الرئيسية / تقارير وملفات / لا للتعديلات الدستورية – بقلم : د.أحمد السيد النجار

لا للتعديلات الدستورية – بقلم : د.أحمد السيد النجار

57076917_2261627244165122_5840937845027504128_n
هذه المنطقة تتنافس في مسيرات الغباء. لو بعثت الكاتبة الأمريكية من أصل ألماني بربارة فيرتهايم توكمان (طوخمان) حية لأضافت المنطقة العربية إلى كتابها الأكثر أهمية “مسيرة الغباء.. من طروادة إلى حرب فيتنام”. النظام في دولة كبيرة استخف بشعبه وأصر على أن يحكمه بأجهزة الدولة من وراء واجهة عبارة عن رئيس مريض وعاجز كليا تم الدفع به للانتخابات الرئاسية، فانفجر الغضب الشعبي الذي يمكن أن يودي بالنظام كله والذي لم يفده مسلسل التراجع أمام المد الشعبي. وبراميل النفط والغاز التي أعملت في المنطقة تخريبا وتمزيقا بتمويل التطرف والعنف والإرهاب الطائفي والمذهبي والاعتداء المباشر على دول عربية أخرى، استنزفت أموالها في مغامراتها العدوانية وفي تغذية غول المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، وعمقت تبعيتها لإمبراطورية الشر الأمريكية وللكيان الصهيوني الذي تخطب وهذا  في كل مناسبة. وتلك البراميل النفطية الغبية لن تستمر كثيرا في مأمن من الإرهاب الذي مولته أو التمزق الذي سعت لإحداثه في دول شقيقة أخرى. ودولة صغيرة تحكمها أقلية مذهبية تصر على التنكيل بأبناء الأغلبية وتخوينهم وتجريد من يعارضها منهم من الجنسية متناسية أن ذلك يعبئ احتقانات سوف تدمر كل شئ عندما تنفجر. ودول بادرت باستخدام العنف المفرط ضد الاحتجاجات السلمية ففتحت بوابات الجحيم بانقسامات في جيوشها وباستسهال قطاعات من شعوبها لرفع السلاح ضد الدولة وبدخول براميل النفط الغبية وإمبراطوريات الشر الأمريكية والفرنسية والتركية لتمويل وتسليح وتمرير حثالة الإرهابيين لتمزيقها، واستعانت بقوى إقليمية وعالمية لدعمها في الحرب الأهلية ولمواجهة تلك الحرب الإرهابية العالمية ضدها فأصبح مصيرها بيد تلك القوى التي تتاجر بدورها وبذلك البلد خاصة وان رأس القوة العالمية التي تساندها يرتبط بعلاقات قوية مع الكيان الصهيوني ورأسه الإرهابي بنيامين نتنياهو. ودولة كانت أكبر الدول العربية مساحة قادها نظامها المتطرف دينيا والذي جاء بانقلاب عسكري إلى التمزق والانقسام إلى دولتين. وعندما انفجر الشعب وأسقط رأس ذلك النظام، تصر قيادات جيشه وهي جزء من النظام الساقط على إدارة المرحلة الانتقالية لإجهاض الثورة وإعادة إنتاج ذلك النظام الفاشل الذي دمر ذلك البلد ولن تنجح في ذلك في ظل إصرار قوى الثورة على إقامة نظام مدني إلا إذا فجرت حربا أهلية، كما تصر على استمرار المشاركة في حملة عسكرية مدمرة تشنها براميل النفط ضد دولة عربية أخرى. ودولة أخرى تصر على مواجهة الحراك الشعبي في منطقة تعاني من التهميش، بأحكام قاسية تعبئ المزيد من الاحتقانات في بلد متعدد الأعراق وكأن تلك الدولة تبحث عن استيلاد الاحتجاجات. ونظام مذهبي شيعي متطرف جاء محمولا على الدبابات الأمريكية وتحالف معهم في ارتكاب جرائم مروعة ضد من قاوموا الاحتلال، وفتح بوابات الفساد بصورة غير مسبوقة، وتسابقت ميليشياته المذهبية في سرقة نفط الأمة ومقدراتها، وفتح بلاده لإيران لتنظم الاغتيالات الإرهابية ضد رموز وعلماء وطياري النظام الذي أسقطه الأمريكيون، ولرعاية إنشاء قوة إرهابية مذهبية مسلحة ومعترف بها رسميا، واستخدم الحرب ضد داعش لتدمير المنطقة السنية من بلاده ونهب ممتلكات أبنائها وارتكاب أبشع الاعتداءات ضدهم وتحويل غالبيتهم إلى لاجئين ومشردين في بلادهم أو في دول الجوار غير آبه إلى أن ذلك يعبئ احتقانات رهيبة ستنفجر يوما ما بكل أشكال العنف وربما الحرب الأهلية المدمرة للوطن.
هذا هو الحال المايل في منطقتنا العربية التي تحكمها سلطات تسيطر على شعوب وليست دول مؤسسات وقانون يطبق على الجميع على قدم المساواة، فلماذا تصر الدولة في مصر على تحطيم ما يميز مصر عن تلك الدول بالسعي لتعديلات “دستورية” تضيع الفصل الدستوري بين السلطات وتعيد انتاج نظام الاستبداد وتطويع الدستور لمصالح فردية وتكريس هيمنة أجهزة الدولة.. لأجل مستقبل وطننا العظيم لا تمرروا هذه التعديلات حتى نحافظ على ما تبقى من سمات الدولة التي تميزنا عن باقي السلطات المهيمنة على بلدان المنطقة

عن admin

شاهد أيضاً

ذات يوم.. 2 أغسطس 1990..إيقاظ مبارك وفهد وحسين من النوم على اتصالات هاتفية باحتلال العراق للكويت

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 2 أغسطس 1990..إيقاظ مبارك وفهد وحسين من النوم على اتصالات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *