مجلة الوعي العربي
مقالات مشابهة
.
……
تحتفل فرنسا 18 يونية من كل عام بذكرى دعوة الجنرال ديجول للفرنسيين على ارض الوطن الفرنسى وخارج فرنسا أيضا لعدم الاستسلام للاحتلال الألمانى النازى ومواصلة المقاومة حتى كامل تحرير التراب الوطنى الفرنسى ..
ففى مثل هذا اليوم سنة 1940 وجه الجنرال ديجول كلمة للفرنسيين من منفاه الاختيارى فى لندن عبر الاذاعة اللندنية يحثهم على عدم الاستسلام والاستبسال فى المقاومة المسلحة حتى تحرير تراب فرنسا الوطنى …
وفى مثل هذا اليوم فى مصر وتحديدا سنة 1953 تم انهاء النظام الملكى فى مصر واعلان قيام الجمهورية وتنصيب محمد نجيب رئيساً…!!!
وفى مثل هذا اليوم أيضا سنة 1956 تم جلاء آخرجندى بريطانى مستعمر عن مصر فيما كان يعرف فى مصر خلال الحقبة الناصرية بعيد الجلاء وكانت مصر تحتفل به سنويا بل وكان 18يونية من الاعياد والأجازات الرسمية المصرية احتفالا بعودة السيادة الكاملة لمصر على ترابها الوطنى الذى يجهل الآن الكثير من المصريين قيمة هذا النصر التاريخى الذى تحقق بعد 74 عام من ذل الاستعمار…
فرنساً تحتفل بمجرد دعوة قائد عسكرى مهزوم لمواصلة المقاومة والكفاح من اجل التحرر وخرجت كل الاطياف السياسية حتى المختلفة مع ديجول والديجوليين تحتفل بالذكرى والمناسبة وتمجد زعيمها التاريخى شارل ديجول وتثمن دوره فى التحرر وتأسيس الجمهورية الفرنسية الحديثة …ولم يطلق عليه أعداؤه من التيارات الاخرى القاباً مثل بطل الهزائم أوزعيم النكسة أو ماشابه ..
بينما فى مصر بعد رحيل ناصر الزعيم التاريخى لمصر تماما كما يمثل ديجول لفرنسا .. تجاهلوا هذا التاريخ المهم والحدث العظيم فى تاريخ مصر والذى يؤرخ لبداية عهد جديد من استقلال التراب الوطنى المصرى وشفاؤه تماماً من ميكروبات وفيروسات الأحتلال بواسطة قوات استعمارية أجنبية .. بل وأهال البعض على هذه الذكرى التراب …!!! وانهالت على ناصر الطعنات من أعداء مشروعه الوطنى السياسى والاقتصادى والاجتماعى ..ونعت باقذع الصفات وكالوا له كل الاتهامات وحملوه كل الذنوب من هزائم عسكرية حتى فى 48 عندما كان مجرد ضابطا صغيراً متطوعا للدفاع عن قضية اغتصاب فلسطين وماتلاها من مؤمرات استعمارية فى56 وفى 67 وينكرون عليه أفضاله العسكرية الأخرى والتى اهمها بناء الجيش الذى يحمى مصر الآن …وحملوه كل الكبائر والصغائر ..من تفتيت الارض الزراعية وتاميم القناة وبناء السد وتحديث الازهر وغيرها .. حتى حسناته تحولت الى سيئات ..!!!
وبات اصطياد أخطاء ناصر رسائل دكتوراه يتقدم بها أعداؤه الذين هم أعداء مصر وسيادتها وتحررها الوطنى من إخوان وخونة وجهلاء بقيمة السيادة والكرامة الوطنية ..ديجول أخطأ كثيرا فى الحرب وأخطأ كثيرأ فى ادارته لشؤون فرنسا بعد استقلالها بل واندلعت مظاهرات ضده أثناء فترة حكمه …وترك الحكم ورحل ..ولكنه بقى رمزا وتعبيراً عن الكرامة والوطنية الفرنسية ..تماما كما عبر ناصر عن الكرامة والوطنية الفرنسية … وبرغم أن دور ناصر الانسانى والاجتماعى أكبرأثراً على الشعوب العربية من دور ديجول نفسه على الامة الفرنسية …إلا أن الوعى لدى الشعوب مختلف ….
فرنسا تحتفل وتكرم إبنها وبطلها التاريخى ..ومصر تتجاهل وتهين ابنها و زعيمها التاريخى …!!!!
لن يهين هذا الرمز الشامخ وااطود السامق الزعيم جمال عبدالناصر الا عدو كاره لمصر او جاهل بقدر الرجل وعظمته أن ناصر تجربة انسانية فريدة تماثل في رقيها نهج صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من تجرد وعفة ومرؤة ومكارم اخلاق وتجرد وتواضع والانحياز الفقراء والمستضعفين ونظافة يد وشرف ليس هذا كلاما انشائيا أن ما قام به ناصر هو وز من اجل تزحيد الأمة به او بدونه لكن الحق لم يكن يوجد في العالم العربي مثله انه يفوق ديجول حيث أن من حرر فرنسا من النازيين هم الحلفاء لكن من حرر مصر من الانجليز هو جمال عبد الناصر لكن يظل الشرفاء يتذكرونه قائدا عظبما ام وز العبيد أذيال الاستعمار واخوان الشيطان والصهاينة فلا يتذكرونه الا بكل سوء وكذب وافتراء.رحم الله ابا خالد رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته ويلهم اهله وذويه الصبر والسلوان