الرئيسية / كتب و دراسات / حصريا : تحميل كتاب ..صوت العرب الإذاعة التي قوضت أركان الاستعمار

حصريا : تحميل كتاب ..صوت العرب الإذاعة التي قوضت أركان الاستعمار

 

يتناول الكتاب  سياسات إذاعة (صوت العرب) بتشجيع حركات التحرير وتعبئة الشعور ضد الاستعمار فى أنحاء العالم العربي في المغرب والجزائر وتونس واليمن والعراق، بالاضافة إلى اهتمام (صوت العرب) بالقضية الفلسطينية ودورها في الدعوة إلى القومية العربية، ومحاولات الدول الاستعمارية للحد من تأثير الإذاعة.

كما تحدث الإعلامي متولي في كتابه “صوت العرب الإذاعة التي قوضت أركان الاستعمار”، والذي صدر مؤخراً عن الدور الإعلامي الذي لعبته الجمهورية  العربية المتحدة ، في إطار دعمها للثورة اليمنية، إضافة إلى العمل الإعلامي المصاحب للثورة، والتي فيها الكثير من الحكايات والأحداث التي رافقت البعثات الإعلامية المصرية إلى اليمن.

 

يقول الإعلامي عباس متولي: بدأت إذاعة صوت العرب بالاتجاه نحو اليمن مبكراً وذلك منذ عام 1955م عندما قامت أول محاولة للقضاء على النظام الإمامي الكهنوتي بقيادة الشهيد أحمد الثلايا، وقد أتاحت “صوت العرب” الفرصة للمعارضة اليمنية للنظام الإمامي مبكرا ممثلة في بعض رموزها كمحمد محمود الزبيرى وأحمد محمد النعمان للحديث للشعب اليمنى والدعوة للنهضة والتحرر من الاستعمار والإمامة والتخلف والعبودية، وعندما تولى الإمام أحمد الحكم أعلن انضمامه لدولة الاتحاد مع مصر وسوريا، لكن ذلك لم يدم طويلاً حيث اجتمع الثوار اليمنيون في القاهرة ووقعوا وثيقة تتضمن يأسهم من النظام الإمامي الكهنوتي البغيض، وضرورة إقامة نظام جمهوري، وأذيعت هذه الوثيقة من صوت العرب؛ كما أتيحت موجات صوت العرب للدكتور عبدالرحمن البيضاني لتوجيه عدة بيانات عبر أثيرها من القاهرة أهمها بيان إعلان الثورة ليلة الـ26 من سبتمبر عام 1962م.

 

واستمرت إذاعة صوت العرب تواكب الثورة السبتمبرية، وذلك بإذاعة أخبار الثورة وكانت تعليقات الإعلامي ” أحمد سعيد” عن الثورة والثوار ذات تأثير كبير في الشعب اليمنى بكل فئاته الاجتماعية.

 

ويضيف عباس متولي متذكرا مرحلة تاريخية كبرى من العلاقات المصرية اليمنية النضالية الكبرى: منذ 29سبتمبر ومطلع أكتوبر 1962م بدأت مجاميع مؤيده للعهد الإمامي البائد بالقيام بعمليات ارهابية في محاولة يائسة للنيل من الثورة والنظام الجمهوري وبخاصة في مناطق الجوف ومأرب انطلاقا من بيحان جنوب اليمن المحتل ثم في صعدة وما جاورها من حجة وقد خاض ضباط وجنود الثورة وأبناء القبائل اليمنية المعارك دفاعاً عن ثورة 26 سبتمبر في تلك المناطق وانخرط الآلاف من الشباب والرجال الذين هبوا من أرجاء اليمن شمالا وجنوبا للانضمام في صفوف الحرس الوطني والذى تم تشكيله، وبدأت عملية تدريب وتسليح الدفعة الأولى منه في الثاني من أكتوبر 1962م وفي صباح اليوم التالي كانت الثورة قد عمت أرجاء اليمن .

 

وحرصا على أهمية الإعلام وخاصة الإذاعة في نشر الوعي الثوري فقد تم توزيع ما يقارب من مائة ألف راديو على رجال القبائل، وهو ما كان له أكبر الاثر في تهيئة الأذهان للثورة، وأوفدت صوت العرب مراسليها إلى الإذاعات اليمنية في صنعاء وتعز لتقديم يد العون الفني للإذاعيين اليمنيين في هذه المرحلة.

 

بعثات إذاعية

كانت إذاعة صوت العرب وبتوجيهات من القيادة المصرية أنذاك ضمن توجهاتها لدعم الثورة اليمنية توفد بعثات إذاعية، وأوكلت هذه المهمة لإدارة إذاعة صوت العرب، التي كانت توفد كل عامين بعثة إعلامية مكونة من سبعة أفراد ثم العودة لتحل محلها بعثة جديدة وهكذا بهدف التدريب والتأهيل والمساعدة الفنية في المجال الإذاعي والإعلامي

.

مفتاح إذاعة صنعاء بيد الإمام

وفي شرحه لأول مهمة إذاعية له في اليمن وماذا سجلت ذاكرته عن تلك المرحلة يقول: في مطلع عام 1967م كنت أحد أفراد بعثة إعلامية في إذاعة صوت العرب وصلت اليمن كان رئيسها صلاح عويس وفي عضويتها سهير الحارثي ومحمد مرعى وسعاد خليل وعصمت إبراهيم وعلي موسى، وفي حين اختص رئيس الوفد ومعظم الأعضاء بالأشراف على إذاعة صنعاء أسندت إلى مهمة الإشراف على إذاعة تعز.

 

ويتذكر عباس متولي أول زيارة له لإذاعة صنعاء وقراءته لنشرة الاخبار من استديوهاتها عام 1967م، وكيف روى له حسن العزي كبير مذيعي إذاعة صنعاء حينها أن إذاعة صنعاء عادت ملكيتها الحقيقية إلى الشعب اليمنى إذ كان هذا المبنى العتيق كما يروي العزي: “ملكا خالصا للإمام محمد البدر حميد الدين، ولم تكن للإذاعة في عهد الإمامة مواعيد محددة في الافتتاح والختام كبقية الإذاعات، فيفتح الإمام الإذاعة كيفما يشاء وفي أي وقت يحق وعند نهاية الإرسال يغلقها ويأخذ معه مفتاحها إلى قصره إلى أن يأتيه مزاجه ويفتحها مرة أخرى “.

 

وهنا يعلق عباس متولي قائلا: كان الإمام على ما يبدو ملما بأهمية دور الإذاعة وسطوتها الإعلامية في التحكم بالشعب، كان يعرف أيضا أن أي ثورة أو انقلاب يبدأ من دار الإذاعة؛ وكانت تجربة الثورة المصرية عام 1952م ماثلة أمام عينيه فيما يبدو؛ ولم يشأ أن يخرج من عنده أنور سادات يمنى ليقرأ البيان الأول للثورة.

 

انفجار قرب إذاعة تعز

يكمل عباس متولي ذكرياته بعد وصوله إلى مدينة تعز وأشرافه على إذاعة تعز: عشت في هذه المدينة التي أسميتها سويسرا الفقيرة ببيوتها المنحوتة في الجبال وشوارعها شديدة الانحدار، وهدوئها القاتل وأضوائها المتلالئة بالليل شهور انتهت فجأة في 5 يونيو 1967م نتيجة اندلاع الحرب في مصر.

 

ويسترسل متولي ليشرح مدى المخاطر، التي تعرض لها الإعلاميون في ذلك الوقت لكون المؤامرات كثيرة على ثورة 26سبتمبر والنظام الجمهوري فيقول: في واحدة من تلك الليالي غير المقمرة كنت بالبيت الذي استأجرته لنا الحكومة في بطن أحد تلك الجبال برفقة زملائي عصمت إبراهيم ومحمد مرعي وزوجته سعاد خليل، وإذا بصوت انفجار رهيب يقطع سكون الليل ويبدو قريبا منا على النحو الذى أيقنا أننا المقصودون به ثم أتبعه انفجار آخر وبعد أن احتمينا من هول الانفجار برهة من الزمن فاذا بأصوات زملائنا من الهندسة الإذاعية يبلغونا أن الانفجار القريب منا كان مقصود به ضرب مخزن أسلحة تابع للقوات العسكرية المصرية فوق رأس الجبل الذي يقبع بيتنا أسفله.

 كلفت بنقل حفل للفنان عبدالحليم حافظ فى دمشق بمناسبة الثورة التصحيحية للرئيس حافظ الأسد.. ما الموقف الذى حدث وجعلك تغير نظرتك عن العندليب؟

لم أكن فى شبابى مغرما بعبدالحليم حافظ، كنت لا أميل إلى «نعومته» مقارنة بخشونة أصوات عشقتها مثل فريد الأطرش ومحمد قنديل ومحمد عبدالمطلب، كنت أستاء كثيرا من التفاف المعجبات حوله حتى قبل أن تلحق به الشهرة، كنت أرى صوره على جدران العمارات وأنا أركب الدور الثانى من ترام الرمل بالإسكندرية حين كان اسمه فى أوائل حياته الفنية «عبدالحليم شبانة»، وأتعجب من هذا الشاب الذى يريد أن يناطح عمالقة الجيل، لم يختلف الأمر حين دخلت الإذاعة عام 1965 وبدأت أذيع أغنياته، بل ظهر موقفى الشخصى تجاهه حين قطعت إذاعة واحدة من حفلاته الليلية. كانت إذاعة صوت العرب تغلق إرسالها بعد موجز الواحدة والنصف صباحا حتى لا تجهد محطات الإرسال، بالنظر إلى أن صوت العرب يسبق جميع المحطات بالبث فى الخامسة صباحا، والإغلاق فى الثانية والنصف صباحا، أى أن محطات الإرسال لا تهدأ سوى ساعتين ونصف فقط. وكانت لدينا أوامر بألا تتجاوز الحفلات الخارجية هذا الموعد، ورغم أن العرف جرى فى البرنامج العام أن يمتد الإرسال مع امتداد تلك السهرات، فقد آثرت فى ليلة كان بطلها عبدالحليم أن أقطع عليه الإرسال وأذيع الموجز وأغلق الإرسال. ولم يتمكن أى مسئول من مجازاتى لأننى طبقت التعليمات. وقد أثلج هذا التصرف صدرى، ثم تغير موقفى من عبدالحليم 180 درجة.

 كيف؟

فى عام 1971 عندما أوفدونى إلى دمشق لأشارك مع مذيعين من مختلف الدول العربية فى إذاعة حفل بمناسبة ثورة التصحيح التى قادها الرئيس حافظ الأسد، بعد بضعة أشهر من وفاة الرئيس جمال عبدالناصر، وقبل أن يصعد عبدالحليم إلى المسرح، صعد مذيع سورى اسمه «خلدون المالح» ليلقى كلمة، لا أعرف مناسبتها، لكنه أخذ يكيل الاتهامات لجمال عبدالناصر ونظامه وبدا أنه «شارب حبتين». ولم أستطع أن أفعل شيئا من موقعى كمذيع مشارك بالحفل، وما إن انتهى هذا «المالح» من كلمته حتى ظهر عبدالحليم على المسرح، لكنه لم يبدأ الغناء. وأخذ الميكروفون وراح يرد على هذا المأفون بمديح غير عادى لجمال عبدالناصر وزعامته للعالم العربى قائلا إن العرب باتوا اشبه باليتامى بعد رحيله، وأرغم جمهور الحاضرين على الوقوف دقيقة حدادا على جمال عبدالناصر، ثم استهل باقته الغنائية بأغنية «أحلف بسماها» فألهب مشاعر الجمهور الذى استقبل بقية باقته استقبالا رائعا، وقد قرر عبدالحليم منذ تلك الواقعة أن يستهل كل حفلاته بأغنية الأبنودى الرائعة «أحلف بسماها»، حتى وفاته، منذ ذلك الحين أقسمت أيضاً بسماها أن يكون عبدالحليم هو مطربى المفضل، ليس لصوته الرخيم وحسب، وإنما أيضاً لأن الرجال مواقف!

 حدثنا عن مواقف لا تنسى فى مشوارك..

اعتدنا فى صوت العرب فى الفترة الصباحية على قراءة مقتطفات من أقوال صحف اليوم، وكانت غرفة الأخبار ترسل مع الساعى «لوحة» ملصقا بها قصاصات من بعض المقتطفات المختارة، ويتولى المذيع قراءتها، وهى مسألة روتينية تحدث كل صباح، وصباح يوم ما جاءنى الساعى باللوحة وكان المفروض أن يحضر بعد قراءتها لإعادتها إلى غرفة الأخبار، ولسبب ما جاء الساعى مبكرا واستعاد اللوحة قبل موعد قراءتها، دون أن أفطن لذلك. ربما كنت مشغولا بمتابعة المواد المذاعة على الهواء أو بالحديث مع مهندس الصوت، وجاء موعد أقوال الصحف ولم أجد لدىّ ما أقرأه، وكان علىّ أن أتصرف، فاعتمدت على الذاكرة مما قرأته فى الصحف، وأخذت أسرد مقتطفات الصحف من الذاكرة! أما الموقف الأصعب فحدث فى إذاعة صوت أمريكا، فقد كان لدينا رئيس تحرير مخضرم هو الأستاذ «أنور حديد»، ولسبب ما أيضاً قرر فى ذلك اليوم أن يقرأ نشرة الأخبار بنفسه، ولم يكن قد فعلها من قبل، فذهب إلى زميلنا «سمير كتاب» ليسأله كيف يقدم لقراءة النشرة، فقال له سمير إنه يستهل النشرة بالقول: «إذاعة صوت أمريكا.. إليكم نشرة الأخبار يقرأها سمير كتاب». ودخل الأستاذ أنور حديد الاستوديو منتفخا وقدم النشرة بكل ثقة قائلا «إليكم نشرة الأخبار يقرأها سمير كتاب»!!

ومن المواقف المهمة أن سعد زغلول نصار معروف عنه أثناء نوبته فى استوديو الهواء بصوت العرب التى تمتد أربع ساعات أنه يشغل نفسه بترجمة بعض الروايات والمسرحيات. وحدث أن جاء دوره لتقديم أغنية شادية «آه بحبه» وكان منغمسا فى الترجمة فإذا به يقول «إليكم شادية فى أغنية (51 بحبه)»!!

وكانت صوت العرب، بصفتها الإذاعة القومية للعرب، تضم بين مذيعيها جنسيات عربية متعددة، كان فى غرفة الأخبار السورى «صفوح أقبيق»، وكانت زوجته «نجاح النعنى» تعمل فى نفس الغرفة. وطلب مدير صوت العرب من نجاح أن تستضيف أنيس منصور لتجرى معه حوارا. فاتصلت به هاتفيا، واتفقا على الموعد. لكن «أنيس»، على غير عادته، لم يحضر التسجيل. وحينما اتصل به سعد زغلول قال له إنه ظن أن هذا مقلب دبره واحد من أصدقائه الظرفاء، لأنه من غير المعقول أن تكون هناك مذيعة اسمها «نجاح النعنى أقبيق»!

 

رابط تحميل الكتاب

https://drive.google.com/file/d/1vlKhC5ELsFQpSlIffCRV9TACILUV0THy/view?usp=sharing

 

 

عن admin

شاهد أيضاً

كتاب الدكتور عبدالخالق فاروق (حقيقة الدعم و أزمة الاقتصاد المصري)

  الدكتور عبدالخالق فاروق من أهم الباحثين الاقتصاديين في مصر وقدم العديد من الأبحاث والكتب …

3 تعليقات

  1. بيقول الرابط غير موجود

  2. جايز تكون المشكلة عندي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *