الرئيسية / حملة عنيفة على الحكومة لدراستها بيع الجنسية وتحذير لعلاء وجمال… ولحم حمير في الأسواق

حملة عنيفة على الحكومة لدراستها بيع الجنسية وتحذير لعلاء وجمال… ولحم حمير في الأسواق

الدفاع عن الأزهر مستمر وصدمة بعد الهجوم الإرهابي ضد شرطة القاهرة

 

 

 

May 03, 2017

 

 

القاهرة – «القدس العربي» – من حسنين كروم: تلقى المصريون أمس صدمة بإعلان وزارة الداخلية نبأ استشهاد ضابطين وأمين شرطة وجرح خمسة بإصابات خطيرة في حي مدينة نصر بعد تعرض طابور سياراتهم لهجوم شنه ارهابيون يستقلون سيارتي دفع رباعي وامطروهم بنيران مدافعهم الرشاشة حيث كانوا في انتظارهم بما يعني أنهم على معرفة مسبقة بتحركاتهم.
وسبب الصدمة ليس جرأة الهجوم وإنما لأن مصر شهدت يومي الجمعة والسبت الماضيين حالة أمن مستقرة تباهت بها أمام العالم في تأمين زيارة البابا فرنسيس وتحركاته في أكثر من مكان مما أعطى الانطباع بأن حالة استرخاء أمني حدثت وهو ما سيحتاج تفسيراً للأمر.
كما واصلت الأغلبية أيضاً الاهتمام ببدء امتحانات المراحل الاعدادية والثانوية والاستعدادات لشهر رمضان المبارك وإعلان الحكومة حالة الطوارئ لتوفير السلع بأسعار معقولة كما وعدت. أما الاهتمام بمباريات الدوري العام فقد تراجعت بسبب الامتحانات ورغم كثرة المقالات والتحقيقات عن زيارة البابا وحملات الدفاع عن الأزهر وشيخه وسخونتها وامتلاء صفحات الصحف بها فإن الاهتمام بها تراجع كثيراً لدى الغالبية التي رأت أن المعركة تم حسمها نهائياً لصالح الأزهر وحتى ما يتعلق بالقضاء فلم يعد القضاة أنفسهم يهتمون بالتعديل الذي تم ادخاله على قانون السلطة القضائية بحيث أصبح من حق رئيس الجمهورية اختيار واحد من أقدم ثلاثة في كل فرع وأخبرني مستشار في مجلس الدولة أن هذا القانون لم يكن له داع لان حق الرئيس ثابت فيما هو موجود من قوانين خاصة أن التعديل الذي تم لم يقترب من تخفيض سن عمل القضاة من سبعين إلى خمسة وستين سنة.
وتسببت الحكومة في ظهور مشكلة جديدة وهي التفكير في بيع الجنسية المصرية لمن يطلبها مقابل مبلغ مائتي ألف دولار وهو ما أثار دهشة بالغة لدى البعض لأن الأغلبية في واد آخر بعيداً عن كل ما يتعلق بالقضايا السياسية رغم أن هذه المشكلة ظهرت بصورة مخالفة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك حيث تبنت زوجته السيدة سوزان حق المرأة المصرية المتزوجة من غير مصري في حصول أبنائها على الجنسية المصرية أسوة بالرجل لأن القانون كان يمنح أبناء الزوج الجنسية رغم أن أمهم غير مصرية ويحرم المرأة منها وتمت الموافقة علي ذلك بشروط أمنية وهي أن تقدم الأم المصرية طلبا لحصول أبنائها علي الجنسية وتتم دراسته من الناحية الأمنية مع عدم منح أي أم متزوجة من فلسطيني يقيم في إسرائيل ويتمتع بالجنسية الإسرائيلية من هذا الحق وقال البعض صراحة قد يأتي يوم ونجد فيه رئيساً لمصر معه جنسية إسرائيلية أو وزراء وأعضاء مجلس شعب.
وإلى ما عندنا:
«آخر ساعة»: تجديد الفكر الديني

ونبدأ بالأزهر حيث لا تزال المعارك مستمرة حوله وشيخه الدكتور أحمد الطيب وكذلك الردود التي تدافع عنه وهي الغالبية فنشرت مجلة «آخر ساعة» أمس التي تصدر كل ثلاثاء عن مؤسسة أخبار اليوم تحقيقاً لزميلنا حسن حافظ على الصفحتين العاشرة والحادية عشرة جاء فيه:
«الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة في جامعة الأزهر يرى في تصريحات لـ»آخر ساعة» أن الأزمة التي نعيشها حالياً من انتشار للأفكار المتشددة نتيجة تراكمات امتدت لعقود بدأت منذ عصر الرئيس الأسبق أنور السادات قائلاً: «السادات أعطى قبلة الحياة لجماعة الإخوان وانشاء تنظيم الجهاد الإسلامي وما خرج منه من تنظميات تنتهج التكفير». إن التجديد والإصلاح مفهوم داخل الفكر الإسلامي الوسطي لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها وأن الأزهر بجميع مؤسساته ورجاله خلف الإمام الأكبر أحمد الطيب يقوم على التطوير والتجديد محذراً في الوقت نفسه من اتخاذ بعض المنتسبين للأزهر حديث التجديد للتجديف في أمور الدين دون علم ورغبة في عرض الدنيا.
وقال الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية وأستاذ الشريعة في جامعة الأزهر لآخر ساعة لا أحبذ مصطلح تجديد الخطاب الديني وأفضل عليه مصطلح تجديد الفكر الديني لأنه أفضل وأشمل لمناحي الحياة المختلفة والهدف منه هو إحياء الإسلام بأصالته وإنسانيته ومنهجه الذي يقوم على الإيمان بالله والاعتراف بوحدانيته وان نقدم المنهج الصالح لقيادة حياة الناس واسعادهم مع مراعاة أن التجديد لا يعني صب الناس في قالب واحد بل يجب احترام اختلاف ثقافتهم وواقعهم الاجتماعي وأشار الجندي إلى أن من يدعون الحديث باسم الإسلام من غير خريجي الأزهر يتمسكون بأفكار تؤدي إلى التشدد مع الناس في حياتهم مثل التعصب لفكرة لا تمثل أولوية في الدينز
وقال الدكتور طه أبو كريشة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ان الاتهامات التي توجه إلى الأزهر الشريف بأنه المسؤول عن وجود الارهابيين في المجتمع غير صحيحة لأن المتهمين في القضايا الإرهابية من غير المنتمين للأزهر بل وممن يعتقدون بأفكار تكفر الأزهر وعلماءه وهي أفكار دخيلة على المجتمع المصري».

«الدستور»: وزير الأوقاف سلفي

لكن هذا الكلام لم يعجب الشيخ علاء أبو العزائم شيخ الطريقة الصوفية العزمية ورئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية الذي نشرت له «الدستور» أمس حديثاً في صفحتها الثالثة عشرة إلى مهاجمة الأزهر ووزير الأوقاف معه وقال عنهما وعن تطوير الخطاب الديني:
«مؤسسة الأزهر لم تفعل شيئاً مما دعا إليه الرئيس ووزير الأوقاف سلفي ويريد تنفيذ المنهج الذي يتبعه وظهر ذلك بفرضه للخطبة الموحدة كما يحدث في الخليج فالآن يقرأ الخطيب الخطبة من ورقة مكتوبة وغداً نجد من يلقي القبض عليه بتهمة الخروج عن النص ووزير الأوقاف هو السبب في صعود مشايخ السلفية إلى المنابر بمنهجهم القائم على ارهاب الناس واستحالة دخول الجنة إلا بالجهاد في سبيل الله واعتبار الصوفية والشيعة أخطر على المسلمين من اليهود فكيف يمكن أن نجدد الخطاب الديني في هذا الوضع».

«الوفد»: حقد إعلامي

وتوالت سيول الدفاع عن الأزهر ففي الصفحة الخامسة من «الوفد» امس قال زميلنا عصام العبيدي في عموده «إشراقات»:
«أتعبتنا يا إمام» كلمة نطق بها السيسي في واحدة من خطبه فتلقفتها الكلاب الإعلامية لعقر الإمام الأكبر وتمزيق ثيابه ترى ماذا سيكون رد فعل هؤلاء الطواشي لو أن السيسي قال أسعدتنا يا إمام؟».

«الشروق»: قامة تليق بموقعها

وفي الصفحة الخامسة من «الشروق» قال زميلنا طلعت إسماعيل في عموده «محطة»:
«بقي أن نصرخ في وجه من حاولوا النيل من شيخ الأزهر وشنوا هجوماً كاسحاً على الأزهر نفسه بزعم أنه المسؤول عن تفريخ المتشددين ها هو الشيخ الطيب في كلمته التاريخية في المؤتمر العالمي للسلام بحضور بابا الفاتيكان وبهدوئه المعهود يؤكد أنه قامة تليق بموقعها كأكبر مرجعية في العالم الإسلامي تذود عن الإسلام فى وجه من يسعون لتشويهه ويرد بطريقة غير مباشرة على أولئك الذين يظنون أنهم بحملات الهجوم التي تجاوزت حد المسموح يمكن سحب البساط من تحت أقدام الإمام الأكبر فخاب مسعاهم من حيث لا يحسبون».

«اليوم السابع»: استثمار زيارة البابا

ومن شيخ الأزهر إلى بابا الفاتيكان وزيارته لمصر والتي لا تزال تحظى بالاهتمام وكيفية استغلالها لصالح البلاد وهو ما كان محور المقال الأسبوعي في الصفحة الحادية عشرة من «اليوم السابع» لصديقنا والكاتب جمال أسعد عبد الملاك الذي يكتبه تحت عنوان «بوضوح» وقوله:
«ان الاختلاف في الدين إرادة إلهية أرادها الله» لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً من يعمل سوءاً يجز به ولا يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً» من ليس لهم ناموس هم ناموس لأنفسهم وهذا الاختلاف الديني المشروع والطبيعي لا يعني عدم الايمان بالله الواحد أو يعني الاختلاف الإنساني وإسقاط التشاركية ورفض العيش المشترك الذي أراده الله والذي كان قبل الاديان والذي يكون إلى آخر الزمان.
ثامناً: كانت الزيارة دعوة للعالم بمساعدة مصر في مواجهة الإرهاب عملياً وليس قولاً كما انها أسقطت كل الدعاوى الهادفة إلى الفرقة بين المسلمين والمسيحيين وكانت إسقاطاً لكل التقولات التي تربط الإسلام بالإرهاب. وإصراره على عدم ركوب سيارة مصفحة كانت إعلاناً بأن مصر بالرغم مما يحيط بها من مواجهات اراهابية هي بلد الأمن والأمان وتلك الدعوي صريحة للعالم أن يزور مصر بلا خوف ناهيك عن أن كل وسائل الإعلام العالمية كانت قد غطت هذه الزيارة وهي دعاية غير مدفوعة الأجر.
تاسعاً: ما صاحب الزيارة من مؤتمرات واجتماعات وجلسات وتصريحات كانت مكسباً تاريخياً لمصر في مواجهة المتقولين والمدعين أن هناك اضطهاداً ضد المصريين المسيحيين فقد قال أمين مجلس الكنائس العالمي: قد رأينا في مصر عديداً من الأمثلة المذهلة التي تؤكد دفاع المسلمين عن المسيحيين وقال سفير الفاتيكان في مصر إن الإخوان هم السبب في توتر العلاقة بين المسلميين والمسيحيين نعم كانت زيارة تاريخية فهل يمكن أن يتم استثمارها سياسياً واقتصادياً وسياحياً وعلى كل المستويات هل سنرى رؤية وبرنامحاً لوزارة الخارجية والسياحة وهيئة الاستعلامات لاستثمار هذه الزيارة أم ستكون الزيارة كغيرها من الزيارات التي لا تخرج عن كونها بورتوكولات دبلوماسية ملئاً لأوقات إعلامية وكفى المؤمنين شر القتال شكرًا بابا الفاتيكان بزيارتك التاريخية وستظل مصر بلد الأمن والأمان مصر التي حمت أرميا النبي واستقبلت يوسف وربت موسى بحكمة المصريين وحمت العائلة المقدسة حفظ الله مصر وشعبها العظيم».

«الجمهورية»: رسائل قوية للغرب

ثم ننتقل إلى الجمهورية في صفحتها الخامسة عشرة وزميلنا سليمان فؤاد وقوله في عموده «ثمن الحرية»:
«زيارة بابا الفاتيكان لمصر غيرت مسار كتاباتي هذا الأسبوع ولن أخوض في تفاصيل زيارة البابا فرانسيس التاريخية لأن الإعلام المصري قدم نموذجاً رائعاً في تغطية هذه الزيارة ولكن دعوني أحلل نتائج هذا الحدث المهم لأن له دلالات بالغة الأهمية أولها الرسائل القوية للغرب وأمريكا وكل الداعمين للمشروع الماسوني الصهيوني بأن الدولة الوطنية المصرية لاتزال تقف على قدميها صلبة قوية رغم الحرب الاقتصادية والنفسية والشائعات التي يروجها إخوان الماسونية والطابور الخامس وأعضاء نخبة العم السام الذين يقاتلون بشراسة ليس فقط لإزاحة إدارة الزعيم الوطني الرئيس عبدالفتاح السيسي إنما لضرب الوطن كله دون رحمة».
بينما قال زميله فريد إبراهيم في الصفحة نفسها:
«إننا إذا ما أخذنا من كلام البابا لتكون نصوصاً تطرح في الدعاية السياحية في الخارج في حديثه عن مصر أتصور أن ذلك سيكون آلية جيدة في جذب السياح المسيحيين بل إننا نستطيع أن نستغل الزيارة في التأكيد على ما تنعم به مصر من أمن وأمان ونرد بها على ما يشاع من إرهاب ينتشر على أرض مصر في بعض الأجهزة الإعلامية التي تحاول أن أتصور ما يحدث في بعض مناطق سيناء مثلاً يحدث في مصر كلها فتبدو مصر لمن لم يزرها أو يعرفها أنها أرض الخوف والتوجس فها هو البابا يزورها ويتنقل فيها دون مشكلة».

«المساء»: لقاء رؤوس السلام

أما أبرز ما نشر فكان لزميلنا وصديقنا في المساء محمد أبو الحديد في عموده اليومي في الصفحة الأخيرة «مناوشات» بقوله :
«الأسبوع الماضي التقى على أرض مصر رؤوس المسيحية والإسلام الدينيون الكبار بابا الفاتيكان الممثل للكاثوليك وبابا الكنيسة القبطية المصرية الممثل للأرثوذكس وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر. اللقاء كان مشوباً بكثير من المودة والحب كان لقاء على السلام ومن اجل وقف سفك الدماء كان رسالة للعالم كله بمختلف عقائده وملله السماوية والوضعية وليس فقط لاتباع المسيحية والإسلام في اللقاء أسقط رأسا الكنيستين المسيحيتين حاجزاً كان يفصل بينهما ووقعا معاً وثيقة للوحدة وفتح الرؤوس الثلاثة صفحة جديدة لحوار الأديان من أجل انقاذ العالم ووضعه على الطريق الصحيح نحو مستقبل أفضل.
المشهد الذي احتضنته مصر على أرضها يثير سؤالاً قد لا يبدو حساساً لكنه ضروري ومهم يقول: أين أهل الديانة السماوية الثالثة اليهودية؟ ما موقفهم يا ترى من لقاء المودة والحب بين رؤوس المسيحية والإسلام الدينيين الكبار؟ وما هو موقفهم من رسالة السلام التي أطلقها هذا اللقاء من القاهرة ودعوة وقف العنف والصراعات المسلحة. إن العالم لا يرى من اليهودية إلا جانبها السياسي يعرف أو يقرأ عن «الهولوكست» التي راح ضحيتها مئات الآلاف من اليهود يعرف اللوبي اليهودي الصهيوني في أمريكا وهو تجمع سياسي يساهم في توجيه السياسة الامريكية لمصلحة اليهود يعرف وعد بلفور الذي يمر على صدوره اليوم قرن من الزمان والذي انشئت بمقتضاة دولة إسرائيل على أرض فلسطين يعرف رموزاً مثل هرتزل وبن غوريون ورابين وبيريز ونتنياهو لكن احداً من العامة على الأقل لا يعرف رأياً دينياً للديانة اليهودية يعادل بابا الفاتيكان أو البابا تواضروس بالنسبة للمسيحيين في المشرق والمغرب أو شيخ الأزهر بالنسبة للمسلمين.
نحن نسمع أو نقرأ بين وقت وآخر تصريحات على ألسنة حاخامت من اليهود لكن معظمها تصريحات سياسية تقطر عنصرية وغالباً ما تصطبغ بصبغة من يقود إسرائيل سياسياً في الفترة التي تصدر فيها وبالتالي فهي في العادة تصريحات متشددة من نوع وصف العرب بالحيوانات والكلاب وغير ذلك.
لماذا لا نسمع دعوة للسلام والمحبة ونبذ الصراعات والعنف واحترام حقوق الآخرين يطلقها من يمثل رأس الديانة اليهودية أياً يكن وأينما كان وينضم إلى رؤوس المسيحية والإسلام في دعم مسيرة عيش مشترك للبشرية كلها لا تزال فيها كل مظاهر العدوان هذا سؤال يطرحه لقاء القاهرة وينتظر الاجابة.

معارك وردود

وإلى المعارك والردود والتي بدأها امس الثلاثاء في «المساء» الحكومية زميلنا خفيف الظل محمد أبو كريشة في مقاله الأسبوعي بالصفحة السادسة وكان عنوانه «فيها أو أخفيها» فقال ساخراً من بني العرب والمصريين من بينهم:
«أفعل التفضيل من أنصع الأدلة أو هي أنصعها على الإطلاق على التطرف العربي فنحن العرب نكثر ونسرف في استخدام أفعل التفضيل الأعظم والأخطر والأكبر والأجمل والأقوى والأهم وغير ذلك من أفعل التفضيل والإنسان العربي المتطرف والمتعصب يرى الشيء بما يريده هو لا بما الشيء عليه فعلاً لذلك لا تتفق أبداً لأن الهوى حاكم بأمره عند كل شخص وعند كل فريق عربي والهوى رب معبود من الله « أفرأيت من اتخذ الهه هواه وأضله الله على علم» وأدى هذا الصراع الناجم عن أفعل التفضيل إلى ما أسميه القبلية الفكرية والدينية عند العرب وهي القبلية التي حلت محل القبلية العرقية فبدلاً من بني فلان وبني فلان وآل عمرو وآل زيد صارت قبيلة السنة وقبيلة الشيعة وقبيلة داعش وقبيلة الإخوان وقبيلة القاعدة وقبيلة النصرة وقبيلة الناصريين وقبيلة السلفيين وقبيلة الاشتراكيين الثوريين وكل هذه القبائل متناحرة ومتنافرة ولا تلتقي عند نقطة واحدة سوى نقطة الكراهية للوطن أو للنظام الحاكم الذي ليس منها وتتعاون بشعار عدو عدوي صديقي لذلك يلتقي السلفيون والإخوان والناصريون والاشتراكيون الثوريون الملحدون الذين يكرهون بعضهم جميعاً على كراهية النظام الحالي الحاكم بشعار عدو عدوي صديقي وصديق عدوي عدوي .

«المصري اليوم»: جنسية برسم البيع

وننتقل إلى الصفحة الثالثة عشرة من «المصري اليوم» لنكون مع زميلنا وصديقنا حمدي رزق حيث كان مذهولاً وأذهلنا معه من تفكير رئيس الوزراء في دراسة اقتراح مقدم لبيع الجنسية المصرية لمن يطلبها من غير المصريين بشرط أن يدفع ثمنها بالدولار لزيادة موارد الدولة من العملة الصعبة ومما قاله:
«مَن ذا الذي يُقْبِل على شراء الجنسية المصرية مَن ذا الذي يطلب التجنيس هل لديكم طلبات هل هناك قائمة انتظار ومن هم المشتاقون الى الجنسية المصرية وهل الجنسية المصرية تجب الجنسية الأصلية أم ستكون الجنسية المصرية مضافة إلى الجنسية الأصلية وهل هناك من هو مستعد للتنازل عن جنسيته مقابل الجنسية المصرية وماذا سيتكسب منها إذا تحصل عليها؟
وما أنا بالمُصدِّق فيك قولاً ولكنّي شقيتُ بحُسنِ ظنّي الثابت على مر العصور والدهور أن الجنسية المصرية لا تباع ولا تشترى لم يفعلها مصري قبلاً.
رسم الحصول على الجنسية في الحالات التي يقررها القانون فقط خمسة جنيهات لأنها ليست بيعاً وشراء ولكن استحقاق رئيس الوزراء كمن يحوم حول الحمى يوشك أن يواقعه لماذا اللجوء إلى هذا الطريق الواعر لإنعاش الخزينة؟ رفضنا قبلاً بيع الآثار ورفضنا مليارات القواعد العسكرية واكتوينا بالحفاظ على مياه النيل خالصة للمصريين ورفضنا ما يمس الاستقلال الوطني لماذا التفريط في الجنسية المصرية؟ محزن القول بأن العالم كله يتيح الجنسية لمن يطلبها وكثير من دول العالم لديها برامج تجنيس مستقرة لماذا المقارنة تصح مع دول العالم في قضية الجنسية ولا تصح في مجمل القضايا المصيرية ليس لدينا فائض وطنية لنبيعه في الأسواق العالمية وهل يكون مصرياً مؤتمناً مَن اشترى لنفسه جنسية مصرية أو يهدي زوجته الجنسية بوديعة دولارية؟ معلوم أن القانون رقم 26 لسنة 1975 بشأن الجنسية المصرية لم يصدر باسم رئيس الوزراء ولكنه صدر «باسم الشعب» وقرره مجلس الشعب ما استقر بقانون يتغير بقانون الجنسية المصرية محكومة باعتبارات الأمن القومي في الأخير».

«الأهرام»: إهانة لكل المصريين

ونترك حكاية لحم الحمير والنهيق إلى قضية بيع الجنسية المصرية وذلك بفصل زميلنا في «الأهرام» والشاعر الكبير فاروق جويدة الذي سخر أمس في عموده اليومي بالصفحة الأخيرة «هوامش حرة» من السعر المعروض ثمناً للجنسية وهو مائتا ألف دولار فقال:
«إن هذا المشروع امتداد لما ينطلق في مجلس الشعب من أفكار جهنمية غريبة. في البداية هذا المبلغ لا يتناسب إطلاقاً مع شروط الإقامة السابقة لأن مبلغ 200 ألف دولار لا يشتري شقة في احد الاحياء المتوسطة فما بالك إذا كان ثمناً للجنسية المصرية.
على جانب آخر فإن الحصول على الجنسية بهذه الصورة يعتبر إهانة لكل المصريين خاصة أن حصيلة هذه الفكرة من الأموال سوف تكون ضئيلة جداً وفي مصر رجال أعمال ينفقون ملايين الدولارات على أفراح أبنائهم في العواصم الخارجية. إن فتح المجال بهذه الصورة قد يسمح بدخول أشخاص وحصولهم على الجنسية المصرية بهذه السهولة وخلفهم تاريخ لا يتناسب مع قدسية هذه الجنسية وقبل ذلك كله سيكون من حق أبناء هؤلاء واحفادهم أن يحصلوا على كامل حقوقهم السياسية وربما يصبح منهم رئيساً للبرلمان أو وزيراً أو رئيساً للوزراء في زمن قادم في تقديري انها فكرة طائشة من الكثير من الأفكار في مجلس الشعب وهي من الناحية الاقتصادية لن تضيف الكثير إلى احتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبية وقبل هذا كله فيها إساءة لقدسية هذه الجنسية وهي من اهم ثوابت الشخصية المصرية ان 200 ألف دولار يمكن أن يدفع مثلها أكثر من 5000 شخص من أثرياء مصر من متأخرات الضرائب عليهم أو حتى من زكاة شهر رمضان. مازلنا حتى الآن نفكر بالأسلوب الخطأ في قضايا اقل ما توصف بها أنها كرامة وطن.

… وجمال وعلاء بيننا

ومن الصفحة الأخيرة إلى الحادية عشرة من عدد «الأهرام» نفسه وآخر معارك تقرير اليوم التي خاضها زميلنا أحمد عبد التواب في عموده اليومي « كلمة عابرة « ضد علاء وجمال مبارك وتحذيرهما من ظهورهما المتكرر في الأحياء الشعبية وإعلان جمال عدم استبعاد فكرة الترشح للرئاسة فيما بعد فقال:
ماذا يريدان بالضبط؟ عندما كانا في القصر الرئاسي كانت الحكمة تقتضي أن يقتربا من الشعب خاصة مع مشروع التوريث الذي يتطلب محبة الناس ولكنهما كانا على النقيض تمترسا خلف أسوار عالية وحراسة شرسة وعطَّلا المرور بالساعات قبل بدء خروج الموكب وكانت سمعة علاء بنجاحات مبهرة في البيزنس وكان الوجه العابس هو الذي قرر جمال أن يواجه به الناس مقترناً بالعجرفة في التعامل مع كبار المسؤولين الذين كانوا يصطفون خلفه فى إذعان العارفين بالأقدار وأما هذه الأيام فالخطأ عكسي حيث الأفضل لهما أن يتواريا قليلاً على الأقل تجنباً لاستثارة الحساسية بعد أن صدر ضدهما مع الوالد حكمٌ نهائيٌ باتٌ مخل بالشرف من محكمة النقض إلا أنهما قررا الظهور الشعبي بعد أن لم يعد فائدة من الود فذهب جمال إلى مباراة مصر مع تونس وظهر علاء فى الأحياء الشعبية آخرها في إمبابة وجلس في مقهى بسيط وشرب الشاي ولعب الطاولة مع بعض رواد المقهى وأصرّ على دفع الحساب ولكنه جامل صاحب المقهى وقبل العزومة ويقول شهود هذه الوقائع إنهم لم يروا أية حراسة بل إن الأخوين يتحركان بألفة ودون أبهة زمان إلخ… وكان يمكن أن يكون كل هذا مقبولاً على مضض لولا غرابة إجابة الاثنين على السؤال الساذج المتكرر عن إمكانية أن يترشح أحدهما للرئاسة القادمة عام 2018 فيجيء رد كل منهما وكأنهما تلقيا تلقيناً واحداً يقول أحدهما إن «ده مش وقته» ويقول الآخر: «أنا ما جيتش هنا علشان أتكلم في السياسة»… بالذمة أليس هذا استفزازاً لكل من أراد أن يطوي هذه الصفحة وأن يتركهما لحالهما؟

«الأخبار»: استحمار الزبائن

ومن بيع الجنسية لم يدفع بالدولار إلى الكشف عن مطعم شهير في القاهرة للكباب يستخدم لحوم الحمير وهو ما دفع زميلنا في «الأخبار» أحمد جلال أن يقول في بروازه اليومي «صباح جديد»:
«مستعد أن أدخل في رهان مفتوح مع أي شخص على أننا أكلنا أو نأكل أو سنأكل لحوم الحمير فهو ليس موجوداً فقط في المطاعم الشعبية ولا على العربات المتنقلة لكنه متاح ايضاً في المطاعم الشهيرة وربما الفنادق الكبيرة ولم استغرب من اكتشاف أحد فروع المطاعم المعروفة في منطقة حدائق الأهرام يقدم للزبائن لحم الحمير فالقضية ليست في اغلاق المطعم أو مراقبة المنشأة التي تقدمه للزبائن لكن يبدو أن المشكلة في الشعب الذي يأكل لحوم الحمير وبعدها يحبس بالشاي أبو النعناع ويبقى آخر سلطنة ولا هو داري بحاجة اصلاً ده الواحد قرب ينهق».
ويبدو أن جلال من زبائن هذا المطعم وإلا لماذا هو خائف من أن ينهق رغم أنه حبس ما أكله بكوب شاي بالنعناع وتعبير نحبس بقي بواحد شاي تعبير عامي مصري يقوله البعض إذا شربوا شاي بعد الأكل وبذلك ألقى بالكرة إلى زميله خفيف الظل عبد القادر أحمد علي ليقول في بروازه اليومي «صباح النعناع» في الصفحة الثالثة عشرة:
«بصراحة لا داعي للزيطة المنتشرة الآن على وسائل التواصل الاجتماعي بخصوص كبابجي حدائق الأهرام الذي «يستحمر»‬ زبائنه ويقدم لهم لحم الحمير فهذه ليست أول مرة ولن تكون الأخيرة ومن المحتمل جداً أن شخصين يعيش كل منهما في مدينة مختلفة ويقرآن هذا الكلام في هذه اللحظة أحدهما في يده ساندوتش جامبو من شاورما الحمير بالتتبيلة السحرية ذات المذاق الملكي الفريد والآخر يلتهم طبق أرز مرصعاً بكبدة الحمار المشوية على الفحم مع صوص التروباسكالينا الحار… آن الأوان لكي نعترف بكل شجاعة أن الحمار يعيش فينا.
لكن صاحب المطعم الذي بدأ شهرته في الاسكندرية وانتقل إلى القاهرة قال إن شخصاً آخر وضع اسمه على مطعمه.

عن admin

شاهد أيضاً

ما بين المسيرى وجمال حمدان: معادلات الأمن القومى الـ ١٤

بقلم خالد أمين20 فبراير، 2025 من أهم وأبرز معادلات (الأمن القومي) المصرى والعربى .. تلك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *