الرئيسية / حوارات ناصرية / مجموعة مايو .1971. بين السادات وهيكل

مجموعة مايو .1971. بين السادات وهيكل

96580195_10158441036235984_4406032654898561024_n

بقلم : شهدي عطية

32253613_10156414014290984_6031921039087239168_n

هذه الصورة من خطاب السادات يوم 1 مايو 1971 والحضور في الصف الأول الشيخ الباقوري ، محمد حسنين هيكل ، مصطفى خليل ،شعراوي جمعة ، محمود رياض ،حافظ بدوي، سامي شرف .
لاحظوا نظرات شعراوي جمعة إلى محمد فايق ثم نظرة سامي شرف للمنصة وكذلك جلسة الثقة لهيكل وأمامه السيجار ولسان حاله يقول كل شيئ على ما يرام..
وقد بدأ حسنين هيكل هذه المعركة مبكرا جدا بعد وفاة عبدالناصر بأربعين يوما حين كتب مقاله الشهير عبدالناصر ليس أسطورة ..يوم 6 نوفمبر 1970 لعب هذا المقال دورا من أهم الأدوار في لعبة السلطة في مصر بعد وفاة عبدالناصر والنزاع على الحكم . كتب هيكل هذا المقال في ذكرى الأربعين لوفاة جمال عبدالناصر تحديدا في 6 نوفمبر 1970 انتقد فيه البعض بتقديس عبدالناصر وتنصيب انفسهم كهانا ورهبانا في معبده , ويقصد بذلك محور علي صبري . وقد قال هيكل في مقاله ” إنه ليس من حق أحد بيننا، أن تراوده – على نحو أو آخر، بقصد أو بغير قصد – فكرة تحويل جمال عبد الناصر إلى أسطورة..”
وفي موضع آخر قال ملمحا أيضا لمحور علي صبري ” إن جمال عبد الناصر ليس له خلفاء ولا صحابة، يتقدمون بإسمه أو يفسرون نيابة عنه. لقد كان له زملاء وأصدقاء، وقيمة ما تعلموه عنه، مرهونة بما يظهر من تصرفاتهم، على أن تكون محسوبة عليهم، دون أن يرتد حسابها عليه. إن خلفاء جمال عبد الناصر وصحابته الحقيقيين هم كل الشعب، وليسوا بعض الأفراد، وهم كل قوى التطور والتقدم، وليسوا بعض المجموعات، وهم كل المستعدين لأن يعطوا باسم عبد الناصر، وليسوا كل الذين يمكن أن يأخذوا باسمه. ”
أثار هذا المقال زلزالا وسط المحاور المتصارعة على السلطة وقتها فأمر الدكتور لبيب شقير رئيس مجلس الأمة وعضو اللجنة التنفيذية للإتحاد الاشتراكي بسرعة عرض ومناقشة هذا المقال في جلسة عاجلة للاتحاد الاشتراكي . كان طلب محاكمة هيكل سياسيا هو إحدى حلقات صراع المحاور الضاري حول السلطة في مصر والهدف منه القضاء على محور هيكل والسيطرة على جهاز الإعلام في الدولة . سريعا استجاب انور السادات للطلب كي يظهر في صورة الحاكم العادل المحايد الحريص على التحقيق في اتهامات اطراف النظام فيما بينهما . وفي الجلسة الثانية لمناقشة هذا المقال فاجأ السادات الجميع بحضور هيكل مناقشة الجلسات والدفاع عن نفسه .دافع هيكل عن مواقفه وأفكاره وتمكن من ان يجذب الى صفه جانبا من الاعضاء على رأسهم الدكتور محمود فوزي . واستطاع السادات بدفع محور هيكل الى الخروج من موقع الحياد الى موقع التحالف الفعلي مع محور السادات واستمر الصراع حتى 13 مايو 1971 ..
بعد انتهاء الصراع وسيطرة محور السادات على كل مقاليد السلطة عاد الأستاذ هيكل يوم 21 مايو 1971 للحديث مرة أخرى في مقال بعنوان ” ماذا أقول ” هاجم فيه وبشكل صريح مجموعة على صبري فكتب فيه بالنص
“1 – إنهم قدروا وخططوا أن الاستقالات سوف تكون صاعقة تشل حركة أنور السادات وتعجزه عن التفكير وعن الحركة ومن ثم فإنه سيرضخ.
[لم يحدث.. وحدث العكس!].
2 – إنهم قدروا وخططوا خروج ألوف من التنظيم السرى يقودون مئات الألوف من الجماهير تطالب بعودتهم.
[لم يحدث ذلك.. وحدث العكس!].
3 – إنهم قدروا وخططوا تحركات بعد ذلك تجرى تحت حجة مواجهة خطر التداعى فى الجبهة الداخلية.
[لم يحدث.. وحدث العكس!].
كيف إذن؟
كيف كان المصير معلقاً على هذا النحو فى قبضةٍ مليئة بالعنف ورأسٍ ملىء بالظلام… قوة مطلقة وجهل مطبق!
أن هؤلاء جميعاً لم يكونوا على مستوى يسمح لهم أن يقدروا بحساب وأن يخططوا بكفاءة فى أوامر تتعلق بهم وبأنفسهم وبمستقبلهم..فكيف كان يمكن أن يقدروا أو يخططوا لغيرهم؟ ….. ”
انتهى كلام هيكل في مقاله ..وانتهت بعده مرحلة هامة في تاريخنا ..
وكذلك انتهت علاقة السادات بهيكل أيضا في الثاني من فبراير 1974 وقبله الليثي ناصف في اغسطس 1973 .. وتلك قصة أخرى .

لا يتوفر وصف للصورة.

عن admin

شاهد أيضاً

ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول إذاعة ونشر رد «عبدالناصر» على خطاب الرئيس العراقى أحمد حسن البكر

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول …

تعليق واحد

  1. الأستاذ هيكل داهية فذ بحق..عبقري مدهش..كرهته أم أحببته..خالفته أم وافقته..اعتبرته نموذجا للكاتب الوطني بامتياز أم نموذجًا للكاتب العميل باقتدار..(رحمه الله رحمة واسعة)..
    تلميذ فاق أساتذة في المدرسة البريطانية فالأمريكية
    ويوم يتاح للمثقف المصري مناخ معرفة صحي بحق-فسوف نقرأ العجب العُجاب؛
    خاصة بعد انتهاء جيل الأجداد والآباء والأحفاد الذين استفادوا من عصر ناصر والسادات-رحمهما الله-أو أصابهم منهما ضررٌ على السواء..
    والله وحده أعلم متى يأتي ذلك اليوم إن كتب الله له وجودًا..
    والحمد لله على نعمة يوم القيامة..يوم الشهادات الصدوق بلا كذب ولا تدليس ولا تضليل ولا تزييف ولا جهل ولا هوى..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *