الرئيسية / حوارات ناصرية / المرأة في عهد جمال عبد الناصر

المرأة في عهد جمال عبد الناصر

 

53556233_295747331091768_8292031369677111296_n1
اعداد – شيماء ابراهيم

تمر هذه الايام الذكرى الـ 64 على ثورة يوليو 1952 بزعيمها “ناصر” الذى ترك للاجيال مجداً وارثاً فكرياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً يشبهنا ويشبه طموحنا ترك لنا مشروعاً عظيماً خرج من رحم الامة المصرية، قام على أعمدة وجوانب سبعة هي : العدالة الاجتماعية، الجانب الروحي والديني، المرأة نصف المجتمع، الاهتمام بالفن والابداع، الجانب العسكرى، الجانب الصناعي والتنموي، السياسية الخارجية والقومية العربية والامتداد الأفريقي .

ولا ننسى موقف جمال عبد الناصر من المرأة، فقد كان الرجل فى سعيه إلى التحديث يعمل على تحرر نصف المجتمع ليمنح المرأة جميع حقوقها الطبيعية باعتبارها كانت تمثل جانبا كبيرا من المجتمع مهضوم الحقوق مما جعل عبد الناصر يصر على أن يصدر فى الميثاق ما نصه : ” ” لابد للمرأة أن تتساوى مع الرجل..ولابد أن تسقط بقايا الأغلال التي تعوق حركتها الحرة حتى تستطيع أن تشارك بعمق وإيجابية في الحياة “.. قال عبد الناصر تلك الكلمات حين سعي إلى تحرير المرأة ليمنحها حقوقها والتي بدونها ما وصلت المرأة إلى ما وصلت إليه في هذه الفترة.

ففى عام ( 1956 ) منح الدستور المرأة حقوقها السياسية كاملة وتضمن ولأول مرة حق المرأة في الانتخاب والترشُّح، وطبق عليها مبدأ تكافؤ الفرص، فأصبحت مديرا عاما وأستاذا في الجامعة ووزيرا وتساوت مع الرجل في الأجور والمرتبات، وفى عام ( 1956 ) تم حل الاتحاد النسائي المصري، وفى عام ( 1957 ) الانتخابات البرلمانية ودخول أول امرأة مصرية للبرلمان، وفى عام ( 1962 ) عينت دكتور حكمت أبو زيد أول وزيرة للشئون الاجتماعية، وفى عام ( 1970 ) مثيل وفد نسائي يتضمن عائشة راتب وعزيزة حسين وأخريات ؛ لصياغة مسودات اتفاقية المرأة الدولية.

الاسلام والمرأة في فكر عبد الناصر

عرضت شبكة ناصر الاخبارية استقبال “ناصر” للكاتبة الفرنسية الشهيرة “سيمون دي بوفوار” والفيلسوف الفرنسي “جان بول سارتر” يوم 9 مارس 1967 … وسألته “بوفوار” عن تعليم المرأة وتعدد الزوجات وتأثير الدين في حياة المجتمع، فقال لها عبد الناصر:

-( انني لا أريدك أن تأخذي بمقولة أن الاسلام يمكن أن يكون عائقا للتطور فميزة الاسلام في رأيي أنه دين مفتوح على كل العصور وكل مراحل التطور . وأنا دائما أنقل عن النبي محمد قوله داعيا الناس الى الاجتهاد ازاء مستجدات العصور : “أنتم أعلم بشئون دنياكم” )

– (وبالنسبة لتعدد الزوجات فأنا لا أرى الاسلام يتركها رخصة مفتوحة وانما هي رخصة مقيدة بشروط تجعل التعدد صعبا بل تكاد تجعله مستحيلا والدليل على ذلك ما نراه عمليا أمامنا ومؤداه أن ظاهرة تعدد الزوجات تتلاشى تدريجيا في المجتمع المصري )

– (و اما عن تعليم المرأة، وأنا أعتبره الأساس الحقيقي لحريتها، فسوف أطلب من مكتبي أن يبعثوا اليك باحصائيات عن عدد البنات في مراحل التعليم المختلفة، وكذلك في مجالات العمل، في مجتمع المدارس والجامعات الآن أكثرمن مليون فتاة، و في مجالات العمل المختلفة الآن حوالي 2 مليون سيدة تعمل وفي رأيي أن هذه حركة التطور حية ومرئية، وأنا أعرف أن بعض المشايخ قد يقفون على منابر مساجدهم ليقولوا كلاما آخر، ولكن كلامهم في اعتقادي غير مؤثر لأن ضرورات التطور أقوى من كل ما يقولون .)

سامي شرف يكتب عن عبد الناصر والمرأة

لعلى لا أكون مبالغا عندما أقرر أن موقف جمال عبد الناصر من المرأة التى اعتبرها هو عن قناعة تامة الأم التى اوصى بها الدين والرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام ثلاثا والتى كانت احد الأسباب الرئيسية التى حسمت قراره بتعديل قانون الأزهر الشريف ليسمح بانضمام العنصر النسائى لهذه الجامعة الإسلامية العريقة، وباختصار لكى يتحقق فتح المجال الصحيح لأم مسلمة تشارك فى خلق المجتمع المصرى الجديد . . باعتبار المرأة تمثل جانبا من المجتمع مهضوم الحقوق، فكان أن نص فى ميثاق العمل الوطنى على:” أن المرأة لابد أن تتساوى بالرجل ، وأن تسقط بتاتا الأغلال التى تعوق حركتها الحرة حتى تستطيع أن تشارك بعمق وإيجابية فى صنع الحياة”. كان قرار جمال عبد الناصر منح المرأة حقوقها السياسية كاملة فحصلت على حق التصويت مثلا قبل أن تحصل عليه المرأة فى سويسرا ، كما طبق مبدأ تكافؤ الفرص بين المرأة والرجل فى كل المناصب، وبهذه المناسبة فإن ما تتقاضاه المرأة المصرية من رواتب تتساوى مع ما يتقاضاه الرجل فى نفس الوظيفة، فى حين أن المرأة الأمريكية المديرالعام تتقاضى راتبا أقل من نظيرها الرجل، وهذا سائد حتى اليوم .

هذا فى الوقت الذى ظلت فيه عقيلة الرئيس عبد الناصر تحتل مكانها التقليدى والبروتوكولى فى المجتمع المصرى، فهى دائما إلى جانبه فى المناسبات الرسمية، ولم يكن يشار إليها إلا بإسم حرم الرئيس .

وبهذه المناسبة فقد حدث اثناء أول زيارة زيارة للرئيس جمال عبد الناصر لليونان وصحبته فيها السيدة قرينته، وفى حفل الاستقبال كانت المراسم تقتضى فى مثل هذه الرسميات أن يدخل رئيس الدولة المضيفة إلى قاعة الاحتفال متأبطا ذراع حرم الرئيس الضيف احتفاء بها بينما يدخل الرئيس الضيف وقد تأبط ذراع زوجة الرئيس المضيف . كان الطاقم المصرى كله على يقين ان الرئيس جمال عبد الناصر سوف يرفض هذا التقليد او البروتوكول الذى يتنافى تماما مع تقاليد البلد وطبعه الصعيدى. وفعلا رفض الرئيس جمال عبد الناصر ــ حين عرضت عليه ترتيبات الاستقبال وما سيتم فيه ــ رفضا قاطعا وقال إننى أرفض ذلك لنفسى كما أننى لا أستطيع أن اجرح مشاعر الشعب المصرى حين يرى بكرة صورة حرم رئيس جمهوريته وقد تأبطت ذراع رجل آخر . وكان ان قام عند الاقتراب من باب القاعة ان تقدم من الملك اليونانى ووضع يده فى يده وتقدما عبر الباب إلى القاعة فما كان من الملكة إلا أن تأبطت ذراع حرم الرئيس ودخلتا سويا للقاعة وانتهت الأزمة الصامتة والتى مرت بهدوء وبكرامة .

شاهندة مقلد عن عبد الناصر:” كان سباقا في إعطاء المرأة المصرية حقوقها”

قالت شاهندة مقلد، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان –سابقا- ، إن الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر كان سباقا لنيل المرأة لحقوقها، واستجاب للحركة الناهضة، وجعل هناك ظروف سياسية واقتصادية لتتمكن المرأة من هذا، مضيفة أن المرأة حصلت على حقوق فعلية ونضجت في عهد عبد الناصر.

وأكدت مقلد في حوارها أن الوضع الحالي للمرأة كان بفعل فاعل، لأن مصر كانت مستهدفة من بعد عبد الناصر، إلى أن جاء محمد مرسي وجماعته التي حكمت مصر واستهدفتها، مشيرة إلى أن العمل بالخليج لعب دورا في خفض وعي النساء المصريات، لان من كان يسافر كان يعود بزي مختلف وعقلية مختلفة، بحسب قولها.

وأضافت أن حقوق المرأة تؤخذ ولا تعطي، لأن ما يعطى يؤخذ ثانية، كما أنه لا يوجد من يدافع عنها، موضحة أن النساء المصريات أثبتوا نشاطهن، وهن مواطنات لهن كامل الحقوق، كما أنهم أثبتوا أنهن في مقدمة الصفوف السياسية، قائلة إنه عندما تشعر المرأة المصرية بالخطر تكون سباقة عن الرجل.

راوية عطية أول نائبة بالبرلمان 1957

تعتبر المصرية أول امرأة عربية تدخل البرلمان، حدث ذلك عام 1957 أي بعد عام واحد من منحها حق التصويت والترشيح رسميًا (عام 1956).

ففي هذا العام منح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حق الانتخاب والترشح للمرأة المصرية بموجب دستور 1956 وفتح باب الترشح، وتقدمت 8 سيدات للترشح بعد هذا القرار، وفازت المصرية راوية عطية وكانت أول امرأة عربية تدخل إلى البرلمان.

وكانت راوية عطية أول نائبة تدخل البرلمان المصري عن دائرة القاهرة عام 1957. فكان لراوية عطية عند دخولها البرلمان المصري مطالب عدة ناقشتها خلال الجلسات. فطلبت من وزير الشئون الاجتماعية تنفيذ المشروع الخاص بإنشاء مكاتب للتوجيه الأسري والاستشارات الزوجية، وذلك لحل مشكلات الأسرة الاقتصادية والاجتماعية والنفسية . بالإضافة إلى ذلك كانت راوية عطية أول إمرأة تعمل كضابطة في الجيش المصري و ذلك بعدما حصل العدوان الثلاثي على مصر. فقامت بتدريب 4000 إمرأة على الإسعافات الأولية والتمريض لجرحى الحرب ووصلت لرتبة نقيب  .

وتلا ذلك تعيين أول وزيرة للشئون الاجتماعية فى مصر وهي حكمت أبو زيد عام 1962. وقد مُثلت المرأة المصرية فى كافة المجالس النيابية التى أعقبت مجلس الأمة عام 1957، وتفاوتت بعد ذلك  نسبة تمثيلها صعوداً وهبوطاً .

أمينة السعيد أول رئيسة تحرير أمرأة في عهد عبد الناصر

من أولى السيدات اللاتي اشتغلن بالصحافة، حملت على عاتقها قضية تحرير المرأة ومساواتها بالرجل، وتعرضت خلال رحلتها لحملات هجوم واسعة من ذوي المرجعيات الدينية والإسلامية، لأن تبقى قامة صحفية، وصاحبة الألقاب الأولى في بلاط ”صاحبة الجلالة”.

الدكتورة أمينة السعيد، المولودة في (20 مايو 1910)، والدها هو الطبيب ”أحمد السعيد” القادم من ”المنصورة” للعمل بأسيوط، كان لديه ميول أوروبية و ربى ابنته على الحرية والانطلاق السائد لدى الغرب، وشجعها على العلم والقراءة وألحقها بالمدارس الأجنبية، ثم بمدرسة ”الحلمية للبنات” بعد رجوعهم للقاهرة.

في سن الخامسة عشر، تعرفت ”أمينة السعيد” على الرائدة ”هدى شعراوي – مؤسسة الاتحاد النسائي”، فتبنتها ورأت فيها ”هدى هانم” نموذجًا للفتاة القادرة على حمل مشعل تحرير المرأة من بعد رواد الحركة النسائية ”سيزا النبراوي ودرية شفيق وقاسم أمين ولطفي السيد”.

أقنعتها ”هدى هانم” بالالتحاق بالجامعة المصرية، وكانت ضمن أول دفعة للفتيات تلتحق بالجامعة عام 1931 ومعها ”نبوية موسى، سميرة موسى، درية شفيق”، والتحقت بقسم اللغة الإنجليزية ويكون عميد الكلية ”الدكتور طه حسين”، وتخرجت فيه عام 1935، وتزوجت عام 1937 بالدكتور ”عبد الله زين العابدين” بعد خطبة دامت 6 سنوات، واستمر الزواج حتى وفاة زوجها، وحزنت عليه أيما حزن لدرجة توقفها عن الكتابة ثلاث سنوات.

أثناء دراستها بالجامعة عملت بالصحافة تحت اسم مستعار، وانتقلت بين مجلات ”الأمل، كوكب الشرق، آخر ساعة، المصور”، وفي 1954 أصدر ”أمين زيدان” مجلة ”حواء”، وكانت ”أمينة السعيد” رئيسة التحرير، لتكون (أول رئيسة تحرير امرأة).

وبعد رحيل الكاتب ”فكري أباظة” عن رئاسة تحرير ”المصور”، تولت ”أمينة” رئاسة تحريرها، ثم ترأست مجلس إدارة ”دار الهلال”، ووفقًا لقوانين الصحافة المصرية دخلت مجلس إدارة نقابة الصحفيين، وكانت (أول سيدة عضوة منتخبة في مجلس نقابة الصحفيين)، وفي 1959 كانت (أول سيدة تتولى منصب وكيل نقابة الصحفيين)، كما كانت عضوة بمجلس الشورى، وتولت منصب ”سكرتير عام الاتحاد النسائي” الذي أنشأته ”هدى هانم شعراوي”.

”اسألوني” .. كان الباب الثابت المخصص لها في صحيفة ”المصور”، وظل طوال 40 عامًا يتلقى أسئلة القراء لتجاوب عليه ”مدام أمينة”، ومن خلاله عرضت آرائها في المطالبة بحرية المرأة وتعديل قوانين الأحوال الشخصية، ومنح المرأة جميع حقوقها السياسية مساواة بالرجال، وأيضًا تقنين الطلاق ومنع تعدد الزوجات ومساواة المرأة بالرجل في الميراث، وهذا كله عرضها لهجوم كبير من ذوي المرجعية الدينية.

وكانت أثناء رئاستها مجلة ”حواء” قد هاجمت حجاب المرأة بجرأة، ومن أقوالها في عهد ”عبد الناصر”: ”كيف نخضع لفقهاء أربعة ولدوا في عصور الظلام ولدينا (الميثاق)؟!”، تقصد الكتاب الذي كتبه ”هيكل” للرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعنوان ”الميثاق” والذي دعا فيه إلى الاشتراكية.

من أشهر كتاباتها ”وجوه في الظلام، مشاهدات في الهند، من وحي العزلة، الهدف الكبير، آخر الطريق، رواية حواء ذات الوجوه الثلاثة”، كما عملت لفترة في الإذاعة المصرية.

حظت ”أمينة” بتكريم رؤساء مصر الثلاثة ”ناصر والسادات ومبارك”؛ حيث حصلت على أوسمة عديدة تكريمًا لمجهوداتها مثل ”وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى 1963، وسام الجمهورية 1970، وسام الثقافة و الآداب 1992”، وظلت على باب ”اسألوني” حتى رحيلها في 13 أغسطس 1995.

أخر كلمات ”أمينه السعيد” المنشورة كان قبل وفاتها بأربعة أيام نشر فى مجلة ”المصور” عن حال المرأة المصرية فقالت: ”أفنيت عمري كله من أجلها، أما الآن فقد هدني المرض، وتنازلت النساء عن كثير من حقوقهن، فالمرأة المصرية صارت ضعيفة، فلا خلاص للمرأة إلا بالنضال والأمل ”.

حكمت أبو زيد أول وزيرة فى مصر

الدكتورة حكمت أبو زيد هى أول وزيرة فى مصر وثانى وزيرة فى العالم العربى ، مضت رحلة النضال لأكثر من سبعون عاماً ، بين الشهرة والبناء و النضال الوطني بالاضافة الى النفي والتجريح ، شخصية ثرية عالمة جامعية ووزيرة مسئولة بالدولة ولاجئة سياسية.

الدكتورة حكمت أبو زيد هى أول وزيرة فى مصر وثانى وزيرة فى العالم العربى ، مضت رحلة النضال لأكثر من سبعون عاماً ، بين الشهرة والبناء و النضال الوطني بالاضافة الى النفي والتجريح ، شخصية ثرية عالمة جامعية ووزيرة مسئولة بالدولة ولاجئة سياسية.

ولدت عام 1922 م بقرية الشيخ داود التابعة للوحدة المحلية بصنبو بمركز القوصية بقرية تخلو نهائياً من المدارس وقتها في الثلاثينيات من القرن الماضي، كان والدها ناظراً بالسكك الحديدية إهتم بإبنته ووفر لها إمكانية السفر يومياً من قريتها لبندر ديروط لتتلقي التعليم بالمدارس الابتدائية والإعدادية حتي جاءت المرحلة الثانوية فتغربت الدكتورة حكمت أبو زيد عن أسرتها لتكمل مسيرتها التعليمية بمدرسة حلوان الثانوية بالثلاثينيات من القرن الماضي، ولم يكن بحلوان حينذاك مدن جامعية فأقامت بجمعية “بنات الأشراف” التي أسستها الراحلة الزعيمة نبوية موسى.

خلال دراستها الثانوية تزعمت ثورة الطالبات داخل المدرسة ضد الإنجليز والقصر مما آثار غضب السلطة ففصلت من المدرسة واضطرت لاستكمال تعليمها بمدرسة الأميرة فايزة بالإسكندرية.

وفي عام 1940م التحقت بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول ، وكان عميد الكلية وقتها الدكتور طه حسين والذي تنبأ لها بمكانة رفيعة في المستقبل لملاحظته قدرتها العالية في المناقشة الواعية ورغم محاولته إقناعها بالإلتحاق بقسم اللغة الفرنسية لتفوقها في هذا المجال وكونها خريجة مدارس أجنبية بالإسكندرية إلا أنها فضلت العلوم الإجتماعية لاهتمامها الوطني بالمجتمع الإنساني ومعرفتها منذ الصغر بأهمية أن يكون لها رؤية ورسالة واضحة بالحياة.

لم تكتف حكمت أبو زيد بهذا القدر الهائل من التعليم ، بل حصلت على دبلوم التربية العالي بالقاهرة عام 1944م ثم حصلت على الماجستير من جامعة سانت آندروز باسكتلندا عام 1950م حتي حصلت على الدكتوراه في علم النفس من جامعة لندن بإنجلتزا عام 1955م.

في عام 1955م عادت لمصر وتم تعيينها فوراً في كلية البنات بجامعة عين شمس وفي نفس العام إنضمت الدكتورة حكمت أبو زيد إلي فرق المقاومة الشعبية حتي حدثت حرب 1956م فبدأت تتدرب عسكرياً مع الطالبات وسافرت إلي بورسعيد مع سيزا نبراوي وإنجي أفلاطون وكن يشاركن في كل شيء من الإسعافات الأولية حتي الإشتراك بالمعارك العسكرية وعمليات القتال العسكري.

في عام 1962م أختيرت عضو في اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي 1962م ومن خلال ذلك دارت مناقشاتها حول بعض فقرات الميثاق الوطني مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكانت تميل إلي الخلاف في الرأي مع الزعيم الراحل حول مفهوم المراهقة الفكرية ودعم العمل الثوري مما آثار الإعجاب الشديد من قبل الزعيم عبد الناصر بها.

في أوائل الستينات أصدر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قراراً جمهورياً بتعيين الدكتورة حكمت أبو زيد وزيرة للدولة للشئون الإجتماعية لتصبح اول سيدة في مصر تتولي منصب وزير، ومن خلال منصبها حولت الوزارة إلي وزارة مجتمع وأسرة كما نقلت نشاطها لكافة القري والنجوع بالجمهورية بإنشاء فروع لها ، وأقامت للمرة الأولي عدة مشروعات ما زالت مستمرة منها مشروع الأسر المنتجة ومشروع الرائدات الريفيات ومشروع النهوض بالمرأة الريفية كما قامت بحصر الجمعيات الأهلية وتوسعت أنشطتها وخدماتها التنموية.

في عام 1964م ساهمت بوضع قانون 64 وهو أول قانون ينظم الجمعيات الأهلية ، فلها يعود الفضل في تطوير العمل الإجتماعي والرعاية الأسرية من خلال توليها منصب الوزارة ما جعلت للمرة الأولي من مهام وزارتها ضم رعاية مؤسسة الأحداث بكل مشاكلها مما يعد خطوة حاسمة وفعالة في العناية بهؤلاء الأحداث.

عندما حدثت هزيمة 1967م ونظراً للثقة الكبيرة من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في ديناميتها ووطنيتها كلفها بالاهتمام الكامل بالرعاية الإجتماعية لأسر الجنود الموجودين على الجبهة المصرية وبالفعل حققت نجاح منقطع النظير في هذا المجال.

وفي عام 1969 قامت الدكتورة حكمت أبو زيد بالإشراف على مشروع تهجير أهالي النوبة بعد تعرضها للغرق عدة مرات من مشروع كامل في القري النوبية الجديدة ما بين كوم أمبو وأسوان وحرصت على نقل النسيج والبنيان النوبي كما كان قبل الغرق وتفاعلت إنسانياً مع أهالي النوبة مما جعل الزعيم جمال عبد الناصر يطلق عليها لقب “قلب الثورة الرحيم”

بعد رحيل الزعيم جمال عبد الناصر عام 1970م عادت الدكتورة حكمت أبو زيد إلي الحرم الجامعي لتدريس الإجتماع الريفي والحضري وتنقل حصيلة تجربتها الميدانية إلي طلابها وطالباتها في جامعة القاهرة ولم تفقد يوماً ذاتها القومية والثورية إلي يومنا هذا.

النضال السياسي للمرأة في هذه الفترة

بالذهاب إلى ثورة 23 يوليو، والتى لعبت المرأة دورا بارزا فى دعمها، كان هناك دور أكبر وأهم وأخطر كان فدائيون وفدائيات جنبا الى جنب فى مقاومة العدوان الثلاثى على بور سعيد. أثناء العدوان الثلاثى على مصر، والذى شهد تنظيم كتائب محاربة من السيدات المصريات اللاتى تواجدن فى الصفوف الخلفية لمساعدة الجرحى والمصابين، وأيضا التدريب على حمل السلاح، وكانت من أشهر السيدات التى حملت السلاح هى الفنانة الرائعة تحية كاريوكا والفنانة الجميلة نادية لطفى، وفيما بعد استقبلهما الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مع وفد النساء المصريات وقام بتكريمهما واحتفى بهما احتفاء خاصا.

النكسة والمرأة السيناوية

مثلت فترة ما بعد نكسة 1967 معاناة كبيرة شاركت فيها المرأة السيناوية وكان لها دور فعال وايجابي في المقاومة بجانب الرجل والمرأة البدوية كان لها أثر فعال في حرب أكتوبر فهي التي قامت بتهريب الفدائيين وعلاجهم ومساعدتهم في الوصول الي الأراضي المصرية عقب طرق لم يعرفها العدو رغم أن تلك المرأة لم تتعلم ولم تدرب ولكن بفطرة الانتماء وحب الوطن دافعت عن أرضها في مواجهة العدو. وعلي مدار اثني عشرعاماً من الاحتلال لم يستطع العدو الاسرائيلي التغلغل داخل كيان أهل سيناء أو تجنيد أحد أبنائها لأن المرأة المصرية زرعت في نفوس أطفالها عن طريقة تربيتها لهم حب الوطن وعندما أراد العدو الصهيوني “تدويل سيناء” من خلال مؤتمر دولي في الحسنة وقف جميع أهل سيناء رجال ونساء قالوا “ان باطن الأرض خير لنا من ظهرها اذا تخلينا عن مصر أو فرطنا في سيناء…”.

عن admin

شاهد أيضاً

ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول إذاعة ونشر رد «عبدالناصر» على خطاب الرئيس العراقى أحمد حسن البكر

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *