رغم مرور 20 عاماً على صدور كتاب “تمويل وتطبيع” للكاتبة الراحلة سناء المصري، لا تزال الأسئلة التي طرحتها قائمة، خاصة أن كتابها كان الأول الذي يتناول قضية التمويل، والجمعيات التي تمول مباشرة من الكونجرس الأمريكي .
الكتاب صدر عام ،1998 واليوم، اتسعت حركة التمويل، وأعيد إصداره في الهيئة المصرية العامة للكتاب، وكان ذلك يستدعي كتابة مقدمة جديدة، تجيب عن الأسئلة المطروحة حالياً، فتمويل التسعينات كان مشغولاً بقضايا المرأة كالختان والطلاق، أما اليوم فقد أصبح سياسياً صريحاً، وداعماً أساسياً للإرهاب، حسب الناقدة عبلة الرويني خلال ندوة لمناقشة الكتاب أقيمت في القاهرة أخيراً .
وقالت وفاء المصري، شقيقة المؤلفة الراحلة، إن أغلب العاملين بالحقل السياسي بمدارسه المختلفة، أنشأوا مؤسسات غير قانونية، وكان ذلك يمثل ظاهرة مدهشة، فلماذا تركوا العمل السياسي وقبلوا بالعمل في جمعيات تقبل التمويل الخارجي، ما يدل على ازدواجية في التفكير .
يكشف الكتاب أيضاً عن استخدام هؤلاء السياسيين للفقراء، للحصول على التمويلات، وأنهم كانوا يتعاملون أيضاً مع العدو الصهيوني .
ورثة “تمويل وتطبيع”: اكتفينا بالأحرف الأولى للشخصيات منعًا للتشهير
الخميس، 30 يناير 2014 03:03 م
رفضت أسرة الكاتبة الراحلة ثناء المصرى، مؤلفة كتاب “تمويل وتطبيع”، ذكر أسماء الأفراد الذين تلقوا تمويلات فى التسعينات، خلال الطبعة الثانية واكتفت بذكر الأحرف الأولى، فقط خوفاً من التشهير بالممولين من الخارج، والذين ذكرتهم الكاتبة الراحلة فى الطبعة الأولى.
جاء ذلك خلال اللقاء الذى عُقد، اليوم، بالقاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولى للكتاب لمناقشة كتاب “تمويل وتطبيع.. للكاتبة ثناء المصرى”، والذى صدر عام 1998 ضمن إصدارات مكتبة الأسرة، التابعة للهيئة المصرية العامة للكتاب، والمنظمة أيضًا لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، حيث قامت الكاتبة عبلة الروينى بإدارة اللقاء الذى شارك فيه كل من شقيقة الكاتبة المحامية وفاء المصرى وزوجها المخرج المسرحى إبراهيم الباز.
وقالت عبلة الروينى، إن كتاب “تمويل وتطبيع” صدرت الطبعة الأولى منه منذ أكثر من 15 عاما، ولا تزال تمر نفس القضايا والصراعات فى المشهد السياسى، مشيرةً إلى أن الكاتبة رحلت منذ أكثر من عشر سنوات، والتى عملت بمجالات متنوعة، كانت فنانة وصحفية ومبدعة، كما عملت كبطلة لبعض الأعمال أو مخرجة لها، كما أشارت إلى أن كتاب “تمويل وتطبيع”، شديد الأهمية لأنه أول كتاب يتناول بوضوح قضايا التمويل، كما تناول الجهات التى تمول الجمعيات الأهلية وخفايا التمويل وطبيعة الأجندات، وحتى تحولات اللغة والخطاب بالنسبة للجمعيات التى تتلقى التمويل.
وأشارت “الروينى” إلى أن الكونجرس الأمريكى يمول جمعيات فى مصر لحماية الدايمقراطية. مؤكدة أن اللغة تتسلل لتحل مصطلحات جديدة مكان القديمة، وأن الكتاب يرصد هذه التحولات فى اللغة والمواقف، موضحة بأن كثير من الناشطات فى المنظمات النسائيىة فى مؤتمر الجمعيات العربية عام 1978 أنسحبوا من المؤتمر وقاطعوا نوال السعداوى لأن المنظمة تمول من منظمة معادية للمجتمع.
كما أشارت “الروينى” إلى أن الغريب فى الأمر هو أن كل الجمعيات والناشطات وكثير منهم شيوعيات وناصريات قبلوا بعد ذلك التمويل. وكان مبررهم ليس من المهم مصدر التمويل ولكن المهم ماذا سنفعل به، وأشارت إلى أن بعض الجمعيات قالت بأن الحكومة نفسها تتلقى التمويل.
وانتقدت الروينى عدم التعريف الجيد بالكاتبة فى الطبعة الثانية، وأشارت إلى أن الكتاب السابق ملىء بالحقائق التى نظمتها المؤلفة بينما النسخة الجديدة كانت أقل شجاعة حيث حذف الأسماء التى تلقت التمويل واكتفى بذكر الحروف الأولى فقط.
وأوضحت بأن المؤلفة ثناء المصرى سبق أن أطلقت على الجمعيات الممولة لفظ “القطاع الثالث”، باعتبار أن لدينا قطاعا عاما وآخر خاص وهذا هو القطاع الثالث، كما أكدت على أن شعار “غير هادف للربح”، يعُد من أكثر الشعارات تضليلاً فى حياة الجمعيات، والتى هى قائمة بالأساس على الربح الصافى، مشيرةً إلى بعض الأمثلة من الجمعيات والتى يعُلق على مبنى الجمعيات ملصقات باللغة الإنجليزية ترجمتها “أعطنى سلفة لأصبح أمرأة” تلك الجمعية بمنشية ناصر.
وأوضحت “الروينى” أن تمويل التسعينيات اختلفت قضاياه عن التمويل، اليوم، حيث انشغل التمويل السابق بالختان وقضايا المراة أما تمويل اليوم فانشغل بالتمويل السياسى الواضح من أجل التسليح والمظاهرة والدعوة للعصيان، وهو تمويل عصابات وداعم أساسى للإرهاب. وقالت: ويكفى ما حدث بجامعة الأزهر حيث تداولت المعلومات أن هناك 2 مليار تم رصدها لمظاهرات الطلبة.
ومن جانبها قالت وفاء المصرى، إن المصريين أصروا على استكمال حياتهم بكل تفاصيلها أملاً فى إقامة دولة العدالة المصرية التى طالبنا بها فى 25 يناير و30يونيه، مضيفةً لقد ربطتنى وشقيقتى المؤلفة نفس الاهتمام بحقوق وهموم الوطن، فالكاتبة كانت نموذج المثقف الوطنى عملت فى الصحافة وباعتبار أنها صاحبة رأى مستقل وقررت أن تكون باحثة تقرأ وتبحث وتظهر الحقيقة وكانت النتيجة، لذا أنتجت خمسة كتب فقط حيث توفت فى عمر الـ41 عاماً.
وأكدت “المصرى” أن إعادة قراءة كل أعمالها يؤكد أنها كانت تبتغى الحقيقة فقط بشكل مجرد. وأن هذا الكتاب جاء فى الوقت الذى حاولت فيه الحكومة فرض قيود على الجمعيات الأهلية وعقد حوار فى هذا الشأن، حيث دعتها الحكومة للمشاركة فى هذا الحوار ولكنها رفضت اللقاء حتى لاتكون أداة فى يدها فى البطش بالعاملين فى هذا المجال رغم رفضها الشديد مع هذه الجمعيات.
وأوضحت “المصرى” أن الأسرة اكتفت بذكر الحروف الأولى من الأسماء التى تلقت تمويلاً حتى لاتحدث انقساما، ويكفى ما تشهده مصر من انقسامات وخلافات.
وأضافت “المصرى” بأن الكتاب رصد معظم العاملين بالعمل السياسى بمدارسهم وانتماءاتهم السياسية، حيث كانوا يقومون بقبول القرض وإنشاء مؤسسات غير ربحية فكانت ظاهرة ملفتة وتطرح تساؤلات عديدة. كما رصدت أن هؤلاء الأفراد لم يكتفوا بالتمويل فقط واستخدام الفقراء فى التمويل بل قاموا بالطبيع مع العدو الصهيونى وسافروا معه فى مؤتمرات هذا الكتاب وضعنا أمام الحقيقة دون مزايدات.
ومن جانبه أشار المخرج إبراهيم الباز إلى كتاب مكاوى سعيد عن التحرير، والذى كتب عن ثناء المصرى وأروة سعيد باعتبارهما من الشخصيات التى مهدت لثورة 25 يناير.
وأضاف “الباز” لقد طالبنا باعتبارنا ورثة ثناء ألا يُنشر اسم من متلقى التمويل فى الكتاب، لأن هناك أشخاص حاولوا التشهير بهذه الأسماء واستغلالها ومن ثم علينا إلا نعطيهم هذه الفرصة.
رابط للتحميل
https://drive.google.com/file/d/17Qmr4Wj_nl1vRHtawkwOt5Eqq-iT5GV5/view?usp=sharing

الكتاب لا يُقرأ من على الموبايل أو التاب
الكتاب يفتح عندي علي الموبيل و الكمبيوتر
https://drive.google.com/file/d/17Qmr4Wj_nl1vRHtawkwOt5Eqq-iT5GV5/view?usp=sharing