الرئيسية / كتاب الوعي العربي / إنطباعات عن فيلم الممر

إنطباعات عن فيلم الممر

لسه بدك ترمينا في البحر يا جمال
الثلاثاء، 11 يونيو 2019 03:41 مبقلم: شريف عبدالبديع

يبدأ الفيلم بالعدوان الصهيوني علي جيشنا في صباح 5 يونيو 1967 وقائد الوحدة العسكرية المصرية ومعه (أحمد عز) يتلقون الأوامر من السيد المشير القائد العام للقوات المسلحة بالإنسحاب غرب القناة دون سبب واضح ودون مبررمفهوم ولا يملكون رفض الأوامر رغم إعتراضهم وشرحهم للقادة قدرتهم علي الصمود ورد العدوان

يدخل قائد وحدة صهيونية لمقر كتيبة مصرية (إياد نصار) ويجد صورة للرئيس عبد الناصر (الصورة المتداولة من صور الريس في عدوان 1956) ثم يخاطب صورة الرئيس قائلآ (لسه بدك ترمينا في البحر يا جمال؟) والجدير بالذكر أن هذه العبارة لم ترد علي لسان الرئيس عبد الناصر أبدآ طيلة حياته وربما تفوًه بها أحمد الشقيري ممثل منظمة التحرير الفلسطينية مرة في أحد خطاباته ولكن آلة الدعاية الصهيونية هي من روًجت لهذه المقولة علي لسان ناصر لتبرير عدوانها
يأتي حضور الرئيس بالأبيض والأسود في خطاب الإستقالة الشهير ثم في أحد خطاباته برفض الإستسلام ثم مشاهد للرئيس وهو يشرف علي إعادة بناء الجيش متزامنة مع أحداث الفيلم ومشاهده الخاصة بتقديم تدريبات أبطال الفيلم علي القتال
في المشهد الذي يصل فيه (أحمد صلاح حسني) ضابط الصاعقة البحرية الي قيادة الجيش ولقاءه بأحمد عز ثم سؤاله عن مكان القائد يرتبك (أحمد عز) ويكاد يشير الي صورة عبد الناصر في نهاية الممر ثم يستدرك ويشير الي مكتب القائد في نهاية الممر في الجهة المقابلة وأعتبره مشهدآ غير مفهوم
لا يوجد في سياق الفيلم أي معلومة تخص قضية فلسطين(جوهر الصراع العربي الصهيوني ) وكأن العدو موجود في المنطقة منذ سنوات قبل أن نستفزه نحن فيقرر تأديبنا بعدوان يونيو
من المشاهد العجيبة هي مقولة الضابط الصهيوني (إياد نصار ) أن الحاخام قال لهم أن هذه الأرض هي وعد الله لأبيهم إبراهيم من الفرات الي النيل فيرد عليه الضابط المصري(أحمد فلوكس ) بكل غرابة وكأنه يعترف بشرعية إغتصابه فلسطين أن أبناء ابراهيم ليس اسحاق وحده ولكن اسحاق وأيضآ اسماعيل ونحن من نسل إسماعيل وكأن الصراع بيننا وبينهم علي إقتسام تركة ابراهيم المزعومة علي وعد إلهي وهذا تمييع لطبيعة الصراع الذي هو في جوهره صراع بيننا وبين قوي إستعمارية خلقت هذا الكيان الإستيطاني العنصري لعزل مصر عن المشرق العربي ولضرب مصر كلما أرادات أن تبني نهضة وتقود الإقليم
من المشاهد الجيدة هي مقولة الضابط الصهيوني ( إياد نصار ) لزميله الضابط الصهيوني أن الأمن هو الأولوية الأولي وينبغي أن نظل أيادينا علي الزناد العربي الجيد هو العربي الميت

من المشاهد غير الموفقة هي ذلك المشهد الذي يذهب فيه الجندي الصعيدي (محمد فراج)الي الجندي النوبي الهارب من الجندية لإعادته الي الخدمة فيقول الجندي النوبي أنهم ضحكوا عليه وأنهم كنوبيين تم تهجيرهم من بلادهم لبناء السد العالي ولم يعيدوهم الي بلادهم والمعروف أن التهجير حدث في العام 1964 والعدوان حدث في العام 1967 والسد العالي إنتهي بناؤه في 1971 فأين هو الكذب والخداع ؟

أحمد رزق أدي أروع الشخصيات في الفيلم وكان آداؤه لشخصية الصحفي موفقآ وأضفي ضحكة صافية من القلب

حسنآ فعل صانعو الفيلم بإبراز الدور البطولي لبدو سيناء في مساعدة أبناء جيشنا الباسل في مقاومة العدو الصهيوني

مشهد الضابط ( أحمد عز مع إبنه ) وهو يسأله عن هزيمة يونيو فيرد عليه أحمد عز هو احنا ف الكورة لو طلع الشوط الأول مغلوبين واحد صفر يبقي كده خسرنا الماتش ولا الماتش لسه ما خلصش واحنا هنكسب الشوط الثاني ) وهو من المشاهد التي ينبغي أن يتوقف عندها كل من يعتبر 5 يونيو هي نهاية التاريخ
ويمكن أن يأخذ عليه البعض أنه لم يشر الي مظاهرات الشعب المصري في رفض الهزيمة 9-10 يونيو والتمسك بحقها في المقاومة ومواصلة القتال ولم يشر الي تولي الفريق محمد فوزي مسئولية بناء الجيش ولا التصميم السياسي برفض كل الحلول السلمية بإسترداد سيناء مقابل تنازلات ولا دور الفريق الشهيد عبد المنعم رياض ولا مشهد جنازته الرائع ولا دور الفريق سعد الشاذلي لم يشر سوي لدور إيراهيم الرفاعي فقط بشكل عابر الا أن الرد يمكن أن يكون أنه فيلم سينمائي وليس فيلمآ وثائقيآ أو تسجيليآ
إن حرب الإستنزاف التي إستمرت سنوات ثلاث فيها الآف الحكايات التي تستحق أن تنتج الدولة أفلامآ عن كل حكاية فيها ولكن هذا لسبب أو لآخر لا يحدث للاسف
بشكل عام الفيلم ممتع سينمائيآ والرسالة التي يحملها الفيلم تستحق الإشادة بها (الصهاينة هم العدو)

 

عن admin

شاهد أيضاً

رغيف العيش

محمد سيف الدولة Seif_eldawla@hotmail.com   لم تكن هذه هى المرة الاولى الذي يعبر فيها رئيس …

تعليق واحد

  1. المفروض ان يكون فيلم الممر عن الزعيم الخالد جمال عبد الناصر والرجال العظماء والشعب العظيم. لكن للاسف لم نجد فيه لا عبد الناصر ولا حرب استنزاف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *