الرئيسية / كتب و دراسات / تحميل ..كتاب ” اعترافات الزمن الخائب ” – تأليف د.غالى شكرى

تحميل ..كتاب ” اعترافات الزمن الخائب ” – تأليف د.غالى شكرى

غالى شكرى .. كاتب وناقد ومؤرخ مصري له العديد من الكتب والدراسات السياسية والاجتماعية والنقدية ، كتابه ” اعترافات الزمن الخائب ” يقدم فيه رصد لتاريخ مصر فى الفترة من عام 1952 حتى عام 1979 عبر استعراض للفكر الناصرى وسياسات جمال عبد الناصرثم ما حدث فى مصر عقب انقلاب السادات على ثورة يوليو حتى وصلنا إلى توقيع معاهدة السلام مع العدو

 

 

مدخل تمهيدي إلى الفكر الناصري
مقدمة عن الرجل
من هو جمال عبد الناصر ؟ لقد صوره البعض في حياته وكأنه رجل
المعجزات .. وصوره آخرون بعد رحيله وكأنه رجل الكوارث . إن بعض
الذين صوروه وكأنه رجل المعجزات كانوا يهربون وراء هذه اللافتة من مشاركته في المسؤولية ليتحمل وحده كل الأعباء والخطايا . كذلك فإن بعض الذين صوروه وكأنه رجل الكوارث . نظروا إليه من خلال ما أصابهم في أمانهم الشخصي وامتيازاتهم الخاصة، والحق أن
عبد الناصر – كفرد – لم يكن رجل المعجزات ولا رجل الكوارث . وإنما
كان ولا زال بطلاً قومياً جسد في إحدى لحظات التاريخ – عشرين عاماً
تبدأ من النصف الثاني من القرن العشرين – نضال أمة ترسف في أغلال القهر والتخلف. وقد استمد بطولته ، من طاقته العظمى على التحدي أياً كانت الأساليب التي استخدمها في طريق التحدي وأياً كانت النتائج التي وصل إليها . فإن هذه الأساليب والنتائج – مجتمعة – لم تكن معزولة عن البيئة التي ولدته وانعكاسات العصر التي واكبته وطبيعة التحديات التي واجهته .
ولقد تعرض عبد الناصر في مختلف مراحل حياته، وبعد غيابه ، لكثير
جدا من موازين التقيم حسب الموقع الاجتماعي والسياسي الذي اختاره لنفسه صاحب الميزان. وكثيرا ما تبادل أهل الرأي في عبد الناصر مواقعهم ، باختلاف حركته من مرحلة إلى أخرى وتباينها من قضية إلى أخرى، وكانت الفروق واضحة بل حاسمة بين ميزان وآخر طالما كانت الأرباح والخسائر » اللغة المشتركة بين الجميع ، ولكن هذه الفروق كانت تتداخل في ما بينها وتتشابك حين يتصل التقييم بشخص جمال عبد الناصر لا بمنجزات ثورة يولیو – تموز .
فربما تجد يساريا ً ويمينياً يتفقان على توصيف ما لشخصية القائد ،
ويختلفان بعد ذلك حول أفعاله .. ولربما تجد يساربين تتباين وجهت نظرهما حول البطل، وتتفقان على المنجزات. كذلك قد تكشف قاسم مشتركة أعظم لصورة عبد الناصر في أعين المثقفين ، تتعارض جزئي أو كليا عن صورته في أعين الفلاحين أو العمال أو الشباب أو السياسيين القدامى . كما أنك قد تكتشف الحد الأدنى من الخطوط والألوان التي أضفاها المصريون على تمثال عبد الناصر، وهي تغاير الخطوط والألوان التي أضفاها العرب خارج مصر على هذا التمثال ، وهي تتباعد كثيرا عن الخطوط والألوان التي أضفاها العالم ، بقاراته المختلفة على هذا التمثال .
أين الحقيقة إذن، وهل كانت لعبد الناصر عدة وجوه حتى تختلف
الناس حول شخصه بينما يتفقون – بالسلب والإيجاب — حول أعماله أم كان لعبد الناصر وجه واحد، ولكن درجة الإبصار عند الناس هى التي تختلف ضعفاً وقوة، قرباً وبعداً ؟ وهل من المهم أن نعرف جمال
عبد الناصر وقد عرفنا تقريباً ما أنجز وما لم ينجز؟
أقول : أولا. إنه لم يكن لعبد الناصر أكثر من وجه . وتلك هي
السمة الأولى في تكوينه الشخصي ، إنه كان ذا وجه واحد. وقد لا يكون ضعف البصر أو بعد الرجل هو السبب في ضعف صورته أو عدم اكتمالها .ربما كانت زاوية الرؤية هى السبب ولكن والوجه الواحد يظل السمة البارزة والأساسية في بناء الرجل ، فحتى المناورة في حياته لم تكن ازدواجاً في الشخصية . وإنما كانت أسلوباً في العمل يتجه به نحو غاية محددة لا تتناقض مع مجمل الغايات. ولم يكن هذا الأسلوب يتناقض من الوجهة الأخلاقية مع الهدف
وأقول . ثانياً : أنه من المهم أن نعرف جمال عبد الناصر كفرد. عن
قرب. لأنه قد برهن بشخصه على الأهمية البالغة لدور الفرد في التاريخ . سواء لبصمته التي لا تقبل المحو عن مسار الثورة العربية . أو للظروف التاريخية لمصر والوطن العربي – كجزء، جوهري مما يسمى بالعالم الثالث – أو لتفاعل العنصرين معاً. وهو الأرجح.
وعلى أية حال فقد كان عبد الناصر هو الزعيم الوحيد بين زعماء
العالم الثالث الذي شق لنفسه تياراً متميزة وسط حركة التحرر الوطني في القارات الثلاث المنسية : آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، إن كاسترو . وهو أكثر هؤلاء الزعماء رادیکالية , قد اكتسب وزنه الدولي من تحوله وهو في قمة السلطة إلى الماركسية . أي أن انتماءه الأيديولوجي الجديد إلى نظرية سائدة في نصف العالم وأكثر هو الذي دفع به إلى مكان خاص ، فوق المسرح العالمي. وقد أكد كاسترو و دور الفرد في التاريخ من هذه الزاوية .
وانعكاسها على تطور بلاده الوطني والاجتماعي. لقد انتهى إلى تيار قائم بالفعل . وأشعل الطموح من أجل التغيير في العديد من صدور الثوريين . ولكنه بالقطع لم يشق تیاراً جديداً متميزاً بقسماته النوعية . فالاشتراكية العلمية اختيار مطروح من قبله ومن بعده . و إنجازه التاريخي هو الاختيار .والانحياز إلى هذا التيار دون غيره . كذلك نهرو . وهو المفكر والسياسي في وقت واحد. تبنى الأصول المعروفة للاشتراكية الديمقراطية مع تعديلات طفيفة تناسب ظروف الهند من موقع الشرائح العليا للبرجوازية الليبرالية .
ولكن نهرو – وارث غاندي العظيم – لم يضف بصمة شخصية حاسمة تمیز تیاراً خاصاً به أكثر مما يتميز به برنامج حزب المؤتمر، وقد سقط سوکارنو ونکروما دون أن يخلف أحدهما تیاراً يتصارع الناس من حوله . ودون أن يخلف أحدهما تحدياً للقادمين من بعده في الاقتصاد أو السياسة أو الفكر وربما كان تيتو في شرق أوروبا وديغول في غربها هما وحدهما الشخصيتان التارخيتان اللتان يمكن القول أنه كان لدورهما القومي في الحرب العالمية الثانية أثر في استقلال يوغسلافيا عن النموذج السوفياتي لبناء
الاشتراكية. وطموح فرنسا للاستقلال عن النموذج الأميركي لبناء
الرأسمالية. هكذا أصبحت التيتوية تياراً وكذلك الديغولية
أما في ، العالم الثالث .. فقد ولدت الناصرية بعبد الناصر . ولم ترحل
برحيله ، وإنما هي شقت لنفسها تياراً اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً في مصر .و تیاراً فكرياً في طول الوطن العربي وعرضه. ونموذجاً وطنياً بارزاً بين حركات التحرر في العالم. وكان الدور الشخصي لجمال عبد الناصر من أهم العوامل التي صاغت ثورة يوليو تموز . على هذا النحو دون ذاك . والتي اكسبت منجزاتها وانتكاساتها هذا الطابع دون غيره . ولكنها — بسلبياتها و إيجابياتها – خلفت وراءها تراثاً اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً في .أيديولوجياً على صعيد الوطن العربي . و نموذجاً يتكرر في خطوطه العامة في
مواقع كثيرة من حركات التحرر الوطني،

 

 

index.jpg33

 

رابط التحميل
https://elw3yalarabi.org/elw3y/wp-content/uploads/2019/12/%D8%BA%D8%A7%D9%84%D9%89-%D8%B4%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%A6%D8%A8.pdf

غالى شكري-اعترافات الزمن الخائب

 

عن admin

شاهد أيضاً

كتاب الدكتور عبدالخالق فاروق (حقيقة الدعم و أزمة الاقتصاد المصري)

  الدكتور عبدالخالق فاروق من أهم الباحثين الاقتصاديين في مصر وقدم العديد من الأبحاث والكتب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *