مقدمة من الدكتور كمال خلف الطويل
________________________________________________________________________
محضر مباحثات الرئيس جمال عبد الناصر مع الملك فيصل
الجلسة الأولى
18 ديسمبر 1969
محضر مباحثات الرئيس جمال عبد الناصر مع الملك فيصل
الجلسة الأولى
18 ديسمبر 1969(1)
عبد الناصر: الأخ صاحب الجلالة.. باسم شعب الجمهورية العربية المتحدة وباسمى أرحب بكم فى بلدكم. والحقيقة نحن نعتقد أن هذا اللقاء مناسبة قوية لاستعراض عدة أمور تهمنا وتهمكم. تكلمنا فى هذه الأمور، ولكن أحب أن أؤكد أننا هنا فى مصر نسعى دائما، منذ أن التقينا فى سنة 67، الى أن تكون العلاقات بيننا علاقات قوية وعلاقات طبيعية.
فى الحقيقة نحن رحبنا بهذه الزيارة وقمنا بهذه الدعوة، ورحب الشعب هنا فى بلدنا بهذه الزيارة؛ لأننا جميعا نشعر أن هناك علاقات لازالت غير طبيعية بين البلدين، ونحن نعتقد أن مصلحتكم ومصلحتنا ومصلحة الأمة العربية كلها؛ تحتم أن تكون العلاقات بين بلدكم وبلدنا العلاقات الطبيعية القوية.
فى الحقيقة فى السنين الماضية وعلى مر السنين كانت دائما هناك علاقات قوية وطيبة بين السعودية ومصر، وكان لهذا تأثير كبير فعلا فى السياسة العربية، وأيضا فى السياسة الدولية.
ونعتقد أيضا أن من فوائد هذه الزيارة وهذا اللقاء؛ قطع الطريق على من يحاولوا تسوئ الأمور عن العلاقات بين البلدين. نحن نعتقد أن اللقاء بين السعودية ومصر سيكون له أثر فى السعودية وفى مصر وفى الأمة العربية كلها، وبل أيضا بالنسبة للسياسة الدولية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الحاضرون:
من الجانب المصرى: الرئيس جمال عبد الناصر، أنور السادات، حسين الشافعى، على صبرى، محمود فوزى، كمال استينو، عبد المحسن أبو النور، لبيب شقير، ضياء الدين داوود، حسن عباس ذكى، محمود رياض، الفريق محمد فوزى، حسن التهامى، حسن صبرى الخولى، السفير أنور السكرى.
من الجانب السعودى: الملك فيصل، الأمير سلطان بن عبد العزيز.. وزير الدفاع والطيران، الأمير نواف بن عبد العزيز.. مستشار الملك الخاص، رشاد فرعون.. مستشار الملك، عمر السقاف.. وزير الدولة للشئون الخارجية، الفريق عبد الله المطلق.. رئيس أركان حرب الجيش، السفير طاهر رضوان.
زى ما اتكلمنا فى لقائنا، الحقيقة الموضوع الأساسى الذى أثر على العلاقات هو موضوع اليمن، ونحن أنهينا هذا الموضوع فعلا فى سنة 67، والحقيقة نريد أن نستعرض كل الأمور التى تمكن من عودة هذه العلاقات الى الوضع الطبيعى؛ لأن الكل يشعر أن هذه العلاقات ليست علاقات طبيعية كما يجب أن تكون.
نحن نرحب بهذا، والشعب أيضا فى الجمهورية العربية نعتقد أنه يؤمن بهذا، وأنا أعتقد أن الأمة العربية كلها ترحب بهذا لتحقيق هذا الأمر.
ومرة أخرى نرحب بالأخ جلالة الملك فيصل وبالإخوان، وأرجو أن لقائنا ده يكون لقاء له نتائج مفيدة لبلدينا وللأمة العربية، وهو ما يساعد على نجاح مؤتمر القمة الذى سينعقد بعد غد فى الرباط إن شاء الله.
الملك فيصل: مع كل حال فخامة الأخ الرئيس.. قبل كل شئ أحب أن أعبر عن عظيم شكرى وامتنانى والإخوان هنا وشعب المملكة العربية السعودية؛ لما تفضلتم فيه فخامتكم من مشاعر نبيلة، وكل ما تفضلتم فيه هو عين الصواب.
فى الحقيقة إن الخلاف بين البلدين أو بين الحكومتين هو النشاز، الشئ الطبيعى هو أن يكون الجميع على وفاق ومتآخين ومتعاونين فى كل ما هو مطلوب منهم؛ سواء تجاه دينهم، أمتهم، ومصلحتهم، وقضاياهم، كل هذا.. هذا هو الشئ الطبيعى.
يعنى ومثل ما تفضلتم فخامتكم، فى أيام السنين اللى كانت.. يعنى أيام المرحوم.. الله يرحمه الملك عبد العزيز، والأشياء التى كانت من علاقات والحمد لله ما كان الواحد يفرق بين هنا فى مصر أو بين هناك فى المملكة، بل كل واحد – وأعتقد أن الإخوان كلهم يشاركونى فى هذا – الإنسان لما ييجى هنا يمكن أحيانا يعتبر إنه فى وطن أحسن من وطنه، طبعا ما فى شك فى هذا، والإخوان اللى هنا كذلك فى البلاد هنا أعتقد إن عندهم نفس الإحساس ونفس الشعور.
مع الأسف الأحداث اللى حدثت.. وأظن فى مرة من المرات – كما فخامتكم تفضلتم وقلتم – إن أى خلاف بيحدث بينا ليس منشأه من البلدين نفسه وإنما من طرف ثالث، كما تتذكرون فخامتكم فى الإسكندرية أظن؛ بيحدث بسبب طرف ثالث.
وإن الحمد لله رب العالمين إن البلدين والشعبين فى اتجاهم وأهدافهم وأخوتهم وتعاونهم كلها مفهومة.. يعنى من بين حتى لو كنا نرتبط بإخوانا مثلا فى البلاد العربية والبلاد الإسلامية بروابط إخوة وروابط تعاون، لكن بالنسبة لمصر دول لهم حال خاص، لهم علاقات خاصة وارتباطات خاصة، ما هو شى من اليوم يعنى.
أملنا بالله إن شاء الله إن تكون كل الأمور التى تسبب سوء التفاهم أو التباعد أو شئ من الفتور أو الحساسيات، تكون انتهت ونكون نبنى إن شاء الله.. مش نبنى، يعنى نرجع لحالتنا يعنى اللى كنا فيها يعنى مثل ما كانت الأول؛ من الإخوة والتعاون والتعاضد فى كل الأمور.
وهذا ما فى شك إنه واجب مفروض على كل منا إنه يسعى اليه ويجتهد فيه، إن شاء الله بجهود فخامتكم ومساعدة الإخوان هنا وهناك كلهم نصل الى الغاية السامية، ما دام ولله الحمد النية الخالصة والاتجاه موجود والرغبة موجودة ليش لأ؟! ما فى شئ أبدا يمنع.
مافى شك إن أعدائنا نحن جميعا دائما يسعوا الى أن نكون مفترقين وأن نكون ضد بعض، ولكن أملنا بالله إن شاء الله إننا نفشلهم فى أهدافهم وفى غاياتهم التى يرموا اليها، وأن نكون عند حسن الظن بنا؛ لأن مثل ما تفضلتم فخامتكم إن مصلحة البلدين سواء من الناحية الدينية والوطنية والقومية وكل النواحى؛ يعنى ده الطبيعى.. كلها تقتضى أن نكون يدا واحدة ونكون قلبا واحد ونكون جسما واحد ونكون فى كل الميادين، وهذا أملنا بالله إن شاء الله.
مافى شك إن المسؤولين عليهم مسؤولية أكبر يعنى من بقية الأفراد فى الشعوب، هما اللى بيكونوا بيهيأوا ها الجو هذا يعنى.. ضرورى هذا، لكن كذلك حتى الأفراد نفسهم عليهم مسئولية فى هذا وإن كانت لا تصل الى درجة مسئولية المسؤولين، لكن على كل واحد.. فرد فى البلدين أن يسعى الى هذه الغاية بكل ما أوتى من قوة.
وإن شاء الله نصل الى ما نصبوا اليه.. إن شاء الله، وكما ذكرت بجهود فخامتكم والعمل المشترك إن شاء الله وجميع المسئولين، وإن شاء الله نصل الى كل ما نصبوا إليه، هذا أملنا بالله عسى أن ربنا يوفقنا جميعا لخدمة ديننا ووطننا وأمتنا بما فيه الصلاح إن شاء الله فى كل المجالات والميادين.
هذا كل ما نرجوه من ربنا سبحانه وتعالى والذى ضمن هذا إذا كنا عملنا له بإيمان فإنه ناصرنا إن شاء الله، مثل ما ورد ذكره “وكان حقا علينا نصر المؤمنين”، أمرنا بالسعى لما فيه الخير فى كل الاتجاهات، وأنه سبحانه وتعالى هو اللى يوفق ويؤيد كل الأشياء هذه.
أما إذا تنكرنا عن الأشياء هذه وعن خدمة مصالح وطننا وأمتنا والأشياء هذه فطبعا الله ما بيوفقناش يعنى، الله لا يقبل إلا العمل الصالح، فإحنا إن شاء الله كل أملنا ليس لنا أى غرض ولا لنا أى هدف ولا أى شئ إلا ما فيه صلاح ديننا وأمتنا ووطنا.
إن شاء الله هذا كل ونحن واصلين اليه إن شاء الله.. إن شاء الله بمجهوداتكم وبمجهودات كل المسئولين الإخوان سواء هنا أو هناك، نتعاون ونتساعد على كل ما فيه خير أمتنا ووطننا إن شاء الله، وربنا إن شاء الله يتقبل أعمالنا إن شاء الله.
عبد الناصر: هو الحقيقة اللى دفعنى الى البدء بهذا الموضوع الحقيقة هو أهميته كمقدمة للكلام فى أى موضوع آخر.
الحقيقة إحنا مرت بنا ظروف وتركت أثر، وهذه الظروف هى حرب اليمن اللى كانت من سنة 62 الى 67؛ وقعدت مدة طويلة وتركت آثار، وكما يقال “كل شئ مباح فى الحرب”.. الحقوق وكل حاجة مباحة فيها؛ وعلى هذا الأساس فقطعا العملية تركت أثر.. أثر يعنى على العلاقة بين البلدين.
فى الحقيقة إن عملية اليمن سارت فى طريق يمكن إحنا ما كناش مخططين له وأنتم أيضا ماكنتوش مخططين له؛ ولهذا وصلنا الى الحالة التى وصلنا اليها!
لما اجتمعنا فى الخرطوم فى سنة 67، إحنا بنعتبر إن هذا الاجتماع هو تاريخ فاصل بين مرحلتين.. المرحلة اللى هى سابقة لهذا التاريخ، وهى مرحلة حرب اليمن، ولا يمكن لحد فينا أن يشتكى الآخر عما جرى فى هذه المرحلة؛ لأنها كانت وصلت الى أقصى ما يمكن أن تصل اليه العلاقة بين بلدين من السوء.. لأنها وصلت الى حالة حرب وحاولنا عدة مرات إن احنا فى كلامنا نحل الموضوع ما قدرناش.
بعد 67 انسحبت قواتنا من اليمن وأنتم سحبتم مساعدتكم للملكيين، وليس لنا علاقة الحقيقة بهذا الموضوع من سنة 67.
الحقيقة التعليمات بالنسبة لجميع الفروع – وأنا الحقيقة النهاردة تعمدت إنى أجيب كل الإخوان فى اللجنة التنفيذية العليا والمسئولين – إن بالنسبة لجميع الدول أساسا لا تدخل فى الأمور الداخلية.. ما بنردش على حد بيشتمنا.. يعنى أى حد بيشتمنا بورقيبة كل يوم بيشتمنا وإحنا ما بنرد عليه.
النهاردة موضوعنا الأساسى هو موضوع اسرائيل وهدفنا هو لم شمل العرب من أجل النصر، ييجى هنا حاجتين الحقيقة.. طبعا العلاقات الفاترة بينا بتترك آثارها على وسائل الإعلام؛ لإنهم قد يتصوروا جميعا إن احنا متخانقين، كما تصورت الصحف الأجنبية وقالت إن احنا فى الرباط هنقف وتبقى حرب بينا.
فى الوقت اللى أنا قلت لإخوانى فى الخرطوم: الحقيقة أول واحد اتكلم بعد كلامى الملك فيصل بالنسبة للدعم، بالعكس لم نتناقش أبدا فى أى موضوع، وفى بيت محجوب- الله يمسيه بالخير – ما أخد الحديث بينا يمكن دقائق واتفقنا على كل شئ.
بالنسبة للسعودية بالذات، الحقيقة كنا نهدف إن المظاهر تكون تحسين العلاقات، ولكن المظاهر ما أدتش هذا الوضع أو هذا الشعور.
لما جه الأخ حسن(1) بعد ما راح، واتكلم معايا أنا وجدت من اللازم إنه يرجع تانى للملك فيصل، ويقول له إيه موقفنا.. إيه سياستنا بالنسبة لكل المواضيع ويرد على جميع الأمور. والحقيقة كنت أجد أيضا من المفيد للبلدين وللقضية العربية كلها أن يتم هذا اللقاء.
إحنا بعتنا دعوة بواسطة وزير الخارجية، ثم أيضا كلفت الأخ حسن واتكلم معايا فى بعض موضوعات.. عن اتصالات حصلت بعد 67. وأنا قلت له يقول للملك فيصل: أى حد اتصل بعد 67 مستعد أبقى أوديه لكم فى السعودية – مهما كان كبير أو صغير – بتحاكموه مع الناس بتوعكم لأنه بيكون مخالف كلية للتعليمات، لا نستطيع أن نحاسب حد عما حصل قبل 67.
ولكن هنا باسمنا كلنا، أى واحد عمل حاجة بعد 67 – مهما كان وضعه – إحنا نؤاخذه قبل أن تؤاخذوه.
الحقيقة إحنا بنعتبر هذا الموضوع مهم جدا؛ لأنه طبعا بعد 67.. بعد هذه الحرب هناك فتور وأيضا هناك شكوك، قد تكون عندنا شكوك وقد يكون عندكم أيضا شكوك، وفيه المستفيدين من هذا الموضوع كتير جدا يستطيعوا إنهم بتكبير هذه الشكوك وتعظيمها وتعميقها؛ إنهم يكسبوا أو يستفيدوا على هذا.
ده موضوع أساسى، وأنا قلت وفضّلت برضه وبقوله فى هذا الاجتماع العلنى اللى بيجمع الوفدين، مانتركوش بس للاجتماع الخاص اللى حصل مع الملك فيصل.
الملك فيصل: والله على كل حال كما تفضلتم بأشياء، قبل كل شئ اللى فات يجب أن نعتبره مات من سوء تفاهم أو أشياء صارت، أو كنا إحنا فى وقت من الأوقات كنا قصاد بعض ولا شئ ومجابهة والأشياء هذا؛ لإنه مثل ما تفضلتم فخامتكم وكما قلتم الآن: إن النشاز أن نكون مختلفين، والصح أن نكون على وفاق ومتعاونين لأبعد التعاون.
هذا الوضع الطبيعى للبلدين؛ لأن كل البلاد العربية – كلها – مهما ربطتها، حتى اللى عندنا فى الجزيرة مثلا يعنى مثل اليمن مثل جنوب اليمن مثل الجهات الأخرى، مهما كانت قريبة لنا، لكن ما تكون العلاقات مثل ما بينا وبين الجمهورية العربية المتحدة.. مصر هنا يعنى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حسن صبرى الخولى، الممثل الشخصى للرئيس جمال عبد الناصر فى الجامعة العربية.
وده على مر التاريخ ماهواش… فالحقيقة إن المفروض إن بعد اجتماع الخرطوم – كما تفضلتم فخامتكم – إن كل شئ ينتهى وكل شئ يذوب، لكن بقى هناك بعض الأشياء.. رواسب الماضى، بعض الأمور اللى الناس كانت بتستغلها بتوسيع بعضها؛ يمكن يروى لكم شئ هنا ويمكن يروى لنا شئ هناك.
يمكن بعض الناس اللى صار لهم بعض صلات والاتصلات والأشياء – مثل ما تفضلتم – يعنى هذه يجب أن يبقى عليها للمصلحة.. لمصلحة البلدين والشعبين والحكومتين.
فبالنسبة إن احنا ما أحد من الإخوان أو الموجودين هناك إنه حد يخالف هذا الرأى، إنه يجب أن يكون يبقى على كل شئ إحنا مطمئنين إنه هنا، كذلك ما فى حد مخالف أيضا لهذا الرأى لكن يجب تحقيقه.. السعى له وتحقيقه.
صحيح إنه كان فيه بعض الأقوال وبعض الأشياء هذه اللى أشرتم لها فخامتكم، إن كنت أنا ما أحب أشير لها بشئ يعنى، لأن بعض الناس اللى بيتقبض عليهم أخيرا هناك، إدعوا إن فيه لهم بعض الصلات أو العلاقات أو الاشياء ببعض الأجهزة هنا وبعض المسؤولين وبالأشياء هذه!
طبعا أنا شخصيا ما أقدر إنى أقول هذا صحيح؛ لأن الإنسان ذمته عليه ألزم من كل شئ، إنى ما بقدر أتهم أحد وأنا ما عندى برهان قاطع عليه إنه صار، لكن هذه أقوال نفس الأشخاص، وأنا عرفت فخامتكم قبل شوية إن هادول اللى قبضنا عليهم.. أنا احترت!
بعض من الإخوان يعرفهم، فى محاكمتهم لأن خشية إنه فى أثناء المحاكمة يذكروا أشياء من ها الأمور هذه؛ فتزيد الطين بلة عند الناس هناك أو الشكوك؛ لأن أنا مش مطمئن إنه صادقين يعنى. وإحنا الحين حيرانين كيف نعمل معهم؟ نفلتهم؟! صعب، نحكم عليهم بأشياء بدون محاكمة؟! دى كمان صعبة.
ما تقدر الإنسان إن ما تحكم عليه إلا فى محاكمة، لكن أجلناها الآن خشية من أنه فى أثناء المحاكمة يكون يدلوا بإفادات من ها الأشياء هذه، فالناس بتسمع فيهم. الآن اللى سامعين فيها قليل فى دائرة محدودة يعنى، لكن لما الناس تسمعها فى المحاكمة يكون لها تأثير كبير يعنى. يمكن بعض الإخوان هنا هما مش مطلعين على الأشياء هذه من جماعتنا هنا يعنى؛ مثل الأجهزة الخاصة اللى كانت بتاخد أقوالهم يعنى.
دى إن شاء الله كمان تنتهى بحسن التصرف والتوجيه والاتفاق على كل شئ، وننتهى من ها المشكلة كمان. وها دول الحقيقة أول ما صار القبض عليهم والأشياء مش للهدف هذا يعنى، كان الهدف منها إن فى ناس منهم كثير اعتنقوا المبادئ الشيوعية. الأول من قبض عليهم كانوا اعتنقوا المبادئ الشيوعية مثل ما اعترفوا، وقبضنا عليهم ومن القبض على هؤلاء توسعت؛ صار كل منهم يعترف على ناس تانيين إنهم كانوا مشتركين.
ففى أثناء التحقيقات وأثناء السؤالات والاستجوابات ذكروا؛ لإنهم كانوا بيسألوهم طيب إنتم تلقيتم ها الأشياء هذه منين؟ وإيش صلاتكم بالخارج ممن تتصلون بهم؟ فصاروا يدلوا بإفادتهم؛ اللى بيتصلوا بهنا واللى بيتصلوا بجهات أخرى. فدى أبقيناها فى الإفادات بدون أن نتخذ عليها إجراءات، كل ما نوسع أو نشيع أمور يكون لأعدائنا جميعا يستغلونها ويوسعوا الهوة، لكن طبعا إحنا سنعمل فى المستقبل بطريقة إن نقدر نحاكم ونخلص من القضية دى يعنى.
لكن بنحب بس نعمل الطريقة إن ما يكون يظهر أشياء من هذه لأصحاب الأغراض أو أصحاب النوايا السيئة.. فرصة إنهم يستغلونها يعنى. وإن شاء الله ربنا يوفقنا إن نقدر إن نشيل ها الأشياء هذه من الموضوع إن شاء الله. أنا ما حبيت إنى أتطرق للموضوع هذا لكن فخامتكم…
عبد الناصر: لا.. لا.. يعنى الحقيقة برضوا يعنى أصلا هذا الموضوع لازم عرفوا بيهم إخوانا هناك أيضا أو بعض إخوانا، والحقيقة لازم نتكلم فيه بمنتهى الوضوح.
الملك فيصل: مثل ما ذكرت لفخامتكم، أسألهم بعضهم والله ما يدرى عليه.
عبد الناصر: على الأقل سلطان لازم عارف.
الملك فيصل: لأ.. ده عارف، لأنه يتولى وزارة الداخلية بدل فهد.
عبد الناصر: الحقيقة إحنا وضعنا يمكن بيختلف عن أوضاع موجودة فى العالم العربى – الحقيقة ده برضه موضوع مهم – إحنا ليس لنا فروع حزبية فى العالم العربى، ولم نوافق على قيام فروع حزبية فى العالم العربى، كما يجرى مثلا مع حسب البعث أو مع…
الملك فيصل: الله يخرب بيت حزب البعث اللى خرب الدنيا!
عبد الناصر: ولم نقبل أبدا أن تكون لنا فروع حتى لما بدأت المنظمات الفلسطينية، حزب البعث السورى عمل منظمة سماها “الصاعقة”، حزب البعث العراقى عمل منظمة سماها “التحرير العربى”، واحنا رفضنا أبدا أن نأخذ بهذا النوع، واحنا بنساعد فتح. أيضا الحقيقة إحنا موقفنا من الشيوعية عندنا معروف.. ما عندناش.
الملك فيصل: إحنا نفس الشئ، نحن نساعد فتح وإحنا مو معترفين بالباقيين كلهم، حتى منظمة التحرير لما أدخلوا فيها الأحزاب التانية إحنا ما اعترفناش بيها.
عبد الناصر: فليس لنا الحقيقة مخطط للدول العربية كما يوجد مخططات للى ليها قيادة قومية أو فروع الى آخره. بالنسبة للقوميين العرب أو بالنسبة للبعثيين، القوميين العرب دلوقتى إنقلبوا الى شيوعيين لأنهم أعلنوا اللينينية الماركسية، وهم بيعتبروا إن اليمن الجنوبى هو المعقل الأول بتاعهم، إن الناس اللى هناك تابعين للقوميين العرب.
الحقيقة هذا الموقف يجب إن احنا نقوله بوضوح، وبعدين الحقيقة إحنا فى أيام الحرب اشتغلنا ضدكم – ده موضوع قلته فى الخرطوم برضه – وإنتوا اشتغلتوا ضدنا يعنى، وإحنا دفعنا فلوس وانتوا دفعتوا فلوس!
الملك فيصل: ما فيها شركة!
عبد الناصر: (ضحك).. واحنا الاتنين خسرنا كذا مليون يعنى!
الملك فيصل: حد يقدر ينكر الواقع يعنى؟!
عبد الناصر: بعد 67 الحقيقة هنا تعليمات.. الحقيقة أنا حققت لما جه حسن عباس وقالى على الكلام اللى حصل معاه؛ حققت فى هذا الموضوع، بل أنا قبل كده يمكن سمعت هذا الكلام من التلهونى أو حسن صبرى.. من التلهونى وقاله لى وحققت فى الموضوع.
الملك فيصل: التلهونى؟ أنا شخصيا ما قلت له شئ، كان سمع من أحد.
عبد الناصر: لكن هو بلغ حسن صبرى وحسن صبرى بلغنى، هو قال إسم واحد الحقيقة، وأنا متأكد من العملية ديه لأن العملية فى الرياسة عندنا. ما حصلش اتصال مع حد سعودى يمكن من بعد 64؛ وعلى هذا الأساس الحقيقة فأنا بعد الرجوع الى المملكة، فحد من هنا ومعاه الناس اللى جت أساميهم أو حد منهم بييجى وبيطلعوا على هذا؛ لأن الملك فيصل قالى إن فيه وثائق عن سنة 69.
الحقيقة يعنى هذا الموضوع بالذات هو بالنسبة لإسم سامى شرف. هو سامى شرف اشتغل معايا أنا شخصيا، لأن سامى شرف بيعمل.. يعنى أنا اللى بعملها، وهو أنا بعرف إيه اللى عملوا سنة 64 وإخوانا يعرفوا، والشئون العربية كلها اديناها لزكريا، ونبه حتى على المكتب عندنا علشان نبعد الرياسة؛ ما حدش بيتصل. الحقيقة ده اللى همنى جدا فى الموضوع.. موضوع سامى.
الملك فيصل: اللى جابوها دول الناس اللى مقبوض عليهم.
عبد الناصر: قالوا إنه معاهم ورق بإمضة سامى من سنة 69؛ ده موضوع الحقيقة مهم. أنا سألت وقلت لحسن لما سافر.. قلت له: أى حد أنا ببعتهولك السعودية تحاكموه مع القضية، وقد يكون ناس بيقولوا هذا علشان يحطوا القضية فى شكل حرج يعنى!
الملك فيصل: يجوز.. يعنى أنا عرضت لفخامتكم إن فى ناس الآن فى شركات بتتشكل ما بين أفراد بيعملوا أشياء.. بيعملوا تقارير، بيعملوا مذكرات مزورة وبياخدوا عليها فلوس فى كل بلد يعنى. ولذلك أنا قلت لكم طال عمرك: أنا أبرأ الى الله إنى أتهم أحد أتحمل فى ذمتى.. أجول هذا صحيح، لكن هذه أقوالهم.
عبد الناصر: لكن علشان إحنا الحقيقة يعنى نقلب الشك ونبعد الشك ونبقى متأكدين من الوقائع؛ لازم نأخد خطوة وإلا هيفضل شك فى النفوس، ولن تعود الأمور أبدا الى أوضاعها الطبيعية طالما هناك شك.
ده الحقيقة الموضوع الأول، كيف نقضى بقى الحقيقة على المظاهر؟ يعنى تبادل الزيارات من عندنا ومن عندكم بيخلى الناس تحس؛ لأن الناس ما هم بيقروا برضه جرايد بيروت، بتيجى هنا وبتنزل فى السوق، وبياخدوا من جرايد بيروت انطباعات يمكن تكون غير حقيقة. فى الفترة اللى فاتت الحقيقة بعد الخرطوم؛ الاتصال بينا كان اتصال ضعيف.
أنا فهمت حتى من الأخ حسن، إن أُخذ علينا إن احنا أيدنا اليمن الجنوبية. إحنا علاقتنا باليمن الجنوبية مش كويسه، يعنى يمكن تستغربوا أما أقولكم هذا الكلام؛ لأنهم راحوا فى ليبيا واتكلموا علينا كلام مش كويس!
الملك فيصل: يا طويل العمر هذه بالذات مثل ما شرحت فخامتكم، إن ها الحين إن اللى ينشر فى جريدة الأهرام عند العرب وعند الدول الأجنبية؛ يقولوا عليه إن ده بيعبر عن رأى فخامة الرئيس شخصيا، مش بس عن الحكومة أو عن مصر أو شخصيا يعنى، فكانت جريدة الأهرام نشرت تعليق فيه شئ من التبرير لموقف بتوع الجنوب العربى، الناس أخدته على إن ده رأى فخامة الرئيس.
عبد الناصر: هو رأى زكريا نيل يمكن!
نواف: أكثر رؤساء دول ورؤساء وزارات مسؤولين يعتبروا هذا…
الملك فيصل: أنا بسمع أنا بودنى.. لما أحيانا بكون فى السيارة بفتح الراديو مثلا بسمع محطة لندن أو محطة صوت أمريكا ولا محطة هذه اللى فى ألمانيا كولونيا، وفى إيطاليا بعض محطاتهم هذه، بيذكروا بالعربى، يقولوا: ذكرت جريدة الأهرام.. وبعد ما يجيبوا الخبر، ومن المعلوم أو مثل ما هو معروف أن جريدة الأهرام هى تعبر عن رأى الرئيس عبد الناصر شخصيا!
عبد الناصر: لازم نحط فى جريدة الأهرام إنها تحت الأهرام، إنها لا تعبر عن رأى الرئيس، أنا جميع تعليقات الأهرام – اللى هو العمود اللى بيعلق والعمود اللى تحت – عمرى ما قريته!
الملك فيصل: تسمحلى فخامة الرئيس.. فيه واحد يعنى اللى بيخلى بيشكّوا هذا الشك يعنى؛ خبر زيارة جلالة الملك للجمهورية العربية المتحدة نشر فين أو أول ما نشر؟ هذه الأساليب بتيجى على الناس، قبل ما ينشر فى الإذاعة نشرته صحيفة الأهرام، يعنى معناه إن الأهرام مصدر رسمى مش الإذاعة!
عبد الناصر: بالنسبة للخبر ممكن نقول…
الملك فيصل: هذا اللى بيعطى للناس فكرة إن الإهرام بتمثل رأى رسمى فى الدولة.
عبد الناصر: هى اللى بتمثل الرأى الرسمى أصلا هى الجمهورية – مش كده يا أنور؟ – يعنى الناطقة باسم الدولة اللى عملناها هى الجمهورية.
الملك فيصل: يعنى الأساليب هنا بتعطى النظام هذه الصفة.
نواف: لأ.. يمكن أحد يسرق خبر.
عبد الناصر: لأ.. بس دى غلطة رياض، لأن أنا قلت لرياض يومها إن هوه ينشر الخبر، تذكر إنت كلمتنى فى التليفون بعد ما جالك السفير، قلت لك: قل له هل ننشر؟ قلت لى بعد كده: موافق، قلت لك: أنشر، رياض مانشرش، طلع الأهرام الصبح فيه الخبر لأن الأهرام عرف.
الملك فيصل: لأ.. هو جالنا الخبر بالقائم بالأعمال – على ما أتذكر – إنه الأخ المفروض رياض قال له: إن بكرة هننشر الخبر فى الإذاعة بعد الظهر، ويوم الثلاثاء الصحف هتنشر الخبر يعنى.
عبد الناصر: هو ميزة الأهرام إنه…
نواف: الأهرام سبقت أن نشرته فى صباح الاثنين.
صوت: إذا سمحتولى هو الموضوع تم بشكل؛ إنى أنا كنت عند الأخ محمود رياض فى هذا الموضوع، وكنا بنتكلم كيف يمكن النشر عن زيارة جلالة الملك، فانتهينا أخيرا الى أنه يستحسن تأجيل نشر هذا الخبر الى أن نرسل برقية من السفارة الى جلالة الملك على صيغة البيان الذى ينشر، وعلى ما يراه فيما يتعلق ببرنامج الزيارة. وعند ذاك عندما يقولوا فى الرياض OK يبقى إحنا نعطى الخبر للإذاعة وللجرايد، وفوجئت أنا حقيقة صباح الثلاثاء إن نشرت!
صوت: صباح الاثنين.
صوت: صباح الاثنين.. إنه نشر هذا الخبر، مع العلم بإن كنا بنقول خليه يا يوم الثلاثاء يا يوم الأربعاء.
عبد الناصر: هو ده بيقودنا الحقيقة الى نقطة تانية.. ما هو وضع الصحف فى الجمهورية العربية المتحدة؟ وضع الصحف هنا غير ما يتصوره الناس يعنى.
إحنا بنقول بندى سياسة للصحف، ولكن الحقيقة إحنا مش ماسكين الصحف خالص. إحنا نقدر نمسكها، وإلا جرايد بيروت بتضغى على العالم العربى وعلينا، وبتبقى هى اللى عندها الحرية. إحنا حاطين فى كل صحيفة رئيس مجلس إدارة هو المسئول، وأنا المقالات بتاعة هيكل بيقولوا إن أنا بشوفها قبل ما تطلع! أنا فى مقالات لهيكل لم أقرأها حتى الآن!
يعنى مثلا يمكن مقالة الأسبوع اللى فات أنا لم أقرأها – اللى كانت تكملة – وأنا سألت حتى دى مقالة على لبنان اللى كان كاتبها، وزعلوا منها اللبنانين! أنا لم أقرأها، تعليقات الأهرام لا أقرأها أبدا، اللى هو العمود اللى فى الوسط واللى بيكتبه على الجمال.. ده لا أقرأه أبدا.
وأنا من الناس اللى ما يقروش التعليق، يعنى أقرأ الأخبار ولكن ما أقراش التعليق إلا التعليقات المضادة بس، بالنسبة للصحف الأجنبية بقرا التعليقات المضادة أو التعليقات المهمة.
الحقيقة الأهرام جريدة مطلعة – يعنى هو ده الموجود يعنى – ومطلعة لأن فعلا هيكل أنشط صحفى هنا، بيقعد.. بيروّح الساعة 9 الصبح بيمشى الساعة 9 بالليل؛ قاعد 12 ساعة فى الجريدة! وهو عرف، نشر الخبر، الحقيقة ما فيش تعليمات كانت تقول لا ينشر الخبر؛ دى الطريقة اللى طلع بيها الخبر. لكن بتدى طبعا نظرا للنشاط، الأهرام بيوزع نص مليون نسخة نظرا لهذا النشاط.
الملك فيصل: لا أنا بس ذكرت هذا – طال عمرك – لما تفضلتم قلتم: إن فيه ناس قالوا إنكم أنتم مأيدين لبتوع عدن يعنى، الناس ياخدوها من ها الأشياء هذه!
عبد الناصر: طبعا اللى بيدى بعض الصحفيين شعور إن احنا العلاقة بينا سيئة، وبيقولوا: اليمن دى دولة ثورية، وبيقولوا: إن احنا متزعمين الدول الثورية.
الحقيقة مثلا إحنا والعراق – الكلام مثلا بيتقال فى صحف بيروت – مثلا إحنا موافقين على قرار مجلس الأمن(1) العراق لا توافق على قرار مجلس الأمن، سوريا لا توافق على قرار مجلس الأمن، الجزائر لا توافق على قرار مجلس الأمن، اليمن الجنوبية لا توافق على قرار مجلس اليمن، حتى اليمن لا توافق على قرار مجلس الأمن!
الحقيقة مافيش أبدا أى تنسيق فى السياسة، بل بالعكس يعنى النهاردة مثلا مع اليمن إحنا كنا بنحارب معاهم، النهاردة ما فيش، علاقتنا يمكن فيها فتور أيضا ويمكن إنتوا بتعرفوا هذا الكلام؛ لأن اليمن بتيجى لكم معلومات فى اليمن، ده الحقيقة الوضع.
الملك فيصل: والله اليمن مش معروف حتى هم بينهم.. مش معروف الحين وضعهم يعنى فى الحكومة، بس فى نفس الحكومة الناس هم ضدهم، للأسف يعنى.
عبد الناصر: الحقيقة يعنى كان من الضرورى إن الأمور ديه تتعرف يعنى.
الملك فيصل: لا على كل حال إن شاء الله فيه…
عبد الناصر: الحقيقة بأعتبر تبادل الزيارات – يعنى الأخ سلطان والإخوان – لما بيحصل إن ناس من هنا…
الملك فيصل: وسلطان كان هنا قبل مدة يعنى.
عبد الناصر: من مدة طويلة يعنى، لكن المظهر العام وقدام الناس كلها إن فيه فتور كبير فى العلاقات بين البلدين، يجب أن نعالج هذا الموضوع.
الملك فيصل: إن شاء الله.
عبد الناصر: بعتبر ده الموضوع الأساسى، ليك حاجة يا حسن؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قرار 242 الصادر عن مجلس الأمن فى 22/11/1967.
حسن: لا، لا مافيش.. هو زى ما سيادتك تفضلت يعنى هو فعلا الشعور هنا وهناك إن فيه يعنى فيه يعنى حجاب، ففتح الباب لا شك يعنى إنه يخلق جو يؤكد يعنى، وإن شاء الله فتحة الخير ديه يتبعها الزيارات وفتح الباب ما بين البلدين؛ علشان تعود الأمور الى مجراها الطبيعى.
الملك فيصل: لا.. إن شاء الله بتوجيهاتكم وباجتهاد الجميع إن شاء الله وتعاونهم نقضى على ها الأشياء هذه كلها، وتنتهى الأمور هذه كلها إن شاء الله؛ لأن فى الحقيقة أنا عرضت لفخامتكم اليوم لما نشوف الجماهير بتحيى وبترحب بالجميع والأشياء هذه، قلت لفخامتكم: ربنا إن شاء الله يوفقنا أن نكون عند حسن ظنهم ولا نخيب أمالهم إن شاء الله، هذا اللى إن شاء الله يجب علينا إننا نعمله إن شاء الله.
عبد الناصر: هوه الحقيقة كان لازم نحط هذه المقدمة علشان نقدر نتكلم فى الأمور وما فيش أى حاجات عالقة.
الملك فيصل: لا.. إن شاء الله.
عبد الناصر: إحنا اتكلمنا على الوضع العربى، واتكلمنا على جدول الأعمال بتاع مؤتمر الرياض، ثم اتفقنا على إن احنا نستأنف كلامنا بكرة، لأن جلالة الملك عنده شئ.
الملك فيصل: أى وقت تستمروا فيه؟
عبد الناصر: على حسب راحتكوا نتفق يعنى.
الملك فيصل: إحنا هنا ماعندنا شغل ترى إنتم مشغولين؟ يعنى إنتم اللى تحددوا يعنى.
عبد الناصر: إحنا ما عندناش شغل، هو بكره.
الملك فيصل: الصبح إنتم مشغولين أظن يعنى بعض مشاغل، والجمعة بكرة كمان.
عبد الناصر: آه.. لا أنا مش مشغول يعنى.
نواف: أظن 6.. طيب أظن فى المساء؟ طيب يعنى 6 مثلا 5.30 مثلا.. 6 طيب.
عبد الناصر: يعنى إحنا مستعدين.
نواف: المغرب هنا على 5؟
عبد الناصر: المغرب على 5 إلا يمكن خمسة إلا دقيقتين، الوقت اللى يناسبكم.
نواف: أنا ظنيت الحقيقة بعد 5.
صوت: الآذان عندنا من خمسة وخمسة، لكن هنا الأقل شمال أكثر.. بيصير بدرى أكثر.
عبد الناصر: إحنا هنعمل؟
الملك فيصل: شوف الشئ طال عمرك اللى إنتم تفضله.
عبد الناصر: إيه رأيك يا رياض؟
رياض: نعمل بيان.
عبد الناصر: يعنى برضه البيان، أنا والله أنا قلت للملك فيصل: إحنا مستعدين لإزالة الغيام اللى موجود؛ إن احنا نعمل معاهدة إخوة وصداقة من الأول وجديد.
الملك فيصل: الإخوة والصداقة ده شئ طبيعى.
عبد الناصر: علشان المظهر قدام الدنيا.
الملك فيصل: اتفاقيات.. طال عمرك نقدر نعمل اتفاقيات مع ناس تانيين كمان يعنى ما لها شئ، لكن المهم اللى بينا نحن أقوى وأكبر من أى اتفاقية.
عبد الناصر: ونحن نبحث عن الخطوات اللى تتخذ، على العموم فى أى وقت يناسبكم بكرة، الساعة 5.
صوت: 6 كويس.
عبد الناصر: أى حاجة.
محضر مباحثات الرئيس جمال عبد الناصر مع الملك فيصل
الجلسة الثانية
19 ديسمبر 1969
محضر مباحثات الرئيس جمال عبد الناصر مع الملك فيصل
الجلسة الثانية
19 ديسمبر 1969
عبد الناصر: إحنا امبارح اتكلمنا على العلاقات الثنائية، ولما اجتمعنا كنا اتكلمنا على جدول أعمال المؤتمر كلام عمومى، بعدين كلفنا وزراء الخارجية بعمل بيان مشترك. بالنسبة لجدول أعمال المؤتمر، هو الجدول من 3 نقط، الأخ رياض يقولنا.
رياض: حشد كل الإمكانيات العربية من أجل المعركة.. هو ده الموضوع الأساسى، الموضوع التانى المتعلق بالكفاح المسلح الفلسطينى ودعم الثوار.
السقاف: أنا أظن ثلاث نقاط يعنى، حشد القوى العربية والإمكانيات العربية للمعركة المصيرية، وبعدها ييجى دعم الكفاح المسلح فى فلسطين ودعم الفلسطينيين فى الداخل، وبعدها دعم الصمود فى داخل المناطق المحتلة.
صوت: هو الأساس – إذا سمحتوا – يعنى كل هذا مبنى على أساس إن الحل السلمى أصبح غير ممكن، ولا يمكن البحث فيه.
السقاف: لا.. إحنا بحثنا فى الدعم؛ سواء للمعركة أو الكفاح المسلح الفلسطينى أو للصمود يعنى.
عبد الناصر: هو الحقيقة إحنا فى سنة 67 حينما قبلنا بقرار مجلس الأمن كنا على ثقة أن اسرائيل لن تنفذ هذا القرار، ولهذا كان فى نيتنا وفى تقديرنا إن احنا نحتاج الى وقت – على الأقل هذا الوقت 3 سنوات – حتى نعيد بناء القوات المسلحة المصرية.
فى هذا الوقت أظن إحنا اتكلمنا قبل صدور قرار مجلس الأمن فى الخرطوم على الوقت اللى هنحتاجه لبناء القوات المسلحة، يمكن ما قلناش الوقت بالتحديد لكن الواضح إن الوقت مش قصير.
كان فى تقديرنا فى هذا الوقت إنه بيكون 3 سنوات؛ على أساس إن القوات الجوية الاسرائيلية تتفوق تفوق أكثر مما كانت عليه؛ ولهذا أنا دعيت تانى يوم للقرار الى عقد مؤتمر قمة، وقلت ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.
وإحنا بحثنا فى اللجنة التنفيذية العليا أو فى مجلس الوزراء، كان معروف إن اسرائيل لن تقبل تنفيذ قرار مجلس الأمن، وإلا لو قبلت تنفيذ القرار كما حصل فى سنة 56 لا يمكن بأى حال من الأحوال إن احنا نقول: لأ.. إن اسرائيل تقعد ما تمشيش لغاية لما نقوى نفسنا ونحاربها ونطلعها بالقوة!
لما عقد مؤتمر القمة فى سنة 67، والحقيقة كان إحنا رأينا عقد مؤتمر قمة فى 67 حتى نقرر حشد القوات وتخطيطها؛ لأن قرار حشد القوات وتخطيطها سيحتاج الى سنوات لتنفيذه، وبعد هذا كل واحد منا بيعمل جهده وبنعرف جهد الآخرين.
النهاردة إحنا فى سنة 69 ودخلنا على سنة 70، وهندرس حشد القوات، وحصل كلام فى اجتماع مجلس الدفاع. إحنا الدولة اللى موافقة الوحيدة – إحنا والأردن – على الحل السلمى، وإحنا الدولة الوحيدة فى الدول العربية اللى بتحارب كل يوم، عندنا إحنا بنهاجم اليهود وإحنا اللى بيتهجم علينا! الأردن يمكن الموضوع بالنسبة ليها موضوع جزئى؛ فالأردن بيتهجم عليها تحت اسم الهجوم على الفدائيين بالطيران، ولكن الأردن نفسها مابتقومش بعمليات تعرضية أو هجومية بالنسبة لاسرائيل.
الحقيقة إذا أردنا فعلا إن احنا نعمل حل عسكرى، وهنشوف طبعا فى الرباط حشد القوات ده.. هنشوف فى الرباط حشد القوات ده هيوصل الى إيه؛ عندنا القوات الاسرائيلية وعندنا الطيران الاسرائيلى، وعندنا توقعات ما ستعمله اسرائيل فى المستقبل.
الحقيقة نحن نعتقد أن اسرائيل لن تنفذ قرار مجلس الأمن، وإحنا لو كنا فى مكان اسرائيل ماكناش ننفذ أبدا قرار مجلس الأمن! همَ كسبوا أرض وعندهم خطوط قتال، وعندهم تفوق جوى، وبالتفوق الجوى فى الأرض المكشوفة فى معركة عسكرية بيكون لهم الى حد كبير الغلبة، فلماذا تنسحب اسرائيل؟! هو ده الموضوع الأساسى.
اللى هيتنفذ واللى هيكون فيه حاجة عملية هيكون الإنسحاب، أما باقى المواضيع فهى كلام بيقال وهذا ما تقوله اسرائيل، فطبعا أمريكا تساند اسرائيل فى هذا الموضوع.
الحقيقة الموضوع هو بالنسبة لمصر موضوعين..
أولا: هو موضوع مصرى.. اللى هو خاص بسينا.
ثانيا: هو موضوع عربى.. اللى هو خاص بسينا وباقى الأراضى العربية.
إذا كان الموضوع على سينا، الحقيقة إحنا بنقدر يعنى مع بعض الضغط، بل عُرض علينا حتى من الأمريكان ومستعدين يقبلوا أى شئ؛ على أساس إن احنا نصل لحل بالنسبة لسينا لوحدها.. الانسحاب الكامل من سينا، مبدأ الانسحاب من غزة وترك غزة؛ إنتوا جالكوا العشر نقط بتوع المشروع الأمريكى.
بالنسبة لحدودنا، ما فيش أبدا أى تنازل عن حدودنا.. حدودنا هى الحدود التى كانت موجودة، واحنا رفضنا المبدأ على أساس إن احنا لا نقبل تجزئة القضية؛ لأننا نعلم أننا إذا قبلنا هذا فمعنى هذا ضياع القدس والضفة الغربية وأيضا الجولان.
وقلنا: إن احنا القدس والضفة الغربية والجولان، قالوا: إنهم هيقدموا مشروع بعد ما يتفقوا معانا الى الأردن، قلنا: إن احنا غير مستعدين إن احنا نتواصل. الحقيقة دى خطوات الحل السلمى.
إذا كان الموضوع مسألة مصرية الحقيقة ويظهر هذا فى الرباط، إحنا مستعدين نتفق ونخلص الأرض فى سينا، وأنا هقول هذا فى الرباط، والعرب يعملوا اللى يعملوه بالنسبة للموضوع العربى. إذا كان الموضوع عربى الحقيقة إحنا مستعدين إن احنا نحل الموضوع عربيا وأنتظر، وسينا بتكون آخر جزء بيتحرر فى الأرض العربية الحقيقة!
أما الكلام عن الحرب، سهل جدا الكلام عن الحرب، لكن الحرب بالنسبة لينا إحنا لازم نحسبها مية المية، وإلا إذا خسرنا الحرب يبقى خسرنا كل شئ الحرب الجاية. بعدين أما هنتكلم عن الحرب، الجزائر ما حدش هيضربها بالفانتوم إحنا اللى هننضرب بالفانتوم، دى جايلنا إحنا مش جاية للأردن ومش جاية لسوريا؛ ماعندهمش حاجة تنضرب بالفانتوم!
إذاً إحنا اللى بلدنا هتدمر ومنشآتنا الاقتصادية ستدمر، نحن نقبل هذا الحقيقة إذا كان فعلا فيه جدية؛ نقبل أن تدمر بلدنا، وإحنا نقبل بيموتوا أولادنا.. وولادنا بيموتوا.
عندنا الحقيقة دمرت أجزاء كبيرة من بلدنا؛ دمرت السويس ودمرت الإسماعيلية، وهجرنا حوالى 400 ألف مصرى من منطقة القنال الى داخل البلد، وقام الأخ ضياء(1) بجزء كبير فى هذه العملية، يمكن كان عندنا يوميا يمكن بين 10 و20 ووصل يوم 73 قتيل فى المدنيين!
فكنا الحقيقة أسرى هذا الوضع وأخذنا قرار بالتهجير، ووقفنا كل المنشآت الصناعية اللى كانت موجودة هناك؛ معملين للتكرير، مصنع للسماد ومصانع أخرى. بالنسبة للتضحية الحقيقة وبالنسبة لينا إحنا، الحقيقة إذا مصر تخاذلت فى هذه القضية تبقى القضية انتهت بالنسبة للقضية العربية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ضياء الدين داوود، وزير الشئون الاجتماعية.
ولهذا لا يمكن لينا إن احنا نتخاذل فى هذه القضية، وبعدين نحن نعلم إن احنا الناس اللى هتدفع أكثر التضحيات فى هذا الموضوع، والحقيقة ده سيتقرر فى مؤتمر الرباط. والحقيقة مانقدرش نروح فى الرباط ونقول: إن الحل السياسى أو الحل العسكرى؟! يعنى إذا كنا فى حل عسكرى بتستدعى الاستراتيجية السياسية إن احنا نعمل استنزاف سياسى لاسرائيل كما نعمل لهم أيضا استنزاف عسكرى، ونأخذ على هذا المثل إيبان قبل يومين قبل 5 يونيو وإدى تصريح وقال: إن خلاص فات الوقت والحرب.. مافيش أمل للحرب، مع إنهم كانوا مخططين للحرب!
والحقيقة إحنا أخدنا فى مؤتمرات القمة الأولى والثانية قرارات بالنسبة للحرب، وكانت معروفة كل هذه القرارات وتفاصيلها بالنسبة للقوى المضادة فى اسرائيل.. مضادة للعرب، وقدروا الحقيقة إنهم يتفوقوا علينا بالنسبة لمجالات معينة ظهر فيها ضعفنا؛ وهى المجالات الجوية.
الحقيقة اللى أنا متصوره بالنسبة لمؤتمر الرباط، إن احنا نحشد القوة العربية للمعركة، بنشوف.. لن نحارب باكر ولا بعد باكر ولا فى شهر 6 سنة 70. وإذا اسرائيل خدت طيارات يبقى مش هنحارب فى سنة 70؛ لسبب بسيط.. لأن أنا عندى طيارات.. أنا عندى 400 طيارة لكن ماعنديش 400 طيار.. عندى موجود هنا دلوقتى 400 طيارة مقاتلة غير القاذفات ما عنديش 400 طيار! نطلع الطيار فى سنة ونص دلوقتى علشان يشتغل؛ ده الوضع الحقيقة.
إذا أخد اليهود طيارات بيجيبوا طيارين من أمريكا وبيجيبوا طيارين من فرنسا وبيجيبوا طيارين من أوروبا وبيجيبوا طيارين من جنوب إفريقيا! مشكلتهم الحقيقة فى هذا الوضع محلولة؛ لأن الفانتوم عايزه 2 طيارين، الـ 50 فانتوم عايزلها 100 طيار؛ ده الوضع الموجود. أنا النهاردة لو أخدت فانتوم ما عنديش طيارين، ولو أخدت ميراج مافيش، هضطر حتى أنقل طيارين من اللى بيطيروا على طيارة 17 أو 21!
الملك فيصل: يعاد تدريبهم.
عبد الناصر: آه.. ويعاد تدريبهم، وأقل وقت علشان يقدروا يطيروا الطيارة هو 6 أشهر!
الحقيقة دى العملية اللى يجب إن احنا ناخدها بعملية واقعية، إذا كنا هنتكلم عن حشد القوى العربية للمعركة وهل الدول العربية ستقدم جيوش للمعركة وحتى تكون هذه الجيوش قادرة على كسب المعركة. كل دى مواضيع الى هى الإستراتيجية الحقيقة اللى يجب أن نصل فيها قبل ما نطلع ونقول إن كذا أو كذا.
وإحنا رأينا يعنى – وكان كلامى إمبارح مع جلالة الملك – إن احنا هذا الموضوع لا نتعرض له؛ اللى هو موضوع الحل السلمى أو الحل العسكرى؛ لأن حشد القوى شئ آخر. وهل سيتم هذا الحشد أو ما يتمش، يعنى قد يقال إن احنا فى الدول العربية هتحشد – برضه إنتوا عندكوا خبرة فى التعامل مع الدول العربية – هل سيتم حشد أو مايتمش؟! هل سيتم حرب أو مايتمش؟!
إحنا برضه اتكلمنا فى هذا الموضوع بمنتهى الصراحة فى اجتماعنا مع بعض، فطبعا هذا الموضوع.. لكن مين بقى اللى فى خط النار؟ إحنا اللى فى خط النار.. مافيش حد فى خط النار غيرنا، يعنى إحنا اللى بنقول حل سلمى وسوريا بتقول حرب التحرير الشعبية ولا حل استسلامى!
هم ماضربوش طلقة فى الجبهة الموجودة عندهم من 67 لغاية النهاردة، طبعا هذا الكلام ممكن يتقال فى مؤتمر القمة، وإحنا يوميا عندنا ضرب. إحنا امبارح عندنا غارات جوية 7 ساعات، أول إمبارح عندنا 80 طلعة جوية على الخطوط بتاعتنا، ما فيش يعنى بالنسبة لسوريا، لكن هناك هم مش موافقين على الحل السلمى، لكن هل هناك حالة حرب؟ ما فيش حالة حرب الحقيقة موجودة فيها!
فيعنى نحن نريد الحقيقة من المؤتمر إن احنا نوفر الحد الأدنى من التضامن والحد الأدنى من حشد الدول العربية. والحقيقة أنا برضه.. إحنا هنا قررنا إحنا مش رايحين نتخانق؛ لأن ما فايدة الخناق مع أى حد إلا إذا طبعا استفزينا هنتكلم، لكن إحنا مش رايحين نشاكل حد، إحنا عارفين واقع العالم إيه من هنا ومن المشرق والمغرب وكل حاجة.
عايزين حالتنا النهاردة لو نقدر نحسنها قيراطين يبقى أحسن، نرضى بهذا وممكن يمكن بعد كام شهر نحسنها تانى أربع قراريط؛ يعنى ده الحقيقة يعنى الخط اللى إحنا واخدينه. ماحناش رايحين بخطة مفصلة.. يعنى ماحناش بالنسبة لينا ما عندناش الحقيقة حتى الآن خطة رايحين بيها إلا حشد القوى على قدر الإمكان، ما عندناش خطة.. فيه أفكار؛ فيه أفكار من رياض وفيه أفكار من فوزى(1) مبنية على الكلام اللى حصل فى مجلس الدفاع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الفريق أول محمد فوزى، وزير الحربية.
يعنى الحقيقة ماحناش عايزين نروح نزايد، وبعدين لن نرضى برضه اللى هيزايد هنقوله: إن احنا عايزين نحقق إجماع على تضامن معقول لا فيه مزايدة لحد ولا على حد ولا فيه إحراج لحد، وإلا بتبقى العملية الحقيقة المؤتمر هيضر أكثر مما ينفع!
الحقيقة مؤتمر الخرطوم أفاد فايدة كبرى، ولما رحنا المؤتمر كان فيه خلافات فى اجتماعات وزراء الخارجية؛ لأن كان فيه ناس بتنادى بقطع البترول وناس بتنادى بقطع العلاقات. وإحنا كان رأينا إن قطع البترول ولاّ قطع العلاقات مش هو الموضوع الحقيقة؛ لأن إذا قطعنا البترول هنضعف نفسنا، فى الوقت اللى ضعفنا فيه بغلق قنال السويس وبضياع مناطق الحقيقة بتدينا دخل. وقدرنا الحقيقة بعد أول جلسة الى حل كويس جدا، فعلا إحنا لو ماكناش خدنا الدعم اللى أخدناه للصمود والدعم الاقتصادى، كنا فعلا على ديسمبر أو يناير كنا نتعب؛ لأن إحنا راح مننا حوالى 110 مليون جنيه فى قنال السويس، وبعدين راح مننا البترول!
وبعدين المبلغ اللى احنا أخدناه – اللى هو 95 مليون جنيه – ساعدنا مساعدة كبيرة جدا ومكنا إن احنا نقف، النهاردة داخلين على السنة الثالثة من الناحية الاقتصادية ماوقعناش. ولكن بعد الخرطوم إحنا عندنا خسائر فى منطقة القنال بتصل الى أكثر من 170 مليون جنيه؛ قفلنا معامل التكرير وبعدين بنستورد بترول مكرر، البترول المكرر تمنه كذا ضعف البترول الخام، لأن احنا عندنا 3 مصانع تكرير لينا، وحسن عباس بالذات تعب فى العملية دى؛ لأنه كان لازم يجيب عملة صعبة نجيب بيها بترول مكرر. الروس ساعدونا فى هذا الموضوع؛ إدونا بالاتفاقيات.
وبعدين بالنسبة للسماد، مصنع السماد بيدينا سماد نص سماد البلد؛ اللى هو السويس. وبعدين بعد كده مصانع أخرى؛ مصنع ورق ومصنع بويات ومصنع تليفزيون ومصنع لمبات كهربائية؛ كل المصانع دى اتقفلت الحقيقة، وتقبلنا هذه الأعباء ولم نطالب الحقيقة، ولن نطالب.
إحنا فرضنا هنا ضرايب.. يمكن وصلنا الى 270 مليون جنيه ضرايب زيادة. بعد كده بالنسبة للتهجير، إحنا عندنا إعانات بالنسبة للتهجير؛ لأن كل عيلة بنديها مرتب وبنديهم إعانة لدفع حتى إيجار منازلهم، برضه يعنى ده بنتحمله.
فالدعم الحقيقة أفاد فى سنة 67 وأفاد الأردن جدا، وخلى إنهم خدوا الدعم من أجل الصمود فى المناطق المحتلة، ووقفت المناطق المحتلة لم تسلم.. قاومت.. قاوموا مقاومة عنيفة، وإحنا وقفنا ولن نسلم وفعلا فيه استنزاف عسكرى بالنسبة لاسرائيل، هناك أيضا استنزاف سياسى.
الموقف فى انجلترا تغير، الموقف فى فرنسا تغير، الموقف فى بعض البلاد التانية تغير، وانكشفت عملية اسرائيل. اسرائيل النهاردة بيقولوا: إن العرب رايحين يعقدوا مؤتمر حرب ونحن نريد السلام – الكلام ده يعنى – ونحن نريد السلام وعايزين السلام عن طريق مفاوضات مباشرة وبدون شروط مسبقة!
طبعا هذا خداع؛ لأن هم مش عايزين السلام هم عايزين التنصل. الحقيقة لازم نحقق إيه هدفنا؟ نقول: إيه هدفنا وكيف نصل لهذا الهدف. وبعدين هل هنقول إن هدفنا تحرير فلسطين كلها ولاّ إزالة آثار العدوان؟ أنا بقول: إن احنا النهاردة.. الدول العربية كلها غير قادرة على إزالة آثار العدوان إذا كان هدفنا إزالة آثار العدوان. إذا كنا بنقول: إن الحل السلمى وصل الى طريق مسدود – إذا كنا بنقول هذا الكلام فعلا إحنا من سنتين من يوم ما طلع قرار مجلس الأمن – ولكن بنقول إن احنا النهاردة.. كل الدول العربية غير قادرة على إزالة آثار العدوان؛ لسبب أساسى إن اسرائيل عندها تفوق جوى وإذا لم يحدث تعادل جوى – ده موضوع بسيط بالنسبة للعسكريين – لن تستطيع الجيوش إنها تعدى القنال مثلا وتمشى فى صحراء مكشوفة، هذا بالنسبة للضفة الغربية.
أما بالنسبة للضفة الشرقية، فالحال فيها طبعا يمكن إنتوا أيضا عارفينه – وأنا اتكلمت إمبارح مع جلالة الملك – عملية الحرب ليست عملية سهلة، يعنى لا أستطيع إن أنا أقول سنبدأ فى التحرير سنة 70 إذا اسرائيل أخدت طيارات فانتوم أو أخدت طيارات ميراج؛ لأنه لما ياخد 50 ميراج تانى بيغير الأوضاع كلها!
وبعدين الحقيقة هم طيارينهم؛ على أساس إنهم متعلمين فى 6 سنين على الأقل للواحد، بالنسبة لطيارينا اللى الواحد فيهم متعلم فى سنة ونص دلوقتى، الحقيقة بنظلم أولادنا.. بنحطهم فى مواقف صعبة، ومع هذا أولادنا طلعوا وضربوا طيارات.. ضربوا الفانتوم وضربوا الميراج! إحنا النهاردة مابرنضاش ندخّلهم كل يوم؛ لأن اليهود عايزنا كل يوم كل ما ييجوا يغِيروا علينا نطلع الطيارين بتوعنا، وبهذا يبقى مافيش تدريب ويقدروا يصطادوا ويكسروا الروح المعنوية للقوات الجوية!
فإحنا خطتنا إن احنا يعنى كل كام يوم نطلع مرة ونطلع الطيارين الكويسين؛ علشان نرفع الروح المعنوية إذا اصطادوا طيارتين أو طيارة منهم، أما الباقى كله فاحنا بنعتمد على الدفاع الجوى الأرضى. عندنا دفاع جوى أرضى النهاردة أد اللى كان عندنا يوم 5 يونيو 45 مرة، ومع هذا غير كافى.. 45 مرة! إحنا كنا بنعتبر اللى كان موجود برضه قبل 5 يونيو كافى؛ لأن لما كنا بنطلب من الروس ماكانوش بيقولوا لأ، النهاردة يعنى جيبنا من كل البلاد بالتهريب ومن سويسرا، بأدفع فلوس للناس.. للدفاع الجوى.
وبعدين الحرب، الفانتوم بتوصل عندكم السعودية بتوصل الى ليبيا وتصل الى العراق، يعنى وتصل عندنا هنا لغاية غرب الحدود المصرية – يمكن بـ 700 أو 800 كيلو غرب بنى غازى – وتصل الى السودان؛ يعنى هو ده الميزة الحقيقة فى الفانتوم. الطيارات الـ 21 مداها صغير بتطير بس فى نص ساعة ،عندنا قاذفات قنابل بتوصل كل اسرائيل، وطالبين قاذفات قنابل أحدث.
لكن الحقيقة هذا هو الواقع، فلما نتكلم عن الحرب بنعرف ما هى الحرب، هنحارب ولكن هل إحنا قادرين إن احنا نحارب بكرة؟! قادرين نحارب بعده؟!
الحقيقة فى الرباط لما بنشوف إيه القوة اللى هتكون موجودة، هنقول إمتى نبقى قادرين فعلا إن احنا… سيقال أيضا فى الرباط لأ.. نحن لا نكتفى بإزالة آثار العدوان، من الضرورى أن يكون قرار بتحرير كل فلسطين! طبعا كلنا نتمنى إن احنا نصل الى هذا، ولكن حتى نصل الى هذا ما هى القوات المطلوبة للعملية؟
الكلام سهل جدا، هل حد حتى فى العالم هيؤيدنا فى هذا؛ لا الروس هيؤيدوا فى هذا ولا الأمريكان ولا الفرنساويين ولا البريطانيين، فإذا أردنا هذا فمافيش داعى إن احنا نتكلم فيه.
والله إذا قدرنا نقضى على القوات الاسرائيلية فى ميدان القتال ما حدش هيقدر يوقفنا إلا إذا تدخلت دولة كبرى بقواتها المسلحة لإيقافنا. الحقيقة ده الوضع اللى حبيت أقوله يعنى بالنسبة للكلام، كنا إمبارح اتكلمنا فيه يمكن النهاردة قلت بتطويل شوية بالنسبة للمعركة العسكرية.
الملك فيصل: إن اجتماع الخرطوم هو واضح فى البنود الموجودة فيه، وما فى أحد بييجى يطالب ببحث الحلول السلمية أو إعلان حرب حالا يعنى.. ما أظن فيه أحد بيطالبنا. المهم حشد القوى العربية للمعركة المصيرية، مافيش حد بييجى يقول: لازم تحددوا هذه المعركة فى يوم كذا، أنا ما أعتقد يقولوا هذا.
عبد الناصر: لأ.. قيل فى مؤتمر الدفاع المشترك إن مستعدين.. إحدى الدول قالت إنها مستعدة إنها تبعت قواتها، واتنشر بره، لكن ماتبعتهاش تتشمس على حافة قنال السويس ويستحموا ويلبسوا مايوهات! لأ.. لما نقول لهم إمتى الحرب، قبل الحرب بـ 24 ساعة همَ مستعدين يبعتوا جيشهم.. همَ بيبعتوا جيشهم، إحنا بييجى لنا منهم كتيبتين كل 6 أشهر بييجوا غير مدربين بيمسكهم فوزى بيقعد يدربهم، يدوبك عقبال ما يستكملوا التدريب بيمشوا وييجوا كتيبتين تانيين! ولا إيه يا فوزى؟! وهذا الكلام أنا قلته لبومدين وفوزى قاله برضه، وهم موجودين قدامى الإخوة.
الملك فيصل: طال عمرك.. إذا دخلنا فى بحث تقريب يوم المعركة هنخش فى الموضوع ده، لكن إذا قصرنا البحث فقط على الحشد للقوى العربية للمعركة المصيرية.
عبد الناصر: آه.. لكن لما نقول مثلا – إن إيه يعنى بناخد نوع من السياسة – نقول: إن احنا خلاص رافضين نتكلم فى السلام معنى هذا إن احنا ندعوا ونعلن هذا الكلام!
يعنى أنا مثلا لما وقفت فى خطبتى قلت: احنا السلام.. عملنا وعملنا وعملنا، ولكن الحل السلمى وصل الى طريق مسدود، وليس أمامنا إلا أن نسير فى طريق من النار والدم. بعد خطبتى دى جالى وزير خارجية كندا، كلمنى بيقول لى: ليه طيب ليه إنتوا بتعملوا كدا؟ وإيه يعنى النار والدم؟ وليه الخطب؟!
قلت له: إنت قريت خطبتى؟! أنا يتهيألى إنك ماقريتهاش! قريتها؟! يمكن قريت ريبورت عنها فى الصحف.. تقرير. قال لى: آه.. قريت الصحف ماقريتش الخطبة. قلت له: إزاى بقى إنت جاى تناقشنى فى خطبتى وإنت ماقريتهاش؟! اللى إنت بتقول عليه ده مش خطبتى، أنا اتكلمت عن السلام واللى هو لا يعنى الاستسلام، اللى هو وفق قرار مجلس الأمن؛ الجلاء الكامل عن كل البلاد العربية بما فيها القدس، ولكن هذا الكلام مرفوض من اسرائيل، وعلى هذا ليس أمامنا إلا أن نحرر أراضينا المحتلة، وهذا ليس حقنا فقط ولكنه واجبنا.
قال: والله اللى جالنا فى كندا هو حكاية بحر من الدم، الحقيقة دى بكرة لما نقول هذا الكلام ونطلع ونقول إن خلاص ما فيش غير الحرب، وتيجى اسرائيل تضربلى القاهرة؛ بقت قدام العالم كله اسرائيل لها الحق فى هذا لأن احنا قلنا ليس أمامنا طريق إلا الحرب!
يعنى هم هيقولوا: الحرب هى القضاء على اسرائيل، فإذاً يجب علينا أن نقضى على مصر قبل أن تقضى مصر علينا! طبعا ده موضوع مش ممكن يعنى حد يقبله إلا إذا كان عايز القاهرة تنضرب!
النقطة التانية برضه نفرض حتى إن احنا عايزين نقرر حرب، وأنا رأيى إن مافيش حل سلمى، لكن لما جه يارنج أنا رأيى من الأول إن ما فيش حل سلمى، وكل رؤساء الدول اللى جم قابلونى يعلموا إن ما فيش حل سلمى، وعندنا محاضرنا فى اللجنة التنفيذية العليا وفى مجلس الوزراء، من يوم ما قبلنا القرار ونحن نعرف أنه لن ينفذ بواسطة اسرائيل!
لكن لم يكن أمامنا شئ نعمله إلا قبول القرار! دلوقتى إفرض قالوا يبعتوا يارنج يقابلوه فى اسرائيل – اللى همَ مش ناويين ينفذوا القرار – هل إحنا نرفض إن احنا نقابل يارنج؟! وما تأثير هذا علينا عالميا بالنسبة للسلام؟! أليس معنى هذا إن احنا أقفلنا الطريق قدام العالم كله بالنسبة لمحاولات السلام، ثم نعطى اسرائيل الفرصة إنها تعتدى علينا؟! هل هذا مطلوب؟!
وإذاً مافيش الحقيقة.. ليس هناك داعى إن احنا ندّخل هذا الموضوع زى ما تلافيناه فى الخرطوم، ليس هناك داعى إن احنا ندّخله فى النقاش فى الرباط.
الملك فيصل: وده اللى أنا قلته طال عمرك؛ إن ما فى لزوم إن ندّخل النقاش لا فى موضوع السلم والحل السلمى ولا فى موضوع تحديد المعركة.
عبد الناصر: طبعا لن نستطيع أن نحدد المعركة إلا إذا قدرنا أن نحدد القوة المشتركة فى المعركة، وكفاءة هذه القوة أيضا.
الملك فيصل: هذا اللى أنا أقوله، نحصر بحثنا فقط فى حشد القوة العربية للمعركة المصيرية مثل ما تقرر فى مجلس الدفاع يعنى، هذا البحث اللى بيصير يعنى، فما بدنا نتعرض لا لبحث فى الحلول السلمية، ولا لبحث فى تحديد المعركة؛ لأن تحديد المعركة – مثل ما تفضل طال عمرك – تحديد يومها أو وقتها أو الأشياء هذه يدخلنا فى أشياء تكون ملزمة، ولها حدود لا عاد يمكن نخرج منها يعنى – فيما بعد يعنى – لكن إحنا مثل ما تقرر فى مجلس الدفاع المشترك؛ حشد القوة العربية للمعركة المصيرية، فنسأل إخوانا العرب إيش اللى عندهم من الحشد هذا؟
عبد الناصر: طيب إذا كان مش هنوصل الى حشد، ما العمل؟ ما العمل إذا وصلنا؟
الملك فيصل: تبقى مشكلة، لأنه مثل ما تعرفوا فخامتكم الآن فيه دول عربية تحشد وتعمل يعنى لكن فيه دول عربية ما بتعملش لا بجيوش ولا بدعم ولا بأى شئ؛ دى لازم تشترك.
عبد الناصر: الحقيقة كيف نقترب من هذه الأمور بدون ما ندخل فى نقاش مع الناس؟! الواحد مش عايز يروح هناك ولا يدخل فى مشكلة مع هذا ولا ذاك. طبعا فى طريقة الاقتراب من الموضوع يجب إن احنا نقترب حتى لا يشعر إنسان إن احنا عايزين نورطه، ولا يشعر إنسان آخر إن احنا عايزين نزايد عليه؛ وبهذا يمكن إن النفوس تصفى حتى، ونقدر نصل الى أقل ما يمكن من الحشد، اللى هو يعنى أكثر مما هو موجود. وفى هذا أنا بأعتبر إن هذا مكسب الحقيقة للكل، قد يكون حتى مقدمة لمرحلة أخرى، ولكن كيف نقترب من الموضوع ده؟! أيضا اقترابنا من الموضوع فى مؤتمر الخرطوم وطريقة الاقتراب مكنتنا إن احنا ننجح فى الأول، يعنى إحنا لو دخلنا وقلنا لازم قطع العلاقات مع أمريكا ما كنا نتفق على شئ، إنتوا بتقولوا ما بنقطع العلاقات لأن مصالحكم…
الملك فيصل: ما نقدر.
عبد الناصر: وأنا أعلم هذا، فأنا إذا دخلت وقلت لازم تقطعوا العلاقات مع أمريكا أبقى داخل أحرج؛ ولهذا أنا دخلت وقلت: أنا لا أطالب بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية لأن عايزين نحل لفايدة المصلحة العربية.
الملك فيصل: لو جيت اليوم – طال عمرك – وقطعت العلاقات بالولايات المتحدة، قطع ها العلاقات هذه هيقدمنى فى سبيل غايتى اللى أسعى اليها؟! إذا كان قطع علاقتى مع الولايات المتحدة إنه سيحل أنا مستعد من بكرة أقطعها، لكن أنا فى رأيى إن هذا ما بيوصلش لحل، ولا بيغير شئ من الواقع.
عبد الناصر: اللى يطالب بقطع العلاقات يبقى عايز إحراج ليس إلا يعنى ومزايدة، يعنى فى تصورى إنه ما فى فايدة!
الملك فيصل: لذلك – طال عمرك – مثل ما عرفت فخامتك إنى أقول: نطرح المبادرة، مجلس الدفاع المشترك قد وضح عن النقط هذه. ناخد النقطة الأولى يعنى، فنسألهم.. نسأل إخوانا هناك.. بأى مدى وما هو الشكل أو الطريقة اللى بتحشدوا بيها قواكم؟ فنسمع منهم.
عبد الناصر: همَ سيحيلونا أولا الى تقرير الفريق فوزى اللى هوه اتقال فى مجلس الدفاع، هيبتدى كلام على هذا التقرير، ثم تتفرع المناقشات. اللى أنا أعرفه إن فيه مشروع من ليبيا؛ ده الكلام يعنى جاى فى وكالات الأنباء، واحنا ما بنعرف أى شئ عن هذا المشروع!
وكان فيه فكرة إن احنا والنميرى نعدى على ليبيا يوم الخميس القادم، وأنا بمناسبة الزيارة لغينا هذا الكلام وطلع النميرى رأسا الى ليبيا. فالكلام اللى جاى إمبارح هل هو حقيقى ولا لأ؟! إيه اللى عملتوا ليبيا؟ مابعرفش، يمكن كان فيه كلام جاى امبارح للأهرام بيقول: إن ليبيا مقدمة مشروع كامل عن حشد القوى العربية فى المعركة.
فيه كلام آخر جاى من الخرطوم، وأذاعت النهاردة محطة أم درمان إن السودان مقدم أيضا مشروع. السودان بعتلنا وزير إمبارح وصل بعد منتصف الليل، أنا مابعرف، أنا فاكر رياض شافه.. ماشافهوش، ماعرفش يمكن قابل أمين هويدى(1) أو قابل حد لكن مابعرف. قالوا: إنهم هيقولوا لنا إيه أفكارهم بالنسبة للمؤتمر؛ إحنا لسه ما نعرفش أفكار السودانين ولا أفكار الليبيين.
إحنا قعدنا مع العراقيين، العراقيين عندهم أفكار.. الكل لازم يتساوى بالنسبة للحشد، مافيش داعى حد يحشد والتانى ما يحشدش أو حد يدعم والتانى لأ، وليهم آراء فى هذا. إحنا قلنا لهم: إحنا عندنا رؤوس مواضيع ولكن الحقيقة لم نصل الى هذا؛ إن احنا مش عايزين يبقى عندنا رأى ونتشبث به، عايزين نصل الى أقصى ما يمكن إن المؤتمر يديه؛ مهما كان هذا الشئ الأقصى يعنى قد يكون قليل فى حد ذاته!
فيه كلام أيضا إن تونس هتتقدم برأى؛ إن حشد القوى العربية للمعركة توجه كلها للفدائيين فقط، والدول العربية تترك قضية تحرير فلسطين الى الفدائيين. هذا موضوع أنا بأعتبره إنه لن يستطيع الفدائيين إنهم بيحرروا الضفة الغربية ولا القدس، ولا الفدائيين والأردنيين، ولا الفدائين والأردنيين والسوريين، إذا ماكانش فيه جبهة غربية وجبهة شرقية؛ لأن عمليا همَ مش هيحرروا سينا إحنا لازم إحنا نحرر سينا. الفلسطينيين مش هيحرروا سينا، إحنا قلنا إن الفلسطينيين همَ اللى هيحرروا فلسطين، طيب هو موضوع سهل قوى الحقيقة!
الملك فيصل: وفيه نقط – طال عمرك – فى جدول الأعمال – البنود – هو دعم الكفاح الفلسطينى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أمين هويدى، وزير الدولة.
عبد الناصر: لا.. هم تونس عايزه العملية كلها تترك الى الفلسطينيين.
الملك فيصل: والله ده كان وارد فى سنة 48 لكن هالحين مش ممكن!
عبد الناصر: هم التونسيين بينادوا بهذا الكلام.
الملك فيصل: سنة 48 كان معقول، لو الدول العربية… وأنا كنت بتكلم مع بعض الإخوان ليهم بالصدفة – كان جانى عونى عبد الهادى(1) – فقلت له: لو كنا فى سنة 48 أو 49 أخذنا برأى الملك عبد العزيز رحمة الله عليه، قال: لا تدخلوا كجيوش فى المعركة، سلحوا الفلسطينيين وابعتوا متطوعين ومدوهم بكل ما يلزم، والجيوش العربية تقف على الحدود، وكل ما يضايقوا هادول تساعدوهم، وخلوا الفلسطينيين ودخلوا لهم متطوعين باسم الفلسطينيين.
وهذا يعنى فى ذاك الوقت كان ممكن، لكن لما دخلت الجيوش الحقيقة إحنا ما رأينا جبهة اشتغلت بجد إلا الجبهة المصرية؛ اللى دخلت ووصلت الى القريب من حدود تل أبيب، أما الجبهات الأخرى كانت واقفة على حدود التقسيم.
عبد الناصر: أنا رحت أسدود والقوات اللى دخلت أسدود، فى 47 أنا رحت للحاج أمين(2) وأنا كنت ضابط؛ على أساس إن احنا مستعدين – عدد من ظباط الجيش – إن احنا ندخل معاهم ويعملوا مع الفلسطينيين ونبتدى العمليات من 47، وكان بيته فى الزيتون هنا، فقال: هارد عليكم، بعدين اتصل بالنقراشى(3) بعد كده، وقال: إن ماحصلش اتفاق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عونى عبد الهادى، فلسطينى شارك فى شرح وجهة النظر العربية فى مشروع التقسيم أمام لجنة الانتدابات الدائمة فى عصبة الأمم، لم يتمكن من العودة الى فلسطين بسبب منعه من السلطات البريطانية لضلوعه فى الثورة الفلسطينية الكبرى، فذهب الى القاهرة.
(2) أمين الحسينى، مفتى القدس.
(3) محمود فهمى النقراشى، رئيس وزراء مصر أثناء حرب فلسطين، 9 ديسمبر 1946 الى 28 ديسمبر 1948.
الملك فيصل: أنا جاى هنا – طال عمرك – كنا رايحين للأمم المتحدة بعد قرار التقسيم، وقلت للنقراشى باشا الله يرحمه: إن احنا بنروح للأمم المتحدة، لكن إحنا لقينا إنتم اللى ورانا بدولكم، إيش الموقف؟ قال لى: شوف أنا كرئيس وزراء مصر أقول لك فى الصباح مش هنخش حربيا، لكن إحنا مستعدين بكل ما عندنا من قوة؛ من مال ومن سلاح ومن متطوعين.
لكن مع الأسف بعدين وأنا موجود هناك كان الملك فاروق، قال: ما يمكن الدول العربية تعلن كده واحنا نتأخر فلازم نخش! فجالى رسالة من السكرتير العام – كان عزام(1) – على القرار بأن الجيوش العربية تخش، فكتبت له رسالة بخط يدى.. أما وقد قررتم كذا فيجب أن تكون الحرب حرب ما تتركوش فرصة لتدخل أجنبى، ويجب أن يكون هناك أجهزة هندسية فنية تتبع الجيوش العربية فكل ما يتخرب من محل يصبح محالا؛ لأنه سيتبع هذا بجانب هيئات دولية ستأتى لأجل لا يقال العرب مخربين فقط! وكذا من هالكلام هذا، والله إنى ما متذكر الكلام هذا، الجبهة المصرية صحيح اشتغلت وحاربت ومشيت ودخلت.
عبد الناصر: بلوائين.. لوائين ونص.
الملك فيصل: لكن الجبهات الأخرى ماتحركتش إلا فى بعض متطوعين جم من سوريا.
عبد الناصر: اللى اسمه إيه ده؟ القاوجى.
الملك فيصل: كان المتطوعين من كل العرب، يعنى مش بس السوريين يعنى كان حتى من عندنا من السعوديين.. كان فيه حوالى 500 نفر، كانوا هناك. بندفع معاشات عائلاتهم الى الآن، اللى فقدوا فى المعركة، والجيوش الأخرى لا الأردن ولا العراق ولا شئ وقفوا!
الجلوب(2) كان خنزير! وقتها كان يمنع الجيش الأردنى – حتى لو أراد عبد الله اللى معاه – كان يمنعهم، وعنده تعليمات من الإنجليز ما يتعداش حدود التقسيم.
الجيش العراقى بقى فى المثلث هناك وما تحرك، كان وصل مقدمته الى لاتانيا ما بين حيفا وتل أبيب وبعدين رجعوه، مثل المعركة طبعا عليكم إنتم تعرفوه أكثر منى يعنى لأن إنتم عايشنها يعنى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عبد الرحمن عزام، الأمين العام الأول لجامعة الدول العربية.
(2) سير جون باجوت جلوب (جلوب باشا)، قائد الجيش العربى الأردنى، من 1939 – 1956.
يعنى القصد – طال عمرك – يعنى الآن إحنا فى المؤتمر المقبل – مثل ما عرفت فخامتكم – نقصر البحث على الجدول الموجود من مجلس الدفاع العام؛ اللى يتقرر حشد القوى العربية للمعركة المصيرية، دى معركة مش هتحدد طبعا اليوم يعنى، لما نضمن إن احنا إن شاء الله منتصرين يعنى، ودعم الكفاح الفلسطينى ودعم الصمود الفلسطينى فى داخل البلاد المحتلة. هذه النقط اللى بيتحدد عليها البحث، أما الخروج عنها هيدخلنا فى مشاكل، وفى خلافات وفى أشياء مالها لازمة.
عبد الناصر: هو فى سنة 48 إحنا كان عندنا 8 كتائب مشاة – الجيش المصرى كله – إحنا دخلنا الحرب وكنا 8 كتائب مشاة. أصلا الجيش كان 9 منهم واحدة فى السودان، فالــ 8 اللى دخلنا بيهم يعنى، واحنا رحنا أنا رحت هناك يوم 16.
الملك فيصل: والله يا طويل العمر لو شافوا الجبهات الأخرى.. لو نصهم شافوا!
عبد الناصر: كان معانا حسن تهامى – كان هناك – وحسن صبرى وفوزى ورياض، ومحسن كان فى الخليل، كنا احنا ماسكين الخليل وسلمناها بعد كده للملك عبد الله ومشينا، ولكن بعد الهدنة الأولى همَ جابوا قوات وجابوا طيران!
الملك فيصل: فى الهدنة الأولى دى – طال عمرك – أنا كنت معارض فيها.. أنا عارضتكم مرة هنا. إحنا جايين من أمريكا ومن انجلترا، وكان نورى السعيد، فكانت اللجنة السياسية مجتمعة، فما أدرى دكتور فوزى(1) كان موجود ولا لأ.
فاستدعونى أنا ونورى علشان ياخدوا معلوماتنا اللى احنا عارفينها، فقلت لهم: إن ماتقبلوش الهدنة، وقلت لهم: أنا ما أريد منكم زيادة، بس اجمعوا قواتكم الموجودة الآن فى فلسطين بس تكون لقيادة واحدة ولآمر واحد، وأنا ما أطلب منكم شئ، وأنا أضمن لكم إنه إذا استمريتم بهذا الوضع أسبوع واحد، لأن أنا عندى معلومات إن اليهود انتهوا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) د. محمود فوزى، مساعد رئيس الجمهورية للشئون الخارجية.
وفعلا كان جايلى ناس من الأمريكان كانوا بيقاتلوا مع اليهود، واحد إنه فى حفلة من الحفلات أظن فى عند وفد من الدول الشرقية.. شرق أوروبا، فقال لى: أحب أتكلم معك، فأخدنى على جنب – كان على رضا معاى يترجم – قال أنا أقول لك: أنا جاى لى أمر من فلسطين كنت بقاتل مع اليهود، لكن اليهود انتهوا ما عاد بييجى عندهم طيارة ولا دبابة ولا حتى مدفع، تراهم انتهوا، قلت له: أنا شاكرك.
فلما قلت لهم: ما تقبلوش الهدنة التفت على النقراشى والله وقال: بس فلان أمريكا هددتنى إذا ما قبلنا الهدنة تتدخل عسكريا. قلت له: ياباشا أول كل شئ أنا أحب أطمنك إن ما فى واحد أمريكى بييجى يقاتل علشان خاطر اليهود، حتى لو حكومته أرادت الجيش هيعصى. ولكن لنفرض أسوأ الفروض وإن أمريكا اتدخلت، فأنا أقبل إنى أنهزم أمام أمريكا ولا أنهزم أمام اليهود؛ لأن أمريكا كل العالم يعرف إن احنا لسنا فى قدرتنا أن نجابه قواتهم، أما أمام جذاذ العالم هادول مصيبة هذه.. فما أعرف.
فلما خرجنا للاجتماع جانى حيدر(1) وقال لى: يا فلان أنا سمعت إنك تقول كذا وكذا وكذا، قلت له: نعم، قال بس يا فلان إحنا دخلنا الحرب – ما أدرى دكتور فوزى كان موجود فى الاجتماع ولا لأ – فاكرين البحث هذا.. اجتماع اللجنة السياسية؟ حتى تذكرونى كإنى نسيت شئ، حتى نورى كان معارض الرأى، نورى يقول اقبلوا الهدنة ولا تزعلوا الإنجليز ولا الأمريكان؛ كنا مختلفين يعنى.
لما رحت الأوتيل جانى حيدر باشا رحمة الله عليه، وقال لى: يا فلان أنا سمعتك إنك قلت الكلام هذا، قال: بس يا فلان إنت تعرف إن احنا دخلنا الحرب وإحنا ماكناش مستعدين، فأعطينى فرصة لشهر علشان أستعد، وأنا أرميلك أولاد الكلب دول فى البحر! قلت له: يا باشا أنا طبعا ما أقدر إنى أقول لك أجادلك إنت راجل عسكرى وأنا.. لكن أحب أؤكد لك إنى أخشى لو أخدت الفرصة للشهر إن الوضع ينقلب إن همَ يرموك غرب قناة السويس! لأنه هناك الوضع واحد؛ إحنا كعرب كل أبواب الدنيا مقفولة أمامنا يعنى حتى بندقية أو خرطوش ما بنقدر نجيبها!
عبد الناصر: ذخيرة الهاون ماكناش نقدر!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الفريق محمد حيدر، وزير الحربية فى عهد الملك فاروق (1947 – 1950).
الملك فيصل: قلت له: إنت بتروح تلم من الصحراء الغربية من مخلفات الحرب العالمية، لكن هم كل الدنيا مفتوحة لهم بيجيبوا كل ما يريدون من أسلحة! فلو اديناهم فرصة؟ ثم أنا مانى عارف كيف إن المنتصر هو اللى يقبل الهدنة؟! لو إحنا مهزومين كان معلش نطلب الهدنة، لكن إحنا منتصرين فأخشى مع الأسف! روّحت أنا من هنا بعديها ولما وصلت الرياض؛ وجدتهم يقولوا قرورا قبول الهدنة، قلت: سلاما على فلسطين!
عبد الناصر: جابوا دبابات.
الملك فيصل: جابوا كل شئ – طال عمرك – جابوا دبابات وجابوا أسلحة، وجابوا متطوعين، وجابوا كل شئ، استعدوا لكل شئ، واحنا مقفول أمامنا كل شئ يعنى ما فى باب نقدر نستورد منه!
عبد الناصر: كان عندنا لوائين.. لوائين ونص بقوا 3 ألوية وبعدين جابوا احتياطى النهاردة عندنا 40 لواء بالصاعقة بالمظلات.. فرق يعنى أد أيه؟ وبعدين أياميها كان عندنا 30 طيارة النهاردة عندنا 400 طيارة وهمَ عندهم تفوق جوى، ما بنعرف بكرة بيبقى إيه العملية يعنى!
الملك فيصل: كان أيامها جاء لنا إحنا ما أدرى كذا طيارة – ما متذكر – وبعدين الملك عبد العزيز قال: إحنا مافى حاجة للطائرات هذه، قال لهم: خدوهم.
عبد الناصر: استخدموها الداكوتا فى القتال.
الملك فيصل: ونفعت.. هنا ما كانت فيه طيارات يعنى للدرجة دى، كنا لسه مشترين، الملك عبد العزيز قال لهم: خدوها يعنى.
عبد الناصر: بالنسبة للكلام اللى قاله الملك فيصل عن القيادة الواحدة، إحنا بنعتبر أيضا إن ده موضوع يجب إثارته، وأيضا فيه أظن برضه ليبيا هتثير هذا الموضوع. إحنا دلوقتى عملنا جبهة شرقية والجبهة الغربية، ثم عملنا قيادة لدول المواجهة بتفويض من رؤساء دول المواجهة. والحقيقة برضه لما هنتكلم عن حشد القوة العربية كلها للمعركة، لازم هندخل فى موضوع القيادة اللى ستباشر الاستخدام لهذا الحشد، مابعرف رأيكم إيه؟
الملك فيصل: ده طبعا يترك للعسكريين نفسهم.. همَ يبحثوا الموضوع.
عبد الناصر: همَ السياسيين هنقرر القيادة وبعدين…
الملك فيصل: بس القيادة هتعمل إيه طال عمرك؟! لأن كان فيه قيادة قائمة مثل القيادة الموحدة، لكن ما صار لها مفعول فى شئ ولا عملت شئ!
عبد الناصر: يعنى إحنا دلوقتى بالنسبة…
الملك فيصل: ما عاد القصور من القيادة نفسها، أو من الدول العربية نفسها.. هى ما مكنتها إنها تعمل شئ!
عبد الناصر: لا.. ده تاريخ طويل فترة الاجتماعات، لكن إحنا دلوقتى عملنا قيادة للعراق وسوريا والأردن ومصر، ثم عملنا قيادة للجبهة الشرقية وقيادة للجبهة الغربية؛ ده الوضع الحالى.
الملك فيصل: هو القيادة – طال عمرك – بالنسبة لنا نحن جيشنا منضم للأردن وتحت قيادة الأردن يعنى، ومالنا عليه إحنا سلطة إلا بس فى التمويل والأشياء هذه.
صوت: نفس هذه النقطة بالذات بحثتها مع الأخ محمود رياض والفريق فوزى أكثر من ساعة، وتناقشنا فى الموضوع ووضحت لهم موقفنا بالنسبة لقواتنا فى الأردن. فى الواقع إن قواتنا فى الأردن ليست عبء على أى قيادة؛ لأنها عبارة عن مجموعة لواء ضارب تحت أمر قائد واحد، وهذه من محاسن القيادة المحدودة دائما. القائد الأردنى يستطيع أن يمشى القوات السعودية كيفما يريد، لكنه لا يستطيع أن يمشى القوات العراقية إلا بعد المشاورات مع القيادة المشتركة، والرجوع الى الحكومة والى وزير الدفاع.
مثل ما يؤشر الفريق فوزى الآن، أى كتيبة أحيانا موجودة عنده داخلة ضمن قيادته؛ سواء الكتيبة الجزائرية والكتيبة الكويتية مثلا أو السودانية، لا يستطيع أن يمشى أى شئ من جانبه.
الفرق بين الكتائب اللى موجودة فى الجبهة الغربية أو اللى موجودة فى الجبهة الشرقية؛ إحنا قواتنا بنتكفل بجميع مصروفاتها وجميع ذخائرها وجميع نفقاتها ولا تتحمل الأردن منها شئ إلا الأمر، بعكس القوات اللى هنا؛ التدريب على حساب الجبهة الغربية على حساب الأمم المتحدة، الذخيرة الأكل.. كل شئ همَ اللى بيقودوهم.
عبد الناصر: إحنا القوات اللى عندنا رمزية يعنى.
الملك فيصل: مافيش فايدة منهم!
صوت: هذا اللى حاصل طال عمرك الآن.
عبد الناصر: يعنى عندنا 1700 عسكرى جزائرى وحوالى 600 عسكرى كويتى و600 سودانى؛ يعنى القوات اللى عندنا هى القوات…
الملك فيصل: وإيش الفايدة منهم إذا كان فى عبء عليكم إنتم طال عمركم؟!
عبد الناصر: يعنى هى بتسد معانا التضامن العربى.
الملك فيصل: بس التضامن لازم يقوموا بتكاليفها على الأقل.. يعنى أقل ما يمكن.
عبد الناصر: هو الموضوع بسيط.
الملك فيصل: مش مسألة بسيط طال عمرك.
صوت: موضوع القيادة الموحدة.
الملك فيصل: كل شئ يخفف عبئه الآن مهما كان قليل لكن برضه بيديكم قوة الآن.
عبد الناصر: الكويت بتصرف يا فوزى ولا؟
فوزى: مصاريف المرتبات.
عبد الناصر: هو إنت هتدى مرتبات كمان!
فوزى: والإعاشة.
الملك فيصل: لأ.. مثل مصاريف التجهيزات والذخيرة والأكل.
فوزى: الذخيرة من عندهم.
عبد الناصر: من عندهم لأن أسلحتهم غير أسلحتنا.
الملك فيصل: لكن إنتم بتدوهم الأكل بتدوهم كل المصاريف؛ هذه مصيبة!
فوزى: والتنقلات.
عبد الناصر: بالنسبة للجزائر؟
فوزى: كله يافندم.
عبد الناصر: الذخيرة منين؟
فوزى: ما عدا المرتبات فقط، الذخيرة من عندنا.
صوت: بس أحب أوضح المرتبات برضه بطريقة غير مباشرة إحنا اللى بندفعها، لأنهم همَ بيدفعوا فى حساب اتفاقية الدفع اللى احنا دائنين فيه.. يعنى كل اللى بندفعها عملية…
عبد الناصر: داخل الجزائر.
صوت: يعنى كإن إحنا بندفع وهم يبقى عليهم…
صوت: أنا بدفع حوالى مليون جنيه وشوية شهريا!
عبد الناصر: فى الإعاشة؟
صوت: فى الإعاشة والمرتبات وكل شئ وكل ما يخصهم.
الملك فيصل: لأنهم ليهم طال عمرك مرتبات غير المرتبات اللى بالبلاد.
صوت: يومية ميدان، وإعاشة إضافية وإعاشة…
الملك فيصل: لهم علاوات خاصة بهم غير المرتبات!
صوت: زد على هذا العملة الصعبة، عملة الدينار الأردنى إحنا بندفع الفرق.. الفرق فى كل ريال قرشين تدفع لكل جندى على حسابنا زيادة عما ياخد فى بلده، حتى الدشم، حتى الإصلاحات، حتى الصيانة؛ كل الإصلاح اللى بيتعمل يتم من جانبنا إحنا، يعنى حسب توجيهات جلالة الملك إن الجيش السعودى لا يبقى عبء بأى حال من الأحوال على القوات الأردنية، إنما القيادة وجدنا إنه حقيقة لا نملك إحنا فى إيدينا شئ.
الملك فيصل: لا يمكن يا أخى إن واحد فى الجبهة بينتظر أمر منك وإنت فى الرياض يعنى! لازم القائد اللى عنده هو اللى يمشيه.. القائد اللى على الجبهة، لكن القوات العراقية الآن الجبهة فى الأردن مثلا، ما بتمشى إلا لما تجيلها تعليمات من بغداد!
صوت: القيادة المشتركة.
عبد الناصر: لأ.. هى القيادة الشرقية الحقيقة يعنى العملية فى رأيى مش ماشية، بعدين إحنا فى الأول لما اتعملت الجبهة الشرقية كان رأى الفريق فوزى إن احنا ما نزودش القوات، كان رأيه فى تشكيل قواتنا إن يكون أقل من التشكيل الحالى، وقال: إن الجبهة الشرقية ستتكفل بجزء من القوات المصرية. وأنا قلت له: ماذا يدرينى هذا يعنى الحقيقة، يعنى لازم نكون بنشتغل على أسوأ الاحتمالات إن ما فيش جبهة شرقية؛ ولذلك إحنا مشينا فى التشكيل هدفنا فعلا مليون وصلنا الى نص مليون وماشيين ومكملين، بس هذا المليون بدون الجو ما يقدر يعمل حاجة! يعنى أنا أقدر أعدى القنال النهاردة ولكن بالتفوق الجوى الاسرائيلى تبقى…
صوت: معرضة.
عبد الناصر: لكن فى يوليو بيكون عندنا طيار لكل طيارة.
الملك فيصل: إن شاء الله، لا.. أنا قصدى – طال عمرك – من شرح وضعنا نحن بالنسبة لنا، إحنا القيادة واحدة والكل واحد يعنى، نوحد قواتنا من القاعدة من القيادة الأردنية.. قواتنا اللى عندنا، وكنا مشتغلين مثل ما يرى العسكريين فى تهيئة مجموعة لواء ثانية فى المدة هذه بعد هذه، مع الأسف جاتنا الحوارات الأخيرة هذه.
عبد الناصر: ودتوه جنوبا بدل…
الملك فيصل: شيلناها وديناها هناك، ما كان هناك جنود ولا كان فيه قوات، وشيلناهم والله فى الطيارات حتى سياراتهم شيلناها بالطيارات! يعنى ما أدرى كم كلفتهم العملية دى؛ علشان يعنى مع الأسف، لأن احنا برضه ساعين الى إنه نهيئ مجموعة لواء ثانية تكون جاهزة يعنى عند اللزوم.. تكون جاهزة عملها فى الجبهة.
صوت: خطوط التمويل لقواتنا من تبوك الى معان الى الخطوط الأمامية، من أهم الأشياء الآن بنعملها علشان نأمنها، العدو يستطيع أن يقطع خط التمويل على طول.
الملك فيصل: الخط المسفلت فى معان، لكن باقى حوالى 17 كيلو أيضا من المدورة الى حارة عمار؛ هذه داخلة فى حدود الأردن، فنقول لإخواننا الأردنيين: إعملوه، يقولوا: لأ.. إنتم إعملوه! إحنا عملنا على مد الخط لأن يصل الى الحدود؛ ففى بحث الآن بينا وبينهم كيف.
عبد الناصر: هو طبعا الجبهة الشرقية فيها مشكلة كبيرة جدا اللى هو مافيش ترتيب لغطاء جوى حتى فى المستقبل؛ لأن غطاء جوى فى المستقبل الموضوع ما هواش حتى طيارات عايزه قواعد وعايز كذا، وفيه خطة موضوعة لهذا الموضوع لكن حتى الآن لم تنفذ.
الملك فيصل: لما إحنا ساعين بكل إمكانياتنا إننا نحضر كل الطائرات اللى تعاقدنا عليها، طبعا هى مااستكملتش الى الآن يعنى، حتى التدريب عندنا يعنى مااستكملش الى الآن، لسه بيدربوا الطيارين. مثل ما عرفت فخامتكم إحنا جبنا باكستانيين.. فضلنا نجيبهم وندربهم عندنا إحنا بدل ما يكونوا فى إنجلترا يعنى؛ لأن فى إنجلترا أولا: بيكلفوا، ثانيا: ما بيدربوا التدريب اللى إحنا عايزينه يعنى؛ لأنهم كانوا طلبوا منهم الإنجليز أن يدربوهم على ضرب النار ويدخلوهم فى بعض الحركات والمناورات اللى عندهم، رفضوا، قالوا: ما يمكن.
صوت: أول مرة أخدوا طياراتنا يدربوا عليها وبندفع فلوسها.
الملك فيصل: الطيارات اللى إحنا مشترينها وبندفع فلوسها وبيدربوا عليها هناك بيدربوا طيارينا عليها وندفع لهم كمان مقابل فلوس إيجار على التدريب، ما دام مدربين على طياراتنا جيبوها عندنا إحنا ونجيب المدربين عندنا ونخلص من دفع الفلوس؛ فدى الفايدة. لكن ما وجدناه عند إخواتنا الباكستانيين ناس طيبين.
صوت: الحقيقة ساعدونا كتير.
الملك فيصل: حتى ها الأيام، لما صارت الأحداث بينا وبين بتوع الجنوب، قالوا: إن احنا جبنا طيارين أمريكان وإيرانيين. مش معقول يعنى! أولا: الأمريكان لا يقبلوا إن واحد من عندنا حتى طيارينهم المدنيين اللى يشتغلوا فى خطوطنا الجوية لو بنستعملهم للنقل لجبهة حربية مايرضون، ثانيا: الإيرانيين ما عندهم طيارات مثل طياراتنا، طيارات الإيرانيين اللى عندهم فانتوم.
عبد الناصر: فانتوم 104.
الملك فيصل: فيه عندهم فانتوم، وأظن فيه عندهم كمان ميراج.
صوت: لا.. عندهم 104 اللى هى بتاع لوكى أمريكية، زى اللى عند الأردن.
الملك فيصل: طياراتنا، وعندنا كام طيارة واخدينها من زمان.
عبد الناصر: همَ اللى عندهم ميراج همَ الباكستانيين.
الملك فيصل: ما أدرى والله، لأ.. عندنا كام طيارة أمريكانى قاذفات يعنى، كانوا 8 طيارات؟
صوت: تسع طيارات، كانت عشرة، واحد فى التدريب هى والشاب اللى فيها راحوا.. إف 86 قديمة.
الملك فيصل: إف 86 هذه مالها؟! يعنى قديمة ولها القيمة الأصلية، أما طياراتنا المقاتلة والقاذفة الآن اللى احنا بنهيألها هى اللايتمان الإنجليزية ولا بأس بها طيارات، المهم إذا كانت جاهزة هى وطياريها وحاشيتها مثل ما هو موجود هنا يعنى.
عبد الناصر: هو إحنا إذا حسبنا الطيارات اللى عند الدول العربية تطلع ضعف اللى عند اسرائيل.
الملك فيصل: لو تجتمع كلها، والله تضرب اسرائيل فى يوم واحد، والله فى يوم واحد تضرب اسرائيل كلها.
عبد الناصر: همَ بيطلعوا الكلام ده لدراسة المعهد الإستراتيجى، ويقولوا إن ده عنده كذا وده عنده كذا والعرب عندهم ضعف اسرائيل، طيب لكن إيه اللى موجود فى المعركة؟! السوريين عندهم، الأردنيين عندهم.
الملك فيصل: السوريين عندهم أكثر من 200 طال عمرك.
عبد الناصر: آه.. والعراقيين عندهم، فاللى موجود فى الجبهة الشرقية يساوى اللى هو موجود عند اسرائيل، لكن العراقيين أيضا بيقولوا إنهم بينقصهم.. عنده مشكلة فى الطيارين، وبعدين الجبهة دى كلها الطيارات دى لا تستطيع أن تعمل إلا إذا اتعملت مطارات متقدمة، وإلا بدون المطارات المتقدمة لن تكون…
الملك فيصل: هو فى الأردن أظن عمل مطارات.
عبد الناصر: عملوا اتنين دلوقتى.. مطارين.
فوزى: فى العراق واحد، هيكمل فى 1 إبريل.. فى الأردن كانوا وعدونى بإنهم يخلصوه فى أول إبريل.
عبد الناصر: مطارات الأردن اللى ودوا فيها الطيارات الجمعة اللى فاتت.
فوزى: الاتنين فى المفرق وإتش فايف.
الملك فيصل: إتش فايف؟ والسوريين مالهم مطارات؟ السوريين قريبين يا أخى كل مطاراتهم تقدر تضرب اسرائيل!
فوزى: السوريين عندهم مطارات متوفرة.
صوت: كل مطاراتهم، حتى اللى بتيجى من حلب تقدر تضرب اسرائيل.
عبد الناصر: هو المطلوب الحقيقة للأردنيين والعراقيين.
صوت: المطارات فى الأردن ناقصة.
صوت: قالوا: إنه هيتمموا فى 6 شهور 7 مطارات، ما أظن!
عبد الناصر: دى الخطة الأساسية مش كده؟ ماسينفذ واحد.. بيخلص على أول السنة.
الملك فيصل: لما كنا فى الخرطوم قالوا كده.
عبد الناصر: قالوا آه.
الملك فيصل: حتى لما كنا فى الدار البيضا وضعت الخطة من قبل القيادة الموحدة ، إحنا ماشيين على هذا كله، هذا اللى وضع فى الدار البيضا.
عبد الناصر: لا.. فى جزء كبير مااتنفذ؛ بالنسبة للأردن فى جزء مااتنفذ، بالنسبة للعراق فى جزء مااتنفذ.
الملك فيصل: إحنا رحنا وقوينا قواتنا المسلحة ومشينا هالخطة هذى وتعاقدنا على مستوى الطيارات، ولو إنها اتأخرت 3 سنين أو 4 سنين.. الملاعين دول الإنجليز كل شوى يأخروا فى المفاوضات الى أن انتهينا الى حل الأشياء.
صوت: هنلاقى اتنين بعد الرباط.
الملك فيصل: يطبق بعد التقرير، إحنا طلبنا من الأمريكان وطلبنا من الفرنساويين وطلبنا من الإنجليز.
صوت: تطرقنا مع سيادة الرئيس هنا كنا فى القاهرة وبحثنا الموضوع مع الخبراء، ووجدوا إنه إذا وافق الإنجليز على إعطائنا اللايتمان فهى أفضل.
الملك فيصل: يقول لك ما يمكن يعطوك الإنجليز.
صوت: هو جالى لايتمان 2 والحقيقة اللى عطونا الآن لايتمان 3 اللى هى قاذفة ومقاتلة فى نفس الوقت.
الملك فيصل: حتى حردان التكريتى كان عندنا قبل مدة، لما لما جاء المطار شاف ها الطيارة حب إنه يتفرج عليها انبسط منها، الحقيقة الطيارة…
صوت: تحمل صواريخ – 48 صاروخ – من الجو للأرض، وتحمل الصواريخ الفيكتور.. الصواريخ الهائلة جدا، كذلك الصواريخ الفيكتور حاجة من الشكل ده من الجو الى الأرض، من الجو للجو، الفيكتور لضرب الطيارات، وتحمل قنابل فى نفس الوقت، لكن لما بتحمل قنابل بيكون مداها أكثر. إذا استبدلت القنابل بتوانك الاحتياطى الزيادة بتاخد مدة أطول.
الملك فيصل: ما أعرف كم مداها يعنى، على كل إحنا رحنا فى البحث الفرعى ده عن البحث الأساسى يعنى، فالبحث الأساسى – مثل ما تفضلت فخامتكم – إنه يعنى فى المؤتمر يقصر البحث على دعم حشد القوة العربية وتيجى بعدها دعم الكفاح الفلسطينى، ودعم الصمود فى المناطق المحتلة. هذه ما يقصر البحث عليها، وما يتطرق الى أشياء أخرى يعنى؛ لأن لو تطرقنا الى أشياء أخرى خلاف هذه بعدين يتشعب بنا ونطلع مختلفين.
عبد الناصر: لابد هيحصل تطرق طبعا لأشياء أخرى، وواجبنا إن احنا بهدوء نعالج الأمور.
صوت: تعالج الأمور بالحكمة.
الملك فيصل: قصدى – طال عمرك – لو تطرقنا مثلا لحلول سلمية للبحث فى الأشياء السلمية هيكون فيه نقاش، هيكون فيه خلاف، لو تطرقنا مثلا لتحديد المعركة سيكون فيه خلاف وهيكون فيه الأشياء هذه، فنترك هذه للتقرير فيما بعد. الجهات العسكرية والقيادات، إذا لم يتوصل الى اتفاق على تشكيل قيادة موحدة فيترك للقيادات نفسها، وتحدد الوقت المناسب لهذه، هذا اللى أنا أشوفه يعنى ونحصرها بقدر الإمكان.. نلمها بقدر الإمكان حتى لا يكون هناك مجال للخلاف أو للمزايدات وللأشياء هاذى.
عبد الناصر: قد تقابلنا هذه الأمور فى الطريق، فالحقيقة فى رأيى برضه بهدوء نستطيع إن احنا بنشيل هذه.
الملك فيصل: فيه لو أراد أحد – طال عمرك – إنه يدخل فى هذه، يجب بحكمه إننا نقول لهم بلاش الدخول فى التفاصيل هذه.
عبد الناصر: إحنا برضه ضد نظر أى مشاكل أخرى غير جدول الأعمال، وإحنا بعتنا لليمن الجنوبى قلنا لهم: إن احنا أنور بيقول اليمن عايزه كمان الشمالية.
الملك فيصل: أقول: إذا كان عندهم مقترحات – يمكن بعض الإخوان ما لهم صلة بينا إحنا لكن ليهم صلة بيكم إنتوا – بتشوفوها وتقولوا لهم فى نفس الوقت يعنى.
عبد الناصر: ماعارفين الجلسة بتاعت بكرة دى هتبقى جلسة افتتاح وبس؟ والكلام اللى فى الجلسة.. هيتقال كلمة من الملك الحسن، وبعدين النميرى هو هيكون رئيس الاجتماع، وبعدين حسونة هيقول كلمة، وبعدين تنتهى الجلسة وهنروح مكان آخر.
صوت: الصحف اليوم بتقول الاجتماعات الأخرى فى قصر الملك الحسن.
عبد الناصر: مش كده يا حسن؟ حسن أصله جاى من هناك إمبارح.
حسن: جلسات مقترحة فى القصر.
الملك فيصل: مش فى الأوتيل مثل ما كان.
صوت: الافتتاح والختام.
الملك فيصل: معلش، لكن كانوا فى ديك الأيام حطوها برضه.. يعطيك فرصة للإنسان يسمع ويشوف يعنى، ويقدر يتصرف.
عبد الناصر: الناس تبقى فيه مناقشة.
الملك فيصل: يتصل بالوفود اللى عندهم أشياء من هذه بيقنعهم – الوفود اللى وصلت فيهم يعنى – إن نحصر البحث فى هالنطاق هذا يعنى.
عبد الناصر: فى يعنى هناك بيبقى فيه اتصال ما بينا؛ سلطان مع فوزى، والإخوان مع رياض هيكونوا موجودين هناك، وحسن كمان هيكون معايا هناك، وحسن صبرى أيضا هيكون معايا، لأن مابنعرف إيه يعنى الحقيقة! لما هنروح هناك هنعرف إيه.
صوت: ولازم يكون الاتصال مستمر حتى الناس اللى بتعمل كل شئ بحكمة وبتصرف طيب.
عبد الناصر: فعلا لو كنا فى اللوكاندة كان ممكن الاتصال يبقى سهل، مشكلة!
الملك فيصل: هذا اللى أنا كنت مقدره فى الأول.
صوت: إحنا موجودين كلنا فى المكان هناك.
صوت: هى الفيلات متجاورة هناك؟
صوت: الإخوان موجودين فى اللوكاندة.
عبد الناصر: آه.. فى اللوكاندة، صح.
صوت: واتصالنا مستمر يعنى.
الملك فيصل: والله لو كانوا وضعونا كلنا فى اللوكاندة كان أحسن.. كان الأفضل.
صوت: أنا ما أنسى الحقيقة لما كنا فى أوتيل فلسطين فى إسكندرية، حقيقة كان من أدهش ما يمكن.
الملك فيصل: كله كنا فى الإسكندرية فى أوتيل فلسطين، كنا فى الدار البيضاء فى أوتيل منصور، كنا فى الخرطوم فى أوتيل اسمه…
صوت: وهنا كان الأوتيل على الطريق؛ هيلتون وشبرد.
عبد الناصر: هيلتون.
صوت: اللى فهمته إن الملك الحسن سيطرح هذا كإقتراح فى بدء المؤتمر، على أن يكون مكان الاجتماع خارج الأوتيل، فإذا لم يوافقوا عليه سيبقى المؤتمر فى الأوتيل نفسه، فهو ماقررش.. بيقول: إن أنا سأقترح عليهم هذا، فدى لسه ما اتبتش فيها.
عبد الناصر: بالنسبة للبيان المشترك.
صوت: أيوه.. يا فندم.
صوت: الأخ محمود ضيع لنا صلاة الجمعة.
الملك فيصل: ضيعت على الأخ محمود لكن انت ما عليك صلاة جمعة يا أخى!
صوت: من المتوقع وغير المتوقع من جملتها هذا المشروع بيان مشترك عقب الزيارة، شوفوا الإخوان إذا تحبوا.
صوت: أفضل، على كل حال اللى موجود فيه حسب ما قرأته أنا ومحمود والإخوان؛ إن هو ما نتج عن الروحية اللى شرحها فخامة الرئيس وجلالة الملك، وهى روحية التعاون والتضامن فى ها المجال سواء فيما بينكم أو فى المجالات الأخرى، يعنى هو من ذاكرة الأخ محمود ماشاء الله يعنى.
الملك فيصل: والإخوان بيسمعوه لازم يعنى.
عبد الناصر: أنا والله ما شوفت يعنى.
صوت: بناء على دعوة من السيد الرئيس جمال عبد الناصر، قام جلالة الملك فيصل ملك المملكة العربية السعودية بزيارة رسمية للجمهورية العربية المتحدة فى الفترة من 18 الى 20 ديسمبر سنة 69 – ممكن نحط التاريخ العربى كمان – وقد اشترك فى هذه المحادثات من الجانب السعودى كلا من… وكما اشترك فيها من جانب الجمهورية العربية المتحدة كلا من…
وقد تم هذا اللقاء الأخوى بين جلالة الملك فيصل والرئيس جمال عبد الناصر فى جو من المودة والصداقة، واستعرض الجانبان المرحلة الحاسمة التى تجتازها الأمة العربية فى نضالها ضد العدوان الاسرائيلى الذى تقف ورائه الصهيونية العالمية.
كما استعرض الجانبان نتائج اجتماعات مجلس الدفاع العربى المشترك وقراراته، وخاصة فيما يتعلق بحشد الدول العربية بكافة طاقاتها وإمكانياتها من أجل مواجهة العدو وتحرير الأرض العربية المحتلة.
وأعرب الجانبان عن ثقتهما فى الكفاح المسلح الفلسطينى، وهما يعلنان تأييدهما الكامل من جديد للدور الذى يضطلع به العمل الفدائى فى مقاومة الاستعمار والصهيونية؛ من أجل تحرير الأرض واسترداد الحق العربى.
وتبادل الجانبان معلومات عن تطور الموقف الدولى، وبالذات ما يتعلق بتأثيره على قضية الشرق الأوسط.
ويرى الجانبان أن مؤتمر القمة العربى خطوة إيجابية فى سبيل حشد الطاقات العربية؛ وتدعيم وحدة النضال العربى فى هذه المرحلة التاريخية التى تمر بها الأمة العربية، بمواجهة المعركة المصيرية وتحديات الصهيونية والقوى الاستعمارية، وذلك من أجل تحرير الأرض واسترداد الكرامة العربية.
وقد اتفق جلالة الملك فيصل والرئيس جمال عبد الناصر على الخطوط العريضة من أجل التضامن والتعاون بين الدول العربية والإسلامية فى مواجهة العدو المشترك. واستعرض الرئيس جمال عبد الناصر وجلالة الملك فيصل العلاقات الثنائية بين البلدين، واتفقا على ضرورة العمل على تنمية هذه العلاقات وتقويتها بما فيه مصلحة الشعبين السعودى والمصرى.
كما اتفقا على التنسيق بين البلدين فى جميع الميادين، وعلى تبادل زيارات المسئولين لتعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين.
وأعرب الجانبان عن عزمهما بذل المزيد من الجهد لزيادة حجم التعاون بين الجمهورية العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية فى المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية، لما فيه مصلحة شعبيهم.
هذا وقد استُقبل العاهل السعودى بالحفاوة البالغة.
الملك فيصل: لو سمحت خلونا من ها الكلمات.. العاهل ما العاهل دى! سمو الفيصل وبس ياأخى، لا كلمات التفخيم ده والتضخيم! ده ما هو لا من أخلاقنا نحن كمسلمين وكعرب، وهكذا عاهل ما عاهل والأشياء دى! دى أشياء دخلت علينا طال عمرك من الناس.
صوت: هذا وقد استقبل العاهل السعودى.
الملك فيصل: ما قلنا شيل العاهل.. عاهل وما عاهل!
صوت: هذا وقد استقبل جلالة الملك فيصل بالحفاوة البالغة والترحيب الحار من قبل الرئيس وحكومة وشعب الجمهورية العربية المتحدة، وقد كان هذا تعبيرا حقيقيا للروابط التاريخية والعلاقات الأخوية بين الشعبين. وقد وجه جلالة الملك فيصل الدعوة لسيادة الرئيس جمال عبد الناصر لزيارة المملكة العربية السعودية، وقد رحب السيد الرئيس بقبول هذه الدعوة.
عبد الناصر: وفى الأول.. المودة والصداقة ولو إن الإخوة جت بعد كده، لكن نبتدى بالإخوة والمودة بدل المودة والصداقة فى أول الجملة.
صوت: فى جو من الإخوة والمودة.
الملك فيصل: ربنا يوفق لما فيه الخير إن شاء الله.
صوت: لو أذنت لى يا فندم.. هيه واردة كلمة عن إن اتفقتما على أسس التضامن بين الدول العربية والإسلامية – الدول بالجمع – وأنا يمكن أفضل أسس التضامن العربى والإسلامى؛ كلمة الدول يعنى معناها إن الموضوع بت فيه وانتهى، لأن الدول كلها موجودة هناك يعنى؛ يعنى للحساسيات اللى قد تكون هناك.
الملك فيصل: مظبوط.. مافيش مانع التضامن العربى والإسلامى.
صوت: أسس التضامن العربى والإسلامى.
صوت: أسس التضامن العربى تبقى عامة للكل يعنى.
صوت: يمكن بعض الدول تشوف أحسن.
عبد الناصر: ليه؟ حتى النهاردة كل البرقيات بتقول إحنا هنقرر هنا ماذا يجرى فى مؤتمر الرباط! بدأ فى القاهرة كل الكلام.
صوت: تكون الجملة.. وقد اتفق جلالة الملك فيصل والرئيس جمال عبد الناصر على الخطوط العريضة؛ من أجل التضامن والتعاون العربى والإسلامى.
صوت: بدل بين الدول يعنى.
الملك فيصل: بلاش الدول يعنى، لأنه عندك حق فى بعض دول عربية وإسلامية مش معانا يعنى.
صوت: شعوبهم معانا.
صوت: وبخشى يقولوا: إن فى اتفاق وخطة كاملة وبتاع، وبعدين ده هيثير…
صوت: لأ.. هو الصح العربى والإسلامى.
الملك فيصل: أنا استسمحكم اعتراضى على كلمة العاهل دى، أنا لها الحين كام سنة مع جماعتى هناك بقولهم: شيلوا جلالتى لأن الجلال لله سبحانه وتعالى، فكلمة جلالة دى دخيلة علينا من الأجانب، لكن مش راضيين!
صوت: والله أنا أذكر بالمناسبة أنا أحب أقول كلمة: من بعد اتفاق مجلس الوزراء والعائلة ومجلس الشورى والشعب كله فى استفتاء على تعيين جلالة الملك على البلاد، استدعانا وقال: ابحثوا الآن إلغاء كلمة ملك، ورحنا فعلا إحنا لفظنا الموضوع لكن هو أصر.. رحنا للشيخ محمد إبراهيم المفتى – الله يرحمه ويغفر له – وعرضنا له الوضع، فكان جوابه فى منتهى العقل وقال: معنى هذا إنا نعترض على كل الماضى، وإنا ندّخل مشاكل فى شعبنا وفى كيان طويل عريض، وأنا أقدر اللى عندهم الروح ولكن لا أنصحه ولا أقبل هذا، واستمرت الى الآن كلمة جلالة.. جلالة.
الملك فيصل: دى حاجة دخيلة علينا لا فى تاريخنا الإسلامى ولا العربى، ولا الأشياء هذه فى أشياء من التفخيم والترخيم ولا الأشياء هذه كلها خالية من هذه. كان رسول الله اللهم صلى على محمد، كانوا يدخلوا عليه الناس ويقولوا يا محمد، هو فيه أفضل من محمد؟ مافيش.
صوت: المشكلة الآن مع رئيس التشريفات، كان عندنا موجود تشريفات الملكية فى الميزانية هذه رفض أن يوقع الميزانية حتى تلغى كلمة التشريفات، فضلنا ندور أى شئ نحله محلها، وبعدين الخارجية أفادتنا أن أفضل شئ نقول المراسم، فوضعت إدارة المراسم.
الملك فيصل: طال عمرك التشريفات تعطى نوع يمكن نفسى أنا أتصورها إنها تعطى شئ من الشعور أو الفرض على الناس إنهم يتشرفوا.. يعنى تشرف فلان، مثلا يقولوا: أسمع أنا فى الإذاعة والتليفزيون تشرف فلان بمقابلة فلان، أقول لهم: ليش تشرفنا ياأخى؟! إيش الفرق بينا كلنا يعنى؟! قولوا فلان قابل فلان اجتمع مع فلان.. هذه معلش يعنى، لا نقول تشرف، بتحطوا أشياء ما لها معنى!
عبد الناصر: إحنا برضه لغينا دفتر التشريفات.. عملناه دفتر الزيارات، برضه الإنعام.. الإهداء.
الملك فيصل: الإهداء مقبولة.
عبد الناصر: المنح.. برضه فيه كده كلمات ساعات بتبين فعلا حساسيات يعنى!
الملك فيصل: حتى كانت بتيجى أحيانا يقولوا: منحت بريطانيا العظمى البلد الفلانى استقلالها، يعنى ده كأنه منحة منها.. ده حقك.
عبد الناصر: إحنا برضه حكاية سيادة هى مش ماشية.. يعنى المفروض ما فيش سيادة يعنى، يتقال السيد فلان.. مافيش سيادة لكن السيد ده هو عبارة عن تكريم، لكن تبص تلاقى تشط العملية ويقولك سيادة، وهيدخلوها يعنى غصب عن الكل!
صوت: إحنا نحط فخامة عادى.
عبد الناصر: لأ.. ما احنا شيلنا فخامة حطوا سيادة، اتحطت إيه؟
صوت: سيادة الرئيس.
صوت: ليش ما هى فخامة الرئيس، الأخ محمود الظاهر ما قبلها يعنى.
عبد الناصر: لأ.. مافيش.. ولا سيادة، هى السيد الرئيس غير سيادة الحقيقة.
الملك فيصل: على كل حال أكبر فخر واعتزاز لأى إنسان يعتز أن الله سبحانه وتعالى يوفقه للإيمان بالله، والتمسك بأمر الله وما يقضى عليه دينه وخدمة أمته ووطنه.
هذه إذا ربنا وفق إنسان لها بأكبر ميزة وأكبر شرف وأكبر نعمة يحضرها الإنسان، ما هو قولة فلان الفلانى ولا العلانى ولا ما أدرى إيش! دى ما تنفعش.. دى مالها قيمة، القيمة للى مايقوم به الإنسان تجاه دينه وأمته ووطنه، هذا هو الفخر والاعتزاز يعنى اللى يفتخر بهم الإنسان.
وإن شاء الله ربنا يوفقنا، يعنى المسؤولية كبيرة.. مسئوليتهم كبيرة لكن عسى الله يوفق إن شاء الله، ودايما يمن علينا بالهداية والاستقامة.. الهداية لما فيه الخير والصواب والاستقامة عليها؛ لأن الرسول – اللهم صلى على محمد – دائما يدعو.. يامقلب القلوب ثبت قلبى على دينك. يا رسول الله حتى أنت؟! قال: ياعائشة إن قلوب البشر بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فأدعوا الله أنه يثبت قلبى على دينه.
فالإنسان بشر معرض لكل شئ، فإذا ربنا من عليه وأنعم عليه وكرمه بإنه يوفقه للخير؛ دى أكبر نعمة وأكبر اعتزاز وأكبر شرف يناله الإنسان.
صوت: بعد البيان، الشئ اللى ممكن نسير على ضوئه مع الإخوان.. اللى نتفق عليه ممكن تلخيصه؛ لأن البحث سيكون فى الحشد وموضوع فلسطين.. القضية الفلسطينية.
صوت: إن ندخلها فى البيان.
صوت: بلا بيان.
الملك فيصل: خليها ما بينكم إنتوا يعنى.
صوت: أنا قصدى ما اتفقتوا عليه.. ملخصها.
الملك فيصل: هذا اتفقوا بينكم عليها؛ لأنها محصورة فى النقط الثلاث اللى وضعوها فى مثل ما تفضل فخامة الرئيس، ما فى مواضيع أخرى تضيعنا عن الاتجاه والهدف المنشود يعنى.
صوت: بس إن شاء الله البيان المشترك إذا كان تقرير القائد العام هو كان فى…
الملك فيصل: لا.. فى البيان المشترك ما ندخل تقرير القائد العام!
صوت: أنا ما بحكى عن البيان المشترك، إنتم وجهتونا بما يختص بالتعاون فى مؤتمر القمة، الخطوط الرئيسية هذه.
الملك فيصل: هذه تضعوها بينكم حتى تكون مفهومة لدى الجميع هناك.
عبد الناصر: هو فى إشارة طبعا فى الورق المتوزع من الجامعة العربية وجدول الأعمال، الى البيان اللى ألقاه الفريق فوزى.. فى إشارة فى الموضوع، اتفقوا بقى على التفاصيل وابقوا ارجعوا لنا.
الملك فيصل: هم ذكروا البيان، أنا شفت إن الجامعة العربية ذكروا فى الديباجة عن البيان وعن الأشياء اللى صارت، بعدين حددوا جدول الأعمال بالنقط الثلاث هذه، ديه اللى هتكون محل بحث يعنى.
عبد الناصر: هو الحقيقة أنا فى توقعى إن المواضيع ستتشعب.. مواضيع كثيرة برغم اللى احنا بنقوله؛ لأن يعنى بيهيئ لنا هذا الموضوع، لكن الحقيقة مع اللقاء – وإحنا نقدر نلتقى بآخرين وإنتوا تقدروا تلتقوا بآخرين – نستطيع إن احنا نتحكم إن الأمور ما تفلتش.
إن يهمنا جدا إن المؤتمر ينجح، إذا المؤتمر ما نجحش أو طلع بيان زى اللى طلعوه وزراء الخارجية.. يعنى البيان اللى طلعوه وزراء الخارجية كان انعكاس إنه مافيش حاجة فى اجتماع مجلس الدفاع!
وطبعا اللى هيحصل فى المجلس مش هيبقى سر – يعنى أظن كلنا بنعلم هذا – كل الدنيا بتعلم اللى بيحصل فى المجلس، واليهود هيعلموا أيضا ماذا يحدث فى المجلس يعنى.
الواحد عارف هذا الكلام، فعلى هذا الأساس الحقيقة أنا بأقول: إحنا فى تقديرنا يعنى يجب أن ينجح المؤتمر، مش ضرورى النجاح الكامل اللى يتمناه كل واحد، ولكن يكون هناك حد أدنى للنجاح نحاول إن احنا نطلع بيه، وإلا إذا طلعنا إن احنا فشلنا أو عملنا بيان كلشنكان كده كلام عمومى بتبقى النتيجة عكسية! وأنا متصور يعنى فيه جرايد فى بيروت هتطلّع أيه الكلام اللى حاصل؛ يعنى مثلا فى جرايد باعته صحفيين وهيعرفوا إيه اللى بيحصل.
الملك فيصل: هو طبعا على ضوء – طال عمرك – ما بيتفق عليه واللى بيتقرر هناك سيكون البيان معبر عنه، البيان اللى ينشر يعنى ما فيش شك يعنى…
عبد الناصر: لكن فى رأيى إذا حصل أى إنفلات إن احنا يعنى بالحسنى نحاول نلم بدون ما الواحد يضيق صدره.
الملك فيصل: لا.. بدون ما ندير خلاف وانزعاج أو شئ من ها القبيل.. هذا بقدر الإمكان، وهذا إن شاء الله بحكمتكم إن شاء الله وبجهودكم.
عبد الناصر: وإنتم مع بعض وباستمرار بتتصلوا.
الملك فيصل: ودايما تشوفوا كمان الوفود التانية.. تجسوهم وتشوفوا إيش عندهم وإيش إتجاهات وإيش مقترحاتهم.. يعنى ضرورى هذا يعنى، إنتم مهمتكم ماهى سهلة.
صوت: البيان.. متى الساعة، فى المسا ولا فى الظهر.
صوت: زى ما تحبوا.
عبد الناصر: بكره.
صوت: أيوه.. بكرة بعد المعاهدة.
صوت: واحدة ونص.
صوت: واحدة ونص يعنى اثنين ونص.
عبد الناصر: إذا اتأخر للمسا المؤتمر هيغطى عليه.
صوت: هنا واحدة ونص هناك اثنين ونص فيطلع كله فى وقت واحد.
صوت: صوت العرب.
الملك فيصل: بتوقيت هناك اثنين ونص.
عبد الناصر: بس الأهرام ما ينشروش بكرة الصبح!
الملك فيصل: والله إذا كان ما حد منا ها الحاضرين خبرهم شئ ماراح ينشروا.
عبد الناصر: لا.. ده الأهرام دول ملاعين!
إحنا سعداء جدا بزيارة جلالة الملك والإخوان، والحقيقة إحنا بننظر لهذه الزيارة على إنها يمكن حققت هدفين.. الهدف الأول هو: رجوع العلاقة بين البلدين الى الأوضاع الطبيعية، وإن احنا الحقيقة بنؤكد إن هذا هدف نحن فى أشد الحرص عليه، والحقيقة الوضع الشاز هو أن تكون العلاقة غير طبيعية.
وطبعا سيكون هناك تعاون كامل بينا بالنسبة للوضع العربى والأوضاع الدولية والتشاور فى كل هذه الأمور، لأن أيضا هذه الناحية ما كانتش واخدة الوضع الطبيعى اللى يمكن تعودنا عليه باستمرار.
والحقيقة أول مباشرة لهذا هتكون فى داخل المؤتمر فى الرباط، ونتمنى التوفيق لجلالة الملك وللإخوان وللمملكة العربية السعودية.
الملك فيصل: على كل حال مافيش شك إن احنا مقدرين وشاكرين جدا مع ما لمسناه وما تفضلتوا فيه، والحمد لله بروح الأخوية الحبية الودية السابقة لاجتماعتنا، صارت طبعا مافيها شك إن ليها تأثيرها فى المستقبل.
تعاونا فيما بينا لا يقتصر على مصلحتنا إحنا فقط، كذلك القضية العربية والإسلامية نفسها لها دخل فى الموضوع هذا وله تأثير عليها، وكل ما يعنى تآخينا وتعاونا وتضامنا فيما بينا قوى أكثر.. كل ما تقوى جبهتنا أكتر.
يعنى الحمد لله رب العالمين البلدين بتمثل الناحية العربية الحمد لله.. هذا ما فيها شك، الناحية الإسلامية كذلك مافى شك.. البلدين لها تاريخها ولها مركزها فى الناحية الإسلامية.
الأمل بالله إن شاء الله هالروح هذه السائدة فى الاتجاه الصحيح اللى إن شاء الله ما عندنا شك فى تحقيقه، فى إنه يكون له تأثير كبير على تحقيق هالغايات هذه.
وربنا سبحانه وتعالى يوفقنا جميعا لأن نكون هداة مهتدين، وأن نكون من أنصار دينه وإعلاء كلمته، وأن نكون إن شاء الله أدوات خير وبركة وصلاح لأمتنا ولأوطانا ولكل ما يتعلق بنا.
هذا ما ندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا له، ودى أكبر نعمة إذا لو وفقنا لهذا إن شاء الله وبحول الله وبقوته، ما دام الاتجاه موجود والروح موجودة والرغبة موجودة سيتحقق بحول الله وقوته. النصر من عند الله؛ سواء فى المجال العملى وما يصلح بلادنا وأمتنا ووطنا أو فى معركتنا مع العدو، سيتحقق بحول الله وقوته، وما النصر إلا من عند الله.
نرجوه أن يوفقنا الحين، وإحنا شاكرين لكم.