الرئيسية / قــصــة بــنــى اســرائــيــل و الــهـكــســوس فــى مــصـــــــــر – 3

قــصــة بــنــى اســرائــيــل و الــهـكــســوس فــى مــصـــــــــر – 3

بقلم محمد أبو رحمة

قــصــة بــنــى اســرائــيــل و الــهـكــســوس فــى مــصـــــــــر – 3
مـــوســـى و فـــرعـــون – 2
………………………….
و لننتقل الآن مع (فرعون) و (موسى) إلى مرحلة أخرى، فقد انتهى الاثنان من حوارهما الذي احتدم، ووصلا إلى مرحلة التحدي، وكان “السحر” هو الفيصل في هذه المباراة المثيرة، التي شهدها بلاط فرعون.
وتبدأ التوراة روايتها هكذا : ” وكلم الرب (موسى) و(هارون) قائلاً. إذا كلمكما فرعون قائلاً هاتيا عجيبة تقول لـ(هارون) خذ عصاك واطرحها أمام فرعون فتصير ثعباناً. فدخل (موسى) و(هارون) إلى فرعون وفعلا هكذا كما أمر الرب. طرح (هارون) عصاه أمام فرعون وأمام عبيده فصارت ثعباناً “(56).
وكان لهذا العمل وقعه على الحضور في البلاد، وكما جاء بالقرآن : ( قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحرٌ عليم ) (57).
ونظر فرعون إلى معيته، وقد بلغت به الدهشة مداها، فسألهم عما عساه يفعل إزاء هذا التحدي، فجاء ردهم : ( قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين. يأتوك بكل سحّارٍ عليم ) (58).

ولنا أن ندهش نحن أيضاً، كما دهش فرعون هذا، ولكن لسبب آخر، وهو خلو بلاط حاكم مصر من السحرة. فقد عرف المصريون السحر منذ أقدم العصور، فهم قد آمنوا بوجود قوى ذات قدرة على الإتيان بالأفعال الخارقة. وكانت هذه القوى السحرية تُعرف باسم “حكا” أو “حقا”، وقد تمتع “حقا” بمكانة سامية، حتى إننا نراه يقف جنباً إلى جنب مع أعظم أرباب مصر، حتى أنه نازع واحداً من أقدمهم، وقد حاول أن يبرهن على مكانته وسبقه في الوجود، فقال : ” إني هذا الذي أحيا التاسوع الإلهي، إني هذا الذي يفعل ما يشاء، أبو الأرباب، كل شيء ملك لي، قبل أن تنشأوا أنتم أيها الأرباب، التي جاءت بعدي، إني أنا السحر “(59).
وقد كان “حقا” موجوداً منذ بدء الخليقة، فقد كان تلك القوى العظيمة التي استخدمها الإله في الخلق. وقد تمتعت الأرباب بامتلاك هذه القوى السحرية، وكذلك الملوك وبعض الناس الذين نسميهم بالسحرة، أو هؤلاء الذين كانوا يأتون أعمال لا يقوى عليها سوى الأرباب، وقد عرفت مصر طبقتين من السحرة، أولاهما :
من تسمح لهم الدولة بممارسة هذا العمل، وكانوا يتمتعون بمرتبة عالية، حتى أنه كان من بينهم أبناء الملوك والأمراء، مثل (أمنحتب) بن (حابو) وزير الملك (أمنحتب الثالث)، والملك (سيزوستريس) نفسه، و(خعموزا) ابن الملك الشهير (رمسيس الثاني). وكان هؤلاء ينتمون إلى طبقة الكهنة. وكانوا يدرسون السحر في المعابد، التي اشتملت مكتباتها على كتب السحر.
أما الطبقة الثانية من السحرة فكانوا ينتمون إلى الطبقات الشعبية، وكانت مهمتهم منحصرة في حماية الناس من الحيوانات المفترسة وغيرها من الكائنات الخطرة، وكان يتوجب عليهم الحصول على إذن رسمي لممارسة هذه الأعمال.
أما غير ذلك، مما نستطيع أن نسميه بالسحر الأسود، فكان ممنوعاً ومحرماً، ومن كان يعمل به يعتبر مجرماً، يُوقع عليه أشد العقاب الذي يصل إلى حد الإعدام.
ومن بين النفائس التي يحتفظ بها المتحف البريطاني بردية مصرية تحت رقم (604) دُوّن عليها أسطورة بعنوان “(سي أوزير) يقود أباه (..) في العالم الأخر وينتصر على السحرة الأحباش “، وتحكي هذه الأسطورة عن مجيء ساحر حبشي إلى مصر ليتحدى المصريين، فوقف أمام الملك وقال : ” هل يوجد هنا من يستطيع قراءة هذه الرسالة أمام الملك ، أي يتلو الرسالة دون أن يفتحها، فإذا تبين أنه لا يوجد كاتب جيد أو رجل عالم في مصر، يستطيع قراءتها دون فتحها، فإنني سوف أفضح مصر في وطني بلاد الزنج “.
وكان أن برز حفيد الملك المصري، وكان صبياً في الثانية عشرة من عمره، وكان يدعى (سي أوزير)، وقبل تحدي الساحر الحبشي.

ومن المصادفات أن تجري هذه المباراة في بلاط الملك، وفي يوم العيد أيضاً، مثلما حدث في قصة (موسى). وقد استطاع (سي أوزير) قراءة الرسالة المغلقة، التي كانت عبارة عن قصة دارت أحداثها قبل 1500 عام من هذه المباراة. وتحكي أن حاكم بلاد الزنج – التي كانت تخضع للحكم المصري – كان يتنزه في حديقة، حين وصل إلى أسماعه حديث ثلاثة من السحرة، وهم ينفثون حقدهم على مصر. فقال أحدهم بأنه يستطيع – من خلال سحره – أن يجعل : ” شعب مصر يقضي ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ لا يرى ضوءاً آخر غير ضوء مصابيح الزيت “.

وهو ما ترويه التوراة.. كواحدة من الأعاجيب التي أتى بها (موسى) :
” ثم قال الرب لـ(موسى) مد يدك نحو السماء ليكون ظلامٌ على أرض مصر. حتى يلمس الظلام. فمد (موسى) يده نحو السماء فكان ظلامٌ دامسٌ في كل أرض مصر ثلاثة أيام “(60).
وقال أحد هؤلاء السحرة الثلاثة بأنه يستطيع أن يلقي سحره على مصر فيجعل : ” البلاد تجدب ثلاث سنوات “. وهذا أيضاً نسمع صداه يتردد في التوراة التي تحكي أن الله سلط الجراد على مصر : “.. حتى لم يبق شيءٌ أخضر في الشجر ولا في عشب الحقل في كل أرض مصر “(61).
أما ثالث السحرة فقد لقى كلامه هوى حاكم بلاد الزنج، وكان عمله السحري يتلخص في إذلال ملك مصر. فأمر حاكم بلاد الزنج هذا الساحر بأن يفعل ذلك. ولكن كبير سحرة ملك مصر استطاع أن ينقذ مليكه، ويرد الصاع صاعين لحاكم بلاد الزنج، مما دفعه إلى تقريع الساحر، وأمره بتخليصه من الورطة التي أوقعه فيها، فاضطر هذا الساحر للذهاب إلى مصر ليبارز كبير سحرة البلاد، ودارت معركة سحرية في بلاط الملك .
وقد جعل الساحر الزنجي النار تشب في البلاط، ولكن الساحر المصري جعل السماء تمطر فأطفأ النار.
ومثل ذلك ما جاء في التوراة : ” فمد (موسى) عصاه نحو السماء. فأعطى الرب رعوداً وبرداً وجرت نارٌ على الأرض..”(62).

وفي بلاط الملك تحكي الأسطورة المصرية أن الساحر الحبشي جعل سحابة كثيفة تغشى البلاط ” فصار الرجل لا يرى أخاه أو رفيقه “.
وفي التوراة : ” فمد (موسى) يده نحو السماء فكان ظلامٌ دامسٌ في كل أرض مصر ثلاثة أيام. لم يبصر أحد أخاه.. “(63).
وفي النهاية انتصر الساحر المصري على غريمه الزنجي، الذي عفى ملك مصر عنه شريطة ألا يدخل مصر لمدة 1500 عام.
كان كل ما تقدم هو فحوى الرسالة، التي حملها الساحر الحبشي وجاء يتحدى أهل مصر أن يقرأها أحدهم وهي مغلقة، فكانت هذه القصة السابقة التي قرأها (سي أوزير)، والذي فجر مفاجأة في النهاية بأن هذا الساحر الحبشي هو نفسه الساحر الزنجي، وقد جاء مصر بعد 1500 عام، ولم ينس حسده ضد مصر ولا هزيمته على أرضها.

ومن الأساطير المصرية التي حكت عن السحر أسطورة سُجلت على بردية تُعرف ببردية “وستكار”، ويعود تاريخها إلى العام 1500 ق. م، وهي قصة كانت قد رويت في بلاط الملك (خوفو)، أي قبل ألف عام أخرى من تسجيلها أو نسخها على هذه البردية(64)، وتروي الأسطورة عن مرور الملك (سنفرو) بحالة من السأم والملل، فلما استدعى الكاهن الأكبر سائلاً إياه النصيحة، اقترح عليه الأخير أن يجهز له نزهة في بحيرة قصره. فأُعد قارب الملك تقوده عشرون عذراء فاتنة، وأثناء هذه النزهة سقطت قطعة حُلي من قائدة الفتيات، فاشتكت للملك، الذي استدعى الكاهن الأكبر وأخبره بما حدث، فما كان من الكاهن إلا أن شق البحيرة فجعلها نصفين، ووضع نصفها على النصف الأخر. فعثر على قطعة الحُلي، ثم أعاد ماء البحيرة مرة أخرى إلى حاله الأولى.
ومن المعروف أن السحرة المصريين كانوا يستخدمون “عصا” في أعمالهم. وكان للعصا بشكل عام أهميتها، فهي تدل على الزعامة أو القيادة والمكانة العالية للممسك بها، حتى أنه تم العثور على مثل هذه العصا مدفونة بجوار أصحابها، مما يدل على علو شأنهم بين قومهم.

ولنعد الآن إلى بلاط فرعون المزعوم، لنجد هذا الحاكم قد حشد السحرة “المصريين”، فلما جاءوه بادرره: ( أئن لنا لأجراً.. )(65).
فوافق فرعون، وزادهم :
(.. نعم وإنكم إذاً لمن المقربين ) (66).
فلما واجه (موسى) هؤلاء السحرة حذرهم من مغبة ما قد يقدمون عليه، فقال لهم : ( ويلكم لا تفتروا على الله كذباً فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى ) (67).
وهنا اختلف السحرة فيما بينهم : ( فتنازعوا أمرهم بينهم) (68)، ويفسر (ابن كثير) “الأمر الذي تنازعوه بينهم”، فيقول : ” قيل : معناه أنهم اختلفوا فيما بينهم، فقائلٌ يقول هذا كلام نبي وليس بساحر، وقائل بل هو ساحر، فالله أعلم، وأسروا التناجي بهذا وغيره “(69).
كان هذا إذن موقف السحرة المصريين من (موسى)، بعد أن سمعوا منه تحذيراً بسيطاً، وهو موقف مغاير لموقف حاكمهم الأجنبي، الذي لم يفلح (موسى) بكل ما أتاه من بينات على حمله على مجرد التفكير فيما يقول.. أما المصريون، فقد رأى بعضهم– بعد بضع كلمات – أن الرجل ليس ساحراً، بل ذهبوا إلى أنه قد يكون نبياً.
كان ذلك قبل أن يُلقي (موسى) بعصاه فتستحيل ثعباناً يلتهم ثعابينهم، وما أن رأوا ذلك، أجمعوا كلهم في الحال على موقف مناقض لموقف حاكم بلادهم، فجهروا بإيمانهم برب (موسى)، وقالوا : ( آمنا برب العالمين ) (70).
حتى.. إذ هددهم الملك بالصلب، لم يخشوه فهم يؤمنون “بحياة أخرى”، وبأن الله سيبعثهم ليجازيهم بما فعلوا، وهو ما يتسق مع دينهم المصري ويخالف ما يؤمن به الحاكم الغريب، فقالوا : ( إنا إلى ربنا منقلبون. إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين ) (71).
ويكشف المصريون ما ضمره هذا الحاكم، ويسبرون غوره : ( وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ) (72).
حتى عندما نفذ الحاكم وعيده : ” فقطعهم وقتلهم”(73)، صار هؤلاء المصريون المؤمنون يقولون : ( ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين ) (74).

لم يخرج موقف السحرة المصريين بحالٍ من الأحوال عن أسس ومباديء الدين المصري، فهم مصريون قلباً وقالباً، ديناً ودنيا، أكرههم هذا الحاكم البدوي وأغراهم، ولكنهم سرعان ما ثابوا إلى رشدهم فأعلنوا تمسكهم بدينهم، في مواجهة حاكم غريب على دينٍ آخر.

وهاهم يكشفون عن جوهر إيمانهم الراسخ ودينهم العريق، فيقولون للحاكم الهكسوسي : ( لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا. إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خيرٌ وأبقى. إنه من يأت ربه مجرماً فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيا. ومن يأته مؤمناً قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العُلى. جنات عدنٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى ) (75). صدق الله العظيم.
يتبع
( عن كتاب الإسلام و الدين المصري – محمد أبورحمة )

قصة بنى إسرائيل و الهكسوس فى مصر – 4
موسى و فرعون – 3
…………………………………………..
الخروج

وتنتهي إقامة بني إسرائيل في مصر بخروجهم منها هاربين، يلاحقهم الحاكم ورجاله.
ويصور “سفر الخروج” بالتوراة هذا الفصل الختامي في مشاهد مثيرة : ” ثم قال الرب لـ(موسى) ضربةً واحدةً أيضاً أجلب على فرعون وعلى مصر. بعد ذلك يطلقكم من هنا. وعندما يطلقكم يطردكم طرداً من هنا بالتمام “(76).
” فإني أجتاز في أرض مصر هذه الليلة وأضرب كل بكر في أرض مصر من الناس والبهائم “(77).
” فحدث في نصف الليل أن الرب ضرب كل بكر في أرض مصر من بكر فرعون الجالس على كرسيه إلى بكر الأسير الذي في السجن وكل بكر بهيمة “(78).
” فارتحل بنو إسرائيل من رعمسيس إلى سكوت نحو ست مئة ألف ماشٍ من الرجال عدا الأولاد “(79).
“فلما أُخبر ملك مصر أن الشعب قد هرب تغير قلب فرعون”(80).
” فشد مركبته وأخذ قومه معه. وأخذ ست مئة مركبة منتخبة وسائر مركبات مصر وجنوداً مركبية على جميعها”(81).
***

في ظل هذه الأحداث المتلاحقة، لابد أن نتوقف من أجل تسجيل بعض النقاط الهامة :
أولاً : زيف هذا العدد الضخم لبني إسرائيل، الذين لم يزد عددهم حين دخلوا مصر على “سبعين نفساً”، كما قالوا هم في توراتهم، فكيف صار هؤلاء 600 ألف رجل “ماعدا الأولاد “.
إنه الكذب، الذي يتمون ما بدأوا به، حين زعموا على لسان حاكم مصر “المزعوم” أن شعب إسرائيل “أكثر وأعظم” من شعب مصر.
ثانياً : استعمال الحاكم وجنوده للمركبات، أي العجلات الحربية، في مطاردة بني إسرائيل يؤكد أن هذا الحاكم هكسوسي، فهذه العجلات الحربية كانت سلاح الهكسوس الذي لم يكن يعرفه المصريون حينذاك.
ثالثاً : يضاف إلى ذلك ما يدل على ضعة وخسة هؤلاء القوم، وما يؤكد في نفس الوقت على كرم المصريين، ومسالمتهم لبني إسرائيل، فلم يكن المصريون طرفاً في معركة دارت بين الإسرائيليين وبين حكام البلاد الغرباء. ففي خضم هذه الساعات العصيبة، التي سبقت خروجهم من مصر، لم يفتهم أن يحتالوا على أهل مصر ويسرقوهم، بناءً على أمر ربهم، الذي قال لـ(موسى) : ” تكلم في مسامع الشعب أن يطلب كل رجلٍ من صاحبه وكل امرأة من صاحبتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب”(82).
” وفعل بنو إسرائيل بحسب قول (موسى)، طلبوا من المصريين أمتعة فضة وأمتعة ذهب، وثياباً، وأعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين حتى أعاروهم. فسلبوا المصريين “(83).
وبعد أن خرج الملك خلف الإسرائيليين، أخذ يجد في سعيه حتى أوشك أن يلحق بهم، ففزع هؤلاء وخافوا، فأخذوا يلومون (موسى) على إخراجه لهم من مصر : ” وقالوا لـ(موسى) هل لأنه ليست قبور في مصر أخذتنا لنموت في البرية. ماذا صنعت بنا حتى أخرجتنا من مصر. أليس هذا هو الكلام الذي كلمناك به في مصر قائلين كف عنا فنخدم المصريين. لأنه خيرٌ لنا أن نخدم المصريين من أن نموت في البرية “(84).
” فقال الرب لـ(موسى) مالك تصرخ إلي. قل لبني إسرائيل أن يرحلوا. وأرفع أنت عصاك ومد يدك على البحر وشقه. فيدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة. وها أنا أشدد قلوب المصريين حتى يدخلوا وراءهم “(85). ” ومد (موسى) يده على البحر. فأجرى الرب البحر بريح شرقية شديدة كل الليل وجعل البحر يابسة وانشق الماء. فدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة والماء سورٌ لهم عن يمينهم وعن يسارهم. وتبعهم المصريون ودخلوا وراءهم “(86).
وكانت النهاية، فما أن اجتاز بنو إسرائيل البحر حتى عادت مياهه إلى حالها السابقة، فأطبقت على فرعون ورجاله فغرقوا جميعاً، وهو ما ينص عليه القرآن : ( فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعاً ) (87). وكذلك : ( فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين ) (88).
***

كانت هذه هي نهاية أحداث قصة بني إسرائيل في مصر، وهي تمثل – في رأينا – حلقة من حلقات صراع دار بين قبائل رعوية، كان منها من استطاع فرض سيطرته على آخرين لحينٍ من زمن.

ويبدو أن حالة الصراع والتنازع بين هؤلاء قد مهدت السبيل أمام الأمير المصري (أحمس) للقضاء على الجميع قضاءً مبرماً، وحرر البلاد المصرية من استعمارهم البغيض، ومحق كل أثر لهم على هذه الأرض الطيبة.
ولا يسعنا في النهاية إلا أن نردد ما جاء في القرآن الكريم : ( ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون ) (89).
( عن كتاب الإسلام و الدين المصري – محمد أبورحمة )

عن admin

شاهد أيضاً

لماذا تغيّرت موازين القوى تدريجيًا ونسبيًا لصالح المقاومة؟ – بقلم :حسين عبد الغني

الأحد 14 أبريل 2024 من حقنا جميعًا أن نفهم لماذا تغيّر المشهد العام لحرب غزّة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *