الرئيسية / تقارير وملفات / دراسة : يوجوسلافيا, ليبيا والتدخل الانساني بقلم: عمرو أبوزيد

دراسة : يوجوسلافيا, ليبيا والتدخل الانساني بقلم: عمرو أبوزيد

 

“الغرب و قتلته الاستعماريون أصبح أرض خصبة لقوى الظلام و العبودية. مهمتنا أن ندمر هذه الأرض ليسعد العمال في جميع الأوطان.”[1]

جوزيف ستالين. ديسمبر 1918

يوجوسلافيا, ليبيا والتدخل الانساني

بقلم: عمرو أبوزيد – باحث في التاريخ السياسي

 

تدعي الأنظمة الاستعمارية الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية أن الحرب التي اندلعت في يوجوسلافيا في تسعينيات القرن الماضي كانت من صنع الحكومة الصربية بقيادة سلوبودان ميلوسيفيتش. تحاول تلك الأنظمة اقناعنا بأن الغرب امتنع عن التدخل في الصراع الدائر في يوجوسلافيا حتى اضطر لذلك ردا على جرائم الصرب في البوسنا و محافظة كوسوفو فيما بعد. ان هذه الأساطير الغربية لا تمت للحقيقة بصلة حيث أن الأنظمة الغربية لعبت, هي و أدواتها مثل صندوق النقد الدولي, دورا مهما و حاسما في تدمير يوجوسلافيا و اشعال نيران الحرب هناك. ضخت الأنظمة الغربية و عملاءها كما هائلا من الأكاذيب لاقناع العالم بأنها تدخلت لأسباب انسانية. أحد الأهداف التي سعى اليها الغرب من خلال قصف يوجوسلافيا عام 1999 كان القضاء على ميثاق الأمم المتحدة و ترسيخ مفهوم التدخل الانساني وهو مفهوم نازي و استعماري. يمنع ميثاق الأمم المتحدة منعا باتا استخدام العنف و شن الحرب الا في الدفاع عن النفس أو بموافقة مجلس الأمن. هدفت الأنظمة الغربية أيضا الى اعادة المصداقية الى حلف الناتو الذي ظن البعض أنه لا لزوم له بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. فكما قال أحد المحافظين الجدد في الولايات المتحدة مايكل ليدين: “كل عشر سنوات على الولايات المتحدة أن ترمي بلد خرى صغير على الحائط لكي يعلم العالم أننا نعني ما نقول.”[2] ان الحروب التي شنت على ليبيا و سوريا تشبه الى حد كبير الحرب على يوجوسلافيا التي كانت سابقة مهمة لهما.[3]

الخلفية: يوجوسلافيا و صندوق النقد الدولي

كانت يوغوسلافيا دولة فيدرالية مكونة من 6 جمهوريات: صربيا, كرواتيا, سلوفينيا, مقدونيا, البوسنة, و مونتينيجرو. نص الدستور أن يوغوسلافيا مكونة من قوميات مؤسسة لها حق تقرير المصير أينما وجدت في الاتحاد. كانت تلك القوميات: الصرب, الكروات, السلوفين, المكدونيين, المونتينيجرين و بعد دستور عام 1963 أصبح المسلمون قومية من القوميات المؤسسة.[4] كانت القوميات المختلفة تعيش في جميع أنحاء يوغوسلافيا. في البوسنة على سبيل المثال كان المسلمون يمثلون 43.7% من سكان الجمهورية عام 1991, الصرب 31.4% و الكروات 17.3%. كان الكروات 78.1% و الصرب 12.2% من سكان جمهورية كرواتيا عام 1991.[5] كان الدستور يضمن حق القوميات في التعبير عن ثقافتهم وهويتهم و حقهم في التعلم بلغتهم الأم. كانت الدولة تمنع الخطاب العنصري و تقمع القومية الانفصالية.[6]  كان الصرب يمثلون 36.2% من اجمالي سكان يوغوسلافيا عام 1991, الكروات 19.7%, السلوفين 7.5%, المسلمون 10%, المكدونيون 5.8% و المونتينيجريون 2.3%.[7]

في عهد تيتو شهدت يوغوسلافيا نموا اقتصاديا ملحوظ و كبير. ازداد الناتج الاجمالي المحلي بنسبة 6.6% في العام بين عام 1950 و 1975.[8] في السبعينيات كان جزء كبيرا من النمو الاقتصادي مدفوعا بالقروض الأجنبية. ارتفع سعر الفائدة للدولار الأمريكي بشكل كبير جدا بعد عام 1979 مما أدى الى تضاعف الدين العام للبلاد. مع بداية الثمانينيات كان الدين الخارجي ليوغوسلافيا يقارب 20 مليار دولار.[9] اضطرت الحكومة الفيدرالية لخفض الانفاق على الخدمات الاجتماعية و لجأت الى صندوق النقد الدولي لأن احتياط النقد الأجنبي للبلاد كان منخفضا جدا. فرض الصندوق اجراءات تقشفية شديدة على يوغوسلافيا مما أدى الى تدهور كبير في الوضع الاقتصادي. تخلت الحكومة الفيدرالية عن الدعم الغذائي عام 1982 و أدت تخفيضات قيمة العملة الى ارتفاع كبير في نسب التضخم.[10] مع نهاية الثمانينيات كانت نسبة التضخم قد تجاوزت الى 1000%.[11] تباطىء النمو الاقتصادي الى 0.7% بين 1980 و 1985[12] و ارتفعت معدلات البطالة خاصة في الجمهوريات الفقيرة مثل البوسنة و في محافظة كوسوفو الصربية حيث ازدادت معدلات البطالة الى أكثر من 50%.[13]

أدى الانهيار الاقتصادي الى تفاقم التوتر بين قوميات يوغوسلافيا المختلفة و بدأ البعض بالادعاء كما في السابق بأن الصرب يتحكمون في الحكومة الفيدرالية على حساب غيرهم. تقول دايانا جونستون بأن “الهيمنة الصربية على يوغوسلافيا بعد الحرب العالمية الثانية كانت أسطورة”[14] لا أساس لها من الصحة. أدى “الاصلاح الاقتصادي” الذي فرضه صندوق النقد الدولي على يوغوسلافيا الى تفشي العنصرية في البلاد و ساهم بشكل لا يمكن المبالغة فيه في اضعاف الحكومة الفيدرالية. تقول سوسان ودوارد بأن “غياب أي نوع من الاهتمام بشبكات الأمن الجتماعي من قبل السلطات الفيدرالية أدى الى اعتماد المواطنين على الجمهوريات و تركيز انتماءتهم هناك”.[15]

 

التهديد الغربي ليوغوسلافيا

على عكس السرد الغربي كانت القيادات السلوفينية و الكرواتية الأكثر حرصا على الانفصال من يوغوسلافيا و كانت الدول الغربية مثل ألمانيا و الولايات المتحدة تشجعهم على ذلك. في عام 1990 نجحت الأحزاب اليمينية القومية المتشددة في الاستيلاء على السلطة من خلال الانتخابات في كرواتيا, سلوفينيا و البوسنة و لكن ليس في صربيا. رفضت سلوفينيا و كرواتيا اجراء استفتاء شعبي حول مصير يوغوسلافيا ككل. “كانت أولى الانتخابات في يوغوسلافيا نهاية الاختيار للشعب اليوغوسلافي و ليس بداية له.”[16] في سلوفينيا انتصرت مجموعة من الأحزاب الانفصالية المعروفة بال ديموس في الانتخابات الجمهورية التي تمت في 1990. في كرواتيا حصل الحزب الفاشي المعروف ب الاتحاد الديموكراتي الكرواتي بقيادة فرانجو تودجمان على 70% من الأصوات و في البوسنة حصلت أحزاب قومية متشددة على أصوات الناخبين. رفض الشعب الصربي القومية المتشددة و الانفصالية. انتخب الصرب ميلوسفيتش و حزبه الاشتراكي لأنهم كانو يؤمنون بأهمية الحفاظ على يوغوسلافيا.[17]

في 17 يناير 1991 هددت الولايات المتحدة الرئاسة اليوغوسلافية بأنها لن تسمح للجيش اليوغوسلافي بأن ينزع سلاح المليشيات الكرواتية التي تأسست استعدادا لانفصال كرواتيا.[18] كما تقول دايانا جونستون: “منعت الولايات المتحدة جيش يوغوسلافيا من استخدام العنف للحفاظ على يوغوسلافيا ما أدى الى أن الجيش لم يستطع أن يمنع تفتيت يوغوسلافيا بالعنف.”[19] لو لا تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر و تهديداتها لما استطاعت سلوفينيا و كرواتيا أن تنفصلا عن يوغوسلافيا عام 1991 و على الأرجح لم تكن الحرب قد اندلعت هناك. لو لا التهديد لكان على الانفصاليون التفاوض مع الحكومة الفيدرالية و القبول بحل سلمي. أعلنت الولايات المتحدة عن تهديدها يوم 25 يناير 1991 بعد أسبوع من بداية قصفها الوحشي للعراق.[20] كان من الطبيعي أن تأخد القيادة في يوغوسلافية الأمر على محمل الجد. كان جيش الشعب اليوغوسلافي يعتبر حلف الناتو أخطر تهديد للبلاد في ذلك الوقت. ترسخت هذه الرؤية عندما طالبت القيادات السلوفينية و الكرواتية من الناتو أن يتدخل لحمايتهم عام 1990.[21] قامت الأنظمة الألمانية و النمساوية أيضا بتشجيع سلوفينيا و كرواتيا على الانفصال.[22]

 

 

دستور يوغوسلافيا

من الجدير بالذكر أيضا أن دستور يوغوسلافيا لم يعطي حق الانفصال للجمهوريات التي كانت تعتبر كيانات ادارية فقط بل أعطاها للقوميات الأساسية في يوغوسلافية مثل الصرب و الكروات. رفض الصرب الانفصال و استندو الى دستور البلاد الذي يعطي القوميات لا الجمهوريات حق الانفصال. الصرب في كرواتيا في منطقة الكراجينا على سبيل المثال اختارو البقاء في يوغوسلافيا و الانفصال عن كرواتيا مما أدى الى حرب هناك مع القوات الكرواتية. صور الاعلام الغربي الصرب على أنهم هم المعتدين و تجاهلت لجنة بادينتر التي أسسها المجتمع الأوروبي للتحكيم بين الأطراف المتنازعة في يوغوسلافيا الدستور اليوغوسلافي.[23]

ميلوسفيتش

_129481_slo3

صورت الأنظمة الغربية و الاعلام الغربي ميلوسوفيتش على أنه قومي متطرف أشعل نيران الحرب في البلقان بكراهيته للقوميات الأخرى. يشير البعض لخطابه في يوم 28 يونيو 1989. قال ميلوسوفيتش: “بعد 6 قرون نحن نقاتل مجددا. لسنا نقاتل في معارك حقيقية لكن ذلك لا يمكن استبعاده.”[24] لم تكن هذه الجملة تطالب بابادة القوميات الأخرى كما صورها الاستعمار. في هذا الخطاب دعى ميلوسوفيتش الى التعايش السلمي بين قوميات يوغوسلافيا و حظر من مخاطر القومية المتشددة. قال ميلوسوفيتش في نفس الخطاب: “لم يعش الصرب في صربيا وحدهم طوال التاريخ. اليوم أكثر من أي يوم مضى يعيش هنا مواطنين من قوميات و اثنيات أخرى. هذا ليس عائقا لصربيا. أنني أؤمن بجدية بأنها ميزة لصربيا… ان الاشتراكية مجتمع تقدمي و عادل يجب ألا تسمح للشعب أن ينقسم على أصول قومية و دينية … ان يوغوسلاية مجتمع متعدد الجنسيات و سينجو فقط بشرط المساوة الكاملة بين القوميات التي تعيش فيه.”[25] يشير اخرون الى حادث اخر في عام 1987 عندما أرسل ميلوسوفيتش الى بريستينا لينهي خلاف بين بعض الألبان و الصرب. كانت هناك مظاهرة و اعتدت الشرطة على بعض الأشخاص. عندما اشتكى اليه بعض هؤلاء قال ميلوسيفتش “يجب أن لا يضربكم أحد.”[26] استخدم اعلام الاستعمار هذه الجملة البسيطة ليدعي أن ميلوسيفيتش أشعل نيران الفتنة و أنه قومي متشدد. يقول الكاتب لافلاند “نتمنى أن يدرس المؤرخون حملة الشيطنة التي تعرض لها ميلوسيفتش و أن يحاولوا فهم كيف تم اتهامه على أساس أدلة هزلية مثل هذه.”[27] “لم يستطع أعداءه الكثيرون أن يجدو في كلامه جملة واحدة تشير الى تشدد فكري.”[28]  تؤكد لنا جونستون بأن: “لا يوجد أثر في كلامه أو أعماله للمعتقدات الغير ادمية التي يتهمه البعض بحملها.”[29] السبب الرئيسي وراء الشيطنة الغربية لميلوسوفيتش ومحاولة قتله عام 1993[30] و عام 1999 هو أنه كان يحاول الحفاظ على يوغوسلافيا فيما كان الغرب يحاول تدميرها.

في عام 2016 برأت المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا (محكمة الناتو) سلوبودان ميلوسوفيتش من المسؤولية في جرائم الحرب التي ارتكبت في البوسنة بين عام 1992 و 1996 و أنه لم يكن جزء من “مشروع اجرامي مشترك” لقتل المسلمين و الكروات.[31]

IMG_20160317_121809

حرب البوسنة

ساهمت الولايات المتحدة بشكل كبير في اندلاع الحرب الأهلية في البوسنة عام 1992. كان القادة المسلمون و الكروات و الصرب قد توصلوا الى اتفاق ليسبون في 18 مارس 1992. كان هذا الاتفاق سيقسم البوسنة بين القوميات الثلاثة و لكن الولايت المتحدة شجعت علي عزت بيجوفيتش قائد المسلمين في البوسنة بأن ينسحب من الاتفاق و هذا ما فعله عزت بيجوفيتش.[32] أدخلت الولايات المتحدة البوسنة الى اتون الحرب. شجع الأمريكان الحكومة البوسنية المسلمة على عدم المساومة مع الصرب حتى نوفمبر 1995 حينما ضغطت الولايات المتحدة على المسلمون للتوصل لاتفاق شبيه لاتفاق ليسبون. الفرق بين الاتفاقين هو أن البوسنة أصبحت الان محمية دائمة للناتو.[33]

كان عزت بيجوفيتش عميلا خدوم للولايات المتحدة و كان اسلاميا أصوليا متطرفا. بحسب عزت بيجوفيتش: “لا سلم و لا تعايش بين الدين الاسلامي و المؤسسات الاجتماعية و السياسية الغير اسلامية.”[34]

ساهم الاتحاد الأوروبي أيضا من خلال لجنة بادينتر في اشعال النزاع في البوسنة عندما طالب باستفتاء شعبي على الانفصال هناك عام 1992. بهذا تجاهلت اللجنة ,كما قلت سابقا, دستور يوغوسلافيا الذي أعطى حق الانفصال للقوميات و ليس للجمهوريات. رفض الصرب الاعتراف بالاستفتاء و نتائجه.[35] من الجدير بالذكر أيضا أن لجنة بادينتر صرحت بأن صالحية الاستفتاء على استقلال البوسنة من يوغوسلافيا ستعتمد على مشاركة أعداد كافية من القوميات الثلاثة (المسلمون, الصرب, و الكروات). بما أن الغالبية العظمة من الصرب رفضوا المشاركة لم يكن الاستفتاء صالحا بحسب اللجنة. تجاهل المجتمع الأوروبي اللجنة في هذه النقطة المهمة و اعترف باستقلال البوسنة في أبريل 1992.[36]

الحرب التي اندلعت في البوسنة شهدت الكثير من الجرائم و التطهير العرقي من قبل كل الأطراف المتنازعة لكن الاعلام الغربي صور للعالم بأن الصرب فقط هم القتلة و المجرمون و صور المسلمون على أنهم مساكين و مستضعفون رغم أنهم كانو يحصلون على دعم من الامبراطورية الأمريكية و الأنظمة العربية العميلة و ايران. كما في سورية وفد الاف الوحوش التكفيريين من جميع أنحاء الأرض الى البوسنة ليقاتلو الصرب “الكفار” الى جانب الحكومة المسلمة بقيادة علي عزت بيجوفيتش و قامت المخابرات الغربية, كما في سوريا, بتقديم التسهيلات اللازمة لهم. من بين هؤلاء القتلة كان الارهابي أسامة بن لادن.

كما فعل “ثوار” الناتو في ليبيا عام 2011 و كما تفعل المجموعات الارهابية المسلحة في سوريا ضخت الحكومة البوسنية المسلمة كما هائلا من الأكاذيب عن ما كان يحدث في البوسنة و شرب الاعلام الغربي هذا الهراء بدون تدقيق أو تشكيك. استخدمت كل الأطراف الاعلام لأغراض سياسية لكنه “كان السلاح الأكثر نجاحا بالنسبة للحكومة البوسنية (المسلمة).”[37] قامت القوات الكرواتية و المسلمة بوضع بطاريات المدفعية و مدافع الهاون داخل أراضي المستشفيات لاستدراج الصرب كي يقصفوا المستشفيات. قام الاعلام لاحقا بتصوير الدمار على أنه جريمة صربية.[38] يقول اللورد أون, المفاوض للاتحاد الاوروبي, بأن المسلمون كانوا في عام 1992 يقصفون مطار سراييفو من ان لاخر لايقاف الرحلات و جذب الانتباه العالمي الى ما كان يوصف بحصار سراييفو.[39] يقول اللواء فيليب موريللون قائد قوات الأمم المتحدة في سراييفو بأنه بين سبتمبر 1992 و يوليو 1993 “كان هدف الرئاسة البوسنية (المسلمة) منذ البداية أن يحدث تدخل للقوات الدولية الى جانبهم و لذلك لم يهتموا بالشروع في مفاوضات مع الأطراف الأخرى.”[40] بحسب اللواء لويس ماكنزي الذي كان قد خدم قبل موريللون في نفس المنصب كسر المسلمون 19 وقف لاطلاق النار “لأن سياستهم كانت و ما زالت ارغام الغرب على التدخل العسكري.”[41]

كما في الحرب على سوريا كانت المجازر و الجرائم الكبرى تقع مباشرة قبل اصدار مجلس الأمن الدولي قراراته و في أوقات حساسة أخرى لكي يقع اللوم على الصرب. كانت القوات الاسلامية تقوم بهذه المجازرثم تنسبها الى الصرب لقلب الرأي العالمي ضدهم و تبرير تدخل الناتو.

في يوم 27 مايو 1992, قبل أن يقرر مجلس الأمن ما اذا كان سيفرض عقوبات على صربيا مباشرة, حدث انفجار كبير بجوار مخبز في مدينة سراييفو أدى الى قتل عدد كبير من المدنيين. ألقى الغرب اللوم على الصرب و في 30 مايو 1992 أصدر مجلس الأمن قرار 757 الذي فرض عقوبات شاملة على صربيا و مونتينجرو. بحسب النيو يورك تايمز كانت هذه العقوبات “الأكثر شدة في التاريخ.”[42]

في حادثة أخرى قتل أكثر من 50 شخص و جرح حوالي 200 اخرون بعد أن سقطت قذيفة هاون على سوق في سراييفو يوم 5 فبراير 1994. اتهم الغرب القوات الصربية بالوقوف وراء هذا الهجوم أيضا و أنذر الناتو الصرب بأنهم سيتعرضون للقصف اذا لم يسحبو الأسلحة الثقيلة من سراييفو.[43]

يوم 28 أغسطس 1995 حدثت مجزرة أخرى في سراييفو و مرة أخرى تم القاء اللوم على الصرب. اشتبه بعض الخبراء البريطانيون و الفرنسيون بأن القوات المسلمة هي التي قامت بالمجزرة لاستدراج الناتو الى تدخل عسكري و هذا ما حدث بالفعل بعد يومين.[44]

في الثلاث حوادث لم يكن للصرب أية مصلحة في ما حدث و كما تقول جونستون التوقيت كان سيئا جدا بالنسبة للصرب و ممتازا بالنسبة للمسلمون.[45] “عدد كبير من المسؤولين الغربيون و المسؤولين في الأمم المتحدة يدعون أن الأدلة تشير الى أن الثلاث مجازر ارتكبها المسلمون أنفسهم.”[46] بالنسبة لمجزرة 1994 هدد قائد قوات الأمم المتحدة في سراييفو اللواء مايكل روز  الحكومة المسلمة بالاعلان عن تقرير يدينها بالوقوف وراء الحادث اذا لم تعود الى المفاوضات مع خصومها.[47] يقول الباحث سييس ويبس أن ضباط مخابرات من الولايات المتحدة اعترفوا له بأن المسلمون هم المسؤولون عن مجزرة أغسطس 1995 المذكورة أعلاه و أن المخابرات البريطانية توصلت الى نفس النتيجة.[48] كما أفادت جريدة الاندبندنت بأن: “مسؤولون في الأمم المتحدة و ضباط غربيون كبار يعتقدون بأن بعض المجازر الكبرى التي شهدتها سراييفو (في عام 1992) كانت من صنع المسلمون المدافعون وليس الصرب المهاجمون من أجل جذب التعاطف العالمي و التدخل العسكري …”[49] هذا لم يوقف الأنظمة الغربية عن اتهام الصرب بارتكاب هذه المجازر.

استخدمت هذه “البروباجاندا السوداء” كثيرا في حروب يوغوسلافيا. في الحرب التي دارت في كرواتيا استخدمت القوات الكرواتية الفاشية التابعة للولايات المتحدة هذا النوع من البروباحاندا مرات عديدة. في فبراير1993 نظم الجيش الكرواتي هجوما مزيفا على المدينة الكرواتية سيبينيك و ادعى للعالم أن الصرب هم من وراء الهجوم. اتضح لاحقا أن الكرواتيون هم من وراء الهجوم و علق ضابط في الجيش الكرواتي دافور سكوجور قائلا: “لا توجد مدينة في كرواتية لم نستخدم فيها مثل هذه الاستراتيجيات. انها واحدة فقط من الأساليب التي استخدمناها في الحرب.”[50]

لا شك بأن هذه الألاعيب والأكاذيب استخدمت مرات عديدة من قبل عملاء الناتو في سوريا و كوسوفو. تحضر الى الأذهان مذبحة مثل مذبحة الحولة في محافظة حمص السورية عام 2012.

كانت كل الأطراف في حرب البوسنة لديها سجون و ترتكب جرائم ضد المدنيين لكن الغرب و أذنابه العرب ادعوا بأن الصرب وحدهم كانوا يديرون سجون مروعة و يرتكبون الابادة الجماعية ضد المسلمين. بحسب رواية وزير الجارجية الفرنسي السابق, بيرنارد كوشنير, اعترف علي عزت بيجوفيتش له و هو يحتضر بأنه بالغ في حجم الجرائم الصربية ليقنع دول  الناتو بالتدخل عسكريا لنصرة نظامه الاسلامي.[51]

الجهاد الأمريكي في البوسنة

لم تكتفي الولايات المتحدة بتسليح نظام علي عزت بيجوفتش مباشرة[52] بل سمحت أيضا لدول أخرى مثل ايران و تركيا و باكستان و بالطبع السعودية بتقديم المال و السلاح له.[53] شجعت الولايات المتحدة و بريطانيا الارهابيون (المجاهدون) الأجانب بالسفر الى البوسنة للجهاد ضد الصرب[54] تماما كما فعلوا في سوريا. خدم مدبر هجمات الحادي عاشر من سبتمبر عام 2001 خالد شيخ محمد في البوسنة مع الجهاديون. أيضا من ضمن المجاهدين الذين خدموا في البوسنة كانا نواف الحزمي و خالد المحضار. كلاهما شاركا في هجمات الحادي عشر من سبتمبر.[55] كانت ادارة الرئيس كلينتون تعلم بأن تنظيم القاعدة و الحكومة السعودية يمولان المجاهدين في البوسنة لكنها تجاهلت الأمر.[56] أرسل الارهابي أسامة بن لادن المقاتلين و السلاح الى البوسنة من أفغانستان و زار البوسنة أكثر من مرة بين 1994 و 1998 و كان قد حصل على جواز سفر من الحكومة البوسنية.[57] صادفت مراسلة البلقان لصحيفة دير سبيجل رينات فلوتاو أسامة بن لادن في غرفة الانتظار لمكتب علي عزت بيجوفيتش مرتين في عام 1994.[58]

سربرينتشا

index.jpgشسيبششيؤؤ

في يوم 16 أبريل 1993 قرر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الاعلان بأن مدينة سربرينتشا في البوسنة أصبحت “منطقة امنة”. في 6 مايو 1993 ضم مجلس الامن في قرار 824 المدن التالية الى لائحة المناطق الامنة في البوسنة: سراييفو, توزلا, بيهاتش, غورازدي و زيبا.[59] كانت أغلب هذه المدن متواجدة في المناطق التي يسيطر عليها الصرب في البوسنة. كان من المفترض أن تكون هذه المناطق الامنة منزوعة من السلاح و تحت حماية قوات الأمم المتحدة لكنها لم تصبح كذلك لأن قوات الحكومة المسلمة في البوسنة حولتها الى قواعد عسكرية. كان المسلمون يشنون الهجمات على القرى الصربية المجاورة من المناطق الأمنة لاستفزاز القوات الصربية بالهجوم عليها. بعد ذلك يطالب المسلمون بتدخل الناتو لحمايتهم.[60]

كانت مدينة سراييفو “الامنة” مقر للفيلق الأول لجيش الحكومة المسلمة الذي كان يحتوي على حوالي 75,000 جندي. كانت مدينة توزلا مقرا للفيلق الثاني المسلم و في بيهاتش كان يتواجد الفيلق الخامس. في يوليو 1995 كان هناك 5,500 جندي مسلم في مدينة سربرينتشا.[61] قامت القوات المسلمة بقيادة ناصر أوريتش بشن هجمات وحشية من سربرينتشا على القرى الصربية المجاورة لسربرينتشا. دمر المسلمون قرى بأكملها و قتلوا مئات المدنيين الصرب على الأقل بين 1992 و 1995.[62] زرعت هذه الهجمات كراهية شديدة اتجاه القوات المسلمة من قبل الصرب في منطقة سربرينتشا. أكد اللواء فيليبي موريللون الذي كان قائد قوات الأمم المتحدة في منطقة سراييفو بأن مذبحة سربرينتشا جاءت ردا على الهجمات المسلمة على القرى المجاورة لسربرينتشا في الأعوام السابقة. كما قال العقيد توماس كاريمانس الذي كان قائد القوات الهولاندية التابعة للأمم المتحدة في مدينة سربرينتشا في مؤتمر صحفي في يوم 23 يوليو 1995 بأن: “نحن نعلم بأن في المنطقة المحيطة بسربرينتشا 192 قرية دمرت بالكامل و كل من فيها قتلوا. هذا ما أعنيه عندما أقول لا أخيار و لا أشرار. في رأيي كلهم مثل بعض.”[63]

في يوم 26 يونيو 1995 قامت قوات المسلمين بتدمير قرية فيسنجيتشا الصربية التي كانت متواجدة في محيط سربرينتشا و قتلوا 40 صربي.[64] ردت القوات الصربية بالهجوم على محيط سربرينتشا. عندما لم يواجهوا أية مقاومة من القوات المسلمة التي كانت تفوق أعداد المهاجمين الصرب بكثير احتل الصرب سربرينتشا بالكامل. كانت الحكومة المسلمة قد أخلت ضباطها الكبار من سربرينتشا قبل أن تسقط المدينة بشهر في أيدي الصرب يوم 11 يوليو 1995. يبدو أن علي عزت بيجوفتش قرر أن يضحي بسربرينتشا من أجل تأمين تدخل الناتو العسكري الى جانب قواته في الصراع الدائر في البوسنة. تؤكد مصادر مسلمة من سربرينتشا ذلك. يقول هاكيجا ميهوليتش الذي كان حليفا لناصر أوريتش و كان رئيس الشرطة سابقا في سربرينتشا بأن في مؤتمر في سراييفو عام 1993 قال علي عزت بيجوفيتش لوفد سربرنيتشا: “تعلمون, عرض علي (الرئيس الأمريكي) كلينتون في أبريل 1993 بأن تدخل قوات التشيتنك (الصرب) سربرينتشا و يذبحون 5,000 مسلم و بعدها سيكون هناك تدخل عسكري.”[65] قال رئيس الحزب المسلم الحاكم في مدينة سربرينتشا (الحزب الذي كان ينتمي اليه علي عزت بيجوفيتش) ابران موستافيتش بأن: “السيناريو من أجل خيانة سربرينتشا تم اعداده بوعي. للأسف كانت الرئاسة البوسنية و قيادة الجيش متورطون في الأمر…”[66] يقول العقيد جيم باكستر الذي كان مساعد لقائد قوات الأمم المتحدة روبرت سميث: “هم (الحكومة البوسنية) كانوا يعلمون ما كان يحدث في سربرينتشا. انني على يقين بأنهم قررو أنها تستحق أن تكون أضحية.”[67]

بحسب الحكومة البوسنية المسلمة و دول الناتو أعدم الصرب 8,000 مسلم عندما دخلوا الى سربرينتشا في يوليو 1995 لكن الأبحاث في منطقة سربرينتشا أظهرت 2,570 جثة حتى عام 2003.[68] أد ذلك لادعاءت في الاعلام الغربي بأن الصرب قاموا باستخراج الجثث و دفنها في أماكن أخرى لكن كما يشير جوناثان رووبر كانت القوات الصربية في خريف و شتاء 1995-1996 تعاني من نقص حاد في الوقود و المقاتلين مما يجعل قصة استخراج و اخفاء الاف الجثث أمر مستبعد.[69]

لا شك أن مذبحة سربرينتشا كانت جريمة نكراء لا تقل جرما عن مقتل المدنيين الصرب على يد المسلمين في جوار سربرينتشا لكنها لم تكن ابادة جماعية كما يدعي الغرب. لم تحاول القوات الصربية أن تبيد المسلمون في البوسنة أو حتى المسلمون في سربرينتشا. عندما سقطت سربرينتشا بأيديهم قامت القوات الصربية بنقل النساء و الأطفال الى أماكن امنة و أعدموا الرجال الذين كانوا في سن التجنيد فقط. قالت محكمة الناتو (المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا) أن الصرب لم يقتلوا النساء و الأطفال لأنهم كانوا يخشون من ردة فعل المجتمع الدولي لكن كما يقول مايكل ماندل: أن لا ترتكب جريمة لأنك تخشى العواقب برغم من أنك تريد أن تفعلها بشدة “يعني أنك لم ترتكب الجريمة.”[70]

كوسوفو

38737826_303

في عام 1991 كان 10% من سكان المحافظة الصربية كوسوفو صرب و 90% كانوا ألبان.[71] كانت التوترات بين هاتان القوميتان في كوسوفو قد تفاقمت في ثمانينات القرن الماضي. كتبت جريدة النيو يورك تايمز في عام 1987 بأن: “الاثنية الألبانية تتحكم في جميع أنحاء الحياة تقريبا في محافظة كوسوفو بما في ذلك الشرطة و القضاء و في المدارس و المصانع… بما أن السلافيون يهربون من العنف في المحافظة فان كوسوفو تصبح شيئا فشيئا ما يتمناه القوميون الألبان … منطقة ألبانية خالية من القوميات الأخرى.”[72] كانت يوغوسلافيا تحترم و تدافع عن حقوق الأقليات التي تعيش فيها. بحسب دايانا جونستون: “كان من الصعب أن تجد دولة أخرى في العالم تحترم حقوق الأقليات مثل يوغوسلافيا.”[73] كانت الحركة الألبانية الانفصالية في كوسوفو تريد الاستقلال للمحافظة من ما بقي من يوغوسلافيا و ادعت بأن الألبان كانوا متهضون في يوغوسلافيا. لم يكن ذلك صحيحا كما اعترف القضاء الألماني عام 1998 عندما رفض الاعتراف بوجود حالة اضطهاد للألبان في كوسوفو.[74] دعم الغرب هذه الحركة الانفصالية لأنها كانت ستضعف صربيا و تساهم في تفكيك ما بقي من يوغوسلافيا.

بعد عدة أعوام من مقاطعة مؤسسات الدولة الصربية قامت الحركة الألبانية الانفصالية باللجوء الى العنف بقيادة جيش تحرير كوسوفو الارهابي عام 1997. مع حلول فبراير 1998 كانت هناك حركة تمرد مسلحة واسعة النطاق في كوسوفو مدعومة بالمال و السلاح من الغرب ضد الدولة الصربية. بدأت المخابرات المركزية الأمريكية بدعم الجماعات المسلحة في كوسوفو عام 1992 بالتعاون مع الحكومة في ألبانيا. كما بدأت المخابرات الألمانية بتدريب جيش تحرير كوسوفو عام 1996.[75] يبدو أن الأنظمة الأمريكية و البريطانية قدمت كما في البوسنة و سوريا تسهيلات للجهاديون الذين وفدوا الى كوسوفو لقتال الصرب. قامت منظمات سعودية بتمويل هؤلاء الارهابيون.[76]

تزامنت مع التصعيد المسلح في كوسوفو حملة اعلامية واسعة النطاق ضد ميلوسوفيتش و الحكومة الصربية من قبل الاعلام و الحكومات الغربية و كان هدفها شيطنة الحكومة الصربية. تشبه هذه الحملة المسعورة الحملة الاعلامية التي شنت ضد الدولة السورية بداية منذ عام 2011 من قبل نفس الأنظمة الغربية. اعترف وزير الدفاع البريطاني يوم 24 مارس 1999 (اليوم الذي بدأ الناتو فيه قذفه ليوغوسلافيا) بأن حتى “مذبحة” راتشاك في يناير 1999 كان جيش تحرير كوسوفو (الممول و المدرب غربيا) مسؤولا عن العدد الأكبر من القتلى في المحافظة.[77]

استخدم حلف الناتو ما حدث في قرية راتشاك في يناير 1999 كزريعة لشن عدوانه على يوغوسلافيا في مارس 1999. ادعت الأنظمة الغربية بأن القوات الصربية قامت بذبح 40 مدنيا في القرية يوم 15  يناير 1999 لكن تقرير الفريق الفنلندي الذي أرسله الاتحاد الأوروبي للبحث في الأمر أكد أن كل الضخايا باستثناء واحدا منهم لقوا مصرعهم جراء اطلاق ناري من بعيد و من جهات مختلفة.[78] ظهر التقرير بالكامل في عام 2001 بعد أن شن الناتو حربه على البلاد و أوضح أن التمثيل بالجثث الذي كان واضحا كان نتيجة لدغات بعض الحيوانات و لم يكن فعل بشر.[79] على الأرجح ما حدث هو أن القوات الصربية اشتبكت مع عناصر جيش تحرير كوسوفو و قام الأخير بجمع جثث الضحايا المسلحين في مكان واحد ليتهم القوات الصربية بالقيام بمذبحة.

استندت الأنظمة الغربية الى أحداث راتشاك بشكل كبير لتبرير حربهم على يوغوسلافيا. عندما سمعت وزيرة الخارجية مادلين أولبلرايت بالحادثة قالت: “الربيع قد أتى مبكرا الى كوسوفو.”[80] تلت “مذبحة” راتشاك “مفاوضات” رامبويليه بين الصرب و الألبان التي رعتها الولايات المتحدة. كان هدفها أيضا تبرير الحرب علي يوغوسلافيا. صمم الناتو على “حقه” في احتلال كل يوغوسلافيا و عندما رفض الصرب بدأ القصف.[81] في خلال الحرب المباشرة على يوغوسلافيا التي بدأت في مارس 1999 ضخت الأنظمة و الاعلام الغربي كما هائلا من الأكاذيب عن جرائم الصرب المزعومة. من ضمن الأكاذيب المشهورة كان مخطط “هورسشو”. زعمت الأنظمة الغربية بأن هذا كان مخطط صربي لتطهير كوسوفو كليا من القوميات الغير صربية. اتضح بعد ذلك أن “المخطط” كان من صنيعة المخابرات الغربية.[82] تسبب قصف الناتو ليوغوسلافيا في نزوح الالاف من سكان كوسوفو الذين كانوا يفرون من الحرب و القصف ليس من الصرب كما ادعى الاعلام الغربي.[83] لم تكن هناك مشكلة نازحين قبل بداية قصف الناتو.[84] كما في البوسنة ضخم الاعلام و المسؤولون الغربيون أعداد الضحيا الذين زعموا أنهم قتلوا على يد الصرب لكن اتضح بعد الحرب بأن عدد القتلى و المفقودين على كل الأطراف كان حوالي 6,000 و ليس مئة ألف ألباني كما ادعى المسؤولون الأمريكيون.[85]

ارتكب حلف الناتو جرائم عديدة ضد شعب يوغوسلافيا. قصف البنية التحتية للبلاد بشكل مستمر. من ضمن أهدافه كانت المدارس و المستشفيات و الكنائس و المصانع.[86] صرح مسؤولون غربيون بأن القصف كان موجها ضد الشعب الصربي لكسر معنوياته و لقلبه ضد نظام ميلوسوفيتش.[87]

ليبيا

استخدمت الأنظمة الغربية نفس الأساليب القذرة التي نجحت في تدمير و تفتيت يوغوسلافيا ضد الحكومتين الليبية و السورية بداية في عام 2011. بالاضافة الى القصف الجوي و دعم الجماعات الارهابية المسلحة خاض الاستعمار و أذنابه العرب حرب اعلامية شرسة لتبرير التدخل العسكري المباشر و لحشد الرأي العام العربي و العالمي ضد الحكومتين الليبية و السورية.

9998876680

في بداية الحرب على ليبيا ادعى عملاء و “ثوار” الناتو بأن أجهزة الأمن الليبية كانت تقمع المتظاهرين السلميين بوحشية شديدة. نشرالاعلام الغربي و الخليجى (مثل قنوات الجزيرة و العربية) هذه الأكاذيب على أنها حقائق و كانت شبكات التواصل الاجتماعي مجتظة بادعاءات بأن السلطات الليبية كانت تستخدم المرتزقة الأفارقة ضد المتظاهرين السلميين و كانت ترتكب المجازر ضدهم و تأمر جنودها باغتصاب المدنيين و توزع للجنود حبوب الفايجرا لتساعدهم على الاغتصاب. اتهمت أيضا القوات الموالية للعقيد معمر القذافي بأنها استخدمت الطيران الحربي لقذف المتظاهرون. كل هذه الادعاءات كانت عارية عن الصحة و لم تحدث. في أوائل مارس 2011 صرحت هيومان رايتس واتش (التي ليست بأي حال من الأحوال مستقلة عن الحكومات الغربية) بأنه لا توجد أية أدلة على وجود مرتزقة أفارقة في شرق ليبيا حيث كان “ثوار” الناتو العنصريون يقومون بارتكاب جرائم ضد الليبيون السود.[88] بالرغم من ذلك كانت هيومان رايتس واتش و منظمة العفو الدولية في طليعة المطالبين بالتدخل الدولي العسكري. بعد شهور من الحرب اعترفت رئيسة منظمة العفو الدولية (فرنسا) جينفيف جاريجوس: “اليوم علينا أن نعترف بأننا لا نملك أية أدلة بأن القذافي استخدم المرتزقة.” كما أضافت “ليس لدينا أية اشارة أو دليل لنؤكد هذه الاشاعات (عن المرتزقة الأفارقة).”[89]

بعد بداية الأزمة بشهور قامت منظمة العفو الدولية و هيومان رايتس واتش بأبحاث في ليبيا كذبت ادعاءات الناتو و عملاءه. وجدت منظمة العفو الدولية “اشارات عدة الى أن المتمردون في بنغازي قامو مرارا بتقديم ادعاءات خاطئة و أدلة مسطنعة” و أعلنت المنظمة بأنه لا توجد أية أدلة على استخدام النظام الليبي المرتزقة الأفارقة ضد المتمردون.[90] بحسب دوناتيلا روفيرا ان الأفارقة الذين تم عرضهم على الصحفيون على أنهم مرتزقة من قبل المتمردين كانوا مجرد مهاجرون بدون اثباتات شخصية و تم العفو عنهم بهدوء لاحقا.[91] يقول الكاتب ماكسيمليان فورت: “لم توجد أية أدلة على توظيف الحكومة الليبية مقاتلين أفارقة أجانب” و وصف قصص المرتزقة الأفارقة بأنها “أحد أشرس الأساطير التي بررت الحرب” على ليبيا.[92] كانت أسطورة المرتزقة الأفارقة مهمة للاستعمار لأنها كانت تبرر الحظر الجوي و توحي بأن معمر القذافي لم يكن لديه مؤيدون في داخل ليبيا و أنه كان يقف وحده ضد الشعب الليبي. لم يكن ذلك صحيحا على الاطلاق كما اتضح في معركة سرت فيما بعد. لكن الثوار هم الذين اعتمدو على قوات أجنبية للانتصار على القذافي و ليس فقط في الجو. أرسلت قطر مئات الجنود لمساندة عملاء الناتوعلى الأرض.[93] اعترف قائد المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل بأن القطريون خططوا للمعارك التي مهدت لنصر المتمردين.[94]

الادعاءات بأن الحكومة الليبية كانت تقوم بتوزيع الفايجرا عل جنودها لتشجعهم على اغتصاب المدنيين كانت أيضا من محض الخيال. بحسب روفيرا, التي قضت ثلاث شهور في ليبيا بعد بداية الأزمة, “لم نجد أي دليل أو أية ضحية اغتصاب أو أي دكتور يعلم عن أحد قد اغتصب.”[95] لم تجد هيومان رايتس واتش هي الأخرى أية دليل على الاغتصاب الممنهج.[96] أصدر مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة تقرير في مارس 2012 قال فيه “بأنه من المستحيل القول بأنه كانت هناك سياسة ممنهجة من العنف الجنسي ضد المدنيين”[97]

لم يكن هناك أية دليل أيضا على استخدام الحكومة الليبية الطيران الحربي لقصف المدنيين.[98] في يوم 2 مارس 2011 قال وزيرالدفاع الأمريكي روبرت جايتس و الأدميرال مايك مالين بأنهم ليس لديهم أي تأكيد للتقارير التي تقول بأن القذافي يقصف المواطنون بالطيران.[99] كانت قصة قصف الطيران الحربي غير صحيحة.[100]

فبرك أعداء القذافي العديد من القصص لكسر معنويات مؤيديه و لتبرير قصف الناتو للبلاد. من ضمن الأكاذيب كان الادعاء بأن القذافي هرب الى فينيزويلا.[101] لكن أهم كذبة كانت أن القذافي هدد سكان بنغازي بالابادة و القتل و أنه لو لا تدخل الناتو لارتكب القذافي مجزرة كبيرة في بنغازي. لم يهدد القذافي بفعل ذلك. كان تهديده فقط للمتمردين في يوم 17 مارس 2011 و وعدهم بالعفو اذا استسلمو و تركوا أسلحتهم.[102] قال القذافي مباشرة للمتمردون: “تخلصوا من أسلحتكم كما فعل اخوانكم في أجدابية و غيرها. استسلموا و هم بأمان. لم نلاحقهم على الاطلاق.”[103] يشير كوبرمان أيضا الى أن القذافي لم يرتكب أية مجازر في المدن التي حررها من الارهابيون مثل الزاوية, مسراطة و أجدابية.[104]

كان “الثوار” مسلحون و استخدموا العنف من أول يوم في التمرد.[105] لا يعيب ذلك أي ثورة حقيقية فاستخدام العنف ضد الاستعمار و أدواته و الأنظمة التابعة له كثيرا ما يصبح واجبا شرعي لكن المتمردون في ليبيا كانوا مجرد أدوات رجعية عنصرية في يد الاستعمار و لو رفعوا لافتات الحرية و الديموقراطية. ردت القوات الحكومية الليبية في البداية على عنف المتمردون بالرصاص المطاطي و مدافع المياه.[106] “امتنعت قوات الأمن التابعة للقذافي من استخدام القوة المميتة حتى تصاعد عنف المتظاهرون و انتشر في الأيام التالية (ليوم 17 فبراير).”[107] في يوم 20 فبراير 2011 استخدم المتظاهرون الأسلحة النارية و زجاجات المولوتوف و الجرافات و السيارات المفخخة لاقتحام و السيطرة على معسكرالجيش الليبي في مدينة بنغازي.[108] يقول كوبرمان: “بالفعل في الأربع مدن التي شهدت بداية الصراع بدأ المتظاهرون باستخدام العنف وليس القوات الحكومية.”[109]  “كانت الصورة التي خلقها الاعلام الغربي بأن قوات القذافي كانت تبادر باستخدام العنف ضد متظاهرين سلميين خاطئة.”[110]

مع أن الحكومة الليبية استخدمت العنف في الرد على المتمردون لم تستهدف, كما زعم الاعلام الغربي, المدنيين و لم تستخدم العنف العشواءي.[111]

أكد تقرير مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة: لجنة التحقيق الدولية بشأن ليبيا بأن طوال فترة الصراع ارتكب الطرفين جرائم حرب لكنه “لم يذكر أي شيء عن ابادة جماعية محتملة من قبل قوات القذافي” و “لم يذكر أي شيء عن مذبحة منظمة للمدنيين.”[112] هذه نقطة مهمة لأن قرار مجلس الأمن 1973 الذي أذن للناتو بضرب ليبيا كان يعتمد على أن هناك “هجمات ممنهجة و واسعة النطاق … تشن …في الجماهرية العربية الليبية على السكان المدنيين” و “قد ترتقي الى مرتبة جرائم ضد الانسانية”.[113]

كما فعل نظرائهم في البوسنة و كوسوفو و سوريا فبرك عملاء الناتو جرائم لأعداءهم ليحصلوا على دعم و تعاطف دولي. في مارس 2011 كتب دايفد كيركباتريك للنيو يورك تايمز بأن “المتمردون لا يشعرون بأي وفاء للحقيقة و هم يشكلون دعايتهم و يدعون بأنهم انتصروا في معارك لم تقع و أنهم ما زالوا يقاتلون في مدينة مهمة بعد أيام من سقوطها في يد قوات القذافي كما أنهم يبالغون في سلوك القذافي الوحشي.”[114]

أكد تحقيق لمجلس العموم البريطاني عام 2016 أن البروباجاندا الغربية حول وحشية الحكومة الليبية و أنها كانت تنوي ارتكاب ابادة جماعية في بنغازي كانت غير صحيحة. يقول التقرير: “بالرغم من شعاراته لم تكن الأدلة تشير الى أن معمر القذافي كان سيأمر بمذبحة المدنيين في بنغازي.”[115] قال التقرير أيضا بأن بعض المهاجرون الليبيون الذين كانوا يعيشون خارج البلاد “استغلوا الاضطرابات التي كانت تشهدها ليبيا لتضخيم الخطر للمدنيين و شجعوا القوة الغربية على التدخل.”[116]

ارتكب الناتو و عملاءه العنصريون جرائم عديدة, حقيقية و مروعة خلال الحرب على ليبيا مما أكد أن هذه الحرب لا صلة لها بحماية المدنيين. أطلق المتمردون حملة اضطهاد واسعة ضد السود في المناطق التي سيطروا عليها.[117] عندما سقطت طرابلس بيدهم أعدم “الثوار” العديد من الرجال السود. كانت أياديهم مكبلة خلف ظهورهم.[118] قام المتمردون أيضا بتطهير مدينة تاورغاء عرقيا من سكانها السود و نهبوها. المليشيات التي ارتكبت هذه الجريمة لقبوا أنفسهم: “كتيبة تطهير العبيد.” لم يكن هناك تدخل انساني من أجل هؤلاء. قال قائد المتمردون في تاورغاء ل أندرو جيليجان من صحيفة الصانداي تايمز: “أعطيناهم ثلاثين يوما ليرحلوا و قلنا لهم أنهم ان لم يرحلوا سوف نقوم بسجنهم. كلهم تركوا المدينة و لن نسمح لهم أبدا بأن يعودوا.”[119] يوصف جلين فورد تدمير تورغاء بأنه عمل “يفتخر به فقط العنصريون” و أنه “نصر للكراهية والأسلحة و المال اليورو-أمريكي على مقاطعة من السود الليبيون الذين هم أحفاد الأفارقة الذين كانوا يباعون في سوق العبيد في المدينة.”[120] قامت القوات المتمردة باختطاف الاف السود بعد سقوط طرابلس بأيديهم.[121]

لو أن الناتو كان حقا يهدف الى حماية المدنيين كما زعم لكان فرض وقف لاطلاق النار على الطرفين ليعطي فرصة للمفوضات لتصل الى حل سلمي للأزمة. لم يفعل ذلك. قرر أن يكون سلاح جو لقوات المجلس الانتقالي ما أدى الى مقتل مئات المدنيين على الأقل. تجاهل الناتو أيضا محاولات الاتحاد الأفريقي للتوسط بين الأطراف المتنازعة. تقدم مجلس السلام و الأمن التابع للاتحاد الأفريقي بخارطة طريق في يوم 10 مارس 2011 لمعالجة الأزمة في ليبيا. تضمنت خارطة الطريق وقف فوري لأعمال العنف, حماية المواطنين الاجانب بما فيهم العمال الأفارقة في ليبيا, و حوار بين الأطراف الليبية المتنازعة و تأسيس حكومة انتقالية بموافقة الطرفين.[122] وافق معمر القذافي على خارطة الطريق و لكن القوة الاستعمارية رفضتها و لم تسمح بوقف لاطلاق النار.[123] في يوم 17 مارس 2011 (اليوم الذي تبنى فيه مجلس الأمن قرار 1973) عرض سيف الاسلام القذافي وقف اطلاق نار و انتقال للسلطة للولايات المتجدة لكن الحكومة الأمريكية و بالأخص وزيرة الخارجية كلينتون تجاهلت هذه المبادرة المهمة التي كانت ستجنب ليبيا و المنطقة الكثير من القتل و الدمار. اختارت واشنجتون الحرب من أجل تغيير النظام.[124] يقول جان بينج, رئيس الاتحاد الأفريقي في ذلك الوقت, أن القذافي وافق على “الوقوف جانبا” كما اقترح بعض القادة الأفارقة كي تمضي المفاوضات قدما. كما يقول هوراس كامبل: “رفضت هذه الاقتراحات لأن قوات الناتو لم تكن مهتمة بالمفاوضات”[125] و لم تكن تهتم بحياة المدنيين. يلاحظ كامبل أيضا بأن أكثر من 900 أفريقي غرق في البحر المتوسط خلال فرارهم من الحرب على ليبيا. لم تهتم قوات الناتو باسعافهم.[126]

دمر الناتو مدينة سرت بالكامل بعد أن سطر أبناءها و أفراد الجيش الليبي أروع البطولات في الشجاعة و الصمود و التحدي. لم يخرج المثقفون المرتزقة لنا أثناء تدمير سرت ليطالبوا بالتدخل الانساني لحماية سكانها كما فعلوا من أجل بنغازي قبل شهور قليلة. وجد الصحفييون الذين دخلوا مدينة سرت بعد أن سقطت أن المجموعات المسلحة الاسلامية التابعة للغرب قد أعدمت 60 من أنصار القذافي في مكان واحد و اكتشف الصليب الأحمر ما لا يقل عن 200 جثة أخرى.[127]

في فبراير 1996 حاولت المخابرات البريطانية الاطاحة بحكومة القذافي  و ارساء نظام تابع للغرب. بحسب ضابط سابق في المخابرات البريطانية يدعى دايفد شايلر أعطت المخابرات البريطانية عشرات الالاف من الدولارات الى ضابط في المخابرات العسكرية الليبية يلقب “تانورث” ليشتري أسلحة لاغتيال القذافي.[128] العملية كانت ستتم بتعاون مع المجموعة الليبية الاسلامية المقاتلة. كان الضباط ريتشارد بارتليت و دايفد واتسون من المخابرات البريطانية يقودون العملية.[129] في عام 2000 تم تسريب برقية سرية للمخابرات البريطانية و كانت بتاريخ ديسيمبر 1995. “أوضحت هذه البرقية علم المخابرات البريطانية بمحاولة خمس ضباط برتبة عقيد الانقلاب على القذافي. كانت العملية مجهزة لتتم في فبراير 1996.”[130] قالت البرقية: “الانقلاب كان مقررا للبدأ في حوالي نفس توقيت انعقاد مجلس الشعب العام يوم 14 فبراير 1996. سيبدأ بهجمات على عدد من المنشات العسكرية و الأمنية بما فيهم المنشأ العسكري في ترحونة. ستكون هناك أيضا اضطرابات منظمة في بنغازي و مصراتا و طرابلس. سيقوم الانقلابيون بالهجوم المباشر على القذافي و سيقبضون عليه أو يقتلوه.”[131] كما أضافت البرقية بأن: “المخططون قاموا بتوزيع 250 مسدس ويبلي و 500 رشاش ثقيل بين المتعاطفين معهم الذين يقال أن عددهم 1,275 شخص. هذا الرقم يضم طلاب, عسكرييون و مدرسون.”[132] فشلت محاولة قتل القذافي و هو يقود في شوارع سرت في موكب بعد أن انفجرت القنبلة تحت السيارة الخطأ. قتل بعض المدنيون الأبرياء و الحراس.[133]

هذه الحادثة مهمة لأنها تشير الى أن القوى الغربية استخدمت نفس السيناريو عام 2011. من المرجح جدا أن “الثورة” الليبية عام 2011 كانت “منظمة” تماما مثل الانقلاب الذي فشل عام 1996 من قبل أنظمة المخابرات الغربية و عملاء محليون و مهاجرون. تعاون الغرب مرة أخرى عام 2011 مع المجموعة الليبية الاسلامية المقاتلة و أصبح أحد قادتها عبد الحكيم بلحاج قائدا عسكريا لطرابلس بعد أن سقطت في يد “الثوار”. تعاون بلحاج مع العميل التابع للاخوان المسلمون علي الصلابي ليحاربوا القذافي. مولت قطر المتمردون في ليبيا بقيمة 2 مليار دولار عن طريق الصلابي.[134]

الدوافع الغربية للحرب على ليبيا

رغم التقارب الملحوظ بين ليبيا و الأنظمة الغربية في السنوات التي سبقت الحرب كانت حكومة معمر القذافي تمثل عائقا و تهديدا لمصالح الاستعمار في ليبيا. هدد القذافي باعادة تأميم قطاع النفط الليبي عام 2009 و طرد شركات النفط الغربية.[135] ذكرت النيو يورك تايمز في يوم 22 أغسطس 2011 بأن القذافي “كان شريكا متعبا لشركات النفط العالمية. كان يرفع الرسوم و الضرائب عليهم و يفرض مطالب أخرى. قد تكون حكومة جديدة لديها علاقات قوية بالناتو شريكا أفضل للدول الغربية. يقول بعض الخبراء بأن شركات النفط قد تجد المزيد من البترول اذا أعطيط الفرصة بعيدا عن القيود التي فرضتها حكومة القذافي.”[136]

عارضت ليبيا أيضا محاولات الولايات المتحدة توسيع نفوذها العسكري في أفريقيا من خلال أفريكوم[137] و كان معمر القذافي ينوي تأسيس عملة أفريقية جديدة (الدينار الذهبي) كانت ستنافس عملات أخرى تتحكم بها الغرب.[138] كان القذافي يدفع أيضا باتجاه انشاء مؤسسات أفريقية مشتركة كالبنك المركزي الأفريقي و صندوق نقد أفريقي و بنك استثمار أفريقي. كان متوقع أن ينافس صندوق النقد الأفريقي صندوق النقد الدولي و يضعف سلطة الأخير على دول أفريقيا.[139]

استشهد العقيد معمر القذافي يوم 20 أكتوبر 2011. ذكرنا بأن “الدفاع عن الوطن شرف و خيانته أكبر خيانة في التاريخ حتى و لو قال الاخرون لكم غير ذلك.”[140]

خلاصة

ان مفهوم التدخل الانساني لا مكان له في ميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح باستخدام العنف فقط في الدفاع عن النفس أو بموافقة مجلس الأمن.[141] يمنع الميثاق التدخل الانساني لأنه مفهوم نازي و استعماري. استخدم هتلر حجة التدخل الانساني ليبرر غزوه لبولاندا عام 1939 و ادعى بأنه كان يتدخل انسانيا لحماية الأقلية الألمانية في بولندا من الحكومة البولندية.[142] استخدم هتلر نفس الحجة أيضا لتبرير غزوه لتشيكوسلوفاكيا.[143] يذكرنا مايكل ماندل بأن: “مفهوم “الحرب الانسانية” كان سيرن في أذهان كاتبي ميثاق الأمم المتحدة كمفهوم هتلري لأن هتلر استخدم نفس الحجة ليجتاح بولندا قبل 6 سنوات فقط (من عام 1945).”[144]

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[1] Joseph Stalin, “Light from the East,” 15 December 1918.

https://www.marxists.org/reference/archive/stalin/works/1918/12/15.htm

[2] Michael Mandel, How America Gets Away With Murder, (London: Pluto Press, 2004), 5

[3] Landler, Mark and Michael R. Gordon, “Air War in Kosovo Seen as Precedent in Possible Response to Syria Chemical Attack”, New York Times, 23 August 2013.

[4] Susan L. Woodward, Balkan Tragedy: Chaos and Dissolution after the Cold War, (Washington: The Brookings Institution, 1995), 31

[5] Ibid., 33

[6] Ibid., 37, 30

[7] Ibid., 32

[8] Ibid., 431

[9] Ibid., 47-48

[10] Ibid., 51

[11] Ibid., 54

[12] Ibid., 431

[13] Ibid., 64

[14] Diana Johnstone, Fools’ Crusade, (London: Pluto Press, 2002), 22

[15] Susan L. Woodward, Balkan Tragedy, (Washington: The Brookings Institution, 1995), 127

[16] Ibid., 118

[17] Edward S. Herman and David Peterson, “The Dismantling of Yugoslavia,” Monthly Review, October 2007, 5.

Diana Johnstone, Fools’ Crusade, (London: Pluto Press, 2002), 18

[18] Ibid., 24

[19] Ibid., 24

[20] Susan L. Woodward, Balkan Tragedy, (Washington: The Brookings Institution, 1995), 157

[21] Ibid., 136

[22] Ibid., 159

[23] Edward Herman and David Peterson, “The Dismantling of Yugoslavia,” Monthly Review, October 2007: 13.

[24] Diana Johnstone, Fools’ Crusade, (London: Pluto Press, 2002), 271

[25] Ibid., 15-16

[26] John Laughland, Travesty: The Trial of Slobodan Milosevic and the Corruption of International Justice, (London: Pluto Press, 2007), 128-129

[27] Ibid., 129

[28] Ibid., 129

[29] Diana Johnstone, Fools’ Crusade, (London: Pluto Press, 2002), 34

[30] Christopher Davidson, Shadow Wars: The Secret Struggle for the Middle East, (London: One World Publications, 2016), 135.

[31] Andy Wilcoxson, “The Exoneration of Milosevic: The ICTY’s Surprise Ruling,” Counterpunch, 1 August 2016.

[32] Michael Mandel, How America Gets Away With Murder, (London: Pluto Press, 2004), 67. Diana Johnstone, Fools’ Crusade, (London: Pluto Press, 2002), 44. Susan L. Woodward, Balkan Tragedy, (Washington: The Brookings Institution, 1995), 495 (note 13).

[33] Michael Mandel, How America Gets Away With Murder, (London: Pluto Press, 2002), 67.

[34] Diana Johnstone, Fools’ Crusade, (London: Pluto Press, 2002), 58

[35] Ibid., 41

[36] Susan L. Woodward, Balkan Tragedy, (Washington: The Brookings Institution, 1995), 280

[37] Susan L. Woodward, Balkan Tragedy, (Washington: The Brookings Institution, 1995), 324

[38] Ibid., 236 . Herman, Srebrenica, 44-45

[39] Ibid., 44-45

[40] Herman, Srebrenica, 42

[41] Ibid., 42

[42] Susan L. Woodward, Balkan Tragedy, (Washington: The Brookings Institution, 1995), 404. Diana Johnstone, Fools’ Crusade, (London: Pluto Press, 2002), 66

[43] Ibid., 66. Susan L. Woodward, Balkan Tragedy, (Washington: The Brookings Institution, 1995), 314.

[44] Diana Johnstone, Fools’ Crusade, (London: Pluto Press, 2002), 66

[45] Ibid., 67

[46] Edward S Herman, Srebrenica, 27

[47] Herman, Srebrenica, 53

[48] Herman, Srebrenica, 92

[49] Herman, Srebrenica, 45

[50] Diana Johnstone, Fools’ Crusade, (London: Pluto Press, 2002), 67-68

[51] Herman, Srebrenica, 28

[52] Mark Curtis, Secret Affairs: Britain’s Collusion with Radical Islam, (London: Serpent’s Tail, 2010), 209

[53] Ibid., 208-210

[54] Ibid., 212

[55] Ibid., 207

[56] Ibid., 208-209

[57] Ibid., 208

[58] Herman, Srebrenica, 41

[59] Susan L. Woodward, Balkan Tragedy, (Washington: The Brookings Institution, 1995), 412-413.

[60] Susan L. Woodward, Balkan tragedy, (Washington: The Brookings Institution, 1995), 320-321

[61] George Szamuely, Bombs for Peace, (Amsterdam: University of Amsterdam Press, 2013), 277, 313. George Bogdanitch, “Prelude to the Capture of Srebrenica,” in Edward S. Herman, The Srebrenica Massacre (Creative Commons, 2011), 58

[62] George Szamuely, Bombs for Peace, (Amsterdam: Amsterdam University Press, 2013), 278. Diana Johnstone, Fools’Crusade, (London: Pluto Press, 2002), 111.

[63] George Bogdanich, “Prelude to the Capture of Srebrenica,” in Edward S. Herman, The Srebrenica Massacre, (Creative Commons, 2011), 47.

[64] Diana Johnstone, Fools’ Crusade, (London: Pluto Press, 2002), 111

[65] George Bogdanitch, “Prelude to the Capture of Srebrenica,” in Edward S. Herman, The Srebrenica Massacre, (Creative Commons, 2011), 56.

[66] George Szamuely, Bombs for Peace, (Amsterdam: Amsterdam University Press, 2013), 311. Diana Johnstone, Fools’ Crusade, (London: Pluto Press, 2002), 113.

[67] George Bogdanitch, “Prelude to the Capture of Srebrenica,” in Edward S. Herman, The Srebrenica Massacre, (Creative Commons, 2011), 59.

[68] Edward S. Herman, The Srebrenica Massacre, (Creative Commons, 2011), 279.

[69] Jonathan Rooper, “The Numbers Game,” in Edward S. Herman, The Srebrenica Massacre, (Creative Commons, 2011), 125, 279.

[70] Michael Mandel, “The ICTY Calls it “Genocide”” in Edward S. Herman, The Srebrenica Massacre, (Creative Commons, 2011), 219, passim.

[71] Susan L. Woodward, Balkan Tragedy, (Washington: The Brookings Institution, 1995), 34

[72] Michael Mandel, How America Gets Away with Murder, (London: Pluto Press, 2004), 68

[73] Diana Johnstone, Fools’ Crusade, (London: Pluto Press, 2002), 222

[74] Diana Johnstone, Fools’ Crusade, (London: Pluto Press, 2002), 229-230

[75] Diana Johnstone, Fools’’ Crusade, (London: Pluto Press, 2002), 235. Mark Curtis, Secret Affairs, (London: Serpent’s Tail, 2010), 243.

[76] Mark Curtis, Secret Affairs, (London: Serpent’s Tail, 2010), 244, 240.

[77] Edward S. Herman and David Peterson, The Politics of Genocide, (New York: Monthly Review Press, 2010), 127

[78] Diana Johnstone, Fools’ Crusade, (London: Pluto Press, 2002), 243

[79] Diana Johnstone, Fools’Crusade, (London: Pluto Press, 2002), 243-244

[80] Edward S. Herman and David Peterson, The Politics of Genocide, (New York: Monthly Review Press, 2010), 96

[81] Michael Mandel, How America Gets Away with Murder, (London: Pluto Press, 2004), 80-83

[82] Michael Mandel, How America Gets Away with Murder, (London: Pluto Press, 2004), 84

[83] John Laughland, Travesty, (London, Pluto Press, 2007), 16

[84] Michael Mandel, How America Gets Away with Murder, (London: Pluto Press, 2004), 83. John Laughland, Travesty, (London: Pluto Press, 2007), 16.

[85] Edward S. Herman, The Politics of Genocide, (New York: Monthly Review Press, 2010), 50-51

[86] Michael Mandel, How America Gets Away with Murder, (London: Pluto Press, 2004), 183.

[87] Michael Mandel, How America Gets Away with Murder, (London: Pluto Press, 2004), 183-184

[88] Maximilian Forte, Slouching Towards Sirte: NATO’s War on Libya and Africa, (Montreal: Baraka Books, 2012), 227

[89] Ibid., 251

[90] Patrick Cockburn, “Amnesty questions claim that Gaddafi ordered rape as weapon of war” The Independent. 24 June 2011

[91] Ibid.

[92] Maximilian Forte, Slouching, (Montreal: Baraka Books, 2012), 223

[93] Ian Black, “Qatar Admits Sending Hundreds of Troops to support Libya Rebels”, The Guardian, 26 October 2011

[94] Ibid.

[95] Patrick Cockburn, “Amnesty questions claim that Gaddafi ordered rape as weapon of war” The Independent. 24 June 2011

[96] Ibid.

[97] Maximilian Forte, Slouching, (Montreal: Baraka Books, 2012), 255

[98] Patrick Cockburn, “Amnesty questions claim that Gaddafi ordered rape as weapon of war” The Independent. 24 June 2011

[99] Hugh Roberts, “Who said Gaddafi had to Go?”, London Review of Books, 17 November 2011

[100] Ibid.

[101] Ibid.

[102] Maximilian Forte, Slouching, (Montreal: Baraka Books, 2012), 243

[103] Alan J. Kuperman, “A Model Humanitarian Intervention? Reassessing NATO’s Libya Campaign”, International Security, Summer 2013, 112-113

[104] Maximilian Forte, Slouching, (Montreal: Baraka Books, 2012), 243

[105] Alan J. Kuperman, “A Model Humanitarian Intervention?,” International Security, Summer 2013, 108

[106] Ibid., 109

[107] Ibid., 109

[108] Ibid., 109

[109] Ibid., 109

[110] Ibid., 110

[111] Ibid., 110

[112] Vijay Prashad, “NATO’s Craven Coverup of Its Libyan Bombing,” Counterpunch, 15 March 2012

[113] Ibid. https://www.undocs.org/ar/S/RES/1973%20(2011)

[114] Maximilian Forte, Slouching, (Montreal: Baraka Books, 2012), 209

[115] Max Blumenthal, The Management of Savagery: How America’s National Security State Fueled the Rise of Al Qaeda, ISIS and Donald Trump , (London: Verso, 2019), 147

[116] Max Blumenthal, The Management of Savagery, (London: Verso, 2019), 147

[117] Seumas Milne, “If the Libyan War was about saving lives, it was a catastrophic failure,” The Guardian, 26 October 2011. Also Daniel Williams, “The Murder Brigades of Misrata,” Human Rights Watch, 28 October 2011 on crimes against Tawareghans.

[118] Maximilian Forte, Slouching, (Montreal: Baraka Books, 2012), 227-228

[119] Maximilian Forte, Slouching, (Montreal: Baraka Books, 2012), 229

[120] Maximilian Forte, Slouching, (Montreal: Baraka Books, 2012), 230

[121] Maximilian Forte, Slouching, (Montreal: Baraka Books, 2012), 231

[122] Horace Campbell, Global NATO and the Catastrophic Failure in Libya: Lessons for Africa in the Forging of African Unity, (New York: Monthly Review Press, 2013), 134-135

[123] Horace Campbell, Global NATO, (New York: Monthly Review Press, 2013), 136-138. Hugh Roberts, “Who Said Gaddafi Had to Go?” London Review of Books, 17 November 2011.

[124] Max Blumenthal, The Management of Savagery, (London: Verso, 2019), 146

[125] Horace Campbell, Global NATO, (New York: Monthly Review Press, 2013), 138

[126] Horace Campbell, Global NATO, (New York: Monthly Review Press, 2013), 137. Maximilian Forte, Slouching, (Montreal: Baraka Books, 2012), 260

[127] Max Blumenthal, The Management of Savagery, (London: Verso, 2019), 148

[128] Mark Curtis, Secret Affairs, (London: Serpent’s Tail, 2010), 225-226

[129] Maximilian Forte, Slouching, (Montreal: Baraka Books, 2012), 80

[130] Mark Curtis, Secret Affairs, (London: Serpent’s Tail, 2010), 226-227

[131] Mark Curtis, Secret Affairs, (London: Serpent’s Tail, 2010), 227

[132] Mark Curtis, Secret Affairs, (London: Serpent’s Tail, 2010), 227

[133] Christopher Davidson, Shadow Wars, (London: One World Publications, 2016), 150

[134] Max Blumenthal, The Management of Savagery, (London: Verso, 2019), 151

[135] Horace Campbell, Global NATO, (New York: Monthly Review Press, 2013), 62, 72. Christopher Davidson, Shadow Wars, (London: One World Publication, 2016), 283.

[136] Clifford Krauss, “The Scramble for Access to Libya’s Oil Wealth Begins,” New York Times, 22 August 2011. Max Blumenthal, The Management of Savagery, (London: Verso, 2019), 141.

[137] Christopher Davidson, Shadow Wars, (London: One World Publications, 2016), 284. Maximilian Forte, Slouching, (Montreal: Baraka Books, 2012), 198, 258.

[138] Christopher Davidson, Shadow Wars, (London: One World Publications, 2016), 284

[139] Jean-Paul Pougala, “The Lies behind the West’s War on Libya,” Pambazuka News, 14 April 2011.

[140] Horace Campell, Global NATO, (New York: Monthly Review Press, 2013), Appendix 5.

[141] Michael Mandel, How America Gets Away with Murder, (London: Pluto Press, 2004), 91.

[142] Michael Mandel, How America Gets Away with Murder, (London: Pluto Press, 2004), 91 – 92

[143] Michael Mandel, How America Gets Away with Murder, (London: Pluto Press, 2004), 91 – 92

[144] Michael Mandel, How America Gets Away with Murder, (London: Pluto Press, 2004), 91

عن admin

شاهد أيضاً

مطارق الحنين الي فلسطين

مطارق الحنين!! د.شكري الهزَّيل لم يكن يدور بخلدي يوما ان تضرب الاسوار اطنابها حول قلمي …

2 تعليقان

  1. دراسة شديدة الأهمية، والكاتب بذل جهداً أكاديمياً مميزاً يشكر عليه.
    لكن حبذا لو عرضها قبل النشر على مدقق لغوي،كما يفعل عادةً الكتاب والمؤلفون المجيدون.

  2. أتفق مع 80% من المقال لكن أحذر من نبرة تبرئة الصرب وميلوسوفتش ففي مخطط تفتيت يوغوسلافيا لم يكن هناك ملائكه مطلقا، وليس هناك أحد لم تتلطخ يده بالدماء.
    إذا أردت أ ألخص روايتي للأحداث فقد أعلنت سلوفينيا إستقلالها وقبل أن يتدخل الجيش الفيدرالي لمنع ذلك أعلنت كرواتيا (سلاف كاثوليك) أيضا إستقلالها وصار الوصول لسلوفينيا غير ممكن دون الصدام مع المليشيات الكرواتيه المسلحه التي تحولت لجيش لدولة كرواتيا المعلنه من طرف واحد ومع تصاعد الحرب بين الجيش الفيدرالي والميليشيات الكرواتيه وقعت العديد من الإنشقاقات في الجيش حتي صار تقريبا صربيا خالصا ومع بدء الإعتداءات ضد الصرب داخل كرواتيا والعكس بدأت عملية ترحيل وتبادل سكان قسري بناء علي العرق وتوسع الصراع ليشمل جمهورية البوسنة والهرسك (سلاف مسلمون من كلا الأصلين الصربي والكرواتي) التي أرادت كرواتيا ضم مناطقها التي يعيش فيها الكروات إلي جمهوريتهم الوليده وكرد فعل علي ذلك وشبه قبول للأمر الواقع بدأت القيادة الصربيه بالتفكير لا بمنطقالدوله الفيدراليه الموحده بل بمنطق تكوين صربيا الكبري (سلاف أرثوذكس) وضم مناطق الصرب في البوسنه والهرسك لكن هذاالإقتسام لخبطه قيام مسلموا البوسنة والهرسك بالمطالبه بجمهورية مستقله لهم هم أيضا كمسلمين لا يريدون العيش تحت حكم الصرب الأرثوذكس ولا الكروات الكاثوليك وهكذا صار الصرب والكروات يقاتلون المسلمين البوسنيين وفي ذات الوقت يتقاتلون فيما بينهم ولم يوقف ذلك سوي النصائح الدبلوماسيه الغربيه للكروات بالخروج من الصراع في البوسنه وترك الصرب يتحملون وحدهم غضب امجتمع الدولي وقد كان.
    وبعد نهاية حرب البوسنه والهرسك بقيت صربيا والجبل الأسود ومقدونيا (ألبان مسلمون) في دوله واحده بإسم يوغوسلافيا قبل أن تستقل أيضا مقدونيا ويتغير إسم الدوله إلي صربيا والجبل الأسود وكلاهما صرب وكلاهما أرثوذكسورغم ذلك أوعز الغرب لقادة الجبل الأسود بالإستقلال والإنفصال عن صربيا وهكذا تم تفتيت يوغوسلافيا تماما ولم يبق سوي إنتزاع محافظة كوسوغا ذات الأغلبية الأبانيه المسلمه لتصبح دوله مستقله هي الأخري وهكذا تم تفكيك يوغوسلافيا عرقيا سلوفاك وسلاف بإستقلال سلوفينيا ثم مذهبيا صرب أرثوذكس وكروات كاثوليك بإستقلال كرواتيا ودينيا مسيحيون ومسلمون بإستقلال البوسنه ثم كوسوفا.

    وأخيرا التفتيت الأخير سياسا، الجبل الأسود مع الغرب والصرب لازالوا يقاومون ويرفضون الخضوع التام.
    وأخيرا تم تغيير قيادة الصرب بثورة ملونه أتت بحكومه غربية الهوي تسعي للإنضمام للإتحاد الأوروبي وحلف الناتو
    وفي جانب أخر مدت روسيا يد المسعده لصربيا وأسهمت بقروض وإستثمارات مباشره في الإقتصاد الصربي خاصة البترول وخططت لمرور خط غاز روسي عبر صربيا لكن رفض بلغاريا أوقف هذا المشروع ولا زالت صربيا اليوم منقسمه بين غربيوا الهوى وشرقيوه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *