نحن في شهر كانون الثاني يناير وهو شهر الزعيم جمال عبد الناصر وبه رأت عيناه النور لأول مرة ، ولذلك لهذا الشهر خصوصية وطنية وقومية وأممية .

فهذا القائد العربي العملاق القادم من صعيد مصر الخالدة تجاوز حالته القطرية وأصبح من أهم قادة العالم والقائد العربي الأبرز منذ عصر صلاح الدين .

وفي ذكرى ميلاده الثانية بعد المائة هناك الكثير الكثير ما يمكن أن يقال أو يكتب في حياة هذا القائد الاستثنائي الذي تعرض للكثير من حوادث الاغتيالات المعروفة والغير معروفة حيا والأهم محاولة اغتياله بعد رحيله عبر محو تاريخه .

وهناك من يؤكد أن رحيله تم بواسطة القتل عبر السم ومن أقرب المقربين إليه وقبل ذلك تعرض قلبه الكبير لطعنات الأصدقاء والمقربين وخيانة بعضهم ،.
أما كيف استشهد بواسطة السم الإجابة على ذلك بالواقع الذي نعيشه الآن وبالانقلاب الذي تم عقب رحيله مباشرة ومن كان له مصلحة في التغير الجذري للسياسة العربية التي تقودها مصر في ذلك الوقت بشكل خاص .
وما وصلت إليه الأمة من الذل والانكسار ندفع ثمنه كل يوم ناهيك عن حملة إعلامية وثقافية مركزة وحاقدة بالإعلام المرئي والمكتوب والمسموع ، المسرح ،السينما والتلفزيون لمهاجمة الزعيم جمال عبد الناصر والتشكيك بسياسته وانجازاته التاريخية وحتى انحيازه للفقراء تلك الانجازات في داخل مصر وخارجها ولا ينكرها إلا ما هو فاقدا لكل قيم الرجولة والكرامة خاصة بعد حرب أكتوبر المغدورة .
ولعل أكبر تزوير للتاريخ ما أعلنه للأسف خليفة الزعيم عندما أراد الانقلاب على نهجه بالانفتاح المزعوم وكأن مصر كانت قبل ذلك في سجن رغم كل الحقائق التي تؤكد أن الانفتاح المزعوم لم يكن إلا على أعداء الأمة من الصهاينة الأمريكان وبعض الغرب المتصهين ونظام آل سعود الوهابي الذي أفرز ما تعانيه مصر والعالم أجمع من إرهاب يرتدي ثوب الدين في الوقت الذي قطعت علاقات مصر مع كل العالم العربي والإسلامي باستثناء تركيا وإيران الشاه بذلك الوقت ، وأساءت كثيرا مع القارة الإفريقية التي ينبع من دولها شرايين الحياة لمصر مياه نهر النيل .

إذا انفتاح مع من وعلى من ويكفي أن نذكر أن الانفتاح المزعوم أدى إلى بيع مئات المصانع التي أقامها الزعيم جمال عبد الناصر وأصبحت مصر مستوردة لكل شيء بعد أن كانت في عهد جمال عبد الناصر تقف ومتفوقة على كوريا الجنوبية واندونيسيا ولجانب الهند والصين .
ولغة الأرقام أصدق من يتحدث عن الحقائق ، فقد رحل الزعيم جمال عبد الناصر وديون مصر رغم الثورة المستمرة وما تعرضت له مصر من حصار وحروب فرضت عليها وبناء المشاريع العملاقة والنضال من أجل التحرير واسترداد ثروات الوطن.
لم تتجاوز الديون المليار دولار معظمها أسلحة للاتحاد السوفيتي الصديق ، في الوقت الذي رحل صاحب الانفتاح المزعوم وديون مصر في إحدى عشر عاما من حكمه قاربت الثلاثون مليار دولار وعلاقات مصر مقطوعة مع العالم باستثناء أمريكا والكيان الصهيوني وبعض الغرب المتصهين واكتملت بعهد المخلوع اللامبارك لتكون خيالية لتصبح مصر على حافة الانهيار .ثم توريث الحكم .

إذا حملة الحقد والكراهية على الزعيم جمال عبد الناصر ومسيرته منذ رحيله حتى اليوم وهي من أخر نجاح مشروعه القومي التحرري وليس من هذه الأدوات الرخيصة ولكن بسبب من يمّولها من دويلات الذهب الأسود ويحركها من وراء البحار .
ومع كل ذلك فشلت من نيل سيرة الزعيم وتاريخه المشرف وان أعاقت مشروعه القومي .

لذلك الاحتفال بذكرى بميلاد الزعيم جمال عبد الناصر ومناسباته الأخرى ليس بكاء على الإطلال أو على حلم جميل أفقنا بعده على واقع موحش ، ولكن إيمانا منا بحتمية انتصار القيم الرفيعة والحق والعدل وتصحيح حركة التاريخ .
وكما هو إيمانا بأمتنا العربية وإنها قادرة على إنجاب الكثيرون أمثال جمال عبد الناصر ، أحمد بن بيلا ، وهواري بوميدن ، معمر ألقذافي وأسدي بلاد الشام حافظ الأسد وبشار الأسد .

ولا نقول في هذه المناسبة السعيدة إلا أن نؤكد ما هو من الثوابت وإننا على العهد ماضون ولأمتنا العربية أوفياء مخلصون رايتنا عربية ناصرية وبندقيتنا باتجاه أعداء الأمة من صهاينة وأمريكان حتى تحقق أمتنا مكانا على هذا الكوكب وسط هذا العالم الذي لا يعترف إلا بالأقوياء وقوتنا في وحدتنا التي نادى بها جمال عبد الناصر .
وسلاما عليك أبا خالد يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا ، وكل عام وأمتنا العربية بألف خير .