الرئيسية / تقارير وملفات / ذات يوم 6 و 7 يوليو 1969..المجموعة «39 قتال» عملية «لسان التمساح الثانية»

ذات يوم 6 و 7 يوليو 1969..المجموعة «39 قتال» عملية «لسان التمساح الثانية»

سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 6 يوليو 1969.. «الرفاعى» يشرح لمجموعة «39 قتال» خطة عملية «لسان التمساح الثانية» على «تختة رمل»

الإثنين، 06 يوليه 2020 10:00 ص

سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 6 يوليو 1969.. «الرفاعى» يشرح لمجموعة «39 قتال» خطة عملية «لسان التمساح الثانية» على «تختة رمل»
تحركت مجموعات ضباط وجنود من القاهرة إلى مكتب المخابرات الحربية فى الإسماعيلية يوم 5 يوليو 1969، وفى الساعة الرابعة بعد الظهر اجتمع المقدم إبراهيم الرفاعى قائد «المجموعة 39 قتال» بقادة هذه المجموعات، ليناقش معهم آخر الاستعدادات لتنفيذ عملية ضد العدو الإسرائيلى وهى «الإغارة على موقع لسان التمساح» وفقا لما يذكره محمد الشافعى فى كتابه «حكاية المجموعة 39 قتال».
كانت «لسان التمساح» هى النقطة التى استشهد فيها الفريق عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، أثناء تفقده موقع «شرق الإسماعيلية» يوم 9 مارس 1969 ليرصد بنفسه آثار القذف المصرى على خط بارليف، وحسب الباحثة إنجى محمد جنيدى فى كتابها «حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل 1967 – 1970»: «قررت القوات المسلحة المصرية الانتقام، فتم قصف مدفعى شديد يوم التاسع من مارس 1969، كما نفذت أعمالا خاصة للثأر، حيث تم التخطيط لعملية ضد نقطة لسان التمساح، وهى نفس النقطة التى أصيب فيها رياض»، وتمت هذه العملية يوم 19 إبريل 1969 بقيادة «الرفاعى» وكبدت الجيش الإسرائيلى خسائر فادحة بلغت حسب «الشافعى»، تدمير مخازن الذخيرة وعربة نصف جنزير وإعطاب دبابتين وقتل كل جنود العدو فى الموقع وعددهم لا يقل عن أربعين فى مقابل إصابتين خفيفتين للنقيب محيى نوح والمساعد أول «الجيزى».
قامت إسرائيل بعمل تحصينات جديدة فى نقطة «لسان التمساح» بعد «عملية 19 إبريل» واعتدت على إحدى نقاط حرس الحدود المصرية مما أدى إلى استشهاد جنودها، وحسب الشافعى: «قرر الرفاعى إعادة الإغارة على موقع لسان التمساح مرة أخرى لمعرفة التحصينات الجديدة وثأرا لجنود حرس الحدود، فعمل على إضافة ضباط ومقاتلين جدد إلى المجموعة التى قامت بالهجوم على الموقع فى المرة الأولى، وتحدد يوم 7 يوليو 1969 موعدا للهجوم الجديد».
 يؤكد الشافعى: «لأن الموقع أصبح أكثر صعوبة ازدادت تدريبات الأبطال قسوة وصعوبة أيضا، واستمر التدريب عشرة أيام صباحا ومساء، وطوال فترة التدريب لم يعرف أى فرد فى المجموعة مكان وزمان العملية الجديدة ضمانا للسرية الكاملة، وبدأ التدريب يوم 25 يونيو 1969 وانتهى يوم 4 يوليو».. يذكر الشافعى، أن الرفاعى أعطى أوامره لقادة المجموعات بتجهيز كل ما يلزم العملية وهى: «قوارب وأسلحة وذخيرة ومتفجرات، وقواذف مضادة للدبابات، والألغام المضادة للدبابات، وطلقات الإشارة، والكشافات وأجهزة اللاسلكى، وأصبح كل فرد على يقين بأنه مقبل على عملية كبيرة جدا، خاصة بعد إضافة العربات والدبابات البرمائية، وفجأة أخبر مدير المخابرات الحربية، الرفاعى بأنه تقرر عدم مشاركة العربات والدبابات البرمائية خشية أن تقع فى يد العدو، فيستخدمها إعلاميا بشكل يؤثر على معنويات قواتنا بعد أن ارتفعت جدا لنجاح العمليات الفدائية المتتالية ضده، وعنى القرار أن أبطال المجموعة «39 قتال» سيعتمدون على أنفسهم فى تنفيذ هذه العملية الصعبة».
تحركت المجموعة من القاهرة إلى مكتب المخابرات الحربية بالإسماعيلية يوم 5 يوليو 1969، ووفقا للشافعى: «فى الرابعة بعد الظهر اجتمع الرفاعى بقادة المجموعات ومجموعة ضباط الصف، وبعد حوار قصيرعن العملية اتجه الجميع إلى مبنى إرشاد قناة السويس المواجه لموقع لسان التمساح، ومن على سطح المبنى تم تحديد الأهداف وتأكيد المهام لكل قائد مجموعة».
يضيف «الشافعى»: «فى صباح السادس من يوليو، مثل هذا اليوم 1969 أعد الرفاعى «تختة رمل» أى نموذج رمل على موقع لسان التمساح، وقام قائد كل مجموعة بشرح مهمته ومهمة كل فرد فى مجموعته، وطلب من الجميع أن يكونوا على مستوى المسؤولية، وتم تقسيم المجموعات إلى: «مجموعة القيادة» وفيها إبراهيم الرفاعى ومعه الرائد عالى نصر و«مجموعة الهجوم على الدشمة رقم واحد» بقيادة الرائد رجائى عطية ومعه عشرة مقاتلين منهم 2 قاذف، و«مجموعة الهجوم على الدشمة 2 بقيادة النقيب محيى نوح ومعه عشرة مقاتلين منهم 2 قاذف، و«مجموعة الهجوم على الدشمة 3» بقيادة الملازم أول وئام سالم ومعه الملازم أول محمد بكرى وعشرة مقاتلين منهم 2 قاذف، و«مجموعة الهجوم على الدشمة رقم 4 بقيادة النقيب حنفى معوض ومعه الملازم أول محمد الجبالى، وعشرة مقاتلين منهم 2 قاذف، و«مجموعة قطع الطريق بقيادة الملازم أول محسن طه ومعه عشرة
مقاتلين منهم 2 قاذف، وذلك لزرع عشرة ألغام لقطع الطريق أمام دبابات العدو».
فماذا حدث فى اليوم التالى «7 يوليو»؟

سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم.. 7يوليو 1969.. استشهاد تسعة وجرح 23 فى عملية «لسان التمساح الثانية» بقيادة إبراهيم الرفاعى ضد العدو الإسرائيلى

الثلاثاء، 07 يوليه 2020 10:00 ص

سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم.. 7يوليو 1969.. استشهاد تسعة وجرح 23 فى عملية «لسان التمساح الثانية» بقيادة إبراهيم الرفاعى ضد العدو الإسرائيلى المقدم إبراهيم الرفاعى
ذهب أبطال «المجموعة 39 قتال» إلى النوم مساء يوم 6 يوليو 1969، بعد أن استمعوا إلى شرح المقدم إبراهيم الرفاعى قائد المجموعة لخطة عملية «لسان التمساح الثانية».. (راجع، ذات يوم، 6 يوليو 2020).
 مر نهار يوم السابع من يوليو- مثل هذا اليوم 1969 – فى إعداد وتجهيز كل ما يخص العملية، الأسلحة والذخيرة والقواذف الصاروخية المضادة للدبابات، وتوزيع طلقات الإشارة والكشافات وأجهزة اللاسلكى، مع الاختبار الصامت حتى لا يتمكن العدو من كشف وجود أى قوات غريبة فى المنطقة تقوم بتجهيز عملية جديدة، كما تم توزيع القنابل الحارقة وقنابل الدخان، حسبما يذكر الكاتب الصحفى محمد الشافعى فى كتابه «حكاية المجموعة 39 قتال».
يضيف الشافعى: «تحركت المجموعة من مكتب مخابرات الإسماعيلية فى الساعة السابعة والنصف مساء، وفى الثامنة والنصف بدأت المدفعية المصرية فى دك مواقع العدو شرق القناة بما فيها موقع «لسان التمساح»، واستمر القصف لمدة ساعتين.. وفى التاسعة والنصف أخذ الرفاعى التمام من قائد كل مجموعة بأنه جاهز للعبور، وفى العاشرة تماما تم دفع القوارب إلى مياه بحيرة التمساح، حيث تقدم الملازم أول ماجد ناشد ومعه مجموعته فى قارب الاستطلاع، ومن خلفه قارب الرفاعى وقارب رجائى، ومن خلفهما أربعة قوارب فيها محيى نوح وحنفى معوض ووئام سالم ومحسن طه».
وقعت المفاجأة بقيام مدفعية العدو ورشاشاته الثقيلة بقصف مياه البحيرة، كما توجهت هاونات العدو المضيئة إلى البحيرة لتضيئها تماما، ويؤكد الشافعى: رغم انكشاف العملية واستعداد العدو لمواجهتها إلا أن الرفاعى صمم على استكمال ما بدأه، ووصل ماجد ناشد بقاربه وأعطى التمام للرفاعى بتأمين منطقة إبرار القوارب، ووصلت القوارب إلى الشاطئ الشرقى للقناة، بينما صراع المدفعية مازال عنيفا من الضفتين الشرقية والغربية، وتحركت المجموعات بسرعة فى اتجاه الدشم، وقبل الوصول إليها بأمتار قليلة طلب الرفاعى وقف القصف المدفعى المصرى ليقتحم الدشم بالموقع، ولأن الاستطلاع المصرى أكد من قبل على أن العدو أحاط الموقع بحقول كثيفة من الألغام، فلم يكن أمام الأبطال إلا دخول الموقع من مدخله الرئيسى وفى ذلك مخاطرة كبيرة.
تقدمت مجموعة الرائد رجائى عطية ومعه مجموعة النقيب محيى نوح، لكنهما فوجئا بانفجارين كبيرين، وبنيران كثيفة من قوات العدو، وأضاء العدو منطقة القناة بالكامل، وبالرغم من ذلك وحسب تأكيد الشافعى: «استطاع النقيب محيى نوح أن يصل إلى فتحة الدشمة المكلف بمهاجمتها وألقى بداخلها قنبلة فأسكت النيران المنطلقة منها، ولكن قنابل العدو بها مواد فوسفورية تلتصق بملابس وأجساد جنودنا مما يسهل عليهم اكتشافهم ورصد تحركهم، فيسهل عليهم بالتالى اصطيادهم».
أمام كل هذه المفاجآت أعطى «الرفاعي» أوامره الصارمة بالانسحاب، وأخذ سلاح محيى نوح وطلب منه حمل مقاتل أصيب إصابة قاتلة، ففعل وذهب به إلى شاطئ القناة، حسبما يذكر الشافعى، مؤكدا: «أن المجموعتين الثالثة والرابعة استطاعتا حماية انسحاب المجموعتين الأولى والثانية، كما قاما بضرب موقع العدو بالقواذف، وشوهدت النيران وهى تندلع من داخل الدشم نتيجة دقة التصويب، واستطاع الأبطال رغم هذه المواجهة العنيفة أن يفجروا مخازن الذخيرة والوقود بالموقع، كما نجحت مجموعة الملازم أول محسن طه فى زرع عشرة ألغام مضادة للدبابات لقطع الطريق أمام دبابات العدو التى هبت لنجدة الموقع، وبالفعل استطاعت هذه الألغام إعطاب دبابتين للعدو، فتم ضربهما بقواذف الـ«آر بى جي» حتى يتم انسحاب باقى المجموعات، وبعد وصول كل المجموعات إلى الشاطئ ركبوا القوارب، بينما فضل بعض الأبطال العودة سباحة لترك القوارب للشهداء والمصابين».
تعرضت «المجموعة 39 قتال» فى هذه العملية إلى خسارة كبيرة باستشهاد تسعة من أبطالها وإصابة ثلاثة وعشرين آخرين، لكن وحسب الشافعى، نجحت المجموعة فى توجيه ضربة قوية للعدو بعد الدخول فى مواجهة غير متكافئة كانت بروفة قوية للعبور الكامل الذى سيأتى فيما بعد (6 أكتوبر 1973).. يذكر الشافعى أحد المواقف الدرامية فى هذه العملية وهى، أن خمسة مقاتلين تخلفوا عن اللحاق بالعائدين ومنهم، محمد عبده موسى، وجمال عبد الحق، وحجاب، وراحت دبابات العدو تبحث عنهم وهم بلا أى ذخيرة إلا الطبنجة التى يحملها «حجاب»، فطلبوا جميعا منه أن يطلق عليهم الرصاص حتى لا يقعوا فى الأسر، لكنهم استطاعوا فى النهاية العودة سباحة».

عن admin

شاهد أيضاً

مطارق الحنين الي فلسطين

مطارق الحنين!! د.شكري الهزَّيل لم يكن يدور بخلدي يوما ان تضرب الاسوار اطنابها حول قلمي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *