
د هدى جمال عبد الناصر
22 فبراير، 2015 ·
بشاير الوحدة :
” تلقيت بترحيب بالغ نبأ قرار مجلس نواب سوريا الشقيقة مساء اليوم ؛
لاقامة اتحاد بين جمهوريتى مصر وسوريا ، ففى تحقيق لهذا الاتحاد ؛ تحقيق
لأمنية يهفو اليها قلب كل عربى يؤمن بالقومية العربية ، ويعمل من أجلها .
وقيام الاتحاد بين جمهوريتى مصر وسوريا ؛ إنما هو تحقيق للمادة الأولى من
دستور جمهورية مصر ؛ التى تنص على أن مصر دولة عربية مستقلة ، وأن الشعب
المصرى جزء من الأمة العربية ” .
ذلك كان رد جمال عبد الناصر فى 5 يوليو 1956 على قرار البرلمان السورى –
فى ذلك الوقت – الذى لم يأت من فراغ ؛ حيث كانت مصر وسوريا قد وقعتا على
اتفاقية القيادة العسكرية المشتركة فى 8 نوفمبر 1955 .
ولقد وقف الشعب السورى مع مصر وساندها أثناء العدوان الثلاثى، فى 29
أكتوبر 1956. وفى عام 1957 حاول شكرى القوتلى أن يعمل اتفاقا ثلاثيا بين
الأردن ومصر وسوريا ، وقد عارض جمال عبد الناصر ذلك ، ولكن السوريين
ضغطوا ضغطا شديدا حتى تدخل الأردن فى القيادة المشتركة ، وكان بها فى ذلك
الوقت حركة وطنية . وقد قاوم جمال عبد الناصر هذا الاتجاه ، وذكر فيما
بعد، ” ولكن نتيجة لالحاح السوريين ؛ قبلت وضعا غير مقتنع به؛ لوجود
الموقف الوطنى فى الأردن ، وعلى اعتبار أن يكون فى هذا الاتفاق درعا
واقيا بالنسبة للخطر الذى يهدد الأمة العربية” .
بعد عدوان 1956 حدث تخطيط انجليزى ، ووقع انقلاب فى الأردن قضى على
العناصر الوطنية ، وقيل إنه بسبب وجود انقلاب مصرى – سورى شيوعى .
تلك كانت مقدمات الوحدة المصرية السورية ، ورغم ذلك فقد تفردت فى خطوات
اتمامها ؛ ففى 14 يناير 1958 فوجئ جمال عبد الناصر – وكان برفقة أحمد
سوكارنو بالأقصر – بأخبار عن طائرة سورية وصلت الى مطار القاهرة بدون إذن
، وتقل 20 ضابطا! توجهوا فورا لمقابلة المشير عبد الحكيم عامر ، وأخطروه
أنهم اجتمعوا مع الجيش ، ووجدوا أن سوريا فى خطر وتقابلها كارثة ؛ لتنازع
4 أحزاب على الحكم ، والخوف أن ينقض الشيوعيون عليها ، ثم أكدوا أن الحل
الذى اتفق عليه الجميع لانقاذ سوريا ؛ هو طلب الوحدة من جمال عبد الناصر
.
كان الشعب فى سوريا فى هذا الوقت يعبر عن الوحدة ، كما اتخذ البرلمان
السورى قرارا بالوحدة ، كما سبق ذكره.
وفى اليوم التالى – 15 يناير – قابلهم جمال عبد الناصر ، ودار الحوار التالى :
الضباط : لقد توصلنا الى حل ؛ وهو الوحدة .
عبد الناصر : ما رأى الحكومة ورئيس الجمهورية السورية شكرى القوتلى ؟
الضباط : أرسلنا وفدا لشكرى القوتلى ، وهو لم يوافق على الوحدة إلا برضاء الجيش.
عبد الناصر : لا يمكن القبول بهذا لأنكم لستم حكومة سوريا ، وحتى لا تتم
الوحدة عاطفيا بهذا الشكل ؛ لأنها تحتاج الى 5 سنوات . ومن الأفضل أن
نبدأ بوحدة عسكرية وسياسية وثقافية ، وأخيرا النواحى الدستورية ، لكننا
إذا قبلنا الوحدة مباشرة فستقابلنا الصعاب ، وإننا على استعداد لعمل
برنامج لمدة 5 سنوات ؛ كتمهيد للوحدة الدستورية .
وفى جلسة طويلة فى اليوم التالى – 16 يناير – فى مجلس الأمة ؛ حيث كان
الاحتفال بالدستور المصرى ، تناقش الضباط مع الرئيس ، وكان أكثرهم تطرفا
ضابط شيوعى هو عفيف البزرى ، ودار الحوار التالى :
الضباط : تلقينا رسالة من دمشق بأن الحكومة وافقت على مطالبنا ، وفى
الطريق مندوب عنها – صلاح البيطار ، وزير الخارجية – لطلب الوحدة رسميا .
عبد الناصر : إن هذا المطلب يعتبر عملية عاطفية ، وسياستنا هى القومية
العربية ، وهى سياسة الأشباح ؛ لأن أعداءنا عندما يريدون ضربنا فلن يجدوا
الهدف الذى يضربونه ، وإذا تمت الوحدة تحولت الأشباح الى شئ مادى .
لن نقبل الوحدة بهذه السرعة!
الضباط : إنك تتكلم عن الوحدة العربية ، وسوف تواجه الأمر الواقعى
بانهيار سوريا وضياعها ؛ فكأن سوريا لن تهمك .
عبد الناصر : إنكم ضباط فى الجيش ، وإذا تمت الوحدة سوف أخرجكم منه !
الضباط : نقبل هذا الوضع .
عبد الناصر : ليس عندنا فى مصر أحزاب ، ولا أريد أحزابا سورية ؛ لأن
الحزب الشيوعى يتلقى تعليماته من موسكو ، والأحزاب الرجعية تتلقى
تعليماتها من الغرب .
الضباط : نوافق على عدم وجود أحزاب .
قابل جمال عبد الناصر بعد ذلك صلاح البيطار، الذى حضر مندوبا عن الحكومة
السورية ، ومعه طلب رسمى بالوحدة .
وأصبح الوضع كما عبر عنه جمال عبد الناصر؛ ” الجيش والحكومة يطلبان
الوحدة ، ونحن تزعمنا حركة القومية العربية ونطالب بالوحدة ، ثم تعرض
علينا ونرفضها ! حجة هؤلاء فى طلب الوحدة ؛ إذا لم تتم الوحدة فستضيع
سوريا”!
وأيقن جمال عبد الناصر أنه يستدل من هذا أن الوحدة تمت بانقلاب عسكرى فى
سوريا ؛ لأن الضباط أرسلوا 20 ضابطا لشكرى القوتلى للموافقة على الوحدة ،
وبعد أخذ ورد وافق شكرى القوتلى بشرط موافقة الحكومة ، وأصبح كل مسئول فى
سوريا يشكل نفسه على أساس الأمر الواقع .
بدأت الوحدة وظهر التآمر :
حضر شكرى القوتلى الى القاهرة فى 26 يناير 1958، وتم التوقيع على طلب
الوحدة، ثم وقف وقال : ” هذا يوم من أيام عمرى .. هذا اليوم من أيام
التاريخ ” ! ويقول جمال عبد الناصر فى أول اجتماع لمجلس الوزراء برئاسته
بعد الانفصال : ” والآن رأيت الأمور على حقيقتها ، والتاريخ يكتب بغير
الواقع “.
لقد كان الوضع فى سوريا غير مستقرا ؛ 5 ضباط كانوا يحضرون اجتماع الوزارة
السورية ، وتتم الموافقة على القرارات على الصورة التى يراها الضباط !
ومباشرة بعد موافقة جمال عبد الناصر على طلب الوحدة ، قال عفيف البزرى :
“إنهم تسرعوا فى طلب الوحدة ؛ لأنهم كانوا على ثقة بأن عبد الناصر لن
يقبل الوحدة ؛ ولهذا انساقوا الى الدعوة من أجلها . وقد كان غرضهم أنه لو
رفض عبد الناصر طلب الوحدة ؛ يمكن الادعاء بأن مناداة مصر بالوحدة
والقومية العربية باطلة ، وللاستهلاك المحلى .
وبعد شهر من قيام الوحدة بدأ الترتيب لأول انقلاب فى سوريا ، واتضح هذا
من إجراء اتخذه عفيف البزرى ؛ بنقله بعض الضباط الشيوعيين فى مناطق معينة
، ثم احتك مع المشير عبد الحكيم عامر، وقدم استقالته.
بعد شهر ونصف من الوحدة بدأ كل واحد فى سوريا يستعد لعمل انقلاب ؛ لأنه
يرى أن الوحدة فرضت عليه من الجيش !
وقد بدأت العناصر الموجودة – والتى طلبت الوحدة – كل منها تريد استخدام
الوحدة لتحقيق أهدافها ؛ الرأسماليون ، والبعثيون ، ورجال الجيش أيضا .
وقد رفض عبد الناصر أن تكون الوحدة مطمعا أو مغنما لأى كان ؛ فمصر لها
مبادئ تسير عليها .
إن الثلاث سنوات ونصف – مدة الوحدة – كانت مليئة بالصعاب .. ” لدرجة أننا
إذا تقدمنا خطوة للأمام رجعنا خطوات الى الخلف ” ؛ هكذا وصفها عبد الناصر
، وأضاف ” إن الوحدة فى عهد صلاح الدين الأيوبى استمرت 4 سنوات فقط “.
لقد انكشفت العناصر المضادة للوحدة ..
1- الدول الغربية التى أقامت الاتحاد الهاشمى بين العراق والأردن فى 14
فبراير 1958 ؛ للوقوف فى وجه الاتحاد المصرى السورى ، لأنه ضد مصالحهم ،
ويؤثر على وجودهم فى هذه المنطقة .
2- الأُجراء من جانب الملك سعود .
3- العناصر السياسية الرأسمالية والأقليات ؛ التركمان والأكراد وغيرهم .
4- المعسكر الشرقى والشيوعية العربية .
إن المدافع المصوبة للوحدة كانت لا حصر لها ؛ سواء من الرجعية العربية أو
من الملوك أو من الذين يخافون من انتشار المد العربى ؛ مما يؤثر على
حكمهم ووجودهم ، ويؤثر على الصهيونية واسرائيل والاستعمار .
لقد كانت جهود هؤلاء ضد سوريا وليس ضد مصر ؛ لأن القاهرة كانت تُضرب عن
طريق دمشق ، ولم يكن الهدف دمشق بل القاهرة .
وتكشف الوثائق فى هذا الجزء من الكتاب عن ضراوة الصراع مع الشيوعية فكريا
وعمليا أثناء الوحدة ؛ فيخط جمال عبد الناصر بقلمه مذكرة عن الشيوعية فى
الجمهورية العربية المتحدة، ويصدر توجيهات للصحافة للرد على الحملات من
الصحف والأحزاب الشيوعية . وقد دهشت عندما وجدته يفضح علاقة الحزب
الشيوعى فى العراق بالنفوذ البريطانى! وكيف تحولت العلاقات مع العراق الى
المواجهة؛ فيكتب الرئيس توجيهات حول العمل السياسى فى العراق.
لقد تصاعد الصراع بين الشيوعيين وجمال عبد الناصر؛ فبدأ من سوريا ثم امتد
الى الشيوعيين فى مصر والدول العربية الأخرى . وبعد قيام الثورة العراقية
ووصول عبد الكريم قاسم الى الحكم ، ثم تغليبه للشيوعيين ، اتسعت دائرة
الصراع ، ولكنها وصلت الى أقصاها عندما انحاز الاتحاد السوفيتى علانية
الى الشيوعيين ضد دولة الوحدة .
وبالكتاب ثلاث رسائل متبادلة بين جمال عبد الناصر ونيكيتا خروشوف أثناء
هذه الأزمة – لم تنشر من قبل – وبالملحق على الاسطوانة المدمجة ؛ ملف
كامل بتطور الأزمة من 23 ديسمبر 1958 الى 9 سبتمبر 1960.
لقد وضع هذا المنعطف الأخير جمال عبد الناصر شخصيا فى موقف لا يحسد عليه
؛ فالاتحاد السوفيتى كان المصدر الوحيد للسلاح ، منذ أن رفض الغرب تسليح
مصر ، فاتجهت الى الكتلة الشرقية فى 1955 . كذلك كانت مصر معتمدة على
الاتحاد السوفيتى فى برنامج التصنيع ، وفى بناء السد العالى ؛ خبرة
وتمويلا .
لقد كان جمال عبد الناصر واضحا فى تعامله مع الاتحاد السوفيتى منذ
البداية ؛ أن لكل دولة نظامها الاجتماعى ، وظل على هذا المبدأ ، واستطاع
بحنكته السياسية ، وعدم رغبة الاتحاد السوفيتى – فى نفس الوقت – فى مزيد
من التصعيد ؛ أن ينهى الأزمة .
ولم يترك الاستعمار قيام الوحدة يمر بسلام ، بل بدأ التآمر ووصل الحد الى
احتلال القوات الأمريكية للبنان ، والقوات البريطانية للأردن، غداة قيام
ثورة 14 يوليو 1958 بالعراق . وبالكتاب كلمات جمال عبد الناصر حول حشد
القوة العربية لمواجهة احتلال لبنان والأردن، ومذكرة بتوجيهات منه
للاعلام لمواجهة دعاية الأردن وتونس ضد الوحدة، واستنكار استمرار حشد
القوات الأمريكية فى لبنان والقوات البريطانية فى قبرص.
وبالطبع لم تغب اسرائيل عن الصورة ؛ وافتعلت حادث الباخرة ” إنجه توفت “،
التى أُوقفت فى قناة السويس بسبب شحنها لبضائع اسرائيلية ؛ مما كان
يتعارض مع اتفاقية القسطنطينية 1888 ، فحالة الحرب كانت لا تزال قائمة
بين مصر واسرائيل. وقد رفعت اسرائيل النزاع الى الأمم المتحدة ؛ امعانا
فى التشهير بمصر والافتراء عليها!
اقتصاديات الوحدة والتحول الاجتماعى :
شهدت الوحدة اندماج نظامين اقتصاديين واجتماعيين مختلفين تماما ؛ فقد
كانت مصر قد بدأت فى تطبيق النظام الاشتراكى التعاونى ، وفى التوسع فى
الصناعة ، بينما فى سوريا وجد نظاما رأسماليا احتكاريا ؛ أبرز أعمدته
الشركة الخماسية ، واقطاعا ؛ جعل عامة الشعب السورى يعانى من عدم العدالة
، ويفتقر الى تكافؤ الفرص .
وكان من الطبيعى أن يصاحب الشعب السورى المصريين – وقد أصبحوا دولة
واحدة- فى جنى ثمار التحولات الاشتراكية فى 1960 ، 1961 . وفى الكتاب
وثائق مثيرة للاهتمام بقلم جمال عبد الناصر حول الاشتراكية منها ؛ “
اشتراكيتنا بدون اشتراكيين ” ، ” الثورة الاشتراكية وتطبيقها” ؛ “التناقض
بين تزايد الثروة وتزايد البؤس” ، “بناء الاشتراكية واصلاح النظام
الاجتماعى بالتثقيف ” ، “مرحلة جديدة فى الاشتراكية” ؛ “لا حرية ولا
ديمقراطية لأعداء الشعب”.
إن هذه الوثائق تكشف كيف كان جمال عبد الناصر يفكر ، وما هى معتقداته
الدافعة وراء سياسته الاقتصادية والاجتماعية ، وأهم ما فى هذا كله أن تلك
الأوراق قد كتبها لنفسه .
مصاعب العمل السياسى فى دولة الوحدة :
فور الموافقة على الوحدة مع سوريا بدأ الإعداد للبرنامج الزمنى لتحقيقها.
وقد تطور نظام الحكم خلال سنوات الوحدة ؛ فبدأ بتكوين مجالس تنفيذية ، ثم
تشكيل الحكومة المركزية ومجلس تنفيذى لكل اقليم ، وتغير فى النهاية الى
تشكيل الحكومة الموحدة .
وتعرض الحكم من داخله الى مصاعب ؛ كان أبرزها استقالة الوزراء البعثييين
الأربعة ، فى ديسمبر 1959 ، وجوابات الاستقالات متضمنة فى الكتاب ، الذى
احتوى أيضا على سبع رسائل متبادلة بين الرئيس والمشير عبد الحكيم عامر فى
هذه الفترة ، وكذلك قرار رئيس الجمهورية بقبول هذه الاستقالات.
وعلى الفور وكعادته ، اتجه جمال عبد الناصر الى إعادة تنظيم الحكم فى
الجمهورية، وإجراء اصلاحات ثورية.
وقد صاحب الوحدة اهتماما شديدا من جانب جمال عبد الناصر بالعمل السياسى
وتنظيم الاتحاد القومى ، وخاصة وأن الأحزاب كانت ملغاة فى مصر منذ 1953 ،
وألغيت فى سوريا بقيام الوحدة ، بل إن ذلك كان أحد شروط جمال عبد الناصر
للموافقة عليها.
وبالكتاب مفكرتين تحويان توجيهات من الرئيس للاتحاد القومى ، وكذلك تقييم
بقلمه عن ” الاتحاد القومى بعد عامين من تكوينه “، به رؤية نقدية لأدائه
، وامكانيات تطويره.
لقد خط جمال عبد الناصر بقلمه بعض ما كان يريد أن يحققه للجمهورية
العربية المتحدة فى مختلف المجالات ؛ السياسية والاجتماعية والاقتصادية
والثقافية ، وكتب عن الأزهر والمتاحف ، والمراكز الثقافية، وسد الرستن
الذى أنشئ فعلا، وغيره من المشروعات التى كان يخطط لتنفيذها.
رد فعل جمال عبد الناصر على مؤامرة الانفصال :
بدأت مؤامرة الانفصال فى 28 سبتمبر 1961 ، على يد مجموعة من الضباط فى
معسكر قطنة قرب دمشق ، وتابع جمال عبد الناصر الأخبار من القاهرة ،
وكعادته كان يدون على أى ورقة أمامه . لقد قرر على الفور إرسال قوات لقمع
الحركة العسكرية ، ولكنه تراجع وأمر القوات التى وصلت الى اللاذقية أن
تسلم نفسها لقيادات الجيش السورى؛ حقنا للدماء . وفى أثناء هذه الأحداث
خاطب عبد الناصر شعب الجمهورية العربية المتحدة ، شارحا ما حدث ، مؤكدا
أن “استمرار الحركة تهديد للجمهورية وسلامتها، [ وأن ] سوريا ركيزة
الوحدة”.
وفى خطاب ثان قال : ” إننى أعرف أن فى النفوس هنا مرارة ، وفى النفوس هنا
ألم، ولكن يجب أن لا نجعل الشعور بالمرارة يغلب العقل فينا والحكمة”.
” لقد فرضت علينا الوحدة عام 1958 ، وفى الحقيقة لقد قبلنا هذه الوحدة ،
وضحت مصر بالكثير لتنقذ سوريا من الضياع والانهيار الحتمى الذى كانت
معرضة له … وكنا نعتقد أن الوحدة لا يمكن أن تتم بهذه السهولة ، وإذا
بدأت فستبدأ معها المتاعب … ولكن لم يكن بد من قبول الوحدة “.
” ينبغى لنا أن لا نغلب اعتبارات الكبرياء … إننى أطلب الآن من هذه
الأمة أن ترتفع على جراحها ، وأن ترتفع على شعورها بالألم … نحن نواجه
أزمة من الأزمات التى تهيب لكل فرد منا فى أعماقه أن ينادى نفسه ، قف كما
يقف الرجال .. دع العواطف جانبا .. دع الاحساس بالمرارة .. دع فى نفسك رد
الفعل للجحود ؛ تذكر فقط أنك مواطن عربى حر ، ينتمى الى أمة عربية واحدة
يتربص بها الأعداء ” .
” إن الوحدة هى إرادة شعبية ، ولن أرضى من جانبى أن أحول الوحدة الى
عملية عسكرية . إن الجمهورية العربية المتحدة ستسير فى الطريق ، تقوى ..
قلعة للحرية العربية ، للنضال العربى