الرئيسية / تقارير وملفات / ذات يوم 10 أكتوبر 1973.. «القذافى» يعاتب «السادات»: «شعبنا مستاء من الإشادة بفيصل فى نشرات الأخبار دون ذكر ليبيا»

ذات يوم 10 أكتوبر 1973.. «القذافى» يعاتب «السادات»: «شعبنا مستاء من الإشادة بفيصل فى نشرات الأخبار دون ذكر ليبيا»

القذافى والسادات
 

سعيد الشحات يكتب:

 

 
تلقى الرئيس السادات برقية شفرية من الرئيس الليبى معمر القذافى فى ظهر يوم 10 أكتوبر «مثل هذا اليوم» 1973، فيها عتاب ومودة ودعم لمصر فى حربها التى بدأتها ضد إسرائيل يوم 6 أكتوبر 1973.
 
كانت البرقية سرية، وهى منشورة بصورتها فى كتاب «أكتوبر 73..  السلاح والسياسة» لمحمد حسنين هيكل،
وتقول: «من العقيد القذافى، إلى السيد الرئيس السادات، بعد التحية، فى الطريق إليكم الصواريخ الكروتال المطلوبة معها حامية طبرق، ونحاول نقل كتيبة صواريخ سام إلى طبرق لتحل محل الكروتال، أصدرت الأمر بنقل اللواء المدرع بأطقمه إلى مصر فورا، سنحاول تشكيل لواء بدلا منه، قد تحتاج طواقم تدريب قدر الإمكان تحت هذه الظروف، النفط تحت تصرفكم واعتبروه نفطكم، مرسل لكم قوافل من الأدوية قدر المستطاع والمؤن بقدر ما تيسر لنا فى السوق والمخازن، المدافع الـmg 400 فى الطريق إليكم».
 
ينتقل القذافى فى رسالته إلى توضيح كلام ذكره، وغضب السادات منه: «سمعت أنك مستاء من بعض كلامى، أنا قلت حتى لو تغيرت نتيجة القتال فى غير صالحنا لا سمح الله، فذلك إذا حصل يرجع لتطور الأسلحة وليس لمعدن الرجال، يكفى أن الجندى الإسرائيلى يفر الآن أمام الجندى المصرى، إن هذا الكلام له معان بعيدة خارج مصر، وفيه إطراء لمصر، ولا يمكننى أن أقصد غير ذلك فى مثل هذه الظروف»، ثم يعاتب السادات على عدم اهتمامه بالشعب الليبى: «إن شعبنا سيادة الرئيس مستاء هو الآخر من تجاهل دوره السياسى، والإشادة بفيصل «ملك السعودية» فى كل نشرة من نشرات القاهرة دون ذكر ليبيا، وليس خافيا ما يجرى الآن فى أفريقيا وأوروبا.. آسف سيدى الرئيس لهذه الملحوظة، المهم تصميمنا على القتال ووفقكم الله فى مثل هذه الظروف.. معمر القذافى».
 
يضع هيكل رسالة القذافى فى سياق الحالة العامة التى كان عليها السادات يوم «10 أكتوبر»، فهو وطبقا لهيكل، بدأ يومه كالعادة بقراءة تقرير الموقف العسكرى، واحتوى التقرير على عدة نقاط، كان أهمها أن العدو زج بمعظم مدرعاته إلى الجبهتين المصرية والسورية، ويحتفظ باحتياط فى العمق، ويركز العدو على قصف بورسعيد، ونفذ عدة طلعات جوية وبحرية، ونفذ عدة طلعات شبه مستمرة على مطارات وسط سيناء، وحدد التقرير إجمالى خسائر العدو منذ بدء الحرب على نحو: 143 طائرة مقاتلة، منها 52 على الجبهة الشمالية «سوريا»، و215 دبابة منها 26 سليمة مستولى عليهم، تدمير 9 زوارق بحرية، وعدد القتلى والجرحى كبير، والأسرى 157، وهناك كمية خسائر كبيرة من الأسلحة والمعدات، وتحدث التقرير عن الجبهة السورية، قائلا: «تستمر قوات العدو فى الضغط بشدة على القوات السورية، عدلت القوات السورية أوضاعها الدفاعية شرقا، تم تكبيد العدو خسائر جسيمة فى المدرعات، قصف العدو أهدافا مدنية فى قطنة، وتوقع التقرير: «فى حالة تمكن العدو من تثبيت الجبهة السورية أن يتحول مجهوده الرئيسى إلى الجبهة المصرية، توجيه ضربة جوية وبحرية قوية بغرض استعادة الأوضاع على الجبهة السورية».
 
لم يكن السادات فى أحسن أحواله فى هذا اليوم طبقا لتأكيد هيكل، لأن «ساحة الحرب بدت أكثر اتساعا من مقدرة رجل واحد على إدارتها»، ويقول هيكل: «بعد أن فرغ من قراءة تقرير الموقف العسكرى، جاءته بعدها رسالة كيسنجر «وزير الخارجية الأمريكى»، وقرر أن يرد عليها وكان رده على نحو ما بعيدا عن واقع اللحظة، حيث استنتج كيسنجر منه أن الرئيس المصرى لم يعد يطالب بتسوية شاملة»، ويؤكد هيكل: «من المفارقات أنه عند تسليم هذه الرسالة إلى مندوب المخابرات المركزية الأمريكية فى القاهرة، جرى إبلاغ المندوب بأن الرئيس السادات يتمنى لو استطاع كيسنجر أن يزور القاهرة لبحث موضوعات الساعة مباشرة مع الرئيس الذى يسعده أن يوجه دعوة إلى وزير الخارجية الأمريكى إذا تلقى إشارة بأن الدعوة مقبولة».
 
يذكر هيكل أن «الضغوط كانت شديدة على الرئيس السادات، ولم تكن مقصورة على ما يجرى فى ميادين القتال، ولا على مناورات كيسنجر، وإنما زادت بضغوط العالم العربى، ذلك أن الرأى العام العربى بدأ يستشعر أن انتصارا عربيا هائلا قد تحقق، أو هو على وشك، وفى تلك الساعات كان الرئيس السادات فى وضع يسمح له بأن يطلب ما يشاء ممن يشاء فى العالم العربى، دون أن يملك أحد غير الاستجابة الكاملة راضيا أو مضطرا، وربما عبرت عن ذلك برقية القذافى».

عن admin

شاهد أيضاً

مطارق الحنين الي فلسطين

مطارق الحنين!! د.شكري الهزَّيل لم يكن يدور بخلدي يوما ان تضرب الاسوار اطنابها حول قلمي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *