فى الوقت الذى تتوالى فيه السيناريوهات، ويتم تضخيم معركة إدلب المتوقعة، يجرى الحديث بقوة عن انتصارات الرئيس بشار الأسد، وضرورة دعمه لبعث الدولة السورية، والحفاظ على الأمن الإقليمى والدولى.
كل الأطراف تستعد لمعركة حلب التى يمكن أن تكون مجرد ضربة من هنا أو من هناك وينتهى الأمر، ولكن نفس هذه الأطراف تواصل حملات إعلامية وسياسية وتبادل اتهامات لتؤكد لبعضها البعض أن هذه المعركة ستكون الفاصلة والنهائية، وبعدها سيتم حل كل شىء، وستصبح الأمور فى سوريا والمنطقة والعالم على ما يرام.
الرئيس بشار الأسد يحشد قواته للهجوم على إدلب التى يسيطر عليها الأتراك بالتنسيق مع الروس. والروس يستعرضون قوتهم البحرية والجوية فى شرق البحر المتوسط بشكل غير مسبوق. والتحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة يطلق تحذيرات ملغومة ويحشد قواه وحلفاءه. وتركيا تناور جميع الأطراف وتستفيد من كل التناقضات، وفى الوقت نفسه تحافظ على مواقعها على الأرض بمقايضات لا تنتهى. والإيرانيون يحاولون البقاء فى المشهد السورى عمومًا، وفى إدلب على وجه الخصوص، ويطلقون حملة تصريحات لو نفذوا 10% منها لدمروا أمريكا وإسرائيل وحلف شمال الأطلسى والشرق الأوسط معًا.
الغرب أطلق تحذيرين مهمين، الأول حول إمكانية استخدام القوات الحكومية السورية أسلحة كيميائية أثناء الهجوم على إدلب، وبالتالى، ستضطر الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وحلفائها لرد قاس. والثانى هو أن هجوم قوات الأسد على إدلب سيكون كارثة. حذيران ملغومان يحملان العديد من الأوجه والأسباب والمسوغات.
روسيا ردت بعدة مناورات عسكرية واسعة النطاق على أراضيها وفى البحر الأبيض المتوسط، ثم أكد وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، استحالة الصبر على الوضع القائم فى إدلب إلى ما لا نهاية، مشددًا على ضرورة الفصل بين جماعات المعارضة المعتدلة والإرهابيين، ولا أحد يعرف بالضبط إلى من يوجه لافروف حديثه: هل للولايات المتحدة وحلفائها، أم لتركيا شريكة روسيا فى سوريا عمومًا، وفى إدلب على وجه الخصوص؟
طرح لافروف كل الأسباب والمسوغات التى تسمح لروسيا بالمشاركة فى الحرب الدائرة، وفى معركة إدلب المتوقعة. وقال “نشهد انتهاكات مستمرة لنظام وقف النار فى إدلب، على مدى أكثر من شهرين، تقصف مواقع للجيش السورى من هذه المنطقة، بل ويحاولون مهاجمة مواقع الجيش من هناك، إنهم يطلقون من هناك أعدادًا كبيرة من الطائرات من دون طيار فى محاولة لضرب قاعدتنا العسكرية فى حميميم، وقد تم إسقاط أكثر من 50 طائرة فى هذه الحوادث، لا يمكن الصبر على هذا الوضع إلى ما لا نهاية، ونبذل حاليًا جهودًا حثيثة مع شركائنا الأتراك والحكومة السورية والإيرانيين، أطراف عملية أستانا، من أجل الفصل على الأرض بين المعارضين المسلحين العاديين وبين الإرهابيين، بطريقة لا تعرّض المدنيين للخطر، وسوف يتولى العسكريون بشكل أساسى تنفيذ هذه المهمة”.
من الواضح أن الولايات المتحدة تدفع فى اتجاه قيام الأسد بمهاجمة إدلب، لتفجير العلاقات بين موسكو وأنقرة من جهة، والقضاء على كل الصيغ السياسية التى استحدثتها موسكو من جهة ثانية، وامتلاك كل الأسباب لضرب قوات الأسد والقوات الإيرانية فى أى وقت من جهة ثالثة، وإطالة أمد الأزمة السورية إلى ما لا نهاية من جهة رابعة، واستنفاد موارد كل من روسيا وإيران على المديين المتوسط والبعيد من جهة خامسة.
المعركة الإعلامية واسعة النطاق الدائرة حاليًا بين جميع الأطراف، والتى يختلط فيها الكذب بالتضليل والخداع، تشير إلى إمكانية تنفيذ ضربات موضعية سيتسابق الجميع لإثبات حقه فيها لتسجيل نقاط مستقبلية، ولا توجد أى ضمانات بأن يقتصر الأمر على إدلب، لأنه من الملاحظ أن هناك نشاطات عسكرية لأطراف عديدة قد بدأت تظهر فى الآونة الأخيرة فى مناطق كثيرة فى سوريا قيل أنه تم تحريرها.
كتاب «سر الرؤساء» : لبنان وسوريا واحتلال العراق
محاضر الإليزيه عبر لقاءات شيراك ـ بوش
shows the conspiracy against Syria by both France and USA
you should find way to uncover that.