الرئيسية / حوارات ناصرية / حول ما ذكر عن منع هيكل نشر قصيدة لصلاح جاهين ونشرها في مجلة الشباب

حول ما ذكر عن منع هيكل نشر قصيدة لصلاح جاهين ونشرها في مجلة الشباب

82286969_10157996280465984_4504699400991277056_n

82362860_10157996280475984_3522272902441336832_n

 

83250113_10157996280470984_2652101812328333312_n

بقلم : شهدي عطية

قرأت من فترة مقالا يتحدث عن نشر صلاح جاهين قصيدة في ذكرى ميلاد عبدالناصر ال55 في 15 يناير عام 1973 في مجلة الشباب التي كانت تصدر عن أمانة شباب الإتحاد الإشتراكي وأن هذه القصيدة منعها هيكل من النشر في صحيفة الأهرام حتى لاتثير خلافات أكثر بينه وبين السادات ، وتتابع نشر هذا الكلام من جروب إلى جروب على صفحات الفيسبوك وقد نقلته صحيفة الأخبار عام 2018 في عدد تذكاري عن مئوية عبدالناصر ونقله عنها الأستاذ الكبير سعيد الشحات في نافذته الهامة”ذات يوم” في

 

82377442_10157996280630984_3212998745612353536_n  82357975_10157996317155984_6360954609573298176_o

15يناير 2020 ، وبما أني امتلك نسخة من هذا العدد من مجلة الشباب فوجب عليّ تصويب بعض المعلومات وكذلك إزالة اللبس حول اتهام الأستاذ هيكل بمنع قصيدة جاهين وهو اتهام لا محل له ولا دليل وسأسوق أيضا ما ينفي هذه التهمة عن هيكل .
أولا : لم تصدر مجلة الشباب عددها الأول يوم 15 يناير 1973 ولكنها صدرت قبل ذلك والعدد المخصص لذكرى ميلاد عبدالناصر الــ 55 صدر يوم 23 يناير 1973 وكان العدد الرابع وكتب على غلافه الخارجي “عدد ممتاز عيد الميلاد الــ 55 لجمال عبدالناصر” ولم يكتب عليه “ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة” كما هو شائع في المقالات الواردة عن ذلك العدد ، وكتب أسرةالتحرير في تصدير المجلة “هذا هو العدد الرابع من مجلة الشباب مازلنا نبذل كل جهدنا لكي نحقق الرسالة التي من أجلها صدرت هذه المجلة .. إلخ ثم تتحدث الإفتتاحية عن المناسبات الثلاث التي تتصدر المشهد ومنها المناسبة الثانية وهى 15 يناير ” عيد ميلاد جمال عبدالناصر الزعيم والمناضل والإنسان الكبير ابن هذا الوطن وقائد مسيرته منذ 23 يوليو 1952 نحو الحرية والإشتراكية والوحدة.. ولسوف تمضي الثورة وتستمر تحت قيادة خليفة عبدالناصر ورفيق نضاله أنور السادات” وفي الصفحة الأولى من المجلة يكتب صلاح جاهين برقيته بخط يده مصحوبة برسم لجمال عبدالناصر داخل قلب .
ثانيا: المتتبع لما كان يكتبه الأستاذ محمد حسنين هيكل في الأهرام في كل مناسبة تخص ذكرى جمال عبدالناصر سواء ذكرى ميلاد أو وفاة يستطيع أن يقطع بأن قصة منع صلاح جاهين من نشر هذه البرقية محض افتراء على هيكل ، فقد كتب هيكل في الأهرام يوم 15 يناير 1973 كلمة في صدر صفحته الأولى احتفاءا بميلاد عبدالناصر مصحوبة بصورة كبيرة لعبدالناصر وكتب في كلمته “يصادف اليوم ذكرى مرور خمسة وخمسين عاما على مولد القائد الخالد جمال عبدالناصر أول إبن حميم لمصر يوجه أقدارها منذ زمان سحيق ويترك في خلال لمحة من التاريخ لم تزد عن ثمانية عشر عاما من التحولات في حياة مصر وشعب مصر والامة العربية ما لم يحدث نظيره في قرون ويضع مصر والأمة العربية من العالم كله موضع عزيز لم تنجح كل المحاولات والمؤامرات والصدمات في زحزحته إلى الآن …. إلى آخر الكلمة “ وأعتقد أن من يكتب هذا الكلام في افتتاحية الأهرام بصفحتها الأولى لن يمانع من وجود رسمة لصلاح جاهين في صفحة داخلية من نفس العدد ، بل وأزيد على ذلك أن هيكل في ذكرى وفاة عبدالناصر الثالثة يوم 28 سبتمر 1973 وهو تاريخ لاحق على ذكرى الميلاد بأشهر أصدرهيكل عددا تذكاريا عظيما وكتب فيه معظم كتّاب الأهرام مقالات عن جمال عبدالناصر وأولهم هيكل نفسه بمقاله الشهير “ ودخل جمال عبدالناصر “ وكتب في نفس العدد الدكتورمحمد أنيس واسماعيل صبري عبدالله وحاتم صادق والمفاجأة أن صلاح جاهين نشر أيضا في نافذته قصيدته “في ذكرى جمال عبدالناصر “ والتي يقول في مطلعها “حتى الرسول مات وأمر الله لابد يكون .. بس الفراق صعب واحنا شعب قلبه حنون” وهذه القصيدة لم ينشرها جاهين في الذكرى الأولى لعبدالناصر كما هو شائع لكنه نشرها في الذكرى الثالثة عام 1973 وقبل خروج هيكل من الأهرام بأشهر معدودات وكل هذه الشواهد تنفي تمامات قصة منع هيكل برقية صلاح جاهين فلو كان هيكل يخشى الخلاف ويمنع كل مديح لعبدالناصر لمنع صلاح جاهين مرة أخرى من كتابة قصيدته في سبتمر ولم يكن ليصدر عددا تذكاريا بذكرى وفاته .
ثالثا :المتتبع أيضا لكتابات الأستاذ هيكل في الأهرام يعرف أن هيكل كان يكتب ما يقتنع به بغض النظر على موقفنا منه وهذا ما سبب له مشاكل في عهد السادات ويكفي أن في مرحلة التقارب المبكر بين النظام المصري والسعودي في بداية السبعينات وكان معظم الكتاب يهللون لهذا التقارب فقد كتب هيكل مقالا في اكتوبر 1972 بعنوان “ الخطر فوق البحر الأحمر “ أعاد فيه ذكريات حرب اليمن والمؤامرات السعودية على الأمة العربية وهو ما أغضب السادات بشدة وكان هذا المقال بداية الخلاف الحقيقي بين هيكل والسادات من قبل حرب أكتوبر بعام كامل .

عن admin

شاهد أيضاً

ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول إذاعة ونشر رد «عبدالناصر» على خطاب الرئيس العراقى أحمد حسن البكر

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *