الرئيسية / كتب و دراسات / كتاب شاهد علي حرب 67 - تأليف الفريق صلاح الحديدي

كتاب شاهد علي حرب 67 - تأليف الفريق صلاح الحديدي

 

.مذكرات الفريق صلاح الحديدي

الشائع ان الضربة الأولى فى معارك حرب 1967 هى الهجوم الجوي الإسرائيلي على المطارات والقواعد الجوية المصرية ، والذى بدأ فى صباح يوم 5 يونيو 1967 ، ولكن الفريق صلاح الدين الحديدى قائد المنطقة المركزية خلال حرب 1967 ، يقدم فى كتابه الوثائقي الهام ” شاهد على حرب 67 ” الصادر فى عام 1974 عن دار الشروق ، الوقائع الحقيقية للضربة الإسرائيلية الأولى خلال الحرب والتى حدثت عبر هجوم برى على منطقة أم بسيس الأمامية على المحور الأوسط بسيناء ، قامت به طلائع من القوات البرية الإسرائيلية واحتلت الموقع بعد أن دمرت سرية المشاة المصرية التى كانت تدافع عنه.
الهجوم البري الإسرائيلي حدث قبل الهجوم الجوي الإسرائيلي بسبعين دقيقة كاملة ، ولو تنبهت القيادة العسكرية المصرية له لتغير مسار الحرب حسب شهادة الفريق صلاح الدين الحديدى.
نفاصيل الهجوم البري الإسرائيلى وأثره على مسار الحرب قام الفريق صلاح الدين الحديدى بشرحه وتحليله فى الفصل الثانى والعشرين من كتابه ” شاهد على حرب 67 ” ، على امتداد الصفحات من 180 حتى 183.
—-
عمرو صابح

 

_______________________________________________________

يقول الفريق الحديدي: في مساء اليوم الثاني للعدوان الصهيوني على الأمة العربية اتصل الرئيس بومدين بعبد الناصر طالبا منه شرحا مفصلا لوضع القوات المصرية على الجبهة .
وكان عبد الناصر قد فقد 85 ٪ من قواته وكان عدد الشهداء و المفقودين و الأسرى هو 13600 وهذه الأرقام لم يكن قد أعلن عنها بعد .

وعلى الفور اتصل بومدين بالرئيس السوري آنذاك نور الدين مصطفى
الأتاسي، وطلب منه سرعة توجيه ضربة جوية للمطارات والممرات
والقواعد العسكرية والمنشآت الحيوية وتدمير الكنيست الصهيوني
والمصانع الكيميائية، وهذه المعلومة يقول الحديدي أبلغني بها أحد
الدبلوماسيين السوريين المقربين من الأتاسي، وقدم لي الوثائق التي
تؤكد صحة كلامه.

ويضيف الفريق الحديدي: “لم يكن الرئيس الجزائري الراحل يطلب من سوريا
مهمة مستحيلة، فالمقاتلات الصهيونية كانت منهمكة في القتال في سماء مصر،
وكانت قواعد العدو منكشفة، والوصول إليها كان أمرا في غاية السهولة،
لذلك طلب بومدين أيضا من الأتاسي أن تتوغل القوات السورية في فلسطين
المحتلة، وأظهرت خطة الراحل بومدين العسكرية أنها كانت متكاملة ومدمرة
للعدو، وكان من شأنها أن تقلب الهزيمة نصرا، بل وكان من الممكن أن
تضع حدا للوجود الصهيوني في الأراضي العربية.

ويواصل الفريق الحديدي: “ذهبت الخطة الجزائرية إلى أبعد من ذلك، حينما طمأن الرئيس بومدين الرئيس الأتاسي، بأن المقاتلات الجزائرية تستعد لدخول المعركة بشكل مباشر، وأن هناك عملية جوية كبيرة تنوي الجزائر من خلالها الاشتباك مع المقاتلات الصهيونية، وتدميرها في معركة عبّر عنها الرئيس الجزائري بـ “السهلة” إذا لم تتح فرصة عودة تلك المقاتلات إلى قواعدها، وأخبر بومدين الأتاسي أن هناك عقبة وحيدة وهامة تعترض هذه العملية وهي مكان الهبوط والتزود، خاصة وأن المسافة من الجزائر إلى الأراضي الفلسطينية لن تمكن المقاتلات الجزائرية التحليق في الجو أكثر من 25 دقيقة إضافية.
ولأن المطارات المصرية دمرت بأكملها، فكان منطقيا يقول الحديدي أن يطلب بومدين من سوريا استخدام المطارات السورية لتكون قواعد انطلاق وهبوط للمقاتلات الجزائرية، وأكد الرئيس الجزائري لنظيره السوري أن الأسطول الجوي الجزائري بأكمله سيشارك في تنفيذ هذه العملية، وأن نسبة نجاحها تفوق الـ 90 في المئة، وقال حرفيا : آن الأوان للقضاء على هذا الطاعون.. مد يدك في يدي سيادة الرئيس ليس فقط من أجل إنقاذ مصر، ولكن من أجل أمتنا وشرفنا”.
أما عن الرد السوري، والذي حرصت على معرفته، فالفريق الحديدي يقول: “لم يكن هناك مبرر واحد لرفض هذه العملية، اللهم إذا كانت هناك رغبة من بعض الساسة العرب الخلاص من عبد الناصر وترك مصر تواجه مصيرها، ففي تلك الأثناء واجه ناصر عديد المؤامرات من الداخل والمحيط العربي والدولي، وكان هناك شبه إجماع من هذه الأطراف على ضرورة استئصال الرجل، لذلك تلحظ يقول الحديدي أنني ركزت في شهادتي إليك على مواقف الرئيس الجزائري هواري بومدين الذي سار في الاتجاه الآخر، وشذّ عن هذه المؤامرة، لينفرد بهذا الموقف عن بقية القادة الذين حكموا العالم آنذاك، ولعل هذا أحد أهم الأسباب الرئيسية التي دفعت الكتاب والمؤرخين إلى طمس كل المعلومات المتعلقة بالدور الجزائري، وهو الدور الذي يتناقض في حجمه وتفاعله مع كل الأحاديث المتعلقة بهذا العدوان أو حتى حرب 73″.
ويضيف الحديدي: “أبلغتني عديد الشخصيات السورية في حكومة الأتاسي أن الرجل لم يكن متحمسا للعرض الجزائري، وكان جل همه أن يبعد العدوان عن الأراضي السورية، وأنه أخبر الراحل بومدين أن العملية تحتاج لتخطيط ووقت، لكن الوقت كان أسرع مما توقع الرئيس السوري، ولم يكن أمامه سوى قبول الهزيمة بصدر رحب بعد أن أمر قواته بالانسحاب من الجولان قبل أن تصل إليها القوات الصهيونية”.

رابط للتحميل

https://drive.google.com/file/d/1WnUOMOsOY75WIBXsXBqIMytISHj6Aia9/view?usp=sharing

عن admin

شاهد أيضاً

وثائق ناصر - بقلم. جمال عبد الناصر - طبعة 2018م

تحميل الكتاب تقديم: عمرو صابح المحتويات اليوميات الشخصية لجمال عبد الناصر فى حرب فلسطين فلسفة …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *