الرئيسية / حوارات ناصرية / اليـــوم … يحتفــل مَعَنَــا التاريـــــخ – بقلم :د. محمد فؤاد المغازي

اليـــوم … يحتفــل مَعَنَــا التاريـــــخ – بقلم :د. محمد فؤاد المغازي

 

قد ينسي الناس أو يتناسوا .. لكن التاريخ لا ينسي، ولا تسقط من ذاكرته أسماء من كانت لأعمالهم وجهودهم حصاد خير ينفع الناس. ولهذا فاليوم يشاركنا التاريخ بالاحتفال بعيد ميلاد واحدا من عظماءه في العالم…بعيد ميلاد القائد الخالد جمال عبد الناصر. والتاريخ لا يحتاج لتجديد ذاكرته من أحد، بل على العكس فالتاريخ يُذَكِرٌ البشر إن تناسوا.

وإذا كنا نحتفل بعيد ميلاد قائدنا ومعلمنا وأبانا في الخامس عشر من يناير من كل عام فهذه الاحتفالية نجدد بها عافيتنا الوطنية والقومية معلنين عن تمسكنا بثوابت مشروعنا الناصري، مشروع اختارته أمة عربية بالقناعة، وبكامل حريتها، لأنه المشروع الذي قدم نموذجا متفردا في بناء تنمية شاملة بغير وصاية، وحقق الاستقرار بضمانات اجتماعية وثورية، وبأمن وطني وقومي لا يفرط في الحق العربي.

قد يحلوا لأعداء عبد الناصر من قبائل الجرذان المفلسين أن يقولوا أن الناصريون قد حولوا مشروع ثورة يوليو إلي احتفالات وأعياد أشبه بطقوس جنائزية بكائية، وهذا والله يخالف الحقيقة، فالناصريون هم أصحاب حق في أن يكون لهم أعيادا واحتفالات بسبب وبفضل ما حققته تجربتهم الثورية، التي كانت تتقدم وتتجدد مع كل جديد.
فما لم تدركه وتستوعبه قبائل الجرذان أن أعيادنا الناصرية تمثل مناسبات فيها نستذكر ونذكر أجيالا لم تعش مرحلة الثورة الناصرية وأمجادها، ومناسبة للمراجعة نستوعب ونستجلي بمناهج البحث العلمي قضايانا في التنمية والأمن الوطني والقومي، والأهم هو أن نستدرك دوما اخطائنا، نواجه أنفسنا بالنقد الذاتي كما علمنا قائد مسيرتنا جمال عبد الناصر، فكان أول من جاهر بالنقد لأخطاء تجربته، وأعدائه هم من وضعوه في مصاف الأنبياء، وحاسبوه على هذه القاعدة، لم يحاسبوه ويراجعوه على أخطاء لحقت بالتجربة الناصرية، وهي قليلة إذا ما تم مقارنتها بتجارب أخري تاريخية جرت في الاطار الوطني أو في الاطار العالمي، تتعلق بنفس الموضوع المرتبط بالخلاف أو بالنقد.

ودعونا نتساءل؟
_ أليس من حق الناصريون أصحاب التجربة الثورية أن يكون لهم عيدا وطنيا تحقق فيه حلم الاستقلال الوطني المصري بالمقدرة المتاحة التي حولته إلي حقيقة تاريخية لأول مرة منذ (2500 سنة)؟

_ أليس من حق الناصريون أصحاب التجربة الثورية أن يكون لهم عيدا يحتفلون به عندما أعادوا الأرض لصاحبها ومنشئها الفلاح المصري؟

_ أليس من حق الناصريون، أصحاب التجربة الثورية أن يكون لهم عيدا يحتفلون به مع عمال وبناة مصر لأنهم تحولوا من ترس في آلة إلي ملاكا لوسائل الإنتاج، لهم نصيبا في ملكيتها وفي عائد الإنتاج، نصيب يوازي جهودهم، وضمانات أمن اجتماعية تضمن لهم حقوقهم؟

_ أليس من حق الناصريون أصحاب التجربة الثورية أن يكون لهم عيدا للعلم يكرم فيه الشعب والقائد العلماء والمبدعين والمتفوقين؟
واسمحوا لي أن استعيد مع القارئ هذا المشهد الرائع الذي كنت أشاهده من كل عام وما زال عالقا في ذاكرتي، واعداد المتفوقين من العلماء والطلاب والمبدعين في تزايد مع كل عام، وأقول لنفسي اليس عيد العلم والذي لم يسبقنا في فكرته ونشأته أي بلد في العالم، هو عيدا يحمل رسالة حضارية للحاضر والمستقبل، وعلى الفور استذكر مقولة أبو خالد الذي كان يؤكد فيها أن تمسكنا بالاعتماد على العلم من شأنه أن يحفظ مسار التقدم والتطور بغير انحراف، وصولا لأهدافنا الوطنية والقومية.
وأن الخروج عن مسار العلم ووسائله هو انحراف خطير من شأنه أن يكرس التخلف ومن ثم التبعية، ويصل بأي مجتمع إلي حالة أسوأ واخطر من واقع الاستعمار المباشر.
وصدق القائد فيما قاله، فما نشاهده الان من تخلف في مجالات كثيرة سبق وأن حذرنا منها أبو خالد ومن نتائجها التي نعيشها الآن، وترد تحذيراته بالإجابة على السؤال … لماذا تخلفنا؟

أليس من حق الناصريون أصحاب التجربة الثورية أن يكون لهم عيدا يحتفلون به باسترداد ملكية قناة السويس، واستعادة عوائدها للشعب المصري؟
هل تبرع واجتهد نفر من قبائل الجرذان أن يراجع بالأرقام عوائد قناة السويس وما وفرته لخزينة المجتمع المصري منذ التأميم وحتى اليوم؟
هل قبلت قبائل الجرذان إلي الاحتكام إلي الحقيقة التاريخية والتي تحققت بفضل جسارة قرار تأميم قناة السويس لتنهي وتزيح مرحلة شاذة من تاريخ مصر بكل المقاييس … فتصبح القناة ملكا لمصر وطوعا لإرادتها، وليس العكس؟

وهل راجع أحد من قبائل الجرذان، وفلول المرتزقة، أن ما تحقق في ظل ثورة يوليو وقائدها، من تقدم وتطور في جميع المجالات في المجال الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، واستعادة مصر لمكانتها الإقليمية والدولية يتخطى نكسة عسكرية عارضة جرت عام 1967، حولها أعداء مصر أولا إلي هزيمة تاريخية لم تشهدها مجتمعات بشرية من قبل، بل ولم يتعرض لها حتى الأنبياء!!!

فجميع التجارب الثورية في العالم وبما فيها الرسالات السماوية التي يذكرها التاريخ كان لها انتكاسات وهزائم، وإذا أردنا أن نقدم بيانات حول تلك النكسات والهزائم التي سبق وأن جرت في مجتمعات خارج مصر، فالقائمة طويلة، ورغم هذا كله فقد استعاد جيش مصر الذي أعيد بنائه وتحديثه، بالشعب وفي ظل القائد عبد الناصر أن استرد ما خسره في عام 1967، وجري هذا قبل أن تنتقل مصر من عصر الثورة إلي زمن الثورة المضادة، علينا أن لا ننسي هذا.

أليس من حق الناصريون أصحاب التجربة الثورية أن يحتفلوا .. ويحتفلوا .. ويحتفلوا ببناء سدهم العالي أعظم وأضخم مشروع تم تشييده في القرن العشرين، حمي مصر وشعبها من الفيضانات، وجنبهم شر العطش، ومكنهم من تشييد أكبر خزان ماء في العالم يعرف في الوثائق الجغرافية ببحيرة ناصر.

فيا قبائل الجرذان…
قائمة أعيادنا طويلة، ورغم هذا فنجاحات ثورتنا لا تدير رؤوسنا بنشوة النصر على المستعمرين وعلى الطبيعة، فعلي قدر نجاح ثورتنا كانت هناك أخطاء للتجربة، أخطاء بسبب عدم وجود تجارب وطنية سابقة على ثورة يوليو يمكن أن تساهم من خلال تراكم التجربة وخبرتها أن تساعد في تخطي الأخطاء.

فالتجربة الناصرية حققها واشرف عليها بَشَــرْ، وأول من أنتقدها كان قائد التجربة جمال عبد الناصر، لم يتستر على أي خطأ، فكان أول قائد وأول ثائر جَيَّـــشَ الشعب العربي كله وأدخله طرفا أساسيا في معاركه، يستعرض معه جميع المشكلات والصعاب التي واجهته، بوضع الحقائق أمامه، ويواصل تحذيراته المستمرة بعدم الاستهانة بالتحديات التي ستعترض طريق النهوض الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والأمني.

لم يهادن، ولم يقبل بمعادلة البقاء في السلطة في مقابل التفريط في الحقوق الوطنية والقومية، كما يفعل حكام اليوم.

لم يهادن قوي السيطرة والاستغلال فهذا يتصادم مع طبيعته الثورية، فلا عجب أن يكرهه أعداء الشعب…المتمرسين وراء الحلف الامبريالي الصهيوني والرجعي.
نظرة .. ومراجعة إلي ما جري بعد رحيل جمال عبد الناصر…تغيرت مسارات وسياسات، جاء المستعمر الأمريكي الذي ظل متربصا لفرصة، ووجدها يوم أن تسلم مفاتيح السلطة قائد الثورة المضادة.
جاء الصهيوني (هنري كيسنجر) إلي القاهرة بعد تحقيق خطوات تمهيدية بدأت بفك الاشتباك، وصولا إلي الرسالة السياسية والهامة والتي تلقتها الإدارة الأمريكية وغيرها من قائد الثورة المضادة أنور السادات من أنه عازم على التخلص من الإرث الناصري شرط أن تحفظ الإدارة الأمريكية بتأمين حياته الشخصية.
وبدأت كرة الثلج تكبر بالتنازلات السياسية والاستراتيجية إلي أن وصل الصهيوني (هنري كيسنجر) لوضع شروطه والتي تمثل قاعدة التعامل ليس مع مصر وحدها، بل مع كل العرب:
_ لا حديث عن أن هناك أمة عربية واحدة.
_ لا حديث عن مصالح وأمن قومي للعرب.
_ البقاء في السلطة بضمانات أمريكية = تحقيق المصالح الأمريكية، وضمانات أمن إسرائيل.
_ البقاء في السلطة بضمانات أمريكية = عدم التمسك بالمشروع الناصري.
فَأَطَـاعَ الْأَنْطَـاعْ من حكام العرب الامتثال إلي المعادلة الأمريكية/ الصهيونية: وقبلت زمرة الحكام الناطقين (بالضاد) ما أملاه عليهم الصهيوني (هنري كيسنجر) وكانت الانطلاقة من مصر عاصمة العرب وعلى يد حفيد ست البرين.
استبدل الرداء الوطني المتحصن بالانتماء القومي، بمايوه سياسي غربي لا يستر عوره. وراحت مؤسسات الدعاية تطنطن برفع شعار القطرية، ومن قبل راحت نجوي فؤاد ترقص أمام الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، والصهيوني (هنري كيسنجر) وفي حضور حفيد ست البرين وسيدة مصر الأولي.

جعلوا من القطرية نقيضا للقومية، فتحولت الأوطان إلي بُقَـــعْ جغرافية منعزلة سياسيا واقتصاديا وأمنيا. وانتهي الأمر لما نشاهده اليوم أضاعت القطرية الوطن التي تشدقوا دفاعا عنه بالتضليل، وهددت القطرية الوجود القومي بالتفتيت.

ثم يستكمل الصهيوني (هنري كيسنجر) شروط ترسيخ التبعية والاحتلال الأمريكي ليس لمصر وإنما للمنطقة العربية بأسرها: ” لن تسمح الولايات المتحدة الأمريكية بظهور ناصـــر جديد سواء كان ناصر كبير…أو ناصر صغير” . في المنطقة العربية وبدأوا باغتيال الرئيس العربي الناصري إبراهيم محمد الحمدي في اليمن.

بعد هذا…دعونا نتساءل؟
الا تستوقفنا مقولات (هنري كيسنجر) وشروطه والقبول بها من قبل الْأَنْطَـاعْ من حكام العرب بها قد فرضت على المنطقة العربية وصاية شاملة، وحقوقا منحها الأمريكيون لأنفسهم في تحديد شكل الحكم، وأسماء القائمين عليه، وهويتهم السياسية، وكفاءتهم في كل دولة من دول المنطقة؟

هذه الوصاية الشاملة نَسَفَتْ كل مقولات الدجل والحديث عن السلام/ والديمقراطية/ وحق تقرير المصير للشعوب/ والاحتكام للقانون الدولي العام وميثاق الأمم المتحدة/ والقواعد المنظمة لعقد المعاهدات الدولية، كل هذا أزيح جانبا ولم يتبقى غير قاعدة واحدة تحكم علاقات الإدارات الأمريكية بالمنطقة العربية أن يخضع الحق والعدل والتعامل الدولي لما تقرره الإدارات الأمريكية، بوسائل الترهيب والإرهاب باستخدام القوة الغاشمة للبنتاجون، والحصار الاقتصادي والمالي باستخدام المؤسسات البنكية الأمريكية، وجميع الوسائل الأخرى المضافة والتي لا تراعي في سلوكها وأهدافها غير مصالح الولايات المتحدة الأمريكية … فقط… فقط!!!

فيا قبائل الجرذان .. إذا كانت لكم تجارب اجتماعية ووطنية وسياسية، وإذا كانت لكم رموز تتباهون بكفاءتها فأهلا ومرحبا أعرضوها على الناس، اعرضوا تجاربكم، وتاريخكم، ورموزكم، أما نحن الناصريون فواثقون من أنكم ستظلون من سلالة قبائل الجرذان، لا اصل لها ولا نسب ولا قيمة، لا تملكون غير الكذب بالدعاية لتغتالوا الحقيقة .. ولتضللوا الناس.

مرة أخري يا عزيزي القارئ.. دعني أن أوجه سؤال إلي رموز قبائل الجرذان؟
ماذا فعلتم _أصلا_ ليكون لكم أعيادا؟ الأعياد تبقي حقا لمن أنجز، ولكل من حقق بالجهد ما يمكن أن يكون مصدرا لفرحته يوم عيده. أما أنتم ففصائل من الجرذان ستظل مرتبطة بطبيعتها، فصيل يعتمد الارهاب الديني، وفصيل يعتمد الإرهاب السياسي، فتجمعتم تحت رايات التضليل والقهر. فجميع أعمالكم كزبد البحر شوائب متعفنة.

هل يمكن أن تتفاخر قبائل الجرذان وأن تقيم أعيادا لأنهم مكنوا العدو الصهيوني من رقاب العرب باتفاقية كامب ديفيد؟ هل يمكن أن يكون نهب ثروات الشعب المصري والعربي من قبل طغمة تحكمت فنهبت فاستشرت، مناسبة لأفراح وأعياد؟ هل يكون لهم عيدا .. يوم أن عز الغذاء والدواء، وعز فيه حق أطفال الفقراء في العلم والحق في الحياة؟

نحن نعيش في زمان انتقلت فيه قوانين وقواعد العدل والمساواة والأمن بين أبناء الوطن الواحد وبين أبناء الأمة الواحدة بفعل الخيانة إلي تجار الوطن/ وتجار الدين/ وتجار النفط، وإلي الغرباء حتى وصلنا إلي أن أصبح لكل من هب ودب أن يبول على هويتنا الوطنية والقومية، ويكون له الحق في مطالب، وآخر هؤلاء الغربان الغرباء من أكلة الجيفة هذا العثماني (الجلف) بائع السميط (رجب أردوغان) أغراه المشهد العربي المنقسم والمنكسر والمتفتت فتقدم يطالب بنصيبه في التركة.

أبا خالد يا قصيدة شِعْـــرْ…
فشلت كل محاولات أعدائك أن ينالوا من تاريخك ومن انجازاتك ومن شرف مواقفك وطهر يدك وزهدك. فشلوا في أن ينالوا من الثائر عبد الناصر. لم تستطع نخب الأقزام، واشباه الحكام، ووسائل التضليل بالدعاية، أن ينالوا من تاريخك.

فعندما راحت الأقزام والجرذان تنقب في تاريخك بحثا عن أخطاء شخصية تسيئ إليك صدمتهم الحقيقة، فاكتشفوا أن أجدادنا في مصر هم أول من اكتشف معدن الذهب النفيس، وانتهي التنقيب بخسارتهم، فلم يعثروا إلا على ثوابت مشروعك كتبت أحرفها من سبائك من الذهب، ثوابت ومبادئ لا يعلوها الصدأ بفعل تراكم التضليل والأكاذيب، بل تزداد توهجا وبريقا، ولا تنخفض أسعارها وقيمتها الانسانية بل تتصاعد علوا وارتفاعا، ولا تخضع للمزايدات في البورصات السياسية أو البورصات النفطية.

ظلت ثوابت تحقيق العدل الاجتماعي/ والحق في تنمية شاملة/ والدفاع عن الاستقلال الوطني والقومي/ وخضوع الثروات الوطنية لتوزيع عادل بين ابناء الشعب/ رفض أن يكون الفقر إرثا، والغني إرثا، مبادئ لها رصيدا لا يعادله غير أرصدة الذهب في خزائن المجتمعات التاريخية.

والدنا الغالي جمال عبد الناصر …
ستظل تعيش فينا تاريخا نقرأه فكرا، ونهتدي به سلوكا، ونتحصن به في مواجهة الصعاب.

ستظل تعيش فينا ومعنا .. شعلة ضياء تهدينا إلي طريق يصل بنا إلي تحقيق شعارك الخالد في: (الحرية…والاشتراكية…والوحدة).

ولا أظن يا أبانا…أنه لا أمل لنا في تحقيق أهدافنا غير التمسك بما ما علمتنا إياه: (أن ما أخذ بالقوة … لا يسترد بغير القوة).

ابنك المخلص والمحب
برلين في 15/1/2020
زَمَــانْ … زَمَـــانْ

***
زَمَـانْ زَمَــــــانْ
لَمَّـا الزِّمَــــانْ
كَانْ فِيهْ آَمَــــــــانْ
كَانْ الْفِطَــــــامْ
أَحْـــــــلَامْ
فىِ حُضْنِهَا بِـنَـــــــامْ
زَىْ الْرَضِيـــعْ
مَ فيِ حُضْنْ أُمُّــــــــــهْ
يِنَـــــــــامْ
***
وِكْبِرْنَا مَعَ الأْيَـــــــامْ
وِرَاحْ زَمَانْ الْفِطَــــــامْ
وِجِهْ أَوَانْ الْعَـــــــلَامْ
بَقَلْنَا حَقْ فِي قَلَـــــــــــمْ
وِغِنْـــــوه
وِنَشِيــــــدْ
وِعَلَـــــــمْ
***
وِلَمَّا قَلَمْنَــــــــا
طَاوِعْ كَلَمْنـَــــــا
رَسَمْنَا فيِ الْكَرَارِيسْ
صُـوَرْ شُمُــــــوعْ
فَوَانِيــــسْ
وِقُلْنَا يَا إِبْلِيـــــــسْ
أَصْلَكْ إِنْجِلِيـــزِي
خَسِيـــــسْ
***
وَمَعَ طَلْة هِــــــــلَالْ
عِيـــــــدْنَا
يُولْيُو أَبُــو أَعْيـَــــدْنَا
كَانْ الرَّيْسْ مِوَاعِـــدْنَا
كَانْ هُــوَ دُنْيِتْنـــَــا
وِكِلْمِتْنـَــا
وِبَسْمِتْنـَـا
وِفَرْحِتْنَــا
فيِ يُــــومْ عِيدْنـَـــــا
***
وِكَانِتْ خُطَـــــــاهْ
تِسْبَقْ لُقَـــــــــاهْ
وِعْرِفْنَا مَعـــَـــــاهْ
إِيهْ مَعْنَى الْحُرِيِّــــهْ
وِلِيهْ تِبْقَى قَضِّيـــــهْ
زَىْ رِغِيـفْ الْعِيــــشْ
والْهَـوَا والْمَيــَّــهْ
***
وفىِ عَصْرُهْ كـَـــــــانْ
يُقَــفْ الْزَمَـــانْ
يـِأَدِّى التَّمَــــــامْ
يِطَرْطَأْ وِدَانـُــــهْ
وِيَسَجِلْ كَلَامُـــــهْ
وِيِرْمِى سَلَامُـــهْ
بِالْخِيــرْ عَ الْفُقَــــرَا
***
وِفىِ لِيلَهْ حَزِينـَــــهْ
غَابِتْ عَنْ سَمَاهَــــــا
نُجُـومْهــا
وِانْطَفَي نُورْهَــــا

وِمِنْ قلــب عَتْمِتْهَـــــا
طَــلْ عَلِينَـا زَمَـــــانْ
لَا فِيهْ أَمَـــــــانْ
ولَا لُـْه آدَانْ
زَمَـنْ خَايـِـــــنْ
إِبْـــــنْ صَرْمَـــهْ
وِإِبْـنْ حَــــــرَامْ
مَقْطُوعْ الْنَسَّــــبْ
لَا لُـهْ إِسْـــــــــمْ
وَلَا عِنْـــــوَانْ
فِيـهْ التَّارِيـــــخْ
بِتِكْتبٌـهْ الْجِـــرْذَانْ
وِفِيهْ الشِّهَيــــــدْ
يِتْقَـالْ عَلِيــــــــهْ
دَا جَبَــــــانْ
***
مَلْعُونْ أَبُودَا زَمَـــــــانْ
مَلْعُونْ أَبُودَا زَمَـــــــانْ

***
د. محمد فؤاد المغازي

برلين في 22/7/2016

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
 
 

عن admin

شاهد أيضاً

ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول إذاعة ونشر رد «عبدالناصر» على خطاب الرئيس العراقى أحمد حسن البكر

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *