الرئيسية / تقارير وملفات / ذات يوم 4 و 5 نوفمبر 1972.. السادات لهيكل فى لقاء عاصف بينهما: «أنت بتتهمنى يا محمد إنى ما عنديش عقل؟.. ويسأله: «الأهرام ده بتاع مين؟».. وهيكل يرد: «الأهرام أنا اللى عملته»

ذات يوم 4 و 5 نوفمبر 1972.. السادات لهيكل فى لقاء عاصف بينهما: «أنت بتتهمنى يا محمد إنى ما عنديش عقل؟.. ويسأله: «الأهرام ده بتاع مين؟».. وهيكل يرد: «الأهرام أنا اللى عملته»

سعيد الشحات يكتب:

 

الأربعاء، 04 نوفمبر 2020 10:00 ص

 
 
 
 
دخل الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل رئيس تحرير «الأهرام» مكتبه مساء الجمعة، 4 نوفمبر، مثل هذا اليوم 1972، واستدعى واحدا ممن أسسوا «مركز الدراسات الصهيونية» الذى أصبح فيما بعد «مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية».. كان الشخص محل ثقة هيكل، حسب الكاتب الصحفى عبدالله السناوى فى كتابه «أحاديث برقاش – هيكل بلا حواجز».. مضيفا: «بدأ يتلو عليه محضرا كاملا بما جرى فى لقاء عاصف بمكتب رئيس الجمهورية فى منزله على نيل الجيزة».
 
لا يذكر السناوى اسم هذا الشخص لكنه يصفه قائلا: «مؤتمن وولاؤه لجمال عبدالناصر مؤكد».. ويكشف: «الخط الذى كتبت به الوثيقة واضح ومقروء».. بينما خط هيكل «دقيق وتصعب قراءته».. ويؤكد: «الصداقة القديمة بينهما «السادات وهيكل» سمحت أن تأخذ المواجهة صراحتها الكاملة».
 
يذكر «السناوى» المقدمات التى أدت إلى هذه المواجهة، مشيرا إلى أنها بدأت عام 1972، بتداول وكالات أنباء وصحف عالمية وعربية أنباء عن لقاء متوقع بين هيكل ووزير الخارجية الأمريكية «كيسنجر» برعاية مستشار ألمانيا فيلى برانت، ورجح هذه المعلومات أن «برانت» التقى هيكل وقتئذ، والتقى «كيسنجر» قبلها بأيام، وسأل«برانت» هيكل: «ماذا تريدون بالضبط؟ ثم سأل:«هل سوف تلتقى بهنرى كيسنجر؟»، مشيرا إلى أن طريقة تفكيرهما متقاربة.
وأجاب «هيكل» عن السؤال الأول بشرح مسهب للوضع السياسى فى الشرق الأوسط.
 
وأجاب عن السؤال الثانى بالنفى القاطع، قائلا: «هذا ليس وقته»..يؤكد السناوى أن الطريقة المستقلة التى تصرف بها هيكل فى اعتذاره عن لقاء كيسنجر ضايقت السادات لأنه اعتذر دون أن يخطره بالدعوة أو يتفاهم معه قبل اتخاذ أى موقف.
 
شهد هذا العام أيضا «1972» «منح السادات الضوء الأخضر لرئيس تحرير «الأخبار» موسى صبرى لكتابة مجموعة مقالات أرادت أن تقول: «القلم الوحيد»، كما أطلق عليه، يوشك على الأفول، وأن العهد الجديد له رجال جدد، ليس بينهم ذلك القلم الذى «يضفى على نفسه أهمية ليست له».
 
ويؤكد السناوى: «لم يشر موسى صبرى إليه «هيكل» بالاسم، غير أن كل حرف قال إنه هو، فضلا عن مقتطفات منقولة بحذافيرها من مقالاته».. يذكر السناوى أن هيكل قرر أن يبتعد لفترة طويلة نسبيا تخفيضا للاحتقان الذى وصل ذروته مع الرئيس، فسافر فى جولة آسيوية.. يكشف: «أثناء رحلته الآسيوية اتصل الرئيس السادات بمساعد هيكل فى ذلك الوقت الدكتورعبدالملك عودة، متسائلا عما إذا كان هيكل قد عين أحمد عبدالله رزة زعيم الحركة الطلابية عام 1972 فى مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، ولم يكن الخبر صحيحا».
 
حدثت المواجهة فى تلك الأجواء، وتطرقت إلى قصة «أحمد عبدالله»..ويؤكد السناوى: «استمعت إلى تفاصيلها من «الأستاذ» قبل قراءتها فى وثيقة محفوظة»، ويذكر نص الوثيقة التى أملاها هيكل، وتقول: «أدخل هيكل إلى حجرة مكتب الرئيس فى منزله بالجيزة»..
 
سلم على أنور السادات وقال له وهو يناوله النسخة الإنجليزية من كتابه «عبدالناصر والعالم»: «لم أجد هدية أحضرها لك من لندن سوى هذه».. تناولها أنور السادات ووضعها على مكتبه دون أن ينظر فى الكتاب، وقال: «متشكر».. ثم قال فجأة: يا محمد.. أنت بتتهمنى إنى ما عنديش عقل.. يا محمد إيه هو، إحنا على طريقين مختلفين جدا؟.
 
وأُخذ هيكل لأول مرة وعلق قائلا: لست أفهم سبب فتح مثل هذا الموضوع مباشرة هكذا.. أنا لم أقل هذا على أية حال.. قال أنور السادات: أنت بتعرض بى ليه يا محمد؟.. قال هيكل: أود أن أحدد لك بدقة موقفى.. أنا أختلف معك سياسيا ولكننى لا أعرض بك.. قال السادات: أنا لا أسمح لك.. أنا المسؤول.. وأنا الذى انتخبنى الشعب..قال هيكل: وأنا صحفى مسؤول وحر.
 
وقال السادات: الأهرام ده بتاع مين؟.. رد هيكل: الأهرام ده أنا اللى عملته.. وهو مملوك للاتحاد الاشتراكى حسب وثائقه الأساسية، وعلى أى حال دعنى أرفع عنك الحرج أنا مستعد فى أية لحظة أمشى.. قال السادات: ده قرار تاخده بمحض إرادتك.. أجاب هيكل: إذا اتفقنا.. قال السادات: كيف تكلمنى بهذه الطريقة؟
 
وأجاب هيكل: أود أن أقول لك شيئا لأكون واضحا.. أنا أضع حدودا واضحة بين رئيس الدولة وبين رئيس التحرير، ولكن هناك جانب فى العلاقة هو ذلك القدر الموجود من الصداقة بيننا إلا إذا كنت قد ألغيته خلال الأسبوع الذى كنت أنا فيه فى لندن.. قال السادات: أنا الصداقة أعتز بها، وأنت تعلم منى هذا، ولكن كيف تشتمنى؟.. أجاب هيكل: أنا لم أشتمك، وعلى أية حال دعنى أعفيك من الحرج أنا مستعد فى أية لحظة أمشى.
 
وعلق السادات: هذا قرارك تأخذه بمحض إرادتك.. وقال هيكل: إذا اتفقنا وانتهى الأمر.
 
تحدث هيكل والسادات بعد ذلك مطولا عن زيارة هيكل للندن.. ثم قال السادات بعد أكثر من ساعة.. لنعود إلى موضوعنا.
 
وتواصل النقاش.

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 نوفمبر 1972..هيكل للسادات: «اتصلت فى غيابى لتعرف هل عينت «أحمد عبدالله رزة» فى الأهرام بستين جنيها»؟.. والرئيس يرد: «أنت بتتكلم وكأنه لا يهمك شىء»

الخميس، 05 نوفمبر 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 نوفمبر 1972..هيكل للسادات: «اتصلت فى غيابى لتعرف هل عينت «أحمد عبدالله رزة» فى الأهرام بستين جنيها»؟.. والرئيس يرد: «أنت بتتكلم وكأنه لا يهمك شىء»السادات
 
 

 

 
تواصل الحوار العاصف بين الرئيس السادات والكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل يوم 4 نوفمبر 1972..جرى اللقاء فى بيت الرئيس المطل على نهر النيل، وكان الأول بينهما بعد عودة هيكل من رحلة إلى لندن استمرت أسبوعا، وفور انتهائه توجه هيكل إلى مكتبه فى الأهرام وكان رئيس تحريره، واستدعى شخصا يثق فيه ممن أسسوا مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام وأملاه محضرا للقاء، حسب تأكيد  الكاتب الصحفى عبدالله السناوى فى كتابه «أحاديث برقاش– هيكل بلا حواجز»..»راجع، ذات يوم 4 نوفمبر 2020». 
 
يكشف «السناوى» مقدمات وكواليس قصة هذا اللقاء، وتؤكد أن العلاقة بين السادات وهيكل كانت فى طريقها إلى الانتهاء، وحسب محضر اللقاء الذى ينشره السناوى، فإن الحوار أثير فيه ثلاث نقاط عاصفة..الأولى حول ما وصل إلى السادات عما قاله هيكل فى أحد اللقاءات بأن «السياسة تسير الآن بلا عقل»، والثانية حول ما كتبه فى مقاله الأسبوعى «بصراحة» فى الأهرام بتاريخ 27 أكتوبر 1972 بعنوان «الخطوط فوق البحر الأحمر» وأثار غضب السعودية، وكذلك سؤال السادات عن حقيقة تعيين «أحمد عبدالله رزة» زعيم الحركة الطلابية عام 1972 فى مركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام.   
 
قال السادات: حين تقول إن السياسة الآن تعمل بغير عقل أليس معناه أننى بلا عقل؟..ثم إنك تتهمنى أننى لا أعمل لحل أزمة الشرق الأوسط؟..أجاب هيكل: هذا غير صحيح..كنت أنتقد أشياء كثيرة أيام جمال عبدالناصر ولكنه لم يعتبر ذلك موجها له شخصيا..أنت تعلم حين اكتشف عبدالناصر تزوير انتخابات مجلس الأمة ثار بشدة، وظل شهرا كاملا لا يتحدث ولا يتصل بسامى شرف (مدير مكتب عبدالناصر) وشعراوى جمعة (وزير الداخلية)، وكان سيتخذ ضدهما إجراءات حاسمة ثم أجلها لأنه كان من ضرورات المرحلة أن يدفع بعناصر التغيير، ويزيد منها دون أن يهز الواقع الذى كان مهتزا بشدة بعد الهزيمة، ثم إنك تعرف علاقتى بسامى وشعراوى، وكيف عانيت منهما وما وصلا إليه من تدبير لى عند الرئيس، فليس كل ما ينتقد فى عهد عبدالناصر كان يأخذه على أنه كلام عليه بل إنه كان ضد كثير جدا مما يحدث وكان يحاول تغييره.
 
أضاف هيكل: مع عبدالناصر كانت علاقتنا واضحة، وكنت أقول له رأيى وكنت أعرف رأيه، وكان يناقشنى ويقنعنى، فكانت نقاط الاختلاف فى الرأى بيننا واضحة لى وكانت دوافعها معروفة لى ومفهومة.
 
انتقل هيكل فى رده إلى نقطة أخرى قائلا: «ثم إن هناك شيئا أريد أن أقوله لك: إننى لا أريد شيئا..لست أطمع فى رئاسة أو منصب، وإنك فى غيابى اتصلت بأحد مساعدى فى الأهرام (الدكتور عبدالملك عودة) وكلمته فى التليفون بنفسك لتعرف إذا كنت قد عينت أحمد عبدالله رزة بستين جنيها فى الأهرام أم لا؟..سبق لسيد زكى من المباحث أن اتصل بهذا المساعد لنفس السؤال، وحين جاء المساعد ليسألنى فقلت له ألست تعرف أننا لم نعينه قال، نعم، فقلت له إذن قل لسيد زكى، لقد زاد الدس ضدى جدا فى المرحلة الأخيرة وقد ضقت ذرعا به..كان الدس موجودا أيام عبدالناصر ولكنه كان يعرف المواقف الأساسية للبشر ويتعامل على أساسها.
 
قال السادات:إن اختلافاتك فى الرأى أدت أخيرا إلى غضب السعودية، غضبوا جدا من مقالك حول استراتيجية عربية فى البحر الأحمر، وقالوا لى فى مذكرتهم إننا إذا أجبنا عليهم بأن هيكل لا يمثل الرأى الرسمى فهم لن يقبلوا..أجاب هيكل: لقد أرحتهم بقرارى أن أترك الأهرام..قال السادات: أنت يعنى بتتكلم وكأن لايهمك شىء، لماذا تدفعنى؟..أجاب هيكل: لأننى لا أريد شيئا، ولأننى أستطيع أن أعيش فيما أظن أننى أعرف كيف أقرأ، وفضلا عن ذلك أعرف كيف أكتب..الفريق صادق (وزير الحربية) كان رجلا فى دبابة فلما أقلته ( 26 أكتوبر 1972) لم يعد يعمل، والمسؤول فى الاتحاد الاشتراكى لو أقلته أيضا فسيجلس بدون عمل، أما أنا فأعرف أن أقرأ، وأعرف أن أكتب، ويوم ما هاخرج سأستمر صحفيا.
 
سأل السادات: وعملك فى الأهرام ألست مهتما به؟..أجاب هيكل: لن تستطيع أن تُقدر أبدا إلى أى مدى هو عزيز على، وعزيزة على تلك الروابط الإنسانية التى تربطنى بمن يعملون معى، ولكن الأهرام منذ فترة يكاد يختنق لا رأى جديدا ولا فكرة جديدة، ولا شىء يساوى لأننا لا نستطيع أن ننشر.
 
يؤكد «السناوى»: «هكذا تحدثت الوثيقة المثيرة دون حذف أو تعديل فى أى حرف منها لأهميتها البالغة فى كشف كل الحقائق عن مقدمات الخروج(هيكل) من «الأهرام»، وكان فى الأول من فبراير 1974».

عن admin

شاهد أيضاً

مطارق الحنين الي فلسطين

مطارق الحنين!! د.شكري الهزَّيل لم يكن يدور بخلدي يوما ان تضرب الاسوار اطنابها حول قلمي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *