جدا ستحل ذكرى 25 يناير/كانون الثاني، موعد الاحتفال بعيد الشرطة المصرية الثامن والستين، والاحتفال هذا العام كما يخبرنا وجدي زين الدين في «الوفد»، يختلف تماماً عن كل احتفال مضى في تاريخ الشرطة، في ظل الدور الوطني الكبير الذي تؤديه أجهزة الأمن، وفي ظل مشاركتها أجهزة الدولة المختلفة في البناء والتنمية، فالشرطة المصرية بات لها الآن دور فاعل ومهم ليس في تعضيد الاستقرار الأمني فحسب، وإنما في مشاركة الدولة المصرية في مشروعها الوطني، الموضوع بعد ثورة 30 يونيو/حزيران، لتأسيس الدولة المصرية الحديثة، ولذلك وجدنا اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، بما يتمتع به من حس سياسي، لا ينفصل أبداً عن رؤية الدولة الأعم والأشمل، ولذلك فإن عطاء الشرطة سيظل متصلاً بمسيرة العمل الوطني، الذي تقوم به مصر حالياً، حتى لو كلّف ذلك تقديم التضحيات الغالية في النفوس، وسقوط الشهداء والمصابين، فالمهم هو أداء الواجب المقدس وحماية الجبهة الداخلية للبلاد.. وهذا بطبيعة الحال يؤدي إلى خوض غمار الصعاب والتحديات، من أجل تدعيم الدولة الوطنية المصرية، والسعي الدائم لدفع مسيرة التنمية الوطنية التي تحقق الحياة الآمنة والكريمة للمواطنين، لأن الشرطة المصرية لا يمكن في أي حال من الأحوال أن تنفصل عن الشعب العظيم الذي يؤدي الدور المهم والأكبر في مسارات التنمية المختلفة، وهذا ما يجعله يواجه بصفة مستمرة التحديات الصعبة.
إن استراتيجية وزارة الداخلية الآن لم تعد مقصورة على الاستجابة لمتطلبات تقليدية، بل تتسارع وتتفاعل مع كل ما يفرضه الواقع من مهام ومتطلبات، تكتمل حلقاتها في أداء ملحمة أمنية محترمة، وهذا ما تقوم به الآن الأجهزة الأمنية التابعة للوزارة في مشاركة القوات المسلحة المصرية الباسلة في مواجهة بؤر الإرهابيين والتكفيريين، ولذلك نجحت الأجهزة الأمنية التابعة للداخلية، وفق استراتيجية محكمة في التعامل مع ملف الإرهاب».
غاية لا تدرك
«رضا كل الناس، هدف يكاد يكون مستحيلاً، كما يرى عماد الدين أديب في «الوطن»، في علاقة الرسل والأنبياء في زمانهم، أو الحكام منذ بدء التاريخ حتى يومنا هذا، فإن الحكم الرشيد، والحاكم العصري يهتم برضا الأغلبية، ويسعى دائماً إلى زيادة أعدادهم ومستوى رضاهم.
وفي الوقت ذاته يسعى إلى تخفيض عدد منتقديه ومعارضيه، بإقناعهم واستمالتهم، ونقلهم إلى معسكر حلفائه. هناك استحالة نسبية بين إرضاء متناقضين متعارضين تماماً، بمعنى: إذا أردت زيادة الموارد السيادية، فلا بد من ضريبة القيمة المضافة. هناك استحالة لإرضاء الضحية والجاني في آن، أو بناء دولة عصرية بلا موارد سيادية، أو إرضاء المحتل بقبول احتلاله، أو إرضاء المعتدي بالانصياع لمطالبه. هناك فارق جوهري بين «التوفيق» بين الأطراف بهدف منع اشتعال الصراعات الحدودية أو الطبقية أو الاجتماعية، و«التلفيق» بهدف «تضبيط» الأزمات بأي ثمن، بإعطاء عقاقير مغشوشة لمجتمع مريض، وإيهامه بأن الشفاء مقبل، ثم ينتهي الأمر بالمريض إلى دخول غرفة العناية المركزة! أزمة مجتمعات اليوم، ومعضلة النخبة في عالمنا العربي، أنهم يريدون الحل الآن، الآن وليس غداً، وأحياناً يعشقون من يكذب عليهم بوعود زائفة، أكبر من المسؤول الذي يواجههم بالحقيقة كما هي! لا يوجد جيل مستعد لأن يضحي من أجل جيل يأتي من بعده تحت شعار: «لماذا أدفع أنا الثمن؟ أنا أريد حقي الآن وفوراً».
لا يمكن أن تكون السلطة، أي سلطة، عمياء صماء عن صراخ الناس ومطالبهم المشروعة، لكنها في الوقت ذاته يجب ألا تنفذ سياسة «ما يطلبه المتظاهرون». دائماً الحل طويل الأمد يزعج، والرؤية الاستراتيجية المكلفة متعبة، والوجع الحالي أكثر إيلاماً من تصدير المشكلة لعقود آجلة. الأخطر من نفاق الناس للحكام والسلاطين والزعماء، هو نفاق الساسة وأصحاب القرار».
نحتاج للدهشة
وضعت مي عزام في «المصري اليوم» يدها على ما نحتاجه: «مصر تعاني من نقص الدهشة لما هو جميل وراق، لأنه صعب، فهو يحتاج إبداعًا وعملًا دؤوبًا وموهبة يشارك المجتمع في اكتشافها وتشجعيها وصقلها، وعلى الناحية الأخرى نجد تغول القبح المدهش الذي يتكاثر كالسرطان وينتصر في كل الميادين، فمثلا تدهشني جرأة بعض المنافقين وقدرتهم على تغيير جلودهم، وما زالت ثورة يناير/كانون الثاني تدهشني كحدث استثنائي في تاريخ مصر الحديث. الفرق بين الدهشتين كبير، فلا يتساوي الخبيث والطيب، لا شيء طيب يذهب أبدا، وثورة يناير طيبة.. صادقة، رغم استغلالها من قِبَل أصحاب المصالح والنفوذ والمال، الكارهين للتغيير، المستقرين على الباطل، لكن ما تكالبوا عليه ليس سوى القشور، وسيبقى لنا جوهر ثورتنا المدهشة: كسر حاجز الخوف وحلم يتراءى لنا بين الحين والحين لا يفارقنا.
الثورة المدهشة تحتاج منّا إلى أفعال مدهشة تخرج عن نطاق العادي، ولا تدخل في نطاق القبيح المدهش.. أفعال تدوم دوام ثورة يناير/كانون الثاني. علمتني السنوات التسع أنه لا شيء باق إلا الشعب وأرض الوطن، وأننا شعب قادر على صنع الدهشة ولو بعد حين».
مصر الجديدة
«تعد منى ثابت، كما تطلعنا في «المشهد» أشد المتألمين على ما يتعرض له الحي الذي تقيم فيه، مصر الجديدة بالكباري، كالعملة لها وجهان، وجه حال السكان، ووجه دفاع الحكومة، وبينهما مجلس نواب، يظهر مع كل طرف حسب الريح! لكن المؤكد أن الكباري هي وليدة عصر طغيان الانتهازية على الإنسانية.
سلسلة الكباري دهست أرواحنا، أصبح حي مصر الجديدة طريقا دائريا، مزقت الكباري جسده، كاسحة رداءه الأخضر، نازعة قضبان عصبه وملاذه الآمن «المترو»، جارحه دفء دروبه ومنحنياته.. كل شيء في حيِّنا الساكن أصبح عاريا، سماؤه أسمنت مداه أسفلت! اتساع الشارع يُربك العقل متربصا بحياتنا.. هبطت قامة حيِّنا، وقيمته التراثية والجمالية والمادية، واختل توازنه البيئي لحظة أن جثمت الكباري فوق رئتيه.
باختصار تم اغتصاب الحي وحرث حدائقه وتعرية أحشائه، ويرفض سكانه استلام الجثة.. فبادر نادي هليوبوليس باستضافة صاحب فكرة الكباري، بعد ظهور أول آثار توسعة الشوارع الرئيسية، بسقوط عشرات ضحايا عبور الطريق، وتصادم السيارات والاختناق!! الحزن في اللقاء فاق الغضب، وأحجم اغلب الأعضاء عن الحضور يأسا، لكن التزم كبار خبراء هندسة الإنشاءات والبيئة، لتسجيل شهادتهم.. وحضر «الجاني» شوقي عقيل أستاذ الطرق والكباري في جامعة عين شمس، تسانده وزيرة البيئة.
تحدث الأعضاء عن خطأ التسرع بتشييد كباري شوهت التخطيط السكني للحي حضاريا وإنسانيا وأمنيا، وتعرض السكان لحوادث موت، بدون اعتبار لطبيعة سكان الحي أو الفئة العمرية الغالبة بينهم، أو خريطة مواقع الخدمات المعتادين عليها!! والنتيجة إهدار أموال طائلة وحصد أرواح المارة».
حياة رخيصة
«سيارة مسرعة تدهس مواطنًا أمام مدخل متحف سوزان مبارك. كان هذا هو البوست الذي كتبه أحد سكان مصر الجديدة، كما تؤكد كريمة كمال في «المصري اليوم»، لن يكون الأول ولن يكون الأخير فحوادث الدهس في شوارع مصر الجديدة لم تعد تتوقف منذ أن تم التطوير، فهل يتم السكوت عن هذا الوضع أم أنه من المهم جدا، بل من الضروري أن يتم حل المشكلة التي نتجت عن التطوير.. تتابع الكاتبة: ما جرى قد جرى، وما تم قد تم، ولا يمكن تغييره الآن، فقد صار حقيقة واقعة لا يمكن تغييرها، لكن يمكن على الأقل محاولة الحد من حوادث الموت التي باتت تتكرر في شوارع مصر الجديدة.. وفي لقاء في نادي هليوبولس مع المسؤول عن تخطيط الحي قال الرجل، إن الحكومة ليست مسؤولة عن إقامة كباري للمشاة، وإن هذا من مسؤولية المجتمع المدني، الذي عليه أن يقدم الحلول وأن ينفذها.. أي أن عليهم هم أن يقوموا بوضع التخطيط وتنفيذه، بما يتضمنه من مشاكل، بل من مصائب وألا يقدموا الحلول بل إن الحلول من مسؤولية المجتمع المدني، وبصرف النظر عن منطقية مثل هذا الطرح، فإن كباري المشاة نفسها ليست الحل الأمثل، لأنها لا تتيح لكبار السن الاستخدام؛ الأمر لم يأت على بالهم فلم يحسبوا حسابه ونسوه تماما وكانت النتيجة تكرار حوادث الدهس.. حياة الناس ليست رخيصة ولا بد من وضع حد لمثل هذه الحوادث أنتم لم تفكروا سوى في السيارات، التي يجب أن تكون مسرعة وأسقطتم البشر من حساباتكم تمامًا؛ فمات البشر».
انتظرونا 2050
شكل العالم سيختلف تماماً بعد 3 عقود والكلام لسيد رجب في «الأهرام»: «في عام 2050 سيوفر لك الذكاء الاصطناعي الوقت الأكبر للتركيز على مهامك اليومية فقط، أي بمجرد استيقاظك ستتنبه جميع أدوات المنزل تلقائيا من خلال المستشعرات الذكية، وستصنع لك آلة المشروبات الساخنة كوب القهوة أو الشاي، بينما ستعمل أدوات المسح الضوئي لتوفير البيانات الجديدة ليومك، بعد أن نعمت بنوم هادئ وصحي على سرير ذكي يوفر لجسمك ودماغك الراحة، ويعزل عنك الأصوات المزعجة، فهو مزود بفراش يقدم أقصى حدود الراحة والاسترخاء، أيضا حمامك سيكون ذكيا ومزودا بتقنية التحكم برش الماء بدرجات حرارة مختلفة، لتكون بمثابة مساج لكل عضلاتك لتبدأ يومك نشيطا! وطبعا لا يمكنك بدء يوم العمل بدون النظارات الذكية التي ستصبح بديلا طبيعيا للهواتف النقالة في هذا الوقت، وإن كانت تقنية قديمة مقارنة بتقنية النانو في عدسات العين الذكية، لكنها، أي النظارات، ستنتشر بين الناس؛ كما الهواتف الذكية اليوم.. وسيتاح للناس من خلال هذه النظارات آنذاك أفضل تجربة للواقع المُعزز، الذي يعني دمج الأشياء التي تراها من حولك بتقنية الواقع الافتراضي وإعطاء معلومات عن كل شيء تراه، أي أنك ستكون قادرا على معرفة أي شيء من حولك، وبأي لغة، فقط بمجرد النظر إليه ستظهر لك معلومات عنه.. في هذا العصر لن تكون اللغة عائقا، فسيمكنك التحدث بكل لغات العالم عن طريق المساعد الذكي المزود بهذه النظارة، وسيبدو العالم أمامك وكأنه كتاب مفتوح، بينما أنت كبشر ستصبح بعقل حاسوب، فمع هذه النظارة ستكون قادرا على الإجابة عن أي سؤال، وسيتحول العالم تدريجيا من حولك إلى واقع افتراضي مُعزز بوجودنا نحن البشر.. عام 2050 العالم الأول سيعيش كليا في مدن ذكية، تسير السيارات فيها بشكل تلقائي متصلة بنظام الملاحة الذكية، وهذا ما سيجعل حوادث المرور شبه معدومة».
لهم الله
نبقى مع الأزمة الليبية إذ يرى علي الفاتح في «البوابة نيوز»: «أن ما سماه مؤتمر برلين بالمسار الأمني سيفشل لإصرار القوى الدولية على توصيف الأزمة الليبية، باعتبارها صراعًا سياسيًا على السلطة، لا أزمة أمنية. ويعضد هذا الرأي استحالة تنفيذ ما دعا إليه بيان المؤتمر بشأن إعلان القوات الموالية للسراج انفصالها عن الجماعات الإرهابية، فقد صار هناك ارتباط عضوي بين كل تلك الميليشيات والكتائب المسلحة. وما يسري على المسار الأمني مرشح للتكرار، بالنسبة للمسار السياسي، فطبقًا لبيان مؤتمر برلين، تجتمع أربعون شخصية ليبية في جنيف خلال أسابيع، من بينها 13 شخصية ممثلة لمجلس النواب الشرعي، برئاسة المستشار عقيلة صالح، و13 شخصية تمثل المجلس الأعلى للدولة برئاسة خالد المشري، أحد عرابي اتفاق الخيانة مع أردوغان، وهناك شكوك حول باقي الـ14 شخصية عامة الذين سيختارهم المبعوث الأممي غسان سلامة. ما يعني أن التوافق على تشكيل مجلس رئاسي جديد وحكومة وطنية تحصل على اعتراف مجلس النواب الليبي، أمر تحوطه الشكوك».
حرب أم سلام؟
هناك معضــلات في الأزمة الليبية، لكن في اعتقاد عماد الدين حسين في «الشروق»: «أن مشكلة الميليشيات هي الأخطر على الإطلاق، ومن دون القضاء عليها، سوف تستمر إعادة إنتاج المأساة، أن لم يكن اليوم، فغدا. لا يمكن تصور حدوث انفراجة، في حين يستمر تدفق المرتزقة الذين جندتهم ودربتهم وموّلتهم تركيا إلى ليبيا، قبل وأثناء وبعد انعقاد المؤتمر. تقارير من مصادر مختلفة تتحدث عن استمرار تدفقهم، بل إن المبعوث الدولي غسان سلامة، أقر بوجودهم خلال تصريحاته المختلفة في الأيام الماضية، ولديه آمال أن يتوقف الرئيس التركي عن إرسال المزيد منهم في الفترة المقبلة، ولا أعرف حقيقة على أي أساس يبني الدكتور سلامة آماله؟ البيان الختامي الذي صدر في نهاية انعقاد مؤتمر برلين جيد إلى حد ما، لكن المعضلة الأكبر، هي كيف يمكن تنفيذ عناصر البيان على أرض الواقع؟
البيان يقول إن المشاركين التزموا تجنب التدخل في النزاع الليبي، وحض الأطراف الدولية على القيام بالمثل، وهو كلام نظري، غير قابل للتطبيق إلى حد كبير، والسبب أن التدخل الإقليمي والدولي صار عضويا، ويصعب التخلص منه بسهولة! يؤكد البيان «التزام المشاركين باحترام حظر الأسلحة المفروض منذ عام 2011 وتنفيذه تنفيذا تاما». وهذا البيان أيضا يتم انتهاكه من كل الأطراف».
أفلح إن صدق
ونبقى مع الملف الليبي الذي يهتم به أيضا مجدي سرحان في «الوفد»: «أفلح غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا.. إن صدق واستطاع بالفعل أن يقود المنظمة الدولية لمحاسبة أردوغان لإخلاله بالتعهد المكتوب الذي وقع عليه في مؤتمر برلين مؤخراً، بعدم إرسال قوات أو مرتزقة إلى ليبيا.. قال سلامة بالأمس إن لديه ورقة وتعهدا مكتوبا ولديه ما يحاسب أردوغان عليه، وهو ما لم يكن متوافراً قبل ذلك. سنصدق سلامة وننتظر منه تنفيذ ما يعد به.. خاصة أن هناك الكثير من الأدلة القاطعة التي سبق تقديمها إلى الولايات المتحدة، حول تورط تركيا ورئيسها في دعم الإرهاب.. ليس في ليبيا فقط.. ولكن في الكثير من دول العالم. ويؤكد الكاتب أن أنقرة تمتلك تاريخاً مفضوحاً في تسليح جماعات الإرهاب وشحن الأسلحة إليهم في سفنها التجارية.. وفي كل مرة تنفي السلطات التركية صلتها بهذه الأسلحة.. وتزعم عدم علمها بها.. وهو أمر غير منطقي بالمرة، نظراً لضخامة حجم هذه الشحنات، الذي يؤكد استحالة أن تكون هذه الأسلحة مهربة، بدون علم السلطات الرسمية، التي سمحت للسفن بالإبحار من الموانئ التركية. والليبيون أنفسهم يعتبرون تركيا أكبر داعم للإرهابيين في ليبيا ومزود لهم بالسلاح. يضيف سرحان: كما أن دور تركيا في سوريا معلوم لدى الجميع».
إكرام الميت
ونواصل مع «الأهرام» بصحبة عماد رحيم حول أداء الحكومة المتسم بالبيروقراطية: «عملا بقول الرسول الكريم؛ إكرام الميت دفنه؛ إلا أن وزارة الصحة متمثلة في مكاتبها المنتشرة في كل ربوع مصر، لها رأي آخر، فهي تغلق مكاتبها في تمام الساعة الخامسة مساء ليتحول المكتب بعد ذلك الوقت لجثة هامدة، تعود لها الحياة في تمام الساعة التاسعة صباح اليوم التالي. بما يعني أنه في حالة الوفاة بعد الساعة الخامسة؛ على أسرة المتوفى الانتظار لصباح اليوم التالي؛ أو الذهاب لمكتب صحة زينهم؛ لأنه الوحيد الذي يعمل على مدار الساعة. وهنا أطرح السؤال التالي؛ إذا توفي أحد المواطنين في أسوان على سبيل المثال؛ بعد الساعة الخامسة؛ وكانت مقابر أسرته في الإسكندرية؛ فيجب الانتظار لصباح اليوم التالي؛ حتى يتم نقل الجثمان من أسوان إلى الإسكندرية بعد استخراج تصريح الدفن، أو المغامرة بنقله بدون التصريح، وهو إجراء غير قانوني، ولكن في المعدل العادي، قد يصل الجثمان إلى مقابر الأسرة بعد منتصف الليل، وهنا الأسرة أمامها خياران؛ الأول إكرامه بدفنه فور وصوله، أو الانتظار لصلاة الظهر حتى تتم الصلاة عليه، أي منطق هذا الذي يجبر الأسرة على الانتظار كل هذه الفترة حتى يتم دفن الميت؛ وهل يتم تكريمه هكذا؟ وهل تستطيع الأسرة السفر إلى القاهرة وصولاً لمكتب صحة زينهم، ثم العودة مرة أخرى لأسوان، حتى تتمكن أسرته من نقله إلى مثواه الأخير؟ كان في وقت سابق يتم استخراج تصريح الدفن في أي وقت؛ فهنا السؤال الذي يفرض نفسه؛ لصالح من تعطيل دفن الميت، وترك الجثمان بهذا الشكل؛ وإصابة أسرة المتوفى بحالات من الإرباك».
لصوص الفراعنة
حوادث سرقة الآثار لا تنتهي وتهتم بها عبلة الرويني في «الأخبار»: «رغم أن الحكاية تمتد لأكثر من عام.. عندما تلقت النيابة العامة المصرية إخطارا بوجود آثار يشتبه بمصريتها، تم ضبطها في مدينة «ساليريو» الإيطالية.. قام النائب العام المصري بفتح التحقيق الموسع.. وسافر خبراء من الآثار المصرية لفحص الآثار المضبوطة، وطالبت النيابة العامة من السلطات القضائية الإيطالية تسليم الآثار، وبالفعل وبدعم من الخارجية المصرية، استجابت السلطات الإيطالية وتم تسليم الآثار المضبوطة، وشحنها إلى مصر في فبراير/شباط 2019 وعددها (216000 عملة معدنية) 195 قطعة أثرية، تضم 151 تمثالا أوشايتي صغيرا، 11 آنية فخارية، 5 أقنعة مومياوات بعضها مطلي بالذهب، تابوتا خشبيا، مركبين صغيران من الخشب، 3 بلاطات خزفية ملونة من العصر الإسلامي. بعد أسابيع من ضبط الآثار تم القبض على بطرس رؤوف بطرس غالي، شقيق وزير المالية الأسبق يوسف بطرس غالي، متهمًا بتهريب الآثار… واتهم أيضا في القضية نفسها لاديسلاف أوتكر سكاكال القنصل الإيطالي الفخري السابق في الأقصر (هارب الآن، ومدرج على النشرة الدولية الحمراء، وقوائم ترقب الوصول). في سبتمبر/أيلول الماضي، تم إخلاء سبيل بطرس رؤوف غالي، بكفالة مالية 50 ألف جنيه.. لكن النيابة العامة استأنفت، وتم إلغاء قرار إخلاء السبيل، والقبض على بطرس غالي مرة أخرى، ومطالبة النيابة بسرعة ضبط وإحضار القنصل الإيطالي الهارب. المدهش في جلسة المحكمة يوم (18 يناير/كانون الثاني) قال محامي المتهم، أن القطع المضبوطة، ليست أثرية! وأن المتهم ورثها بطريقة شرعية، عن جده بطرس باشا غالي رئيس وزراء مصر عام 1906. الخطير في الجريمة المكتشفة، هي هوية المهربين، وأسماء أصحابها وتاريخهم ومناصبهم.. واستغلال الحقائب الوزارية والدبلوماسية… في جرائم الآثار فتش عن المسؤولين الكبار».