بقلم : عمرو صابح
انفصال السودان عن مصر من التهم التى يحاول خصوم “جمال عبد الناصر” إلصاقها به وبعهده، فهل أضاع “عبد الناصر” السودان بالفعل وتسبب فى انفصاله عن مصر؟!!
لنراجع معاً بعض الحقائق التاريخية عبر السطور التالية:
بعد 17 سنة من الاحتلال البريطانى لمصر ،وُقعت إتفاقية الحكم الثنائي للسودان بين مصر وبريطانيا في 19 يناير عام 1899، وقد وقعها عن مصر بطرس غالي وزير خارجيتها في ذلك الحين، وعن بريطانيا اللورد “كرومر” المعتمد البريطاني لدى مصر، ونصت المادة الأولى من الإتفاقية على أن الحد الفاصل بين مصر والسودان هو خط عرض 22 درجة شمالاً، وما لبث أن أُدخل على هذا الخط بعض التعديلات الإدارية بقرار من وزير الداخلية المصري بدعوى كان مضمونها منح التسهيلات الإدارية لتحركات أفراد قبائل البشارية السودانية والعبابدة المصرية على جانب الخط، وقد أفرزت التعديلات فيما بعد ما عُرف بمشكلة حلايب وشلاتين والتى تثار حتى الأن بين الحين والأخر..
وقد حدث ذلك قبل ميلاد جمال عبد الناصر بحوالى 19 سنة ، الجيش المصري تم طرده من السودان عام 1924 بسبب مقتل السير لى ستاك ، وكان جمال عبد الناصر وقتها عمره 6 سنوات ويستعد لبدء الدراسة الابتدائية.
النحاس باشا وافق على منح السودان حق تقرير المصير عام 1937 ، وجمال عبد الناصر عمره 19 سنة وقد التحق بالكلية الحربية فى نفس العام .
إطلاق أسم ملك مصر والسودان على فاروق تم بعد إلغاء معاهدة 1936 فى أكتوبر 1951 وكان مجرد مسمى لا قيمة له فعلياً فى بلد محتلة ب80 ألف عسكرى إنجليزى وبها أكبر قاعدة بريطانية بقناة السويس .
مجلس النواب السوداني صوت بالإجماع علي الانفصال عن مصر سنة 1951 قبل ثورة جمال عبد الناصر بسنة .
محمد نجيب عندما زار السودان بعد ثورة 1952 هاجمه السودانيون بالأحذية وهتفوا فى وجهه ” لا مصري ولا بريطانى .. السودان للسودانى” .
إسماعيل الأزهرى رئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي نجح البريطانيون فى إغواؤه بأبهة الرئاسة واستقلال السودان فتحول من وحدوي إلى انفصالي ، وما حدث في مؤتمر باندونج لدول عدم الانحياز عام 1955 هو خير دليل على رفض الرئيس عبد الناصر لإنفصال السودان ومحاولته عرقلته بكل السبل .
خلال المؤتمر ذهب وفد السودان برئاسة اسماعيل الأزهري لحضور المؤتمر ومعه مبارك زروق و حسن عوض الله وخليفة عباس وجاء الوفد المصري برئاسة جمال عبد الناصر واعترض جمال عبد الناصر على أن يكون الوفد السوداني مستقلاً وطلب من الوفد السوداني أن يجلس في المؤتمر خلف الوفد المصري باعتباره جزءاً من مصر فرفض إسماعيل الأزهري ،وقال له “نحن على أبواب الاستقلال وسنكون دولة مستقلة ولابد أن نمثل الشعب السوداني لأن هذا المؤتمر يمثل الشعوب”، فحدث بينهما خلاف، وقال عبد الناصر للأزهري «أنتم بلا علم يمثلكم وعليكم بالجلوس خلف العلم المصري» ، فتدخل عضو الوفد السودانى مبارك زروق على الفور وقال: نحن لدينا علم وأخرج منديله من جيبه وقال هذا هو علمنا بعد أن وضعه على رأس قلمه ، وجلس وفد السودان بزعامة الأزهري منفردين عن الوفد المصري
وما زال هذا المنديل حتى الأن موجوداً فى المعرض المقام عن مؤتمر دول عد الإنحياز في باندونج بأندونيسيا. وقد غضب الرئيس عبد الناصر من ذلك الموقف وقال لإسماعيل الأزهري «لن أسمح لك بالعودة للسودان عن طريق مصر» ، وبالفعل عاد الوفد السوداني عن طريق جدة بالمملكة العربية السعودية،وعند وصولهم لجدة لم يكن لديهم أموال كافية لشراء تذاكر للاستكمال رحلة العودة للسودان،فاستقبلتهم الجالية السودانية بجدة وذهبت بهم لمقر اتحاد أبناء دنقلا وقطعت لهم تذاكرالعودة للسودان ،وعندما تم الاستفتاء على الوحدة أم الانفصال عن مصر ، قام النواب السودانيون بالتصويت بالإجماع لصالح الانفصال. حاول جمال عبد الناصر بكل السبل توحيد مصر والسودان لصالح شعب وادى النيل منذ اليوم الأول للثورة، ولكن الإنجليز خططوا للانفصال بين مصر والسودان منذ اللحظة الأولى لاحتلالهم لمصر عام 1882 ونجحوا فى ذلك فعلا عبر الزعماء السياسيين السودانيين بل ونجحوا فى صناعة مشكلة شمال وجنوب السودان حتى انقسم السودان ذاته لدولتين فى 9 يوليو 2011 عندما أُعلن عن ميلاد جمهورية جنوب السودان بعد 41 سنة من وفاة الرئيس جمال عبد الناصر،وللأسف ما زال السودان معرضاً للمزيد من التقسيم.
هل ممكن مصادر المعلومات التي تفضلتم بها كي نضعها مخرز في عيون مجحدي حقوق القائد المعلم
http://elw3yalarabi.org/elw3y/2018/05/29/%d9%87%d9%84-%d9%81%d8%b1%d8%b7%d8%aa-%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-23-%d9%8a%d9%88%d9%84%d9%8a%d9%88-1952-%d9%88%d8%b2%d8%b9%d9%8a%d9%85%d9%87%d8%a7-%d8%ac%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%84/