مجلة الوعي العربي
مقالات مشابهة
تختلف مع جمال عبد الناصر أو تتفق معه، تعمل لصالح إسرائيل أو لخدمة المرشد، تقرأ لزينب الغزالي أو تلتهم منشورات دار الزهراء، تتراقص عيناك طربا في محجريهما لكتابات محمد جلال كشك عن ثورة يوليو الأمريكية(!) أو تُحمِّل أبا خالد هزائم ونكسات واعتقالات الاخوان المسلمين عامي 54 أو 65، تقول بأنه شيوعي أو اشتراكي أو علماني أو أنه أزاح محمد نجيب عن موقعه، ولكن الغريب أن روح الزعيم تظل مُحــَـلـِّـقة فوق مصر كأنها تقوم بحمايتها من الغرباء الاستعماريين، ومن الوطنيين الغرباء.
حتى لو قام الاخوان والسلفيون والوفديون وأصدقاء إسرائيل بالعمل، إعلاميا وتعليميا وتربوياً، في البيت والمدرسة والمسجد والشارع، على تشويه صورة “الرَيّــس”، تُفاجأ أن جيلا صغيرا سقط من بطون أمهاته في الثمانينيات والتسعينيات، وتجرع كراهية أبي خالد يخرج رافعاً صورته، ويحلم به، ويبكي عليه!
اكتب، حلل، عدد كل سلبيات عبد الناصر، احفظ كل الكتب المعادية له والممهورة بتوقيع إسرائيلي/اخواني/وفدي، وافتح قلب شاب شجاع يحلم لمصر بمستقبل مشرق فستجد جمال عبد الناصر راقداً في ركن دافيء من هذا القلب الشاب في سلام عجيب.
لا فائدة فالمعركة خاسرة بكل المعايير، والحل الوحيد أن تبحث عن السبب أو الأسباب التي تجعل عبد الناصر حبيب الملايين الذي سمعوا عنه كل السلبيات فلم تؤثر فيهم، وظل هو الحب الكبير.
أقول لكل الكارهين لعبد الناصر أنهم يــُـضـَـيــّـعون وقتهم في معركتهم الساذجة، فــَـدّعوُه للتاريخ وانشغلوا بالسادات ومبارك والمشير ومرسي والسيسي فقد جاءوا من بعده.
الشباب الثوري الغاضب الذين يرفعوه صورة الزعيم ليسوا بالضرورة ناصريين، لكنهم عاشقون لمصر، وكل عاشق لمصر، يختلف أو يتفق مع عبد الناصر، لابد أن يكتمل حــُــبه للوطن بحــُـلم الرَيــّــس .. السد العالي، تأميم قناة السويس، كرامة المصري، عيد العمال، توزيع الأراضي على الفلاحيين وآلاف غيرها من الانتصارات بجانب هزائم تخجل من الاطلاله بجانب ذكراه.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو النرويج
