مجلة الوعي العربي
مقالات مشابهة
حديث عن ..التنمية البشرية فى حرب الإستنزاف .. التى أطاحت بنظرية الأمن الإسرائيلى :
وتتمثل فى مبدأ التفوق والردع الذى يفترض ضرورة تمتع اسرائيل بالتفوق العسكرى المطلق , وبدأ الحرب الخاطفة التى تتطلب التركيز على سلاح الطيران ونقل الحرب على أرض العدو فى أول فرصة ممكنة, وبدأ الهجوم المضاد الإجهاضى وهو ضرورة أن تكون الحرب الخاطفة مباغتة, ومبدأ الحرب القصيرة بسبب ضعف الموارد الإسرائيلية’ ومبدأ الإعتماد على القوة الذاتية.
وكان القلق الإسرائيلى صادرا من أن حرب الإستنزاف إستهدفت هذه العناصر أو المبادىء الخمسة فى محاولات مستميت من .. عبدالناصر .. لضربها فى مقتل.فقد إهتز مبدأ التفوق والردع تحت وطأة المبادرات العسكرية المتتابعة للمدفعية والصواريخ المصرية وهجمات الفدائيين المتصاعدة. كذلك لم تعد الحرب خاطفة بحيث يمكن نقلها لأرض العدو فى أول فرصة ممكنة, إذ أن إسرائيا أجبرت على أن تخوض لأول مرة فى تاريخها حربا ممتدة 3 سنوات متصلة , مع إستحالة نقلها الى أرض العدو لأنها كانت تدور بالفعل على أرض العدو, ولا يمكن التوغل فى بحار الكثافة السكانية المصريةالتى يمكن أن تبتلعهم عن بكرة أبيهم. أما مبدأ الهجوم المضاد لإجهاض قوة العدو الضاربة من خلال حرب مباغتة فقد أصبح مستحيلا لأن العدو أصبح فى حالة يقظة دائمة تتحول فى معظم الأحيان الى مبادرة شديدة الوطء. أما مبدأ الحرب القصيرة بسبب ضعف الموارد الإسرائيلية فقد تحولت الى حرب إستنزاف متجدد ومتصاعد لهذه الموارد مما أثر بالسلب على برامج الإنتاج والتنمية لإنغماس القوى البشرية فى المجهود الحربى الذى لم يقتصر على فقدان الوقت و الجهد الإنتاجى فحسب بل إمتد ليشمل فقدان الأرواح وإصابة الأحياء بالعاهات والعجز. أم المبدأ الأخير وهو الإعتماد على القوة الذاتية فقد أثبتت حرب الإستنزاف أن اسرائيل لا تملك قوة ذاتية للإعتماد عليها, بل هى تستمد قوتها العسكرية والسياسية بل والإقتصادية من الولايات المتحدة الأمريكية, بدليل توافد المسؤولين الإسرائيلين على واشنطن بصفة منتظمة, خاصة عند إشتداد الضربات المصرية على الخطوط الإسرائيلية, مثلما فعلت جولدا مائيرفى زيارتها لأمريكا فى أغسطس 1970 .
لقد ضربت حرب الإستنزاف نظرية الأمن الإسرائيلى فى الصميم فى حين ظن الإسرائيليون أنهم حصلو على الحدود الآمنة بإحتلالهم الخطوط التى بلغوها فى حرب 1967 . فقد تضاعف إحساسهم بأنهم كيان مزروع بلا جذور لأنه مستورد و ممول من الخارج , ولا يمكن أن يتفاعل مع الواقع التاريخى المحيط به . وبالتالى لابد أن يواصل حياته العسكرية كمعسكر دائم ومتأهب للقتال.
.. ونتابع الأستاذ نبيل راغب فى : ناصر 67 .. شهادة اسرائلية:
رابط التحميل
https://drive.google.com/file/d/1LSss9l5kV9zI3T5iyLbVXUvC31jZIZck/view?usp=sharing
