الرئيسية / حوارات ناصرية / ذكريات من زمن الوحدة …سيدة من سورية تتذكر سنوات الحلم

ذكريات من زمن الوحدة …سيدة من سورية تتذكر سنوات الحلم

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏4‏ أشخاص‏

كتب ناصر عجلان

سيدة من سورية تتذكر سنوات الحلم :
( كنت طفلة عندما رأيت جمال عبدالناصر وجها لوجه .. لم أصدق .. فتلعثم لساني ، نسيت كل حروف الهجاء ولم أستطع أن أنطق حرفا وأنا أصافحه ، وأنظر الي عينيه الثاقبتين كالصقر.. ابتسم في وجهي بحنان فبكيت بحرقة من شدة الفرحة ، لم يستغرق الأمر ثوان .. كانت لحظة كالحلم اللذيذ الخاطف .. وعدت إلى البيت طائرة كالمجنونة وأنا أصرخ : رأيت جمال عبدالناصر .. رأيت جمال عبدالناصر وسلمت عليه ، وظللت ثلاثة أيام أخاف أن أغسل يدي اليمين حتي لا تذهب رائحة يده من يدي ) ..
هذا جزء مما كتبته ابنة سورية السيدة الفاضلة Malak Kamal Alkallas في صفحتي المتواضعة عن ذكرياتها مع الزعيم في تعقيبها علي تعليق ابنة فلسطين السيدة الفاضلة Fatima Rashed Odeh والذي ورد ضمن التعليقات علي الحكاية الرابعة من حكايات الزمن الجميل المنشورة علي صفحتي ، وكانت قد سبقتهما أيضا ابنة سوريا السيدة الفاضلة ندى الباشا في شهادتها القيمة عن الزعيم .
حيث تتذكر الاستاذة ( ملك كمال ) سنوات الحلم وتقول :
أنا من سورية وأتذكر عندما تمت الوحدة بين مصر وسوريا أن جاء جمال عبدالناصر الينا ، وكان استقبال الشعب السوري له اسطوريا .. فقد كان جيلنا يعشق جمال عبدالناصر بجنون .. كان في قلوبنا وإزاداد حبنا له اكثر عندما أتم مشروع الوحدة ..
كنت انا في ذلك التاريخ طفلة صغيرة السن ، لا أزال في الحلقة الأولي من التعليم الأساسي .. وبجوار مدرستنا كان يسكن أحد المسؤولين الكبار ، وسمعت مصادفة من زميلة لي في المدرسة كانت قريبة لهذا المسئول ان عبد الناصر سيتناول طعام الغذاء في بيت هذا المسؤل ..
لم أكن قد شاهدت عبدالناصر الا في الصحف والمجلات ، ولم اسمع صوته الحالم الا عبر الأثير عندما كانت العائلات السورية شأنها شأن كل عائلات العالم العربي من المحيط الي الخليج تلتف حول الراديو في خشوع لسماع خطبه .. فهل جاء اليوم الذي استطيع أن أراه وجها لوجه .. ولكن كيف السبيل ؟ .. من المستحيل أن توافق عائلة المسئول علي دخول طفلة لا يعرفونها الي منزلهم لمقابلة الزعيم ..
دبرت حيلة .. أن استيقظت في الصباح مبكرا جدا .. وذهبت الي حيث سور منزل المسئول ، ثم تسللت من باب الحديقة ، كان الجميع لا يزال نائما في ذلك الوقت المبكر من الصباح وصعدت بخفة وهدوء شديدين الي آخر دور ، واختبأت في السطح لحين حضور عبدالناصر اليهم للغذاء لأستطيع ان أنعم برؤيته ، وأصافحه ..
وظللت هكذا مختبئة في السطح من الصباح حتي الظهر لا أتحرك ولا أصدر صوتا كي لا يشعر بي أصحاب المنزل ، كانت مدة طويلة و شاقة ومملة بالنسبة لطفلة صغيرة ، ومرت علي كأنها دهر من الزمان في انتظار الزعيم المحبوب.. كنت في شغف شديد لرؤيته ، وهذا ما جعلني اتحمل قسوة الانتظار ..
وعندما هل عبدالناصر وهبط من سيارته بالقرب من باب المنزل وجدت وكأن الأرض قد انشقت فجأة عن عدد مهول من الناس .. تجمهروا حوله ، من أين أتوا وكيف ؟ ..لا أدري .. أخذت أركض علي السلالم بأقصي سرعة من السطوح حتي مدخل المنزل .. واستطعت بجسمي الصغير أن أندس بين كتل البشر المتلاصقة حوله ، ووصلت اليه … ها أنا أمامه ..
كنت قد هيأت نفسي طوال الليلة السابقة فيما اقول له .. فلم أنم ، ولكن عندما رأيت ذاك المارد وجها لوجه لم اصدق ، الاسطورة أمامي .. فتلعثم لساني وانا اصافحه ونسيت كل الكلمات .. نسيت حتي أحرف الهجاء فلم أنطق حرفا ، نظرت الي عينيه الثاقبتين كالصقر .. وابتسم هو في وجهي بحنان .. ولم استطع أن أكرر النظر الي وجه من شدة الرهبة وهول الموقف .. بكيت وبحرقة .. لقد كانت دموع فرح شديد لملاقاته .. لم يستغرق الأمر ثوان .. كانت كالحلم اللذيذ الخاطف.. بعد أن صافحته ..
لم أشعر بعدها بنفسي الا وأنا أجري في الشارع متجهة الى بيتنا .. طائرة كالمجنونة اصرخ انني رأيت جمال عبدالناصر .. رأيت جمال عبدالناصر وسلمت عليه .. وظللت بعدها ثلاثة ايام اخاف ان أغسل يدي اليمين حتي لا تذهب رائحة يده من يدي ..


…………………………………….

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
 

عن admin

شاهد أيضاً

ذات يوم 6 أغسطس 1959.. ثورة فى قناة بنما ضد السيطرة الأمريكية.. والبحث عن فتحى الديب «جاسوس عبدالناصر الذى أشعل الحدث»

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 6 أغسطس 1959.. ثورة فى قناة بنما ضد السيطرة الأمريكية.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *