الرئيسية / تقارير وملفات / ذات يوم.. 15 أكتوبر 1973.. إسماعيل يرفض اقتراح الشاذلى.. وشارون يفشل فى إنشاء معبر فرقته إلى شرق القناة

ذات يوم.. 15 أكتوبر 1973.. إسماعيل يرفض اقتراح الشاذلى.. وشارون يفشل فى إنشاء معبر فرقته إلى شرق القناة

سعيد الشحات يكتب:

الأحد، 15 أكتوبر 2017 10:00 ص

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 15 أكتوبر 1973.. إسماعيل يرفض اقتراح الشاذلى.. وشارون يفشل فى إنشاء معبر فرقته إلى شرق القناة سعد الدين الشاذلى و احمد أسماعيل علي
 
 
مدرعات_كت9_ل14مدرعات_الإسرائيلي_في_المزرعة_الصينية_بالدفرسوار_1973-10-15
مدرعات كت9 ل14مدرعات الإسرائيلي في المزرعة الصينية بالدفرسوار، 15 أكتوبر 1973
 
 
استمر القتال عنيفا بين القوات المصرية والإسرائيلية يوم 15 أكتوبر (مثل هذا اليوم) من عام 1973، ووفقا للمشير محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته (الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة»: «كان القتال امتدادا لقتال اليوم السابق، وكان عدم نجاح تطوير الهجوم من قواتنا فى اتجاه المضايق فرصة مناسبة أمام القوات الإسرائيلية للقيام بهجوم مضاد قوى ضد قواتنا فى قطاع الجيش الثانى، ونشطت القوات البرية الإسرائيلية للقيام بأعمال الاستطلاع بقوة عن طريق هجمات محدودة القوة أمام مواجهة الجيش الثانى، مع التركيز على الجانب الأيمن للجيش فى منطقة الدفرزوار شرق القناة، ودارت معركة الدفرزوار التى أطلق عليها فى مصر والوطن العربى اسم «الثغرة».
 
يوضح الجمسى، أنه كان للعدو فرقتان مدرعتان تعملان فى ميدان المعركة الرئيسى شرق الدفرزوار، بينما كان له قوات أخرى تعمل على باقى مواجهة الجيش الثانى ومواجهة الجيش الثالث، وكانت الفرقتان المدرعتان بقيادة كل من الجنرال شارون والجنرال آدان، وتتكون كل فرقة من ثلاثة لواءات دبابات (قرابة 350 دبابة فى الفرقة الواحدة)ولواء مظلى محمل على عربات مجنزرة أو مشاة ميكانيكية والأسلحة المعاونة، وكانت الفرقتان وهما قوات المجهود الرئيسى للعدو تواجهان الفرقة 16 مشاة يدعمها لواء مدرع ويقودها العميد عبد الرب النبى حافظ ، الجنب الأيمن للجيش، وكذا الفرقة 21 مدرعة التى يقودها العميد إبراهيم العرابى، وهى الفرقة التى دخلت معركة الدبابات فى اليوم السابق، واستمرت فى القتال حتى اليوم 15 أكتوبر بعد أن تكبدت من الخسائر عددا كبيرا من دباباتها.
 
يضيف الجمسى، كانت فرقة شارون تقوم بالهجوم على الجنب الأيمن للجيش الثانى، وقوبل هجومها بقتال عنيد وعنيف من فرقة عبد رب النبى، الأمر الذى جعل تقدم العدو محدودا وبطيئا رغم أن العدو تمكن من عمل اختراق فى مواقع الجنب الأيمن للفرقة، وتحت ستار هذا القتال الشديد والمستمر تسللت قوة من لواء مظلات إسرائيلى ليلا إلى الشاطئ الغربى للقناة فى منطقة الدفرزوار، ولحقت به سرية دبابات–قرابة 7 إلى 10 دبابات، واختفت قوة المظلات وقوة الدبابات فى منطقة الأشجار الكثيفة العالية فى هذه المنطقة لتأمين إنشاء «المعبر» كما كان مقدرا، ويذكر الجمسى، أن تقدير اللواء تيسير العقاد قائد الجيش الثانى بالنيابة عن عدد هذه الدبابات التى عبرت لم يكن دقيقا، والحقيقة أن العدد الذى اشترك فى قتال صباح يوم 16 أكتوبر فى غرب القناة كان قرابة 30 دبابة (كتيبة دبابات)، ولذلك فإن البيان العسكرى الذى صدر عن إذاعة القاهرة عن هذا التسلل كان بناء على التبليغ الذى وصلنا من قيادة الجيش الثانى، ولم يكن مقصودا أبدا تقليل العدد عن عمد.
 
يضيف الجمسى: «على الممر الصحراوى نفسه كان مخططا أن تتحرك كتيبة دبابات ومعها معدات المعبر، ولكن القتال لم يهدأ من قوات الجنب الأيمن للجيش بمعاونة مدفعية الجيش ليلة 15 /16 أكتوبر، وتمكنت من إغلاق الممر الصحراوى بالنيران والقوات فى قتال مستمر حتى صباح يوم 16، وبالتالى لم تتمكن معدات المعبر الإسرائيلى من الوصول إلى الساحل الشرقى للقناة». يؤكد «الجمسى: «نتيجة لقتال الجيش الثانى الذى ترتب عليه منع مرور معدات المعبر الإسرائيلى فى اتجاه القناة، أصبحت المفرزة الإسرائيلية التى عبرت إلى الدفرزوار معزولة، وكتب عليها الفشل».
 
ويلفت سعد الدين الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة النظر فى مذكراته إلى أنه فى صباح اليوم،اقترح إعادة تجميع الفرقة 21 مدرعة والفرقة الرابعة المدرعة فى غرب القناة، حتى يمكننا أن نعيد الاتزان إلى موقعنا الدفاعى، ولكن الوزير (الفريق أول أحمد إسماعيل) عارض على أساس أن سحب هذه القوات قد يؤثر على الروح المعنوية للجنود وقد يفسره العدو على أنه علامة ضعف فيزيد من ضغطه على قواتنا، ويتحول الانسحاب إلى ذعر «ويؤكد الشاذلى: «لم أكن لا أوافق على هذا الرأى، كنا نتكلم لغتين مختلفتين ولا يستطيع أى منا أن يقتنع بما يقوله الآخر، كان هناك سبب آخر لعدم سحب القوات ولكنه كان سببا سياسيا، لقد كان مقررا أن يلقى السادات خطابا سياسيا مهما أمام مجلس الشعب، وكان يريد أن يسمع صوته لأمريكا وإسرائيل من موقع قوة».
_________________________________________________

الأحداث

القتال شرق القناة من يوم 15 أكتوبر حتى 17 أكتوبر

بعد ظهر يوم 15 أكتوبر 1973، بدأت القوات الإسرائيلية في الاستعداد للهجوم لتنفيذ عملية رأس الجسر في الغرب، وتألفت القوات المكلفة بالعبور من:[1]

1. قوة من المظليين متحركة بمركبات مدرعة، وكانت مهمتها الاستيلاء على مواقع على الضفة الغربية للقناة، وأن تسهل إقامة رأس الجسر.

2. مجموعة عمليات مدرعة تتقدم صوب الغرب، لحماية عملية الاختراق، وكانت الخطة تقضى بأن تعبر هذه المجموعة الجسر، وأن تنضم إلى وحدات المظليين بمجرد أن تصل كافه المعدات إلى الضفة الغربية.

عرضت خطة العبور في مركز قيادة الجبهة، أمام قادة الوحدات المشتركة وعشرات من ضباط الأركان وكلفت القوات بالمهام التالية:

 

 
أرئيل شارون

كلفت مجموعة أريل شارون المدرعة، بأصعب مهمة وهي إقامة رأس الجسر، وهي أكبر مجموعة بالجبهة حجماً كما أن ضباطها وقائدها يعرفون أرض العملية جيداً، وسبق تدريبهم في مناورة على هذه الأرض، وكان على قوات شارون أن تنقل إلى غرب القناة المظليين والمدرعات، وتنشأ الجسور في قطاع العبور. وكانت الجسور ستنقل إلى مكان العبور على طريقين متوازيين: الطريق الأول هو طريق (أكافيش Akavish)[1]، والطريق الثاني (طرطور Tartur)[2].

وكان يجب العمل على أن تظل الطرق مفتوحة، لتمر منها بعد ذلك قوات آدن لتعبر على الجسور التي سيقيمها شارون، إلى غرب القناة، وتنتشر غرباً في قطاع الدفرسوار، للوصول إلى السويس، والاستيلاء عليها، كهدف سياسي.

تنفذ قوات شارون هجومها على محورين:

الأول: أحد الأولوية المدرعة يضغط على القوات المصرية من الشرق إلى الغرب، في منطقة المزرعة الصينية Chinese Farm عند الدفرسوار شرق.

الثاني: لواء مدرع آخر يهاجم من شمال البحيرة المرة الكبرى من الجنوب إلى الشمال للضغط على الدفاعات المصرية من الجنب، والتوغل حتى الموقع المخصص كساحة إسقاط لمعدات العبور.

تعبر قوة من المظليين أولاً، مدعمة بكتيبة دبابات، على معديات، من شمال البحيرة المرة الكبرى، من المساحة المخصصة بعد تأمينها وتعمل كمقدمة لمجموعة العمليات، وخلال ليلة 15/16 أكتوبر 1973 تطهر المنطقة المختارة في الغرب، بحيث يمكن إنشاء رأس جسر غرب القناة، في قطاع الدفرزوار، قبل أول ضوء يوم 16. كتيبة الدبابات التي ستعبر مع المظليين إلى غرب القناة، تتجه أولا إلى المنطقة الزراعية، حيث تكلف بمهاجمة عدد من قواعد الصواريخ المضادة للطائرات، وتدميرها، لفتح ثغرة في حائط الصواريخ المصري، حتى يمكن للقوات الجوية الإسرائيلية أن تعمل بحرية.

بعد نجاح شارون في إقامة الكباري وتأمينها، يتم عبور قوات الجنرال آدن عليها لتتجه جنوباً في اتجاه جنيفة.

لقد سبق ذلك إعداد الكباري وتمركزت على الطرق المؤدية إلى الدفرزوار منتشرة، كذلك تم إعداد المعديات التي سيتم العبور عليها من خلال البحيرات المرة كذلك، حيث تتمركز جميع معدات العبور بالقرب من الطاسة على الطريق الأوسط. أدت هذه التحركات إلى ازدحام المحاور كلها، خاصة أن الدبابات هي التي تقوم بجر أجزاء الجسور، وهي عملية صعبة ومعقدة.

أولاً: تنفيذ الخطة

بدأت المعديات تتحرك بعد آخر ضوء، إلى شمال البحيرات المرة، وفي الساعة التاسعة مساءً وصلت أولى هذه المعديات، وتجمع المظليون عند نقط العبور ومعه الكتيبة المدرعة فرع تشكيل الاقتحام عند منطقة مزاميد (Matzmed)[3]. لم يشعر المصريون بتجميع تلك القوات، ولم تطلق طلقة واحدة في هذا الاتجاه إذ انشغلوا بالقتال الدائر على جانبهم الأيمن وهي محاولات قوات شارون لضغط المواقع المصرية من الجنوب إلى الشمال. وبدأت وحدات المهندسين في أنزال المعديات في المياه استعداداً للعبور، وانتظروا إشارة عناصر الاستطلاع بتأمين منطقة العبور في غرب القناة لبدء العبور.

في نفس الوقت الذي تحركت فيه قوات المظليين في اتجاه نقطة العبور كانت قوات شارون تشن هجومًا خداعيًا بكتيبتَي دبابات من لواء توفيا، بعيداً عن اتجاه الهجوم الرئيسي، على طريق باتون، في اتجاه طريق ميسوري، لجذب الاحتياطيات المصرية ونيران المدفعية في هذا الاتجاه.

وفي المساء، بدأ الهجوم الرئيسي، من أقصى الجنوب من شمال البحيرة المرة الكبرى، في اتجاه الدفرزوار، من الجنوب إلى الشمال، وبمحاذاة القناة. واستطاعت بعض الدبابات، أن تصل إلى المنطقة الإدارية للفرقة 16 مشاه، من الجيش الثاني، وهي منطقة مكدسة بالعربات والحفر العميقة، والتكديسات الإدارية. في البداية اعتقد المصريون أن أمامهم عناصر من قواتهم فلم يتعرضوا لها حتى، أطلقت عليهم النيران، واشتعلت المواد المكدسة والمركبات، وساد الذعر المنطقة.

ومع منتصف الليل بدأ هجوم قوات شارون على المزرعة الصينية، وهي أرض تسمح بإخفاء القوات، لاحتوائها على مصارف وترع جافة. كان يجب على قوة شارون المكلفة بواجب الاستيلاء على المزرعة، أن تتقدم إلى موقع النقطة القوية التي يطلق عليها المصريون اسم موقع الدفرسوار (مزاميد) وفي حالة نجاح هذا الهجوم، سيمكن فتح طريقي “أكافيش” و”طرطور Tirtur” للمرور إلى الغرب.

كان لواء “أمنون رشف” المكون من أربعة كتائب دبابات وثلاث كتائب مشاة محملة على عربات نصف جنزير، شكل في ثلاثة مجموعات قتال. استطاعت مجموعة القتال الأولى التقدم غرباً إلى طريق ليكسكون، حيث عبرت المزرعة الصينية، وهاجمت في اتجاه الشمال، لمحاولة الوصول إلى موقع “مزاميد”. أما مجموعة القتال الثانية، فقد هاجمت شرق لكيكسون، في اتجاه شمال شرق إلى “ميسورى”. بينما هاجمت المجموعة الثالثة في اتجاه الشمال الشرقي على طريق طرطور وطريق “أكافيش”. وتحركت قوة من سريتين مظليين وسرية دبابات خلف المجموعة الأولى لتطهير المزرعة الصينية.

بعد منتصف الليل، تزايد تركيز نيران المدفعية المصرية حول المزرعة الصينية، وقوبلت قوات رشف بمقاومة عنيفة، تم خلالها تدمير 11 دبابة من إحدى كتائبه، فقد نشر المصريون في المنطقة دبابات كثيرة، ومركبات محملة بصواريخ مضادة للدبابات، وكان القمر مكتملاً، يساعد المصريين على الرؤيا، وغطت نيران المدفعية المصرية محوري “أكافيش وطرطور” والمؤديين إلى البحيرة المرة كذلك. وانهالت النيران من الخلف على دبابات (رافي) التي أسرعت لنجدة القوة التي تقاتل في المزرعة الصينية، واشتعلت النيران في المركبات المدرعة وازداد حجم الخسائر، وبقى القتلى داخل المركبات المدرعة دون القدرة على إخلائهم.

دفع لواء آمنون رشف في قطاع طريق (جاسبي) Gaspi في الجنوب من كيشوف Kishuf، وكان النسق الأول مكون من ثلاثة كتائب دبابات، خلفها النسق الثاني 3 سرايا ومع حلول الظلام بدأ آمنون هجومه على مواجهة 3 كيلومترات. وكان الموقف قد تغير تماماً، فقد قامت القوات المصرية المتمركزة على طريق “طرطورـ ليكسيكون” بفتح نيران دباباتها ومدفعيتها والصواريخ المضادة للدبابات، مستغلين ضوء القمر لتوجيه وحداتهم إلى الأماكن المناسبة وتركيز نيرانهم بدقة. من صعوبة الموقف، وقوع دبابات آمنون في حقل ألغام مصري، أعطب العديد من الدبابات، واختلطت الدبابات المصرية مع الإسرائيلية، وكان من الصعب التمييز بينهما، فالدبابات تشتعل هنا وهناك، وأصبح من الصعب فتح نيران الدبابات لأنه يمكن أن تكون دبابات إسرائيلية، وزادت الخسائر في صفوف قوات آمنون، وأصبح من الصعب إخلاء الخسائر في الأفراد والدبابات المعطلة. أحدثت نيران القوات المصرية والألغام خسائر كبيرة في القوات الإسرائيلية، فعلى سبيل المثال لم يتبقى في كتيبة دبابات (أمرام) سوى ست دبابات فقط من 23 دبابة، كما لم يتبقى في كتيبة “الموج” سوى 10 دبابات.

وفي الساعة الحادية عشرة والنصف مساءً قرر شارون أن يستمر في الهجوم حتى يتمكن من عبور القناة، لذلك دفع لواء داني للوصول إلى طريق “ناهالا ـ ليكسكون”، ثم التقدم نحو موقع الدفرسوار (مازميد Matzmed). بالرغم من الخسائر التي تكبدها داني، في مركباته النصف جنزير، إلا أنه استطاع أن يصل بكتيبتين مخفضتين القوة، “نتيجة لخسائرهما”، بالقرب من موقع مازميد (موقع الدفرزوار).

في الساعات الأولى يوم 16 أكتوبر 1973، بدأت قوة المظليين، في العبور من شمال البحيرات المرة تحت قيادة قائد اللواء داني Danny، وكانت القوة مكونة من 750 فرد مسلحين بالأسلحة الخفيفة والرشاشات والأسلحة المضادة للدبابات، مشكلة من كتيبة مظلات وكتيبة دبابات، واستمرت عملية العبور، دون أية مقاومة أو تأثير نيراني، من جانب القوات المصرية، فلم يكن يتوقعوا العبور إلى الغرب. وفي الساعة الثالثة والنصف فجراً أعطى داني إشارة وصول قوته إلى الضفة الغربية، وهي الإشارة المتفق عليها تحت اسم “أكابولكو Acoupulco” وهكذا نجحت القوات الإسرائيلية في إقامة رأس جسر على الضفة الغربية فجر يوم 16 أكتوبر 1973.

وطوال ليلة 15/ 16: فشلت أربعة محاولات للهجوم بواسطة لواء آمنون:

1. المحاولة الأولى: في الساعة الواحدة والنصف فجر يوم 16، على محور طريق طرطور، إذ تمكنت وحدات الدبابات من الاختراق في الفاصل بين لواءات الفرقة 16 المشاة المصرية، ولكن الإصابات الكثيرة في الدبابات أدت إلى توقف الهجوم.

2. المحاولة الثانية: في الساعة الثالثة فجر يوم 16، كانت بهدف التقدم على محور طرطور كذلك، لفتح الطريق إلى الدفرزوار، لعبور القوات، ولكن من البداية، أصيب عدد من الدبابات بواسطة أفراد المشاة المصريين المسلحين بالقواذف المضادة للدبابات ( ر ب ج ـ7)، وتوقف الهجوم مرة أخرى.

3. المحاولة الثالثة: قام آمنون في الساعة الرابعة صباحاً، دفع كتيبة النسق الثاني وهي كتيبة آلية، بقيادة ” شونرى Shuneri” ولكن نيران المصريين دمرت مركباته النصف جنزير الواحدة بعد الأخرى، ولم يتبقى منه سوى مركبتين.

4. المحاولة الرابعة: في الساعة الخامسة والربع صباحاً، اشترك لواء توفيا، من بقايا لواء آمنون، وتقدموا على محور أكافيش Akafish، إلى أن اصطدموا بالنيران المصرية، ودمرت ثلاث دبابات وجرح نائب قائد اللواء وفشلت هذه المحاولة كذلك.

نتائج القتال في يوم 15 أكتوبر 1973

 

 
مدرعات كت9 ل14مدرعات الإسرائيلي في المزرعة الصينية بالدفرسوار، 15 أكتوبر 1973.

بلغت خسائر آمنون حوالي 60 دبابة أما خسائره في الأفراد فقد كانت أكثر من (120) فردًا بين قتيل وجريح أو مفقود، وأصبح لواء آمنون خارج القتال مؤقتاً، لحين إمداده بدبابات وأطقم من الاحتياط.

عملية ذوي القلوب الشجاعة

 
عملية ذوي القلوب اليقظة
جزء من حرب أكتوبر
1973 sinai war maps2.jpg
عبور الإسرائيليين القناة (15-18 أكتوبر 1973)، ثم محاصرتهم الجيش الثالث (18 أكتوبر 1973)
التاريخ 15-18 أكتوبر 1973
الموقع
القطاع الأوسط من قناة السويس
النتيجة عبور إسرائيل للقناة، قلب دفة الحرب لصالح إسرائيل.
الخصوم
إسرائيل إسرائيل مصر مصر
القادة والزعماء
أرييل شارون ق. الفرقة 143
أمنون رشف ق. ل.14
داني مات، ق. ل.247
حاييم إرتس، ق. ل.421
طوڤيا رڤيڤ، ق. ل600
أهارون طنه، ق. س.المهندسين
عبد رب النبي حافظ، ق. الفرقة 16 مش
أنور حب الرمان، أ.ح. الفرقة 16 مش
عبد الحميد عبد السميع ق. ل16 مش
القوات
تشكيل الفرقة 143
(فرقة شارون)
:
اللواء 14
الوحدة 247 احتياطي مظلات
الوحدة 421 احتياطي مدرعات
الوحدة 600 احتياطي مدرعات

 

سلاح المهندسين

تشكيل الفرقة 16 مش:
اللواء 16 مش
كت 16 مش

 

كت 18 مش (م.ح. طنطاوي)

عملية ذوي القلوب اليقظة (بالعبرية: אבירי לב “أبيراي-لڤ”)، هي واحدة من معارك حرب أكتوبر ووقعت في 15-18 أكتوبر 1973، مباشرة على إثر فشل تطوير الهجوم المصري في منطقة المضائق. وقد تلاها محاصرة الجيش الثالث المصري

هدف الحملة الإسرائيلية كان عبور قناة السويس وبذلك الانتصار في الحرب على الجبهة المصرية. العملية نفذتها الفرقة 143 تحت قيادة الجنرال أرييل شارون، وكانت تضم ثلاث ألوية مدرعة (اللواء 14 المدرع ولوائي احتياط 421 و 600)، ولواء 247 مظلات احتياط، وتجمعين وعدد من كتائب المدفعية وسلاح المهندسين للعبور. كان عبور القناة أحد نقاط التحول والقرارات الهامة في الحرب. بعد نجاح الجيش الإسرائيلي في التقدم حتى الكيلو 101 على طريق السويس-القاهرة ومحاصرته للجيش الثالث الميداني المصري، وهو الأمر الذي أجبر المصريين على قبول وقف اطلاق نار أنهي القتال على الجبهة المصرية.

برنامج الاعداد

في ليلة 14 اكتوبر 1973، تلقت قيادة الفرقة 143 تكليف مهمة الاستيلاء على المزرعة الصينية – التي كان موقعها يسيطر على الممر – اللواء 14. كـُلـِّف اللواء 247 زوارق عبور قناة السويس وإنشاء رأس جسر غرب قناة السويس. كـُلـِّف اللواء 421 بالقيام بالأعمال الهندسية لعبور القناة وتوسيع رؤوس الجسور والإغارة على البطاريات المضادة للطائرات المصرية “لإخلاء الأجواء” لسلاح الطيران الإسرائيلي. اللواء 600 كانت مهمته خداع وتضليل التشكيلات المصرية في المزرعة الصينية.

 

 
أرييل شارون في لقاء مع الجنود على الجبهة الجنوبية أكتوبر 1971.
العبور الإسرائيلي.jpg

استعدادات سلاح المهندسين الإسرائيلي لعبور القناة

عبور الإسرائيليين للقناة لم يكن ليحدث بدون تخطيط واعداد سلاح المهندسين الإسرائيلي، التي بدأت مباشرة بعد حرب 1967 وتدريب كوادره على العبور وتجهيز المزيد من معدات العبور منذ 1968. وقبل أيام من حرب اكتوبر، دخل سلاح المهندسين الإسرائيلي في حالة طوارئ عبور وتمكن من تشغيل معظم المعدات والأفراد المطلوبين لضمان نجاح العملية المعقدة المتشابكة. عملية العبور الإسرائيلي أديرت بالاشتراك مع سلاح المدرعات، للمساعدة في جر الجسور وفردها في المواقع المحددة، وتحت ساتر نيراني تجهيزات معدات الجسر وتركيبه.

بعد النصر الإسرائيلي في حرب يونيو، تمركز الجيش الإسرائيلي على الضفة الشرقية لقناة السويس. ولأن خطر الحرب مع مصر لم يختفي، فقد بدأ سلاح المهندسين الإسرائيلي في الإعداد لتمكين القوات المسلحة الإسرائيلية من عبور قناة السويس غرباً. بالاضافة لذلك أسست القوات المسلحة الإسرائيلية عقيدتها القتالية على الجبهة الجنوبية (المصرية) التي نصت على أن عبور قناة السويس سيكون خطوة أكيدة لصد أي هجوم معادي. وبالفعل في 1967 بدأت القوات المسلحة الإسرائيلية في البحث في وسائل الجسور والعبور التي تناسب أغراضها. إلا أنه بسبب رفض معظم البلدان الغربية إمداد إسرائيل بالمعدات المطلوبة، فقد قامت القوات المسلحة الإسرائيلية بشراء مصنع بريطاني يسمى “يوني‌فلوت Unifloat”، الذي صنع الصنادل Hh”n . وبالاضافة لذلك، اشترت من الجيش البريطاني، كخردة، عشرات المركبات البرمائية الألمانية، مثل EWK Gillois type I (2a) شاحنة برمائية / فاردة للجسور – “Z’iloah” (التي أطلق عليها الجيش الإسرائيلي اسم “تمساح”). وكانت تلك المركبات قادرة على الحركة الذاتية وقادرة على عبور مجاري مائية والحركة في الماء، (باستخدام عوامات مطاطية تُنفـَخ على جانبيها)، والوسطنة. وربط ثلاث من تلك “التماسيح” لبعضهم البعض، وفرد جسر سطحي فوق تلك الزوارق، خلق جسراً قادراً على عبور حمولة 60 طن. ولم تكن التماسيح “هاتمساحيم” المشتراة في حالة جيدة، وتطلبوا عـَمرة شاملة للتماسيح. وحسب منشورات الجيش الإسرائيلي، بلغت تكلفة الوحدة 1 مليون ليرة إسرائيلية في ذلك الوقت. عدد من التماسيح التي لم تخضع لعـَمرة لم يمكن استخدامها كمعابر ثابتة على القنال، بل استخدموا كعبـّارات متنقلة. وفي 1968 بدأ سلاح المهندسين الإسرائيلي في إعداد فريق للإشراف على التدريب وتطوير عقيدة ثابتة لاستخدام وادارة وصيانة المعابر. وقام بذلك عدد من كتائب الاحتياط؛

 

 
“تمساح” (EWK Gillois) الذي استخدم في أول جسر، إلا أن عدة وحدات منه غرقت، واستعيض عنها بجملونات.

 

 
المعبر جوني بُني من “جسر البكرات”. انكسر عدة مرات أثناء نقله، مما تطلب عمليات لحام متلاحقة.
  • الكتيبة الشفرة (السكين) – كتيبة المشاريع (مش ميكا)
  • الكتيبة 630 احتياط – صنادل
  • الكتيبة 634 احتياط caimans
  • الكتيبة 605 – قوارب وجسور

ومنذ مطلع 1968 افتتح سلاح المهندسين الإسرائيلي موقع تدريب في جنوب إسرائيل، حيث خلقوا بحيرة ذات أعماق مختلفة لتحاكي قناة السويس، حيث تدرب المشاة الميكانيكية والتماسيح وسلاح المدرعات، وأصبحوا جزءاً من عقيدة سلاحي المهندسين والمدرعات. وبعض تلك الإجراءات استخدمها الجيش الإسرائيلي بنجاح حتى في عبور نهر الأردن أثناء معركة الكرامة. كما قاموا بشراء قوارب مطاطية لعبور الموانع المائية لقوات الكوماندوز والطليعة لبدء تطهير الجانب المقابل من المانع المائي والتي ستساعد في تأسيس الجسر من الجانب الآخر. وللمدرعات الثقيلة، التي تزن كل منها أكثر من 60 طن، كان عليعهم تطوير وسائل لنقلهم حتى حافة القناة. أفراد وحدة التطوير في سلاح المهندسين أنتجوا وركـَّبوا عجلات خاصة من Media Relations, وحين نـُقِل الأسلوب إلى الدبابات المسماة أمباسادور في الموقع جرت عملية العبور بنجاح. Media Relations كان يرتبط بها أيضاً وحدات دفع خارجية، التي سمحت بحركة الصنادل في الماء وتم ربطهم ببعضهم البعض بواسطة زعانف ليشكلوا سطح جسر متصل، بدون استخدام لوسائل خارجية. وحدات الدفع كانت عبارة عن محركات 80 حصان، مروحته غاطسة في الماء، وسائق الوحدة محمي. الوحدات كانت مستقلة تماماً عن بعضها البعض، وكان بالإمكان تجميعهم معاً أو فكهم عن بعضهم البعض دون تأثر حمولتهم من المركبات. وبالسماح لوحدات الدفع الذاتي المكونة من عدد من التماسيح المربوطين معاً، أمكن للجسر حمل عدة دبابات من ضفة القناة إلى الضفة المقابلة، بدون استخدام عبارات أو قوارب مجرورة.

إلا أن كتيبة المشاريع والتماسيح لم يكونوا كافين لفتح طريق يمكـِّن كتلة حرجة من القوات أن تعبر قناة السويس. فقد كانت المعدات عرضة للهجوم، ولم تكن بالوفرة التي تمكن من إنشاء عدد مناسب من الجسور عبر 200 متر (عرض قناة السويس)، وأصبح لزاماً القيام بالمزيد من وسائل التدخل لتكثيف انتقال القوات. الجنرال داڤيد لاسكوڤ قائد وحدة التطوير بسلاح المهندسين (وحدة “افتح”) الذي طوّر آنذاك جسر البكرات. وحدات جسر البكرات تكونت من أسطوانات طويلة من الصلب، مربوطة بإطار على جانبي الجسر. الأسطوانات (البكرات)، كانت مصممة لتأخذ الجسر إلى مكانه المطلوب، وكانت تضم وسائل للطفو، حيث كانت مملوءة بالرغاوي البلاستيكية لتضمن بقاءها في موضعها حتى في حالة القصف. وكان الجسر مصمماً من البداية ليجر ممرات المركبات بواسطة دبابات، وحين يصل لحافة الماء، يمكن فرد الجسر من الأرض باستخدام جرارات دبابات، وتربط الوحدات لتشكيل الجسر ثم دفعه للماء، بدون الحاجة لوجود أي شخص مكشوف أثناء فرد الجسر أو ربط وحداته. جرت دورات التلقين والاختبار عدة مرات في موقع التدريب لدى البحيرة الاصطناعية. وكان ذلك التطوير هو سبب حصول الجنرال داڤيد لاسكوڤ والجنرال إسرائيل طال على جائزة الدفاع في إسرائيل.

معدات الجسور المصممة لعبور القناة كانت مخزنة في معسكر رفيديم في وسط سيناء، وكانت مستعدة للفرد من قِبل وحدات سلاح المهندسين. وكما كان شراء المعدات ناجحاً وكذلك التدريب المناسب، فقد نجحت القيادة الجنوبية مع سلاح المهندسين الإسرائيلي في عبور قناة السويس ونقل قوات الجيش الإسرائيلي إلى داخل مصر وقد مدت ثلاث جسور أثناء القتال.

للمزيد من المعلومات : موقع مهندسي الجسور في سلاح المهندسين الإسرائيلي – المنتدى العسكري للمتقاعدين (بما فيهم صور عبور القنال)

المعركة الحاسمة للفرقة 14 في ليلة 15 أكتوبر

بعد فشل تطوير الهجوم المصري ثم الكمين الذي سقط فيه اللواء 25 المدرع المستقل المصري، اتجه تفكير القيادة الإسرائيلية إلي ضرورة تكثيف الجهود ضد قطاع محدد حتي تنجح القوات الإسرائيلية في تحقيق اختراق تنفذ منه إلي غرب القناة, وكان اختيار القيادة الإسرائيلية ليكون اتجاه الهجوم الرئيسي لها في اتجاه الجانب الأيمن للجيش الثاني الميداني في قطاع الفرقة 16 مشاة وبالتحديد في اتجاه محور الطاسة والدفرسوار، وبذلك أصبحت المزرعة الصينية هي هدف القوات الإسرائيلية المهاجمة في اتجاه قناة السويس علي هذا المحور.

نسق القوات والبرنامج

 

 

كان اللواء 14 يتكون من كتيبتي مدرعات اعتياديتين: الكتيبة 184 “أورگاني” (بقيادة ابراهام ألموگ)، والكتيبة 79 (بقيادة عمرام متصناع. وتلك الكتيبة قبل الحرب كانت جزءاً من الفرقة 401 وأضيف لها سرايا أخرى من الكتيبة 196 بالفرقة 460). ولإنجاحه، فقد أضيفت الكتيبة إلى اللواء 407 مدرعات (من اللواء 600)، بقيادة شعيه بئيتل)، الكتيبة 87 استطلاع التابعة للفرقة المدرعة (بقيادة يوآڤ بروم)، والوحدة 424 (وحدة شاكد للكوماندوز، بقيادة موشه سپكتور)، والقوة “شموليك” (بقيادة شموئيل أراد بسريتين من مظليي المشاة الاعتياديين) والفوج 582 (اللواء 317 مظليون احتياط بقيادة ناثان شونري).

وحسب تقارير المخابرات عن الجانب المصري، فقد أضيف اللواء 14 إلى القوة المصرية التي كانت تضم الفرقة 16 مشاة والفرقة 21 مدرعات. إجمالي القوات المصرية كان حوالي فرقتين مشاة ولوائين مشاة ميكانيكية، ولوائين مدرعات كانا قد تكبدا خسائر في تطوير الهجوم المصري الذي فشل في 14 اكتوبر.

حسب ما كان معروفاً قبل العملية، فقد كانت الدفاعات المصرية موجهة نحو الشرق. ولذلك، فقد كانت خطة اللواء 14 الإسرائيلي أن يتحرك جنوب التكتل بمحاذاة الطريق “Lexicon” (وهو طريق بمحاذاة قناة السويس على بعد 3 كيلومترات من القناة)، ثم يتحرك شمالاً على محور طريق المرشدين ويهاجم المصريين عبر ثكنات “المزرعة الصينية” (من الغرب إلى الشرق) وبذلك يلتف حول المصريين ويفاجئهم من المؤخرة.

بالاضافة لذلك، فقد كـُلـِّف اللواء 14 الإسرائيلي بالاستيلاء على رأس جسر على الضفة الغربية من القناة في “المزرعة الصينية” (وقد ثبت عملياً لاحقاً خطأ ذلك) واحتلال الموقع “دبرياش מצמד” (كانت هناك تقارير متناقضة أن الموقع يضم القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية، أو على النقيض – أن هناك قوات إسرائيلية أو أسرى إسرائيليون في ذلك الموقع. وقد ثبت أن كل تلك المعلومات غير صحيحة)

عن admin

شاهد أيضاً

مطارق الحنين الي فلسطين

مطارق الحنين!! د.شكري الهزَّيل لم يكن يدور بخلدي يوما ان تضرب الاسوار اطنابها حول قلمي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *