سد النهضة الإثيوبي الأكبر في أفريقياسد النهضة الإثيوبي الأكبر في أفريقيا

واشنطن_جيهان الحسيني 08:53 ص، 20 يونيو 2020
استبعد مصدر أممي، أن يصدر مجلس الأمن قراراً بشان الشكوى التي تقدمت بها مصر بحق اثيوبيا، وأن يستجب لمطلبها في التدخل من أجل حل الأزمة الراهنة بينها وبين اثيوبيا جراء سد النهضة.

وقال المصدر في تصريحات خاصة لــ”دار الحياة”: إن قضايا المياه ليست من اختصاص مجلس الأمن، باعتبارها مسائل تنموية وفنية لا يتدخل فيها، لافتاً إلى أن قرار النظر في شكوى مصر وطرح هذا الملف في مجلس الأمن للنقاش لاتخاذ قرارا بشانه، أمر يقرره رئيس مجلس الأمن (المندوب الفرنسي) وأعضاء المجلس ، باعتبار أن هذه المسألة تهدد بالفعل السلم والأمن الدوليين، أي يجب أن يكون هناك إثبات بأن الإجراء الأحادي الجانب من قبل أثيوبيا بملء سد النهضة بدون التوافق مع دولتي المصب (مصر والسودان) ، وكذلك تصرفاتها من شأنها أن تهدد السلم أو الأمن الإقليمي، مرجحاً أن إثيوبيا ستقوم بتقديم مذكرة لمجلس الأمن لتعزيز موقفها .

اقرأ ايضا: أثيوبيا تهدد: سنبدأ بملء “سد النهضة” الشهر القادم سواء اتفقنا مع مصر أم لم نتفق

وأوضح المصدر، أن الأنهار والممرات المائية الدولية التي تستخدم لأغراض غير ملاحية (للري ولتوليد الطاقة) تخضع لاتفاقية دولية تحكمها قواعد قانونية في الأمم المتحدة .

ورجح أن تعقد الجلسة الطارئة لمجلس الأمن بعد يوم غدٍ الاثنين، وقال: هذا لا يعني أنه بالضرورة سيتم التوافق على مشروع قرار أو بيان رئاسي يتعلق بالشكوى التي قدمتها مصر مذكرة المصرية .

وأردف المصدر: إن مصر قدمت مذكرة من 63 صفحة باللغة الإنجليزية، ولقد طلب رئيس مجلس الأمن ترجمتها إلى اللغة الفرنسية ، لافتا إلى أن المذكرة ستترجم لعدة لغات ومن ثم الدول الأعضاء في مجلس الأمن ستراجع حكوماتها، وستتشاور معها لاتخاذ قرارها بهذا الشأن وفقا لتعليمات دولهم ، مشيرا إلى أن هناك تكتلات وخصوصا بين الدول الأفريقية .

ولفت المصدر إلى أن هناك مبدأ بين دول الاتحاد الأفريقي ، وهو فض المنازعات وتسوية الخلافات يجب أن يتم فيما بينها ، لافتا إلى أن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي “موسى فقيه ” سبق وأن عرض الوساطة بين مصر واثيوبيا ، ولكن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رفض ، تحسبا من مواقف غير مضمونة.

وتوقع المصدر الأممي أن تصوت الصين بالفيتو على مشروع القرار، أو في أحسن الأحوال أنها ستمتنع عن التصويت، لافتا إلى أن الصين منبع لعدد كبير من الأنهار، وتشترك مع عدد من دول الجوار في حصص من مياه تلك الأنهار، فليس من صالحها أن يتدخل مجلس الأمن في ملف المياه ، وأن يكون له كلمة في الأنهار الدولية العابرة للحدود ، حتى لا تكون سابقة تجعل تلك الدول تعود عليها للمطالبة بحصصها في المياه .

وقال المصدر: إن كل من مندوبي مصر والسودان وأثيوبيا في الأمم المتحدة التقوا برئيس مجلس الأمن خلال الفترة الحالية، وأجروا مشاورات مع أعضاء مجلس الأمن، لافتا إلى أن السودانيين طالبوا بضرورة بدء فوري للمشاورات بينها وبين كل من مصر وأثيوبيا من أجل التوصل لاتفاق بشأن قواعد ملء السد، مشددة على رفضها لأي إجراء أحادي الجانب من قبل أثيوبيا .

وأوضح المصدر بأن هناك تحالفات بين الأفارقة، وهناك حملات وحملات مضادة ، لافتا إلى أن مصر هي فقط التي تقدمت – أمس- بطلب رسمي لعقد جلسة لمجلس الأمن .

وحول مدى إمكانية جعل مرجعية مفاوضات واشنطن والتي وقعت عليها مصر أممية ، أجاب: إن الأثيوبيين يقولون إن واشنطن منحازة لمصر، وأن الأمريكيين مراقبين وليسوا وسطاء، ولم يطلب منهم أحد أن يقدموا ورقة .

ورأى المصدر: أن مصر بطلبها عقد جلسة لمجلس الأمن حول أزمة سد النهضة إنما هي تسجل موقف بأنها قدمت شكوى ضد اثيوبيا ، لافتا إلى أنه في حال فشل مجلس الأمن في إصدار قرارا، فإنها لو أقدمت على عمل عسكري لتدمير سد النهضة لن يلومها أحد.

وقال: لو سقط مشروع القرار ولم تحصل مصر في مجلس الأمن على الأصوات التسعة المطلوبة ، فلن يكون أمامها إلا العمل العسكري.