الرئيسية / تقارير وملفات / ذات يوم 14 مارس 1992..عودة الفريق سعد الدين الشاذلى إلى مصر بعد 14 عاماً فى منفاه الاختيارى بالجزائر

ذات يوم 14 مارس 1992..عودة الفريق سعد الدين الشاذلى إلى مصر بعد 14 عاماً فى منفاه الاختيارى بالجزائر

سعيد الشحات يكتب:

الأربعاء، 14 مارس 2018 10:00 ص

سعد الدين الشاذلى
 
 
 
اتصل الفريق سعد الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية من مايو 1971 حتى ديسمبر 1973، بصديقه المجاهد الجزائرى «لخضر بورقعة» يطلب منه أن يوزع المؤلفات التى عكف على كتابتها أثناء تواجده فى الجزائر وهى، مذكراته عن حرب أكتوبر 1973، وكتاب «الحرب الصليبية الثامنة» وكتاب «الخيار العسكرى العربى» وكتاب «أربع سنوات فى السلك الدبلوماسى»، وهو عن الفترة التى قضاها سفيرا لمصر فى لندن، ثم فى البرتغال حتى عام 1978».
 
كشفت «بوابة الشروق» الجزائرية عن هذا الاتصال فى تصريحات «بورقعة» لها، ونشرتها يوم 18 أكتوبر عام 2013، وأكد «بورقعة» أن الاتصال تم قبل رحيل الشاذلى من الجزائر عائدا إلى بلده مصر يوم 14 مارس «مثل هذا اليوم» عام 1992، منهيا بذلك 14 عاما من المنفى الاختيارى فى الجزائر، حيث وصلها عام 1978 من البرتغال، بعد أن ترك منصبه سفيرا لمصر فيها، وهاجم السادات بسبب سلامه مع إسرائيل.
 
وكان الخلاف بينهما يعود إلى فترة حرب أكتوبر عام 1973، وبالرغم من أن العديد من الدول العربية كانت علاقتها مقطوعة مع مصر وقتئذ على خلفية السلام مع إسرائيل، إلا أن الشاذلى اختار الجزائر تحديدا لمنفاه، وذلك لأسباب ذكرها هو لقناة الجزيرة فى 10 إبريل 1999 وهى: «الحكام فيها كانوا هم الجيل الذى قام بالثورة، والجيل الثائر يستطيع أن يقدر الثوار نفسهم، بعكس لو انقضى هذا الجيل ويأتى جيل ثان».
 
ويؤكد محيى الدين عميمور وزير الإعلام الجزائرى الأسبق فى شهادته للشروق الجزائرية- 18 أكتوبر 2013: «استقبل الشاذلى من طرف الرئيس الجزائرى الراحل هوارى بومدين شخصيا، وبعد أن أعطى له سكنا فى الصنوبر، نقل إلى الإقامة فى الأبيار، وقام على حراسته أفراد من الحرس الجمهورى»، وقال عبدالعال رزاقى أحد المقربين منه: «بدأ ينشط فى الجزائر بإصدار كتب ومجلات»، وشدد على أن بيته كان مفتوحا للمثقفين الجزائريين.
 
فى عام 1983 حوكم فى مصر غيابيا بتهمة إفشاء أسرار عسكرية، شملت حسب قول مدير إدارة القضاء العسكرى فى مجلة «المجلة – لندن» فى عددها بتاريخ 24 أكتوبر 1993: «الفريق الشاذلى بصفته العسكرية كرئيس للأركان، أفشى أسرارا عن أسلحة ومعدات وخطط ومعلومات عن تشكيلات، وتحركات وأفراد وعتاد واستراتيجيات وتكتيكات القوات المسلحة من خلال ما كتبه فى الخارج من مقالات، نشرت فى مجلة «الوطن العرب»، بالإضافة إلى كتاب صدر فى باريس تحت عنوان «حرب أكتوبر»، دون إذن خطى من السلطات العسكرية المختصة كما يوجب القانون».
 
أقدم «الشاذلى» على تأليف مذكراته عن حرب أكتوبر أثناء إقامته فى الجزائر وكتب مقدمته فيها أول سبتمبر 1979، لكنه طبعها خارجها، والكتاب الذى تم طبعه فى مصر بعد ثورة 25 يناير عام 2011 «دار رؤية»، يروى تفصيليا مرحلة استعداد الجيش المصرى للحرب، وخلافه مع المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية، ثم خلافه الشهير مع الرئيس السادات أثناء الحرب بسبب طريقة التعامل مع «ثغرة الدفرسوار»، وهو الخلاف الذى انتهى بإقالة الشاذلى قبل نهاية الحرب، وتعيين الفريق محمد عبدالغنى الجمسى بدلا منه، ورد الشاذلى فى مذكراته على الوقائع التى ذكرها السادات فى مذكراته «البحث عن الذات» حول الحرب، وزعمه بأن الشاذلى عاد منهارا من الجبهة يوم 19 أكتوبر، وهى القصة التى نفاها الجمسى فى مذكراته جملة وتفصيلا، مؤكدا كذب رواية السادات للحقيقة والتاريخ.
 
اللافت أن الشاذلى نفسه وأثناء إقامته فى المنفى، تقدم وفقا لمذكراته عن «دار رؤية – القاهرة» بمذكرة إلى النائب العام المصرى بتاريخ 21 يوليو 1979 يتهم فيها السادات رئيس جمهورية مصر العربية، بأنه خلال الفترة من ما بين أكتوبر 1973 ومايو 1978، حيث كان يشغل منصب رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة بأنه ارتكب جرائم: الإهمال الجسيم، تزييف التاريخ، الكذب، الإدعاء الباطل، إساءة استخدام السلطة، وقال فى دعواه إنه، نظرا لارتكاب الرئيس هذه الجرائم فإنه يطالب بمحاكمته.
 
قضت المحكمة العسكرية فى عام 1983 بمعاقبته بالسجن ثلاث سنوات مع الأشغال الشاقة، ووضعت أملاكه تحت الحراسة، وكانت عودته إلى القاهرة تعنى تنفيذه لهذا الحكم، وفى مساء يوم 14 مارس 1992 وصل إلى مطار القاهرة، وفور نزوله تم القبض عليه، وقضى فترة عام فى السجن الحربى بتهمتين.. الأولى: نشر كتاب بدون موافقة مسبقة عليه، والثانية، تهمة إفشاء أسرار عسكرية فى كتابه، وأنكر صحة هذه الاتهامات بدعوى أن تلك الأسرار المزعومة حكومية وليست عسكرية، وقضى الشاذلى فترة عام فى السجن.

عن admin

شاهد أيضاً

مطارق الحنين الي فلسطين

مطارق الحنين!! د.شكري الهزَّيل لم يكن يدور بخلدي يوما ان تضرب الاسوار اطنابها حول قلمي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *