الرئيسية / تقارير وملفات / التدخل الأمريكي في حرب 67 -أمريكا Dans le jeu

التدخل الأمريكي في حرب 67 -أمريكا Dans le jeu

 

President Lyndon Johnson, far right, with Israeli Prime Minister Levi Eshkol and their wives, Lady Bird Johnson on far left and Miriam EshkolGPO/Wikimedia Commons

 

بقلم : محمد الشرقاوي 13 يونيو 2009

لماذا الحقائق لا تظهر إلا بعد حقب زمنية طويلة..؟!!

 

 

-عملية الديك الرومي

 

من الحقائق الهامة التي تجاهلها الكثيرون أن عدوان 67 كان هدفه الأول عبد الناصر، وذلك من أجل القضاء على شكل الزعامة العربية، فبعد تأميم قناة السويس وبناء السد العالي هدد ناصر الغرب الاستعماري، وألحق به أكثر من هزيمة في عدد من المواقع، عندما وقف بكل ثقله وبلاده إلى جانب جميع حركات التحرر عبر العالم، وزادت خطورته على الإمبريالية الغربية عندما نجح في عقد أربعة مؤتمرات قمة عالمية، منها قمتان عربيتان والقمة الأفريقية وقمة عدم الانحياز، وكان الغرب يعتبرها مؤتمرات تهدد مصالحه لأنها تدعو إلى عدم الانحياز والتحرر ورفض النفوذ الأجنبي، وكلها سياسات تعارضت مع مشروع »جونسون« في الوطن العربي قبيل عام 1967، حيث كان يعتبر أمريكا الوريث الشرعي الوحيد لمخلفات الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية.

جونسون كان قلقا من عبد الناصر، وكان يعتبره العقبة الأكبر على المصالح الأمريكية، لذلك اتفق مع رئيس الوزراء الصهيوني آنذاك »ليفي أشكوا« على إطلاق يد تل أبيب في المنطقة للقضاء على عبد الناصر وحماية المصالح الأمريكية، فكان جونسون أول رئيس أمريكي يعطي السلاح الأمريكي علنا للكيان الصهيوني، بعد أن كان يحصل عليه بطريقة غير مباشرة تحت غطاء شركات بريطانية وفرنسية وألمانية.

واشنطن وخطة الخداع الاستراتيجي

هذه الخطة سميت وقتها بـ»خطة الخداع الاستراتيجي«، أما مهندسها فهو الرئيس الأمريكي السابق »جونسون« الذي ظل يدعم الكيان الصهيوني بقوة منذ كان عضوا في مجلس الشيوخ، وحتى توليه الرئاسة بعد اغتيال »جون كنيدي«. ويذكر التاريخ أن »جونسون« كان السيناتور الوحيد الذي اعترض على ضغوط الرئيس »دواية ايزنهاور« على تل أبيب للانسحاب من سيناء أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وكان على المستوى الشخصي يعتبر عبد الناصر عدوا، والوثائق تقول إن »بن جوريون« قال لأيزينهاور آنذاك في نوفمبر 56 »إن إسرائيل لم تدخل أرضا مصرية، إنما كانت تقوم بتحرير سيناء من الفوات المصرية !

 

الضربة الغادرة أثناء المفاوضات الخادعة

وفي مذكراته يقول وزير الخارجية آنذاك »محمود رياض« إن مبعوث أمريكيا »أتدرسون« قابله هو والرئيس عبد الناصر ليؤكد لهما أن الكيان الصهيوني لن يبدأ الحرب، وحصل »أتدرسون« من ناصر على وعد بأن مصر لن تبدأ بالحرب، علما بأن جونسون وتل أبيب كانا يخططان للحرب فعلا وينتظران الفرصة للتخلص من عبد الناصر، و ـ يقول رياض ـ أرسل جونسون مبعوثه »تشارلز يوست« يوم 03 يونيو 67 ـ أي قبل العدوان بيومين ـ ليسلمه رسالة رسمية يؤكد فيها أنه سيتم اتخاذ إجراء ضد البادئ بالحرب داخل الأمم المتحدة وخارجها.

واتفق الاثنان على أن يذهب زكريا محي الدين نائب عبد الناصر إلى واشنطن للتفاوض والوصول إلى تسوية بشأن مضيق نيران، على أن يأتي »هربرت همفري« نائب جونسون إلى القاهرة ليجتمع مع عبد الناصر، وفي صبيحة 5 يونيو 1967، كان زكريا محي الدين يتهيأ للسفر إلى واشنطن، ولكن في الساعة السابعة والنصف هاجمت المقاتلات” الصهيونية” 11 مطارا عسكريا مصريا، ودمرت 320 مقاتلة على الأرض وأكثر من 50 طائرة تمكنت من الإقلاع بعد قصف المدارج

 

 

التدخل الأمريكي  في حرب 67Dans le jeu أمريكا

 

 

جاءت حلقة الأستاذ محمد حسنين هيكل الخميس 4 يونيو لتأكد بالمستندات عن حقيقة التورط الأمريكي في عدوان يونيو 67

إن هذا هو تعبير الرئيس الفرنسي شارل ديجول يوم 5 يونيو واصفا مارأه من ضربة الطيران الإسرائيلي لسلاح الجو

 

 و التعبير بالفرنسية يعني حرفيا أمريكا داخل اللعبة و يعني سياسيا أن أمريكا تدخلت في ضربة الطيران الإسرائيلي صباح يوم 5 يونيو 67لقواعد الطيران المصري

 

كان هذا في رواية أو حديث الوثائق للكاتب الأستاذ محمد حسنين هيكل في برنامجه الأسبوعي علي قناة الجزيرة و الذي أذيع الخميس 4 يونيو 2009

 

كان الحديث عبارة عن تعليق علي وثائق الخارجية الأمريكية و بمعني اصح عرض لرسائل السفير الأمريكي في ليبيا خلال الفترة من 4 يونيو ألي 30 يونيو 1967

 

الحديث خطير لما يحتويه من وثائق تذاع لأول مرة و تثبت التدخل الأمريكي المباشر و ليس مجرد التورط الأمريكي في عدوان يونيو 67 كما جرت العادة علي تسميته و رواية الأستاذ هيكل المدعمة بخطابات السفير الأمريكي في طرابلس الغرب أثناء فترة العدوان تستحق أن يفرد لها كتابا يشرح تفاصيل التدخل الأمريكي بالخرائط العسكرية ويدرس في الأكاديميات العسكرية كدراسة إستراتيجية في التمويه و التخفي و أستخدم السفارات الأمريكية كمكاتب اتصال عسكري و كأدوات للخداع التكتيكي

 

القصة تبدأ يوم 5 يونيو في باريس بأجتماع بين الزعيم الفرنسي و رئيس الجمهورية شارل ديجول و السفير الجزائري في باريس

 السفير الجزائري يحمل رسالة من الرئيس هواري بومدين يشرح فيها موقف الجزائر الداعم  في الأزمة و يذكر فيها أن القوات الجزائرية تشارك في المعركة و تأكد الرسالة مساندة الجزائر للحقوق العربية في فلسطين و علي حق العودة للاجئين الفلسطينيين

 نقل السفير الجزائري تلك العبارة البليغة Dans le jeu يقاطع الرئيس الفرنسي السفير قائلا

الجامعة القاطعة بالتدخل الأمريكي إلي السفير المصري في باريس السيد عبد المنعم النجار الذي نقلها إلي السيد محمد الزيات وكيل وزارة الخارجية المصرية و منها إلي الرئيس جمال عبد الناصر بعد مرورها علي وزير الخارجية

 

في طرابلس  الغرب ذهب 5 من الطيارين الليبيين في مساء 5 يونيو إلي السفارة المصرية في ليبيا ليقصوا خبر انطلاق طائرات  بأعداد كبيرة من قاعدة  هويللس الأمريكية  المجاورة للعاصمة الليبية  دون العودة مرة أخري إلي القاعدة سبق ذلك زحف الجماهير الليبية علي القاعدة الأمريكية يوم 5 يونيو صباحا و أيام 6 و 7 يونيو

السفير الأمريكي في طرابلس يهدد بإطلاق النار علي الجماهير الغاضبة

 

السفير المصري في ليبيا يبلغ وكيل وزارة الخارجية المصرية الدكتور الزيات برواية الطيارين الليبيين ويبلغ بدوره القيادة المصرية

 

عدد الطيارين اليهود المتطوعين للمشاركة في الضربة “جنسية أمريكية و أوربية ” من 140 إلي 160 طيار

 

طليت الطائرات الأمريكية داخل الأراضي الليبية بعلامات سلاح الجو الأسرائيلي

 

 

هي أشياء لا تشتري

 

جنود اسرائيليين يطلقون النار علي العطشي و الجوعي من الأسري المصريين في سيناء

 

قرابة المليون مصري يهاجرون منازلهم في مدن القناة الي مدن وادي النيل

 

الاف القصص من الماسي عن الشهداء و عن الظروف المعيشية القاسية التي عايشها المصريين بعد عدوان 67

 

تدني مستوي المعيشة – أنهيار خطط التنمية – مصاعب أقتصادية – تخلف علمي  – خروج المصريين لأول مرة في التاريخ بحثا عن عمل في الدول العربية

 

أجيال عانت من نتائج عدوان 1967 و لم تبرأ الجراح بعد

 

كل الدول نشرت مايسمي  ” باسرراها العسكرية ” و التي يعتبرونها تاريخا عسكريا  و هي عبارة عن شهادة من عاصروا المعارك و حروب الأمم عدا مصر تحت حجة القانون العسكري الذي يمنع إفشاء الأسرار العسكرية

-ماهي الأسرار  العسكرية تلك بعد 42 عاما من عدوان 67  و هل يجب علينا أن نسمعها من قناة قطرية بعد مايقرب من نصف قرن

 

– هل كتب علينا أن يعيش الشعب مجهلا و لايعرف من ذبحه و ذبح أجيال كانت لم تولد بعد في 67

 

– ألم تفرج أمريكا و أسرائيل عن اسرار 67  فهل يصاغ وعينا علي كتابات العدو و نحرم من تحليل المئات من الكتاب و المؤرخين المصريين و العرب

 

– ماهو دور الجامعات و مراكز البحث التاريخية  و الصحف المسماة بالقومية في نشر تحليل و تأريخ مصري و عربي عن أحداث عدوان 67

 

  • أليس ما تمارسه “الدولة ” بأخفاء ” حقائق مر عليها أكثر من 40 عاما تحت حجة الأسرار العسكرية هو نوع من الأستخفاف بالشعب الذي أضير من هذا العدوان في مستقبله و في درجة تطوره

 

  • ماهي تلك الأسرار العسكرية في ظل وجود أمريكي في سيناء المصرية يرصد حتي حركة الشوارع في القاهرة ؟

 

أليس من حقنا أن نعرف من قتلنا أم أننا لا نستحق ذلك ؟

 

 

 

عن admin

شاهد أيضاً

ذات يوم.. 2 أغسطس 1990..إيقاظ مبارك وفهد وحسين من النوم على اتصالات هاتفية باحتلال العراق للكويت

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 2 أغسطس 1990..إيقاظ مبارك وفهد وحسين من النوم على اتصالات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *