الرئيسية / ثورة 23 يوليو / مرحبا أيها المنتصر، محمد حسنين هيكل: يروي عن حقد الملك فيصل في مؤتمر اللاءات الثلاث

مرحبا أيها المنتصر، محمد حسنين هيكل: يروي عن حقد الملك فيصل في مؤتمر اللاءات الثلاث

حقد فيصل الذي لم ينطفىء بعد النكسة : هذا ما جرى في مؤتمر اللاءات الثلاث في السودان : 1967 : #هيكل يحكي بالتفصيل :
الصورة البارزة
على أي حال وصلنا مطار الخرطوم، نزلنا في مطار الخرطوم وفيه الأزهري وفيه محجوب رئيس الوزارة وبعدين فوجئنا بأن محجوب بيقول للرئيس عبد الناصر بيقول له إن طيارة الملك فيصل موجودة في الأفق دخلت في الـ Range وحتنزل فإيه رأي سيادتك كبادرة حسن نية أن تقف معنا ننتظره سوا ونأخذه علشان تنزلوا كلكم في موكب واحد وهو موجود وأنا خائف إحنا عاوزين نروح معك لغاية مقر الإقامة في الفندق فندق الهيلتون وقتها، عاوزين نروح معك مقر الإقامة لكن ما فيش وقت لأنه حنقابل الملك فيصل وأنت جئت وتصادف أن الطائرات المواعيد اللي بينها دقائق. واقع الأمر أنه ما كانتش كده، أنا أظن أنه كان في وراءها أو كان في جنبها كان في نوع من الترتيب يعني أنا ما بأتهمش أحدا لكن بأعتقد أنه كان في نوع من الترتيب أن جمال عبد الناصر يقف في انتظار الملك فيصل، جمال عبد الناصر قال لا أنا حأمشي لأنه مش معقول بعد كل اللي جرى أن نلتقي في المطار إحنا محتاجين جلسات أو جلسة على أقل تقدير جلسة تمهيدية نتحدث فيها معا وبوضوح قبل ما.. لأنه.. أنا مش حأقف أستناه في المطار بالطريقة دي، لكن محجوب والأزهري بيلحوا وجمال عبد الناصر بدا Wavering بدا يتردد شوية لكن حصل حاجة غريبة قوي وصل في هذه اللحظة شخص بعيد عن ده كله وهو الأستاذ ممدوح طه رئيس قسم الأخبار في الأهرام في ذلك الوقت وجاء بيقول لي إن مدينة الخرطوم كلها معبأة والجماهير بتزحف من أول.. شمالا من أول النوبة لغاية الملكال كله بيزحف على الخرطوم وأن الخرطوم مزدحمة بملايين الناس تقريبا وكلهم في انتظار جمال عبد الناصر وأنه أي توقع أي حاجة ثانية لأي حاجة غير جمال عبد الناصر في هذه اللحظة هو بيعتقد ممدوح طه أنها خطأ. ممدوح طه في هذه اللحظة أنا أظنه لعب دورا تاريخيا أكثر مما كان يتصور، أنا أخذت ممدوح وقلت له تعال قل للرئيس أنت شايف إيه في الخرطوم، كل ده بيجري في ثوان ودقائق، راح ممدوح بيكلم جمال عبد الناصر وواقف زكريا محيي الدين وبيقول له سيادة الرئيس الدنيا كلها في انتظارك وأنا التأخير أنا قلق منه، فجمال عبد الناصر يا دوب سمع ده فقال لمحجوب قال له أنا مش حأستنى وهو كان من الأول الحقيقة مش مقتنع لكن خرجنا ومحجوب جاء معه والأزهري إستنى الملك فيصل وكانت طائرة الملك فيصل في تلك اللحظة بتعمل Touch Down على الأرض لمست الأرض على مدرج المطار. على أي حال إحنا خرجنا، خرجنا إلى شوارع الخرطوم وإذا نحن أمام ما لم نكن نتصوره لأنه في جماهير في هذه المدينة هذه العاصمة المثلثة زي ما بيقولوا، هذه العاصمة المثلثة كان فيها مشهد حقيقة من مشاهد التاريخ من المشاهد التي لا تتكرر، وأنا بأعتقد أن هذا المشهد مشهد الخرطوم لعب دورا مهما جدا في السياسة العربية وفي السياسة الإقليمية وفي السياسة الدولية في ذلك الوقت لأن ملايين السودانيين والسودانيات والأطفال بالزهور وبالشعارات وبالاندفاع المتحمس الذي لا.. يعني مستعد يعمل أي حاجة، عمال يهتف لجمال عبد الناصر ويسد الطريق حوله ويمشي وراءه موكب كتل جبال تتحرك من الناس لدرجة أن نيوزويك في ذلك الوقت عندها -وأنا أشرت إليه مرة قبل كده- عندها غلاف مجلة نيوزويك الأميركية عندها غلاف عليه صورة لجمال عبد الناصر في هذا الموكب المتحرك في الخرطوم هذا الجبل هذا السيل المتحرك في الخرطوم من الناس وهذا المشهد الذي لا يصدق والناس اللي بترمي زهور وهتافات وماسكة شعارات ورافعة رايات ورافعة صور وكلهم متحمسين وكلهم في ذهنهم أن يشدوا أزر هذا الرجل الذي اعتبروه بطلا وأنهم في هذه اللحظة هم أرادوا أن يقفوا معه وأن يظهروا تصميمه م على مواصلة المعركة، لكن المشهد كان غير معقول لدرجة نيوزويك حطت على الغلاف صورة جمال عبد الناصر في هذا الموكب وكتبت تحتها العنوان اللي تحتها Hail the Conquered أهلا أيها المهزوم، عادة يقال في التاريخ الروماني (لغة أجنبية) الفيالق الإمبراطورية أو الفيالق الرومانية والجماهير الرومانية تحيي القيصر دائما بأنها كانت تقول له Hail the Conqueror ، Hail the Conqueror مرحبا أيها المنتصر، لكن لأول مرة يقال Hail يحيا أو مرحبا للمهزوم في الحرب لكن هنا بشكل ما جماهير الخرطوم بتحول جمال عبد الناصر إلى بطل منتصر، منتصر في معركة مش في ميدان القتال لكن في معركة السياسة والتأثير. الحاجة الغريبة أن هذا المشهد كان مذهلا لكل الناس حتى أنا شفت محجوب.. شفت وكالات الأنباء ثاني يوم، شفت الـ Reaction وشفت أنه فعلا هذا المشهد أحدث تأثيرا غريبا جدا سواء في السودان في المؤتمر في الإقليم في العالم الخارجي، لأنه اعتبر أنه طيب ممكن قوي حد يقول إن الطريقة التي حصلت في القاهرة يوم التنحي وحتى في العواصم العربية كلها وحتى في العالم الثالث كله يمكن كانت ردة فعل عاطفية، لكن هذا كان ثلاثة أشهر بعد النكسة وكان في عاصمة أخرى بعيدة عن سلطة جمال عبد الناصر وعن سلطانه وهذا الذي.. بالعكس يعني كانت متحفظة السياسة الرسمية في ذلك الوقت في السودان ومحجوب كان فيها كانت متحفظة ولازم أشهد لها بهذا أو أشهد بهذا على أي الأحوال، لكن هذا الذي جرى كان غلابا فوق كل شيء، وهذا موضوع لم يفت لا على بقية الدول العربية اللي كانت اجتمعت في المؤتمر لأن جمال عبد الناصر نزل في مطار الخرطوم على نحو ودخل إلى قاعة انعقاد المؤتمر على نحو آخر تماما يعوض كل ما أحس به ويزيل وساوسه وهواجسه لأنه على الأقل في هذه اللحظة هؤلاء الذين اجتمعوا وهم يتصورون أنهم سوف يقابلون رجلا تأثرت قيمته في كل الأحوال وجدوا أنفسهم أن هذا رجل لا يزال يسيطر وبشدة وبأكثر من أي وقت مضى على الشارع العربي وعلى مشاعره وعلى طموحاته. لما وصلنا للهيلتون أنا.. أكثر الناس المندهشين كان جمال عبد الناصر وهو حقيقة في حالة ذهول وحصل بيننا مشهد أنا حأتكلم عليه في الآخر، لكن على أي حال الملك فيصل بعد كده الجماهير فات موكب جمال عبد الناصر والجماهير جبل الجماهير المتحرك وراءه كان سادد الطريق على موكب الملك فيصل اللي في ذلك الوقت خرج من المطار وبدأ يحاول يدخل نحو المدينة لكنه معطل، والموكب جبل قدامه يزحف ويتقدم إلى قلب العاصمة السودانية وفيه جمال عبد الناصر وهو وراء في المشهد ده والناس حواليه مجموعات متناثرة لكن هذه المجموعات المتناثرة بينها وبين الموكب السابق اللي قدام في حشد بلا حدود يفصل فصلا كاملا بين الموكبين ولكن بعض الناس المحيطين بموكب فيصل في ذلك الوقت بدؤوا ينادونه وبدؤوا الحقيقة يعني بقى في بعض من يمكن ربما التجاوز معه لأنه بدأت الجماهير السودانية بغريزتها وبالسليقة ينادونه يا فيصل امش وراء جمال عبد الناصر من لا يمشي وراء جمال عبد الناصر خائن، وهتافات لجمال عبد الناصر في وجه الملك فيصل وأنا بأعتقد أن الملك -وأنا سمعت منه فيما بعد- الملك استغرب جدا وأظنه واعتبرها To be fair علشان أبقى منصفا معه هو اعتبرها حقيقية Genu ine ، وهو قال لي هو بعد كده قال لي أنا لما شفت أنا اعتبرت أن ده نوع من الاستفتاء وأنا كنت قابل بنتيجته ما عنديش مانع منه قابل بالنتيجة لكنه بدا بالنسبة لي في ذلك الوقت أنا لازم أعترف أني أنا كنت مستغربا له وضقت به لكن أنا فهمت هذا المعنى، الشعب السوداني أراد أن يعطي رسالة وأنا قبلتها وفهمتها كما هي رغم أنها لم تعجبني في لحظتها، علشان أبقى أمينا في الموضوع ده.
* ( عن صفحة : الناصر جمال )

عن admin

شاهد أيضاً

مطارق الحنين الي فلسطين

مطارق الحنين!! د.شكري الهزَّيل لم يكن يدور بخلدي يوما ان تضرب الاسوار اطنابها حول قلمي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *