
” … نعمل على زيادة الإنتاج؛ الإنتاج فى أول الثورة كان ١٨٠٠ مليون، فى أول السنة دى وصل ٣٥٠٠ مليون، والأرقام دى قلتها لكم مرات عديدة قبل كده. بالنسبة للأجور وبالنسبة للتشغيل.. للعمالة، وبالنسبة للميزانية، أول ميزانية اشتغلنا فيها بعد الثورة كانت ١٩٤ مليون جنيه – مش ٢٠٠ – فى سنة ٥٣، الميزانية الأخيرة ١٢٠٠ مليون جنيه.معنى دا إيه؟ معنى دا ان فعلاً مجالات العمل فى البلد كبيرة. وأنا بدى أقول لكم بقى حاجة؛ احنا بنعمل أكتر من طاقتنا.. بنعمل أكثر من طاقتنا، وبنصرف أكتر من طاقتنا، يعنى دخلنا أما بيكون ٦٠٠ مليون جنيه من الضرائب بنصرف ١٢٠٠ مليون جنيه.بعدين بالنسبة للاستيراد من الخارج؛ بنستورد أيضاً أكتر من طاقتنا، والسبب فى هذا ان احنا مستعجلين. وبعدين بالنسبة للعمل فى الزراعة، بالنسبة للعمل فى الصناعة، بالنسبة للعمل فى الخدمات، بالنسبة للعمل فى النقل، بالنسبة للعمل فى كل المجالات انتقلت الدولة من دولة عبارة عن مجموعة من الإداريين والكتبة، إلى دولة تمارس فعلاً إدارة هذه المشاريع.فيه حاجه بدى أقولها بقى بالنسبة لهذا الموضوع؛ واحنا ماشيين فى هذا الطريق ماكنتش متصور أبداً ان احنا فى سكتناحنبلغ الكمال مية المية.. أبداً، زى ما فيه الإيجابى فيه السلبى، زى ما حنبنى مصانع زى ما حنغلط فى بعض الأمور، زى ما فيه ناس كويسين حيكون فيه ناس وحشين، زى ما فيه ناس حسنة التصرف حيكون فيه ناس تصرفهم سيئ.طيب، هل احنا مش عايزين الكمال؟ لأ عايزين الكمال، ولكن لا يمكن فى هذه المرحلة اللى احنا بنشتغل فيها أكثر من قدرتنا ان احنا نوصل إلى الكمال فى كل شىء. بتيجى لنا مشاكل.. عندنا مشاكل موجودة؛ مشاكل فى المستشفيات، توسعنا احنا يمكن فى بناء المستشفيات، والجمعة دى سامع أنا شكوى ان بعض المستشفيات مافيهاش أدوية. الناحية الإيجابية ان احنا بنينا المستشفيات، الناحية السلبية ان بعض المستشفيات مافيهاش أدوية.ولكن النواحى السلبية اللى بهذا الشكل نستطيع أن نتغلب عليها.. نستطيع، ولكن – نظراً لكبر المسئولية وكبر العمل اللى احنا بنقوم به، زى ما باقول لكم عمل أكبر مننا – نظراً لهذا لازم ننتظر الإيجابى والسلبى، ومش معنى هذا ان احنا ما نعالجش السلبى، ولكن يجب أن نعالج السلبى.فيه مشكلة مواصلات فى القاهرة.. أنا عارف إن فيه مشكلة مواصلات فى القاهرة، باشوف الناس موجودة على المحطاتنتيجة النمو والتوسع فى العمالة، والقاهرة زادت عن ٤ مليون، وانتم زدتم عن ٣٠ مليون. طيب اللى كان مابيركبش أتوبيس بيركب، بيقولوا هل ما زودناش الأتوبيسات؟ زودنا الأتوبيسات، وبعدين الكلام الأخير ان مهما جبنا أتوبيسات مافيش فايدة، الحل الوحيد ان احنا نعمل مترو تحت الأرض. اتكلمنا مع الاتحاد السوفيتى علشان نعمل مترو تحت الأرض، وهم وافقوا علىأنهم يعملوا مترو تحت الأرض، بهذا بنحل المشكلة. لكن الحل الوحيد النهارده العملى لأزمة المواصلات ان أنا أزود التذاكر.. الحل الوحيد، لما حتزود التذاكر اللى بيركب له محطتين تلاتة فيستسهل إنه يدفع قرش يستخسر يدفع قرشين فى المحطتين التلاتة؛ وبهذا الناس بتمشى شوية جنب الأتوبيسات.. هو دا الحل العملى أن نرفع ثمن التذاكر، أنا باتكلم على تذاكر الأتوبيس مش على الرز، تذاكر الأتوبيس مش حتباع فى السوق السودا.. حد يطلع يشترى شوية تذاكر الليلة من السوق السودا، ولكن احنا رأينا إن ما نرفعش ثمن التذاكر بالعكس، وقلنا بنجيب أتوبيسات جديدة، وبنعمل مترو، وبنحسن فى المرور والطرق.قصدى برضه من هذا المثل إن كل شىء فيه سلبى وفيه إيجابى. فيه أزمة مساكن موجودة، مطلوب منى أنا النهارده أبنىمساكن، قدرتى على بناء المساكن محدودة؛ لأنه موضوع اقتصادى.. موضوع مبنى على الأسمنت وعلى الحديد الموجود عندى، وأنا مااقدرش أستورد أسمنت وحديد من بره – ولو ان احنا السنة اللى فاتت استوردنا حديد من بره – لأنى ماعنديش عملة صعبة أدفعها ولا نقد أجنبى أدفعه أجيب أسمنت وحديد. دى المشكلة الموجودة؛ إذن المشكلة بنحاول نحلها بقدر الإمكان. وامبارح فى إنجلترا قالوا إنهم وقفوا حتى مشاريع الإسكان، رغم انها يعنى دولة كبيرة، ولكن اقتصادياً وقفوا عمليات البناء علشان يمنعوا التضخم.
القراءة التاريخية تشير لحقيقتين واضحتين لكن لا يراها عميان البصيرة:
1– خطة التنمية الوطنية حتى عام 1966 م كانت في منتهى النجاح ولو تطورت لصنعت من مصر قوة اقتصادية إقليمية شديدة الأهمية والتأثير.
2- أصحاب المصلحة في تخلف مصر من القوى الأجنبية والإقليمية كانوا مدركين لذلك فأعدوا بمهارة الهزيمة العسكرية ووضع عصا في تروس ماكينة التنمية المصرية حتى يمكن تمكين من يوجه الدفة في اتجاه التخلف وليس التنمية.. جاء السادات وتفضل بإنجاز مشروع التخلف.