الرئيسية / حوارات ناصرية / شهادة د.رشدي سعيد عن برلمان “عبد الناصر “

شهادة د.رشدي سعيد عن برلمان “عبد الناصر “

201901140613281328

#مصر_1964
#عبد_الناصر_مَرَ_من_هنا
د.رشدي سعيد ( الچيولوچي المصري الأصدق ) يحدثكم في كتابه المهم : “ثروات مصر بين عبد الناصر والسادات”، من موقع شاهد العيان ، عن برلمان 1964 ، الذي كان أول برلمان يُنتخب بعد التحول الاشتراكي الهائل في صيف 1961 ، الذي عبّر عن نفسه في الميثاق الوطني ( 1962 ) و من بعده في دستور 1964 ، الذي نص على وجوب تمثيل العمال والفلاحين ( كطليعة تحالف قوى الشعب العاملة ) بنصف مقاعد مجلس الأُمة ، على الأقل .تحصيناً لمكتسباتهم من أن تمتد اليها الأيدي الآثمة ، التي ستجد نموذجاً حقيراً لها #ياللي_بتسأل_عن_الديموقراطية في السطور التالية .

 

54521192_333368587298134_1105705417293430784_n

بداية يبدو لافتاً قول د.سعيد بالنص :
“كان أعضاء برلمان 1964 في معظمهم مجهولي الهوية ، فلم يكن منهم إلا أقل القليل من القيادات التقليدية أو من الأُسر القديمة ، التي درَج أعضاؤها على احتلال مقاعد البرلمان منذ نشأته في عشرينات القرن العشرين ” . كما توقف د.سعيد بذكاء عند أسباب حسرة القليلين من أبناء تلك الأُسر الذي تمكنوا من الفوز بعضوية المجلس ، حين وجدوا أنفسهم أقلية ضئيلة ، بين أغلبية كاسحة من الوجوه الجديدة .التي دخلت باب التمثيل النيابي للمرة الأولى .
وينقل د.سعيد عن واحد من النوائب بالوراثة ( وهم ينتمون قلباً وقالباً الى طبقة العاطلين بالوراثة ) ، ما أبداه له وهما يشربان قهوتهما في فناء البهو الفرعوني ، من امتعاضه الظاهر الذي بلغ حدود “احتقاره الشديد لهؤلاء الأعضاء الجدد الذين كان الكثير منهم من صغار مُلاك الأرض الزراعية .أو من مدرسي المدارس الالزامية .أو من محاميي الأرياف أو من صغار الموظفين من أصحاب الشهادات المتوسطة الذين حضر الكثيرون منهم الجلسة الأولى للمجلس بوسائل النقل العام ، فلم يكن لدى أغلبهم سيارة خاصة . وباتوا ليلتهم في أبسط الفنادق الشعبية ” !
وهذا النمط من النواب ، مما كان لا يمكن أن يروق لأبناء طبقة النصف في المائة ، ممن توارثوا المقاعد النيابية والوزارية ومجالس ادارات البنوك والشركات الكبرى ، ضمن دائرة مغلقة عليهم وأصهارهم !

ولا يفوت د.سعيد الاشارة الى أنه ” لم يكن أي من هؤلاء النواب الجدد مديناً لأحد بمجيئه الى المجلس .فقد جاءوا إليه بأذرعتهم ، وسط المناخ العام الذي أفرزه صدور الميثاق الوطني ، والقواعد الجديدة المنظمة للترشيح في البرلمان .ولم يكن للقيادة السياسية ( #عبد_الناصر_الذي_لا_يريدونك_أن_تعرفه ) تفضيل لواحد على الآخر .فقد كان الكل أمامها سواء .فقد تركت معركة الانتخاب حرة ، يتنافس فيها مَن يشاء ، دون أي تدخل .وانتظرت لترى أداء كل واحد منهم ، لتصطفي كوادرها السياسية بالقاهرة “!

ولا يكتمل قوس الدهشة ( في سياق المقاربة الكاشفة عما صار من ترّدي بعد ذلك ) الا بأن نقرأ ما كتبه د.سعيد عن “الامتيازات ” التي كان يحصل عليها النواب .في #الستينيات_وما_أدراك_ما_الستينيات ، على أرضية أن “عقد الستينات من القرن العشرين ، كان فيه الكثير من الضوابط التي كانت تمنع الانحراف أو الإثراء غير المشروع . واللذين كادا أن ينحصرا في بؤر صغيرة كتلك التي كانت تحميها الأجهزة العاملة وراء ستار ( في موضع آخر أشار تحديداً الى “شلّة عبد الحكيم عامر”!) وكان مرتب عضو مجلس الأمة ، في ذلك الوقت 30 جنيهاً ، تستحق عليها الضرائب .ولم يكن للعضو أي استحقاقات أخرى سواء عن حضور اللجان ، أو جلسات المجلس .وكان أغلب الأعضاء لذلك من محدودي الدخل حقاً ، مما كان يجعلهم أكثر حساسية لمشاكل الناس ، التي كان الكلام عنها كثيراً في عقد الستينات” .

عن admin

شاهد أيضاً

ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول إذاعة ونشر رد «عبدالناصر» على خطاب الرئيس العراقى أحمد حسن البكر

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *