
بقلم : Hélène Sallon
فى الصحراء شرق القاهرة يتحقق حلم الرئيس السيسى بالعظمة : بناء عاصمة جديدة .. عرض لمصر المستقبل .. إن التكلفة الباهظة للمشروع وسط أزمة اقتصادية خطيرة تهدد تحقيقه ويخلق التركيز على أمنها المشدد جدلا .
يبرز مسجد الفتاح العليم المجهز على الرمال في أفقها مثل سراب فى الصحراء زرع على الرمال .. مغطى بالرخام الأبيض والحلى الغنية وقادر على استيعاب 12000 من المصلين ويجب أن يمثل مدخل العاصمة الإدارية المصرية فى المستقبل .
إنه أحد أوائل صروح المشروع الرائد للرئيس عبد الفتاح السيسى الذى نبت من الأرض حيث أن كاتدرائية مهد المسيح القبطية وهى الأكبر فى البلاد تقف فارغة بشكل يائس .. بين الاثنين صحراء تمتد 16 كيلومترا تتخللها مواقع البناء وعدد قليل من المبانى المكتملة .
هنا على بعد حوالى خمسين كيلومترا شرق القاهرة نحو مدينة السويس الإستراتيجية يتجسد أسطول من العمال والمهندسين والجنود ليلا ونهارا منذ مايو 2016 حتى تتحقق أحلام العظمة لسيد البلاد : لبناء عرض لمصر الغد على جزء من الصحراء بحجم سنغافورة .
“إرث السيسى لبلده” :
“مدينة السيسى” كما يسميها المصريون صممت لتكون حديثة وصحية وآمنة ومستدامة ومتصلة .. مركز قوة قادر على المنافسة مع أكبر عواصم العالم .
فى مواجهة الجدل تؤيد السلطات خطابا عمليا .. أصبحت القاهرة التى يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة و40 مليون نسمة فى 2050 مدينة ضخمة مترامية الأطراف تموت من التلوث والزحام والبناء العشوائى لمستوطنات غير رسمية .
مع الانفجار السكانى الذى يرى كل عام 2 مليون نسمة يضافون إلى 100 مليون نسمة الموجودة حاليا تحتاج مصر إلى توسيع مساحتها المأهولة وهى 7% من الأراضى بينما تضرب الصحراء بقية البلاد .
