الرئيسية / دفاعاً عن الحقيقة … لا عن أمين الحافظ

دفاعاً عن الحقيقة … لا عن أمين الحافظ

 

في حديث الأستاذ محمد حسنين هيكل عن إيلي كوهين في الجزيرة يوم 16 نيسان 2009 , ورد ذكر تعرفه – كوهين – على العميد أمين الحافظ , الملحق العسكري السوري بالأرجنتين , قبل ايفاده لسوريا جاسوساً للموساد.

هذه الأقصوصة بالذات تتكرر منذ عقود أربع دونما كلل أو ملل , رغم ألاّ صلة لها بالواقع جملةً وتفصيلاً.

كان العميد الحافظ مبتعثاً في أكاديمية فرونزي السوفياتية لنيل دراسات قيادة وأركان متقدمة عندما وقع الإنفصال السوري في أيلول61.

ولما كان محسوباً على البعث صديقاً – وفي رواية أخرى عضواً – فإنه أضحى من المغضوب عليهم , ولا الضالّين , عند قائد الإنقلاب المقدم عبد الكريم النحلاوي.

من هنا تسريح النحلاوي في 1/1/62 لما ينوف عن ستين ضابطاً بعثياً وأكرمياً , ونقله العديد , ممن نجوا من التسريح , لملحقيات عسكرية وما شابه.

من بينهم كان العميد أمين الحافظ , والذي نقل لبيونس أيرس ووصلها عشية رأس سنة 62 … أي – اذن- تواقت وصوله مع رحيل ” كامل أمين ثابت” – كوهين – على متن سفينة أقلته إلى بيروت , ومنها بالبر إلى دمشق بتيسير وتسهيل ماجد شيخ الأرض.. رجل المخابرات المركزية الأمريكية.

تلواً.. لم يلتق أمين الحافظ بكوهين في الأرجنتين , ولا عقد معه الصلات , ولا متَّن الأواصر.

من كان رفيق دربه طيلة عهد الإنفصال هو الملازم أول معزى زهر الدين- إبن أخت اللواء عبد الكريم زهر الدين قائد الجيش في ذلك العهد غير الميمون-.

هو من كان خدينه في الغدو والتراوح , في الجبهة وخارجها , ومع البنين والبنات , وربما من دون إذن الخال الذي عُرف “بنجابته” و”سمو” شأنه.

خلَف معزى في تلك المهمة سليم حاطوم , بعد أن وثب البعث إلى السلطة وانفرد بها , فكان له خير بديل… بل وجاوزه همةً وسعياً.

لا نعرف للاّن أن حاطوم , أم سواه من الخلاّن , عرفوا حقيقة كوهين وهو يرتع بين جنباتهم , وإنْ الأرجحُ أن انبهارهم به اقتصر على ملَكاته في تأمين ملذّات الحياة.

والحق أن حكاية ترشيحه لوزارة الاعلام وانتسابه للبعث الحاكم واقترابه من ذرى الحكم لولا إنكشافه تصلح لفيلم هندي لا لنقاش سياسي.

ثم أن الثابت هو أن انكشاف كوهين كان بسبب تشوّش مرسلات شيفرة السفارة الهندية وشكواها للسلطات السورية , والتي احتاجت لمعدات تقنية أمّنها الصديق السوفييتي مطلع 1965.

والأكيد أن فضل كشفه _ اثر الشكوى وبعون المعدات _ يعود للمقدم أحمد سويداني مدير المخابرات العسكرية أيامها , ولمرؤوسه الرائد وداد بشير.

قابل أمين الحافظ كوهين في السجن ليتأكد من مسألة إن كان قد عرفه في بيونس أيرس بين مغتربي البلاد أم لا , فتيقّن من أنهما لم يتلاقيا البتة.

أقول قولي هذا لا نصرة لأمين الحافظ وإنما لأن أمانة الحقيقة تعلو ولا يعلى عليها.

د. كمال خلف الطويل

 

4/16/2009

عن admin

شاهد أيضاً

“ذا إنترسبت”: ترامب يستهدف الطلاب المسلمين والأفارقة والآسيويين بالترحيل

في الولايات المتحدة، يتم إلغاء تأشيرات الطلاب من الدول ذات الأغلبية المسلمة وكذلك من آسيا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *